Skip to main content

Full text of "محمد صلى الله عليه وسلم المثل الكامل"

See other formats


لحكل 
2 


0 
4 
00 


سات 


لل 
ا متش راوزادة العا ونفت 


ره 


لتر خحكبَ انيار الكزئ ,اول سشا يلصت 
لاما : مصطنئ تدده 


[ الطبعة الثانية | 
طبع وا راكتبا اص بإنقاهرة 


أه"لاه - مولام 











حقوق 


١‏ لطبسع محفوه 


6 
2 


كه 














بحرو ببات الكراب 


ا اطع تاي ا 1 1 رضن 
الباب الأول إلى غد صل الله عليه وس ترد الفضائل جميعها ... ١‏ 
الباب الشانى ‏ غد صل الله علية وس بين الرسل ... ... ... ... ...لا 
الباب الثالث.- الأسباب الاجتّاعية والاقتصادية النى اقتضت بعثة 7ه 

عد صل الله عليه وسلم 
الباب الرابع - شال حقدول الثوة وانعم اها 0000000177 نا 

ْ الباب االخامس ‏ الأدلة القاطعة على صدق نبوّته صلى الله عليه وسلم ...ا 

ا البا ب السادس _ غد صلى الله عليه وسلم أ كبر المصلحين نجاحا 00 

ا الباب السايع نهد صلى الله عليه وسلم أو الأنبياء دينا 00 

| الباب الثامن ب عد صل الله عليه وسلم أشرف الاق ... ... ... ... 1ه" 

ْ الباتٍ التاسع عد صل الله عليه وس أجدر الناس بالإيمان به وحبتة دوك 

0 واتباعه وطاعته 





60 > 6 © 
00- 
0 


0 
مقدّمة الطبعة ااثانية ل 
اللاى الأول إلى غد صلى الله عليه وسلم ترد الفضائل جميعها . 
حال 
”7 
(1) فضائله الذاتية... 


) مولده و د 


310 رغبته عن الله ما وخشيته من وه 


1 
/ 
/ 
/ 
١ 
/ 
١ 


0( احترامه نفسه 

(ب) فضائله الاجتاعية 
١ )‏ ( جوده ومخاؤه 
ا حسن معاشرته .. 5 
) 1ك 
(8) كن مات 
(ه) طريقته المثلى فى الهداية . 
0 ثباته صلى الله عليه وسلم على هيدنه 0 





كر درن الاب 


اللا بالشانى - غد صل الله عليه وسلم بين الرسل .. 
الياب الثاالث - الأسباب الاجتاعية والاقتصادية التى اقنتضت يعثة 
غد صلى الله عليه وسلم 
(١).حال‏ الفرس .. 
كع 1 
إإ الله 
(5) حال البلاد 0 
(ه) ل 0-0 قبل البعثة المحمدية .. 
الباب الرابع سآحل حصول النبوة واستقرارها . 
الباب اللخامس - الأدلة القاطعة على صدق نبوّته صلى الله عليه وسلم 
)١(‏ الأدلة العقلية ... . 
)١(‏ احتّاله صنوف الأذى ... 
؟ ) اشتهاره بمكارم الأخلاق فى نشأته .. 
م ) شدة خوفه من عظمة ريه ونسبته كل شىء إليه . 

3 ع( انتشار الإسلام لسمرعة .. 

) حرصه 00 هداية الخلق ومغامرته بنفسه وأهله 
اد 
6 اه 0 00 
/ / ( تجرد نفسه من الحظوظ البشرية .. 

) ) فرط حمه على تطهير النفوس من الأرجاس الطبعية 

البشرية وأوحال الشمبوات البهيمية واتخاذه أنجع الوسائل 





لتتحقيق غر ضه 


... وصفه أمراض الجتمع ودواءه‎ )٠١( 
عجز العرب عن معارضة القرآن الذى أنزل عليه‎ )11( 








فهرس الككاب 


(10) تأبيد الله محمد صل الله عليه ونسلم وكناان ماله ى 
(() تكامل الفضل فيه .. 
(ت) الأدلة الحسية .. 
إلمامة بالمعجزات ووجه الحاجة إلما... ١‏ 
ال كك نهد صلى الله عليه وسلم 0 
) | ) نجاحه الاجتاعى والخاق ... 
وم نجاحه فى سياسته .. 50 
)١(‏ احتاله ا 
(0) حذقه فى المعاهدات واستقبال الوفود 0 الوك 
(1) معاهدة الحدبية .. 
06 استقبال الوفود ... 
)١(‏ وفد نصارى نجران . 
؟) وفد يم الدارى وأحكابه 5 
م) وفد 0 بن صعصعة . 


) وفك عبد القيس 


وفد كندة 


3 


وفد جيب 4 


الأ 

0) 

0 عنه 
١‏ 

0020 

(0) 


وفد بى سعد هذيم من قضاعة... 
(ج ) مراساته للوك ... 
(ج ) نجاحه فى حروبه 
مشروعية القتال .. 
ل" 


غزوة الفتح... 








فهرس الكتاب 
الباب السابع عد صل الله عليه وسلم أو الأنبياء دينا .. 
بن 0ل 
مقاصد الإسلام 
00 
الف ال ول 2 إعنك 0 قادانة 7 
!) غرس العقيدة الصحيحة فيه 
وسائل تكوين العقيدة الصحيحة 
س) تميل ظاهره وتهذيب طبائعه بالعبادة . 
الثاننى ‏ إعداد الفرد ليكون عضوا نافعا فى 0 
لأول - الزكاة 
لاك اج :. 


الثالة 0 4 
لسبيل الأول : إنصاف ا و رفع م 





أ ( 5 0 
للك مضفها روضة 7 
الم وآ بوصفها أما : 
0 تمع الإنساى 
موازنة بين الرجل والمرأة .. 
ما اختصت به المرأة دون الرجل . 
إباحة تعدّد الزوجات ... 


شاك تعدد زوجاته صل الله عليه وسلم 
الأسباب العامة 








كرس الكتاب 


( ثامنا ) إباحة الطلاق 
(تاسعا) المجاب... .. 0 
النساء فى الإسلام من مقال قب بكر يدة الإسلام فى بارس 
اميل الانر لإصلاح الجتمع : الإكُارمن وسائل إبطال الرق 
بسحا ون 0ه 500001 
الاسترقاق فى الأزمنة القدمة . 
الرق عند قدماء المصريين .. 
الاسترقاق عند المنود .. 
الاسترقاق عند الأشوريين والابرانيين .. 
الاسترقاق عند الصينيين 
الاسترقاق عند العبرانيين . 
الاسترقاق عند الإغريق . 
إن 2 ارفاك 00 
وجوه الاسترقاق 
أقسام الرقيق 


قيمة الرقيق... 


--_ 


الاسترقاق فى القرون الوسطى . 


الاسترقاق فى الأزمة الحديثة 
قارف لدم 
الاتترك ف اضيا ييه 


اوت اجام ب د 





0 
رات ارق 02 
عْابا العتق الاجتاعية ... . 








فهرس الكتاب 


معاملة الرقيق ... 
الخلاصة : 5 

الملقصد الرا بع مقت البطالة ووجوب 00 كب الماك من 
الوجوه المشروعة 

المقصد الخامس ل حسن المعاملة .. 

المقصد السادس ‏ إقامة العدل ومحق ق الل 0 فى الناس #) 
يصون حقوقهم 

لمقصد السابع 32 تعميم الوحدة الأخوية بين جميسع أفراد هذا 
الدين الحنيف 

لمقصد الثامن ‏ وحلة الرياسة الإسلامية ‏ ... بي ب .. ... 

لمقص-د التا تاسع دك َك كار العام لكل الأنام على اختلاف 
المذاهب والآديان 

لمقصد العاشر - التنويه بمكارم الأخلاق 

لمقصد |1 دى عشر ‏ إقرار أن الناس طبقات وُتازْل ” 

لمقصد الثانى عشر ‏ إصلاح الجتمع إصلاحا شاملا 











(الأقل) دين متبع 

(الشالى) حكومة رشيدة 

(الشالث) عدل شامل .. 

ضروب العدذل ' 

(الرا بنع ) الأمن العام .. 

(الخامس) توفير ساك السر 1 
(السادس) غر ص الآمال فى نفوس الناس 

الياب الثامن ل شل صلى الله عليه وسلم تررك الحلق 95 


الباب التاسع عد صل الله عليه وسلم أجدر الناس بالإيمان به .. 


ومحبته واتباعه وطاعته 








فهرس الكتاب 


وجوب الإيمأن به... . 
وجوب طاعته . 
وجوت حه 
درجات الناس فى محبته .. 5 
أمارات محبته صل الله عليه وسلم ... ... ... 
الباب العاشر موحزالسيرة النبوية .. 
نسب التى صل الله عليه وسلم ... ... ... 


أذوار حاة الرسول ... 2 2-0 
(1) الدور الأقل : من عله إلى ابؤة... 


معيشته قبل النبوّة... . 
) 7 ( الدور الثانى : من النبؤة إل اجرة 


فترة الوجى 


السنة ان1خامسة من النبّة وما بعدها .. 
بدء انتشار الدين الإسلاى... . 
0 الدور الثالث : من المجرة إلى وفاته . 
ال مجرة إلى الماطة... . 
السنة الأول من الهجرة 
مشروعلة لقتال 0 
بدء القتعال 
اكه النالة 7 5-8 
صوم رمضان وزكة الفطر ... 








فهرس الككّاب 


زكاة المال وحكتا .. 

لي 0 1 

صلاة العيدين وزواج على بفاطمة وتزقج الننى المي 
اناف ين - فرق اح 

تحريم الممسر .. 

لسنة الرابعة من الهجرة - غزوة ذات 00 
لسنة االخامسة من اللحجرة - غزوة ة اللندق وهى الأحزاب 
لسنة السادسة من الهجرة - غنزوة الحدبية ... 
لسنة السابعة هن الحجرة - غنزوة خيبر... 





نة النامنة دن ا مهجرة 2 غرزوة الفتح 
التاسعة من الجرة - غزوة تبوك ... 
نة العاشرة س- بعثات إلى ان 
حة الو داع : : 
ا 
وفاة ايسول عليه 10 
دفنه عليه السلام ... 
رسائل لبعض حضرات ث الكلكاء الأجلاء والذسا 5 الفضلاء : 
)0 
(م) م ١م‏ الأستاذالفاضلعبدالوهاب البرعمالحانى,المنصورة 
0 ززد “زر النطاسى البارع ل على الطبيب مستشفى قصمرالعيى 
شويل المدرس بالمسجد النبوى الشريف 00 
(ه) رسالة حضرة مولانا الأستاذ الكبير العالم العلامة الشيخ يوسف 
الى من مشك ولك اام ار يي 0 








رسالة حضرة صاحب الفضيلة أستاذنا اليل الشيخ عبد الله دراز 








0 


القران الكريم . 

لدت ده 

هج البلافة . 

خلاصة السنيرة امحمدية لحضرة العالم الحليل السيد مد رشيد رضاء 
لسية الخلية: 

سي المرأة فى الإسلام للغفور له السيد الأمير على الهندى ٠‏ 
لمعاهدات وامحالفات للاستاذ حسن خطاب الوكل ٠‏ 

لرق فى الإسلام» تأليف أحمد باشا شفيق» وتعريب العلامة 
لحف كك انان 


رسائل السلام للفيلسوف |الكيير الشيخ بوسف الدجوى 0 





مو حزفى تاريح الشرق الأستاذ زولديك المدرس بجامعة إستراسبورج 
3 


سيرة عد صل ألله عليه وسلم لمولانا عل على الهندى ٠.‏ 





ا 


جف مالي 


المد لله الذى له المشل الأعلى » والصلاة والسلام على مد عبده المصطفى» 
ورسوله اللحتى » وصفيه المرتضى الم بد بالمعجزات الباقية» والاايات الباهرة» الَتى 
وصلات إلينا بالأسانيد الصحيحة 4 والأخبار المتواترة 6 وعلى آله صا بيح الدحى 6 


وكعيه نوم الهدى ٠‏ 


( وبعد ) فإنى طالعت ما أدى إليه البحث من اميل الكاملة » التى صؤرتها 
العقول البششر بة جبلا بعد جيل » فألفيتها مظهرا لبيئة امحكاء الذين تمثلوها وأهز جتهم 
وعقائدهم وطرق تفكيرهم أ نما على الدوام فى تدررج وؤل» ونع لمقنضيات 
الزمان والمكان» وتحقيقا للا 0 التى 1 فى صدور بى الإنسان» وأن أحدا منها 
لذلك لا يصاح أن يحكون هداية عاقة لبنى الإنسان جميعهم» على [لسارواك 


زمائهم ومكانهم ٠‏ 
وما كانت سيرة مد صلى الله عليه وسلم من مولده إلى مماته ثاسشّة ثبوتا لامبة 
فيه : شميع أعماله مدو نة » وأحاديثه مسطورة شاملة لا يحتاج إليه بنو البشرف معاشهم 
ومعادهم الك ات لكا مانن 
وتثقيف عقو لم » وتقويم أخلاقهم » وإصلاح شئونهم - كان هو المثل الكامل . 
ولا غرو : فهو خبر البرية طفلا» وأنجمباكهلا» أطهر المطهرين شهة» وأمطر 


ره سه م 


لطر دمة ٠‏ وهو خير أسوة : الفرد فى دم والزوج مع زوجه» والأب مع 





3 


وإده» والمربى مع تلميبذه» والواعظ مع هستمعيه» والمندى فى حومة الوغى» 
والقائد فى خسَّته » والشارع فى أحكام شريعته» والقاضى فى قضائه » والسيامى 
فى حكومته» والملك فى رعيته» والمسالم لأؤليائه» والمخارب لأعدائه» والعايد 
فى محرابه» والزاهد فى قناعته . كل أولئك يحدون من حياته العملية مثلا يحتذونها» 
وروحا يقوون ببسا على مزاولة أسمالهم » و إماما يتبعونه فى تحقيق ماربهم ع 
برجعون إليه عند حيرتهم » و إن آختلفت مشارهم» وتباينت مطالبهم . 

والله أسأل أن هدى الناس إلى اتباع سنته السخية » وآقتفاء سيرته الرككة » 


والاقتداء به فى أخلاقه وأفعاله » والتأسى به فىحربه وسامه» والأخذ بقوله » والرضا 


0 0 
حكه)» والعمل نديثه ؟ فهو عن لا مهرم أنصاره» وحق لا تخذل أعوانه» وسلم أن 
دخله ») وهدى إن آم به » و برهان لمن كام به» وشاهد ان خادم به » وآبة لمن 


3 0 ِ عه 
توسم » وجنة لمن استلا م» وءلم لمن وعى » وحديث لمن روى» وح لمن قضى . 


وقد جعات الكلام فيه على عشرة ارات ليكون أنظم ف الببحث » وأقرب 


للوى ٠‏ والله المستعان» و به التوفيق ٠.‏ سيحانه ٠‏ نم المول» ونم النصير ىه 








مقدّمة الطبعة الثانية 


المد لله ذى الطول والإنعام ٠‏ والصلاة والسلام على خير الأنام » وآآله وصحبه 
الحداة الأعلام ٠‏ وبعد فلما طبع كاب “عد صل الله عليه وس 0 الكامل»» طبعته 
الأولى» أقبل الناس على اقتنائه » جتى نقد ما طبع مد حدق كل كا قر أذ د 
كك بن حسن توفيق الله تعالى 0 رعاته» أن 1 بيد ط 0 
نع عاماء الإسلام » فى سائر الأقطار ٠.‏ فقرءوه قراءة تمحيص وتمهذب» ونظروا 
فى أبوابه وفصوله جملة وتفصيلا نظر بحث وتدقيق . ثم كتبوا لنا بما عن ل 
من آراء موفقة» ومدح لا نراه إلا حسن ظن منهم بناء وتفضلا عليناء وتشجيعا لنا ٠‏ 
ونحن لا سعنا إزاء هذا كله» إلا أن نقدم لم حزيل الشكرء ووافر الد» على 
ما أسدوا من خبر» وقدّموا من نصح باع قياما بواجب الدين» وذيادا عنه ٠‏ 
ولاغرو! فهم كهفه وحماته » ونصراؤه و والذائدون عن حوضه إذا جد 
اانه وادلي” الث © 117ل راك تكون عند حدن ظنهم بنا فى الأخذ 
بما أشاروا به» 00 إليه تفوسهم الكريمة» من إصلاح فى بعض نواى 
لكت ٠‏ جدانا للشو اسان ل رغاق ف الأنين يسرن الفواك ابرق 
أحسنه» ويرون اق فيقصدون إليه من أمثل الطرق ٠‏ لا ببغون عنه حولا ٠‏ 

ولقد كان فاك كتب به إلينا فضيلة مولانا الأستاذ الكليل » العالم المفضال» 
لشبخ ” “عبد الله دراز“»من مقامه الكرم » بإدة #محلة دياى“إحدى قرى الغربية- 





مادلعل فضل كبير» وعلم خزير» وفك ثاقب »ورأى صائب » وغيرة على الدين وأهله » 
4 نعهدها فى غبر السلف الصالمين» هن أئمة المسامين. وأنه حفظه الله») صرف 
عنابته إلى بحث الككاب» والنظر فى جميع مسائله ٠‏ بفزاه الله عنا وعن الإسلام 
خير الخبراء» وأبقاه ذنحرا للعلم والفضيلة » وقوؤى به و بأمثاله عضد الدين ٠‏ آمين ٠‏ 

و إنا نعيد طبع الككّاب للرة النانية» على ضوء ما بين أيديناء من تلك الآراء 
السديدة» وما بدا لنا » حين أعدنا النظر فيه بعد الطبعة الأولى ٠‏ ورجاؤنا فى الله 
تعالى» أن ببدو فى ثويه الحديد » أحسن وضعا» وأحكم صنعا » وأنق دبياجة » 
وأسلس عبارة» وأوفى بالغرض المقصود منه . 





(ع) مقدّمة الطبعة الثانية 


وقد راعينا فى طبعته هذه أمورا . منها : 

(أقلا) إضافة كثير من آى الذكر الحكي » وأحاديث النى الكويم » اقتضاها 
نسق الكتّاب» وتبيان ‏ بعض أغمراضه ؛ فاكتسى بذلك ثو با من ابكلالة والروعة 
ووضوح الغرض ٠‏ 

(ثانيا) تمحيص بعض المسائل الدينية» والموادث التاريخية؛ لتكون وفق 
المشمهور من آراء المؤرخين وعلماء الدين ٠.‏ 

(ثالكا) تقديم بعض موضوعاته على بعض , لتتناسق أبوابه وفصوله » ونتشا كل 
مسائله » ويكون بعضها آخذا برقاب بعض : يدعو سابقها لاحقها» ناكل 
آخرها أؤلها ٠‏ 

(رابعا) حذف مايوهم التكزار : من عبارات وفقّر دستغنى المقام عنها 

(خامسا) ضيط بعض ألفاظه» 0 ما حرف مها ٠.‏ 

(سادسا) إيضاح ما خفى من عباراته وكماته ؛ ليكون أقرب منالا » وأسرع 
بالفهم اتصالا . 

ورجاؤنا فى الله تعالى أن يحقق ما نقصد إليه : من إحياء الفضيلة » و بعث 
الهمة» بالإرشاد إلى المثل الكامل» هن أخلاق سيدنا ومولانا رسول الله صل الله 
عليه وسل » وسيرته الطاهسة» وهدءنا إلى سبل انأير» وير السبل» إنه سميع عليم » 
وبالإجابة جدير . 

وإنا نحتتم الطبعة الثانيية لهذا الكتاب» بنشرما وصل إلينا من كتب بعض 
حضرات علمائنا الأجلاء» وأساتذتنا الفضلاء» هرتبة على حسب ورودها ؛ تنويها 
بفضلهم » وإثبانا لرأهم فى الكتّاب . واولا إيثارنا للحقيقة» وخضوعنا نكم التاري 
فى وجوب إثباتماء لا كتفينا بالإشارة إلها ٠‏ شاكرين هم فضلهم » و جميل عطفهم 
علينا» وحسن ظنهم بنا سال 2 ينتفع العل لم مم ١‏ واد الإسلام بصدق 


إيمأنهم» وحسن بلانهم آمين . 








اللات) لأولٌ 


٠ © © ©‏ م 


إلى مهد صلى الله عليه وسل ترد الفضائل جميعها 


)١(‏ إجمال 

اختص الله نيه مهدا صلى الله عليه وسلم بالمهامد الكثيرة » والمآثر الكثيرة » 
وأظهر على يديه الآبات» وأقام له الألوبة والرايات» وفضله على خاصته وأحبابه » 
وأثق عليه فى غير موضع من كّابه» ونصره بالرعب مسيرة شهر » وأبق معجزته 
ما بق الده» وكلا”ه بعنابته ورعايته » وأيده بالبراعة واللسن» وركب فيه كل 
خلق حسن » وآثاه جوامع الكم» وحض على الاقتداء بهديه »© وأس بامتثال أهسه 
ونبيه» وأحرى جوارى الخير على بديه» وأوى إليه وناجاه» وأراه هن آياته 
الكبرى» وكزمه فى الدنيا والأاحرى » وأسبغ عليه من القبول أحسن المطارف» 
وأولاه كثيرا من اللخصائص » وسواه فعدل تزكيبه» وأذّيه فأحسن تأدببه » وعلمه 
4 م يكن يعلم» وأرشده إلى حل كل مشكل ومبيم » وجبله على الصيانة والعفاف» 
وعدل به ميزان العدل والإنصاف » وأفرده بإيداع سره المصون » وعضده يكاب 
كرم فى كاب مكنون» ومنح جانبه العزيز ليناء وذاته الكريمة لطفاء وفتح به أعينا 
عمياء وآذانا مما » وقلوبا غلفا » ول يبعث نبيا إلا ذكر له نعته ومسلكه » وأخذ 
عليه الميثاق بالإبمان به ونصره إن هو أدركه » ولم يعط أحدا من الأنبياء فضيلة 
إلا أعطاه مثلها وزيادة : نزه لسانه عن النطق بهواه » وفؤاده عن الكذب فيا رآه» 
وجنبه الزيغ وزكاه» وعصمه من الأغراض» وأثاله من نيل الكرامة غاية السول» 
وقرن. طاعته بطاعته فى قوله تعالى : ( من يظع السول فَقدْ اع اللّه) 


29222 22 لي 


وسماه فى كَابه نورا بقوله تعالى : ( قد جاء ة من الله تور وتاب مبين ) وشرح له 
بالرسالة صدرا 04 ورثع له 3 ه معه ف الشهادتين ذكاء» وأبده بأظهر البراهين 4 


(10 





الاب الأقل 


وأمر المعجزات » ودرأ العذاب عر : أهل مكة لكونه بواديهم فقال تعالى 

( وَمَاكان الله يعدم وَأنْتَ فم ) وطهره من الأقذار والأدناس » ودل على 
عصفته فى قوله تعالى : (واللَه ْمَك من الّاس) وأحسن مخاطبته فى سورة ن» 
ووعده فما بأحر غير ممزذون » وأثف عليه الثناء المستطاب العظيم بقوله تعالى : 


( وَإِنَكَ لعلى 0 عظم )) . 
0( تفصيل 

إذا شنح شر العتلاء الذن قاد بذ كهم التاريح وجدنا أن عدا عليه الصلاة 
والسلام أر: فعهم ذكراء وا أبقاهم اك فا عهد التاريح رجلا من عظائه قد أهاب بأمة 
كالعرب ذات بأس وصراحة وحمية و إباء» وذات خيال وتصور» يدعوها أن تخلع 
نفسها فاهى فيه» وأن تضع أعناقها لوق الذىلم تألفه حقا» وأن تعطيه مع ذلك 
محض ضعائرها» و هم لابرون من أهسه ذلك إلا قللتوهوانا واستخفافاء وإن كانوا يعرفونه 
من قبل بحسن الالق؟ وصفاء الذمة» وطهارة الضمير. و يعرفون 2 ل يريد ك0 
ولا سن شيئا من عرض الدنيا »بل قالوا ون | فى أكنة مما عونا ليه وفى آذَاا 
وقر ومن بَينَا ويك حجَابُ َال ا عامُونَ) ثم مع هذا كله لا يداخلهم بالنفاق» 
ولا بتألفهم على باطلهم 4 ولا ندل 2 العقيدة على حكهم دهاء وءاتلة 3 العم 
دهاة السياسة وقادة الم وم صنع تابليون فى مصر : إذ تنظاهى بحب الإسلام » 
وك قال : ” لوكنت أحك؟ شعبا يهوديا لأعدت هيكل سليان (عليه السلام)  ٠‏ 

0 صاحب الشربعة الإسلامية صل الله عليه وسلم فلم يفغل شيعا من ذلك : 
ف عض له ا ار الشكن ل الت كان وهر و فم اه ل ان 
0 يزيد فى 536 من معه فأبى وقال 0 لا ارك ٠.‏ ع هذا قد اجتمع له 
ما أراد ( وأعطتة الأمة العرنية عن يد وهى صاغرة لفق 3 وانذلك له نصرها بعد 
التخذيل عنه» وتعطفت عليه بقلويها المامحة » وهو الراغب عن ستتهم » والمسفه 
لأحلامهم » والطاءعن على شرائعهم ٠.‏ 








إلى نهد صل الله عليه وسلم ترد الفضائل جميعها 


إن نظرة بإمعان 2 التاريج 6 دنا على أن العظاء بيظهرون بين أقوامهم اشاة 
لتدرجهم ورقيهم : فإنكان رقهم فى باب الحقائق الفكرية» ظهر من نهم حكي 
بضىء لم السبيل شاقب فكه وسدبيد رأبه 4 وإذكا٠نبف‏ رقههم ف باب الفتح 


إلى الأقطار المتاءمة والنائية . 


وكذلك القول فى الجدّدين والشعراء واتلخطباء وغيرهم » من عظاء الرجال 


وضسط الملك» ظهر من م فاتح عظم شوده. 


بير حون عن وحهة أقوامهم : فكل عظم من هؤلاء دو روح عصره » وظهوره 0 
على سنة النشوء والارتقاء - بيد أن مهدا صل الله عليه وسلم غم يكن جار يا على هذه 


اعنم بل جاء والعرب قد نزلوا إلى هاوبية الانحلال الاجتّاعى» عا م يعهد له مثيل 
فى تاريخ الأثم: فكانوا فى جهل مطبق بأحكام الدين الصحبح» ومبادى السياسة» 
والحياة الاجتاعية» ولم يكن لم فن بذكر» أو صناعة تنشرء ول يكونوا يعرفونشيئا 
من العلاقات الدواية » وكانت كل قبيلة أمة قائمة بنفسها » 'تحفز لشن الغارة على 
جارتها» فلم .يكن من المألوف أو المعقول» أن بيئة كهذه البيئة خض عن هذا العظم 

الذى ده ما لم يجتمع لمصلح م ن قبله : لأنه كن أمة » وأسس دولة» وأقام 
دينا . أمور ثلاثة لم تجتمع لأحد من قبله ولا من بعده . ولا بعد ظهور بعض 
الأفراد النامبين » أمثال أ كنم بن صيفى دليلا على صلاحية البيئة العربية لإنخراج 
أكير المصلحين . الحق أن العناية الإلحية القادرة التى تلق ال, راثم ف طباكت 
البحار» هى الى أبرزت هذا الإنسان العظيم » وأمدّته بعناينها» وجعلته نورا الأسخ 


الظلمات جميعها فيضىء أطراف الأرضين 8 


العظمة ليست وقفا على ما يتم على يد صاحيها من المعجزات أو العجائب » 
ولست وقفا على ما هو عليه من 0 والقدرة على 0 النظريات» فكل 
هذه مظاهى لا تلبث أن تزول : إنما العظمة الحقيقة هى الشخصية القوية 
الثابتة» وهى التى تأتى بالعجائب» وتأخذ بألباب التفين بصاحمهاء وتملك مشاعس 


الذين يجيئون من بعده» وبنظرون فى سيرته ٠‏ 








الباب الأول 


الشخصية الكاملة هى التى تلق فى قلوب أهل جيلها احتراما وهيبة لصاحبها » 
ورغبة فيه؛ وتملهم على ا كاته » وتحبب إليهم طاعته » ثم تصبغهم بصبغته » وتلق 
فى نفوسهم أساسا جديدا لتقبل عقيدته وآرائه » وبتصل تأثيرها هذا ,قالوب 
الأجبال القادمة» فتظل عظمته <الدة ٠‏ 

كان ند صل الله عليه وسلم هو صاحب هذه الشخصية الكاملة» فلم يجئ قبله 
ولا بعده من يذانيه فيها : فقد مبر معاصربه وأقروا له بالرفعة والتفوق » وكان كثير 
منوم من أصحاب البيوت الرفيعة » والأحلام الراجحة» والأموال الوافرة» وكان كثير 
منهم من ذوى قرباه الذين يعلمون حق العلم حباتيه العامة واخاصة . ولو علموا عيبا 
الأذاعوه» أو وقفوا على نقص لأشاعوه ٠‏ 

احتمل أصغابه فى مدى الشلاث عشرة سنة من بدء البعثه كثيرا من الشدائد» 
وضروب الأذى والاضطهاد : فكانت كل قبيلة تعذب من دان مها له أنواعا من 
التعذيب يفزع قلب الحلم من ذكرهاء وهم يتلونها بصير عيب » مما جعل المصطفى 
صلى الله عليه وس »ينصح لبعضهم بالحجرة إلى الحبشة يم سيأتى ٠‏ ومع هذا كله كان 
عدد أتباعه آخذا فى الغاء . 

فا سبب تمافتهم عليه » واحتّال كل أذى فى سبيله ؟ إن هى إلا تخصيته 
الحذابة» التى ملكت عليهم قلويهم ومشاعرهم » حتى استطاع أن ينثئ منهم جيلا» 


ستطم الفلاسفة ء[ اختلاف عصو ره » أن ينشئوا جيلا د 0 
2 م 0 
صلل ألله عليه وسمم أو بدانية : فكانوا شل نا قْ علو النفس» وصفاء الطبع » 


ورقة الحافب» ورجاحة اليقين » وطهارة اتذلق 4 وعظلم الأمانة» وإقامة العدل» 


وا مضوع لفق » إلى غير ذلك من أمهات الفضائل ٠‏ 

من أجل ذإاك وجب تفصيل طرف هما آتاه الله من الفضائل »فى نسبه ونشأته 
وأعماله : ليتبين للعالم أجمع أن عدا صل الله عليه وس »هو الأسوة الحسنة الصالحة 
لتأدب الأقراد وسياسة الأنم وَأن جميع اتخلال الميدة المثمرة مقتيسة من حاله 


مأخوذة عنه ٠‏ 








إلى مد صلى الله عليه وسلم ترد الفضائل جميعها 


0 فضائله الدلارظة 
)١(‏ مولده وشرف لسبه وكريم نشأته 

ولد صل الله عليه وسلم فى صباح اليوم الثانىعشرءن شهر ر بيع الأول عام الفيل 
على المشهور» أو صباح اليوم التاسع من هذا الشبر سنة ١/اه‏ لليلاد» على ما حققه 
لمرحوم العالم الليل مود باشا الفلكى » وكان مولده بمكة أشرف البلاد وأ كرمها على 
لله سبحانه. وتعالى : فهى باد بركاتها نامية » وموارد فضائلها طامية » وأركان بيتها 
بالأمن مأهولة » وأدعية الطائف بكعبتها مقبولة » بلدكان من أهم أسباب» نوها حاجة 
جبج : إذكانوا يطلبون المأوى قلا يحدون سواها ٠‏ وأماكن اح ما زالت من قديم 
لزمان محط رحال التجار : لأن الناس إذا اجتمعوا فى جهة لغرض من الأغراض » 
ألفوا أنفسهم مدفوءين إلى قضاء منافح لم وهذا صارت مكة سوق بلاد العرب 
جحميعها » ومحط التجارة بين الهند والشام ومصر وغيرها» وقد بلغ سكانها فى وقت هن 
لأوقات مائة أألف نسمة هن بائع ومشتر . وكانت حكومتها ضربا من جمهوربة 





الأشراف (الأرستقراطية) عليه صبغة دينية : ذلك بأنهم كانوا لتخبون لما بطريقة 
عر فية عشربن رجلاء من أعظم القبائل ليكونوا حكام مكة » وحزاس الكعبة . وكانوا 
فى عهد مهد صل الله عليه وسلم من قريش . أما سائرالأمة العربية فكانوا متفزقين 
قبائل فى أنحاء الصحراء» يفصل بعضها عن بعض البيد والقفار» وعلى كل قبيلة أمير 
أو أمراء» وقل أن تمد جذوة الحرب بين هذه القبائل»ولم يكن يؤلف ينهم حلف 
علنى» سوى رابطة القوميةواللغة» وتلاقههم عند الكعبة» حرث كان تجمعهم على | ختلاف 
وثنيتهم ٠.‏ ظل العرب على هذه الخاللة دهورا طوالا فى قتال دائم » ونزال مستحكم » 
وسلب ونب » وتحاسد وتباغض» وتقاتل وتناحس: حروبهم لا تخبو نارهاء ولا هدأ 
سعيرها » تأ كل الرجال » وترمل النساء» وينم الأطفال »وخطباؤهم وشعراؤهم ستحثون 
العزائم » و ستفزون العواطف » و سشجعون الحبان» ويحضون على الطعن والتزال. 
وحرب البسوس دالحس والغيراء من شواهد ذلك . 








الباب الأول 


هن بين هؤلاء العرب ا مد صبلى الله عليه وسم » وهو دعوة أسِ إبراهم 2 
وشارة عسى علمهما الصلاة والتسلم » وصفوة لكاولة قرس وكعيمها» ونحبة ئى 


هاشم راحلها تنه وأدرف العرب بدوا وحضرا» وأفضلهم بيتاء وأعمزهنفرا. 


ل يزل صللى الله عليه وسلم تقل من خير الاباء إل خير الأنناء» حى انهى إلى 


كبر مكة وقر يش فى اخاهلية »عبد المطلب بنهاثم »ثم إلى أبيه عبد الله والد المصطفى 
أشرف الناس نسبا »عا وعر باء فهو ذو نسب زَكى : إبراهم خليل الله دعامه »و إسماعيل 
سنامه» وكانة زمامه » وقريش نظامه » وهاشم تمامه . اختاره الله من أرفع اورت 
والمنازل :أنه اصطفى من ولد إبراهم الخايل رافع قواعد ليت إتعاعيل » واصطفى 





من ولد إسعاعيل نى كانة» ومت ب كانة قرنسًا المعروف بالشريف والمكانة » 
واصطفى دن قرش بق هاشم » ومن تى هاشم سر السرأة أنا القاسم .٠و‏ إلى ذلك سير 
قوله صلل الله عليه وسلم : (إك ألله اصطفى من ولد إبراهم إعاعئل » واصطفى ف 
هن ب هاشم » فأنا خيار من خيار من خيار) . وقول عمه أبى طالب : 
إذا اجتمعت يوما قراس لعشر 5 فعيك افك ما وصيمها 
و إن حصت أساب عبد منافها * فى هاشم أشرافها وقديمها 
وإن نتحرت يوما فإرنف غدا * هوالمصطفى من سرها وكرعها 
وله عو فم يكن فى آبائه مسترذل ولا مستبذل» بل كلهم سادة قادة ٠‏ 


شاه : شب رسول الله صل الله عليه وس والله يحرسه ويرعاه» و يحفظه 
من أدناس الدخاهلية لى) بريد من كرامته ورسااته : لفعله أفضل قومه صروءة » 
وأحسنهم خلقاء وأ كمهم كل وأعطفهم خواناكء وأل بهم -اما» وأصدقهم 
قولا» وأعظمهم أمانة » وعدم من الفحش حتّى عرف بين أهل مكة وهو 
فى ربعان شبابه بالأمين : لأنه استوفى من مكارم الأخلاق كل مكرمة ل ينلها إفسان 
قبله ولا بعده» ولأتهم ى شاهدوا نشأة كعجيب لشأته » فقد ملك عاهم مشاعرهم 








إلى نهد صل الله عليه وسلم ترد الفضائل جميعها 


بصيره وحلمه» ووفائه وزهده» وجوده ونجدته» وصدق طنجته وكام عشرته » 
وتواضعه وعلمه» وعفوه وثياتة . 

عاش بين قومه وهم فقراء ٠.‏ وكان حاله كال أحد بغ عمه وصبية قومه ) و يزيد 
عليهم الم بفقد الأبوين» وم يكن له مؤدّب ظاهس يعتنى بتثقيفه » أو ص ب معروف 
يتولى تمذببه إلا طهارة العقيدة» والاعتصام بالفضيلة » وكل عشرائه أهل وثنية 
وحراسها » و ججميع خلطائة أولياء أصنام وخدامهاء ولا عب : فقد حدّث عن نفسه : 
0 

لم يكن مهد صل الله عليه وسلم فى نشأته »جاريا على المألوف فى الصبيان من تأثر 
عقوم ونفوسهم » بما يرون ولسمعون ويحسون فى بيئتهم » ولو حرى الأعس على 
ذلك لشارك (حاشاه) قومه فى تعظيم الأصنام وعبادتها » ولانغمس ( عصمه الله ) 
فى ضلالات الوثنية وأوهامهاء ولكن عناية الله قد تكفات بتربيته» فنشأ على أل 
مالتل به النفوس هن ميل الصفات »و حميد الحصال :ل السجد لصم » صم » ولم شارك 
قومه فى عيد من أعيادها» ولم يذق لوم قرابينها 

ظل المصطفى صلى الله عليه وسم »,أ كل من ثمرة عمله وكسب بده » حتى استفاض 
بين الناس ما هو عليه من كريم الأخلاق » وعظم الأمانة » وصدق الحديث» 
له ليه ل 0 أن يخرج فى ماللها للشام ومعه ميسرة غلامها» 
فشاهد من اكه » وطهارته» و بركته» وسهولة معاملته» ما جعله يترنم بمديحه» 
والثناء عليه عند سيدته ات لم تتردد فى أن تخطب المصطفى لنفسهاء وكانت سنها 
إِذ ذاك أربعين سنة > وسنه خمسا وعشرين سنة » فرضى المصطفى صل الله عليه 
وس ز واجهاء ثم عاش معها على أتم وفاق وألفة » وصفاء وغبطة» يخاص لها 
الحب وحدها قانعا بالعيش الحادىّ؛ بثى عليه اكيران» ويحبه الإخوان» وم ف 
فى الزواج بغيرها حتّى وافتها منيتها : لأنها هى التى آزرته فى أل أعره الما وعقلها . 
ولذلك قال فى شأنها: آمنت بى حين كفر بى الناس ». وصدّقتنى حي ن كذبى الناس » 
اعطق طلانا عيرق حر اللا د 








الباب الأول 


غبر أن المصطنى حل الله عليه وسلٍ » كا نكلس) تقدّمت سنه قوى فيه حب 
الانفراد » والاتقطاع إلى عس اقبة الله تعالى والتعبد مناجاتة » فأخذ يلو بغسار حراء 
متعيدا فيه اللياللى ذوات العدد : ليتوجه روحه الشريف إلى عالم المعالى » ولستع 
تلق الوح الإلحى . وبدهى أنه لم يتلق درسا على أستاذ قط » ولم بمارس القراءة 
ولا الكابة »ولم يعرف من العالم وعلومه » إلا ما 'بيسر له أن ببصره بنفسه فى ظلمات 
صعراء العرب» أو يصل إلى سمعه من حجاب جهالتها ٠‏ وليس مطعنا فيه أنه لم يتعلم 
علوم العالم قديمها وحديثها» وأنه لم يغترف من متاهل غيره : لأن الله أغناه عنذلك» 
وكفاك بالعلم فى الأنى معجزة . 


(؟) حسن صورته وال خلقته 
إذاكات فن التصويرلم شرف بصورة مهد صل الله عليه وسلم» ققد نال القلم 
0 : وسظ سا ع هه عسو ف مهد هسم سعد ل أعس إس أس سه سوس بي 
هذا الشميف الرفيع : (اقرا وريك الا كترم الذى علم بالةلم علم الإنسان م م يعلم 2 


وحسبك ها جاء عن الحسن بن على رضى الله عنهما أنه قال : سألت هند بن 
أى هالة عن حلية رسول الله صلى الله عليه وسلم »وكان وصافا»وأنا أرجو أنيصف 
لى منها شيئا أتعلق به فقال : كان رسوط الك ميل الله عليه وسلم نا مف :متلا ل 
00( 
وجهه الى القمر ليلة البدر» أطول 0 عر سف 
2( 
0 الشعر» إن انفرقت عقيقته ف وإلا قلا يجاوز شعزه شحمة - إذا هو 
وفره » أزهس اللرف واج الخبين» ا المواجب © سوايغ تك بينهما 
عرق يده الغضب» أثى ال ل كت 
1( 
أللفية» أدعء سهل الخدّين » ضليع اقم 34 ات مفلج الأسنان» دقيق المسرية » 
)00 ين ال اول والقصر ٠‏ (؟) البائن البطول فى نحافة ٠‏ 2 (») ليس سبط ولاجعد ٠‏ 
(4) شعرالرأس . (0) الماجب الأزج : المقؤس الطو يل الوافرالشعر. ‏ (5) القرن: 
اتصال شعر الخاجبين ٠‏ () القنا : احديداب فى الأنف ٠‏ (8) شديد سواد الحدقة . 
(5) الشنب + رونق الأسنان وحستها )٠١( ٠‏ الفلج : فرق بين الثثايا - )11١(‏ خيط الشعر 


الذى بين الصدروالسرة ٠‏ 








إلى محد صل الله علية وس لم ترد الفضائل جميعها 


5 00 00 
كأن عنقه جيد.دمية فى صغاء الفضة» معتدل الملق » بادناء معاسكا» سواء البطن 


والصدر» بعيد ما بين المتكبين > خم الكاديس» اد لحرت ترسوك ا بتالالة 
والسرة شعر يحرى كاللخط » عارى الثديين »أشعر الذراعين والمتكبين وأءالى الصدر» 
طويل الزندين» رحب الراحة » ُ الكفين والقدمين » 0 الأطراف ©» ع 
الذراعين » 0 الأخمصين ؛ مسييح القدمين » ينبو عنهما الماء . 

2010) 060 (5 


إذا ذال نالا وينط تكفؤاء ومشى هوة» ذرج امشية» إذا مث ىكأها 
داعا لون لد الت ميك اف طرف م ظره إل" 


الأرض أطول من نظره إلى السماء» جل نظره الملاحظة» سوق أحكايه 3 ذا 
من لقيه بالسلام ٠‏ 


0 كال منظقه صلى الله علية وسلم 
كان صل الله عليه وسلم يعرق ألسنة العرب> و يعلم لغة من بعد منهم واقتزرب» 


وخاطب كل طائقة بلسائما» وجرى مع كل قبيلة فى مهيدان ساها» فصاحته إلمها 
الى 4 وبلاغته أذهات أرباب الجى 6 وجوامع كليه هأثورة 4 وبدائع حكه 
مشهورة » وطلاوة قوله نجل عن الصفة» وحلاوة منطقه لايذوقها إلا أهل المعرفة. 


أنزل القرآن الكويم بلسانه تعظيا لأصره ورفعة لشأنه ٠.‏ شأ فى بى سعد ورثبته 
فى قريش عالية» بشمع ع الكلام رونق الحضارة » وجزالة البادية وأنك براعة 
خصه بها من حك بتوفير قسمه: لأن مدده الو الذى لايدركه البشرء ولا يحيطون 
بشىء من علمه .كان صل الله عليه وسلم حل و المنطق » فى كلامه ترتيل » كلامه فصل 
)00 البادن : ذو الهم ٠‏ (5) المياسك : الذى يسك بعضه بعضا ٠‏ (). الكراديس : رءوس 
الظام ٠‏ (4) شثنالكفينوالقدمين : غليظهما - (0) طو يلالأصايع- (5)؛ عب لالذراعين: 
غليظهما .2 (0) متجاى أخمض القدم ٠‏ (م) التقلع : رفع الرجل بهَوّةَ - (4) اللكفؤق: 
الميل إلى سئن:.المثى وقصده. 2 )١١(‏ المون : الوقار .2 )١1(‏ الذريع : الواسعالخطو 
)١5(‏ الصبب : العلو . 








الباب الأول 


لانزرولا 5 يحفظه من جلس »© ويفهمه كل من سمعه» كأنما هو درر 
نظمت» لا فضول فيه ولا تقصير » لو عدّه العاد لأحصاه 
0 نض 0ك كا 
0 الله منطقه عن التكلف وتعقيد الصوت والقتمة والنأفأة والرتة ة والتنطع 
ان و ااتفوق » وجعل منطقة مساوقا ل بعة اللغة © فم له إحكام الضبط 

وإتقان الأداء : بخاء لفظه مشبعا » ولسانه ا وتجوده نا » ومنطقه عذبا» 
ومصداق.ذلك قول ا رضى الله عنها : 

ماكان رسول الله صل الله عليه وسلم » سرد كسردك هذاء ولكن كان تك 
يكلام ب« فصل » يحفظه من جلس إليه » وى رواية أخرى : كان رسول الله 
صل الله عليه وس » يحدث حديثًا لو عدّه العاد للأحصاه ٠‏ 

انفرد مهد صل الله عليه وسلم» بأنه أوتى من الفصاحة وحسن البيان؛ما استطاع 
به أن يخاطب ىا تقدّم ‏ بميع القبائل العر بية : كل واحدة بلحنها وعلى مذهيها» 
وكان فى خطابه إياهم بلحونهم أحسنهم بياناء وأقومهم منطقا. ولم يعرف فالتاريح 
أن إنسان نالم يمارس القراءة ولا الكماية » وى برحل فى طلب تعرف لغات القبائل» 
يفوق أهلها فى وضوح الجة وظهور البرهان . 

ولا غرو: فقد متحه الله سلامة الفطرة» وصفاء الحس » ونفاذ البصيرة» ومكنه 
من الإحاطة بلغات القبائل كلها على الوجه الأأكل» فكان فى تبليغها قوى العارضة : 
لاتغيب عنه لغة» ولا تضطرب له عبارة» ولا يتقطع له نظ » ولاشويه تكلف ٠‏ 


ع 


أوتى الحكة البالغة وهو أتى من أ مة | مية : م يقرأ كّابا 6 ولادرس علما 34 
ولا صحب عالى) ولا معلما ما » هر العقول » وأذهل الفطن من إتقان ما أبان 04 


ةد رد الكلام إلى التاء والليم + (؟) الفأفأة : ترديد الفاء فى الكلام ٠‏ 
0( ألرئة : العجمة ٠‏ 0( التنطع 5 التعمق فى إخراج الحروف . (١‏ القطق : 
خم الشفتين و رفع اللسان إلى الفك الأعلى . (5) القن : الرية: «لء القم بالأتفاظ : 


الا 








إلى مهد صلى الله عليه وسلم ترد الفضائل جميعها ١‏ 


وإحكام ما أظهر » فلم يعثر فيه بزلل» ولم يعرض له ما يعرض للخطباء من التخاذل 
0 الطبع َ 

فن الخطباء والفصحاء من ذا أعلال اوت الإطالة جهده »6 فيبدو عليه 
الضعف » وموم من يوانيه الكلام 2 مقام دون مقام آخى ٠.‏ 

0 نهد صلى الله عليه وس ؛ فكا نكلامه سردا مفصلا مرتلا واضحاء عليه ايل 
النبوة ٠.‏ وكل ما كان فيه من روعة الفصاحة»وءذوبة المنطق » وسلامة النظم » 6 
هو منحة إطية لم يتكلف لما عملاء ولا ارتاض هن أجلها رياضة ٠‏ 

وهذا 5-6 أكدايه من لسانه وبيانه : فقد قال له أبو بكر رضى الله عنه : لقد 

طفت 2 العرب و فصحاءهم » ل أفصح كاه 0 ديك ؟ قال : 
ال رن و1 تأدبي» وجل أن أبا بكر قد بلغ فى علم العرب وأنسابها وأخبارها 
شأوا بعيدا حتى قبل : أت من أبى أبى كر» وخليق نا أن ورد هنا كلام هندين 
لف هالة» وكلام الحاحظ ف وصف نطق المصطفى صللى الله عليه وسلم 0 

قال ابن أبى هالة : ”كان رسول الله صلى الله عليه وسلم متواصل الأحزان» 
دائم الفكة» ليست له راحة» ولايتكم فىغيرحاجة» طويل السكوت (كانسكوته 
صل الله عليه وم! لم على أربع : :على الحم والحذر والتقدير والتفك) يفتح الكلام وحتمه 
بأشداقه » و بجوامع الكل فصلا لا فضول فيه ولا تقصير » دمثا ليس بالحافى 

0 0 10) 58 
ولا المهين » يعظ. النعمة و إن دقفت 6 لايم شيئا 4 فلم يكن ببدم ذواقا ولا مدحه» 
ولا يقام لغضبه إذا م دق بشىء حتى بنتصرله » ولابغضب لنفسه ولا يقتصر 
لهاء إذا أشار أشار بكف هكلها» وإذا تعجب قلبها» وإذا نحدّث اتصل ما فضرب 
بإهامه العنى راحته اليسرى » وإذا غضب أعرض وأشاح » وإذا فرح غض 
طرفه » جل صحكه التسم » ويفتت عن مثل حب الغام » اه ٠‏ 


(1) ما يتذوق من الطعام . 











اباب الأول 


وقال الذاحظ : هو الكلام الذى قل عدد حروفه» وكثر عدد معانيه» وجل 
عن الصفة» ونزه عن التكلف » 0 ينطق إلاعن ميزان حكة» وم بتكم إلا بالكلام 
قد حف بالعصمة » وشدٌ بالتأبيد» و سم ربالتوفيق ٠‏ 

ألق الله على كلامه انحبة» وغشاه بالقبول» و جمع له بين المهابة والحلاوة » 
وهو مع استغنائه عن إعادته » وقلة حاجة السامع إلى معاودته » لم تسقط إهكامة» 
ولازلت له قدمء ولا بارت له حجة » ولم يقم له خصم» ولا أخمه خطيب؛ بل 
بيذ الخطب الطوال بالكلام الققصير » ولا يلتمس 00 اللخصم إلا ما يعرفه 
الخصم » ولا يحتج إلا بالصدق .ل لسمع الناس يكلام قط أعم نفعا» ولا أصدق 
لفظاء ولا أعدل وزناء ولا أمل مذهبا » ولا أ كام مطليا » ولا أحسن موقعا» 
ولا أسبل مخرجا » ولا أفصح عن فعناه » ولا أبين عن خواه» من كلامه صل الله 
عليه وسلم اه يتصرف ٠‏ 

بلغ ماجاء به بأقوم دليل » وبينه بأوضم تعليل» فلم يخرج منه مايوجبه معقول» 


ا ا 


ولا دخل فيه ما تدقعة العقول » ولذلك قال صلى ألله عليه وسلم 000 اوتيت جوامع 


2 و0 ٍ- قم 7 
الكلم واختصرت لى الحة اختصارا » ٠‏ 


كان صلى الله عليه وسلم يقتصر فى كلامه على قدر الكفاية : فلا سترسل فيه 
هذرا ؛ ولا يحجم عنه حصراء وهو فيا عدا حالى الخاجة والكفانة أحمل الناس 
صمتا » وأحسنهم سمتا . حلا كلامه فاستعذبته الأفواه حتى بق فوظا فى القلوب» 
مدنا فى الكتب » سالما من الزلل» لا تظهر فيه منة التكلف» ولا 'تخاله فييقة 
.التعسف . كان إذا سئل وحم جوابه» وإذا جودل ظه رحاجه . لا يحصره عى"» 
ولا بقطعه تجز» ولا يعارضه خصم فى جدال إلاكان جوابه أوخ» وحاجه أرجح. 
حفظ لسانه من ريف فى قول © واسترسال فى بر يكون إلى الكذب منسوبا » 
وللصلدق مجانها ٠‏ فلم تحفظ عاب هكذبة فى صغره ٠.‏ ومن زم الصدق فى صغره كان له 
قْ الكبر ألزم ومن عصم به فى <ق نفسه» كان فى حقوق الله تعالى أعصم » وحسبك 
نذا :دفعا 1احد» :ورد لمغائد .. 








إلى مد صلى الله عليه وسلم ترد الفضائل جميعها 0 


فن كلامه الذى لامخاى ى انه قوه صل الله عليه وس ا اي 
اس الو مرق ٠‏ العدة عطية ٠‏ اليد العليا حير من ل 2 
لل عله ٠‏ ذا راد الله بعبد حيرا حعل له واعظا من نقسلة م ٠‏ 

ومن قوله الذى لا بدانى فى الفصاحة : 

«لَاتل أ مَايرالطا متنا ا وَالمسدفَة منْرمًا ٠‏ كات ميات 


وت كك 0 امنْجيَات نقمي لله تَعَالَ فى السروالعلانية » والاقتصاد 


ف الغنى والمَفْر واكم الْعدذل ف لضا والخضب : 


عه وه ل بي سبرج وى عه “82887 2 اود اع إوداة! اناه 
واما المهلكات فشح مطاع » وهوى متبع » و إعجاب المرء بنفسه » ٠.‏ 


(6) كل عفتت 

وكان صل الله عليه وسلم يقول : اللهم كا خسرت عل دن ساق ٠‏ و 
اجتمع فيه صل الله عليه و, سم من خصال الكل مالا 2 حصره عل » 
أثنى الله سبحانه وتعالى عليه فى كّابه الكريم فقال : : ( ولك أل لق عظم ) ٠‏ 

وجل أن حسن اتخلق ملكة نفسية» سهل على المنصف نبا الإتيان بالأفعال 
اميلة . وإماكان خلقه صل الله عليه و 3 عظها لاجتّاع مكازم الأخلاق فيه : 
فققد جاء فى الموطأ فى رواية مالك : «بعثت نت لأ مكارم الأخلاق» ٠‏ وقالت عالشة 
رضى الله عنها : 

«دكان خلقه صلى الله عليه وسلم القرآن» .وي أن معانى القرآن لانتناهى »كزلك 
أوصافه الميلة الدالة على خلقه العظم لاتناهى : إذ فى كل حالة من أحواله صلى الله 
عليه وسلم بد له من مكارم الأخلاق» وحاسن الشم » وما يفيضه الله تعالمى عليه 
من معارفه وعلومه ما لا يعامنه إلا الله تعالى » فالتعرض لحصر تيت أخلاقه اللميلة 
تعض لما ليس من مقدور الإنسسان ٠.‏ وقد كان صل الله عليه وسلم محبولا على 
الأخلاق الكرمة فى أصل خلقته الركية النقية + لم يحصل له ذلك برياضة نفس 











1 الباب الأول 


بل جود إلى » ولهذا م تزل نشرق أنوار المعارف فقلبه حتى وصل الىالغاية العليا» 
والمقام الأسنى » وأصل هذه الحصال الميدةكال العقل :لأن به تقتبس الفضائل» 
وعد ادال . وكر ال روماو به تدرك النفس العلوم الضروربة والنظرية ٠.‏ 
وقد كان صل الله عليه وسلم» من كال العقل والعلم فى الغاية القصوى» التى م بلغها 
0 سواه 3 

ومن ل حسن تدبيره للعرب الذين هم كالوحوش الشاردة» 3 الطبع امتتافر 
لماعك ركف سأمعهم > واحتمل جفام » وصير على أذاهم » إلى أن انقادوا إليه. 


فالتفوا حوله 0 وقاتلوا دونه أهلهم 6 وآباءهم 4 وأبناءهم 4 واختاروه على أنقسهم 4 


ومجروا ىق رضاه أوطانهم » وأحباءهم » من غير ممارسة سيقت لهء ولا مالع ك6 
تعلم منها أخبار الماضين - تحقق أنه أعقل العالمين صلى الله عليه وسلم ٠‏ 

ومن عقله العظم ثقوب رأبه» وحودة فطانته وإصاته 8 وصدق ظنه » 

ع 2 3 
وحسن نظره ف العواقب وال مصالح» وال التدبير» واقتناء الفضائل ٠‏ 
: وحسبك جوامع كله » وحم حديثه 4 وعلمه ع فْ لكك المنزلة» وح 

ا ل ا ل م7 

هذا إلى فنون العلوم التى اتحَذ أهلها كلامه فبها قدوة» و إشارته حجة : كالطب 
والسئن الكونية . 

جمع الله محمد صل الله عليه وسلم ما لا يحد من المعارف الوافرة » والعلوم التى 
م تزل عن وجوه الهداية سافرة» وخصه بالاطلاع على جميع مصالم الدنيا والدين» 
و سَعرف قوانين شربعته »© وحفظ سان وداعته » وسياسة عبادة» اه سير الا نبياء 
والزسل والحبابرة» وماكانت عليه الأم قبل بعثته الزاهرة » وأحادرث القرون الماضية » 
ومقدار مددهم وأعمارهم » وحك حكانم » وأخبار أحبارهم » ولقنه الحة على الكفرة» 
ومعارضة أهل الكتاب با فى كتمهم المسطرة: فاعلمهم تخبآتها وأسرارهاء والمكتوم 
والمغير والمبدّل من أسفارها » ومنحه إحاطة عظيمة باغة العرب وغرربث ألفاظها» 
وضروؤب فضاحة خطباتما 4 وبلاغة وعاظها » وآناهجوامعكلمها ء وعس فه أيامها وأ مثالا 14 








إلى مد صلى الله عليه وسلم ترد الفضائل جميعها ١‏ 


رحك]ارينان أشها عاك وجعل هذه اللغة لسان قواعد الشرع المطهر» المشتمل على 
بحاسن الأخلاق » وامدالاداب» وطرائف طرائق الصواب» وتكايل الطيبات وريم 
الخبائث» وصون الأعراض والأموال بالحدود» هذا إلى ما حواه من سائر الفنون: 
كالفرائض » والحساب» والتعبير» والأنساب» إلى غير ذلك مما اتخذه أهل هذه 
الفنون لهم 
الشرع كان أميا لا يقرأ ولا يكتب» ولا عرف بصحبة من يعلم الككاية أو يحسب» 


قدوة» وجعلوه أصلا ليفرعوا عليه » ويحذواحذوه» مع أن 0 هذا 


ولا نش بين قوم للم مدارسة» ولا اختلف الى حبر من الأحبار» ولا اجتمع بكاهن 
أو فاخت كار ” 
ومعالم العلم الشريف به سمت * وطريقها وضصت بطالع بفسره 
زه( نخدته وثعاءته 

كان صل الله عليه وسلم ذا تجاعة ونجّدة » وسالة وشدة » وبأس وشممامة» 
وحماسة وصرامة» وصولة وإقدام» شتت شمل الكاة» وبيطل حيلة الأبطال ٠‏ 

نفوذَ النبال من شدّة عرز ماته» ومضاء المرهفات من صدق رأيه » أذهب 
الشك بق اليقين» وأرهب العدا سيفه المتين» وسفه أحلامهم » وتكس أعلامهم» 
ورف أثرا الهم وأفعاهم » واستباح أرضهم ودار هم اا اهم » وأباد أهل االعناد 
بعضبه البتار» وأظهر دين المسامين بصحبه الأشداء على الكفار ٠.‏ حضر الوقائع » 
وشهد الملاحم» وتولى الكاة عنه وهو مستقرٌ» وفرٌ المسلمون من حوله .وم حنين 
وهو ثابت لا يبرح» ومقبل لا يدير ولا يتزحزح.ها لق كتيبة إلاكان أقل ضارب» 
ولا توانى القوم لوقوع صوت إلاكاى. أسرع وائب . ل رأثت منه جأشا 
فى الحهاد» ولا أقرب لخهة المشركين وقت ابللاد . 

طالما ثبت ف الشدائد وهو مطلوب» وصبرءل البأساء والضراء وهو م55وب» 
ونفسه فى اختلاف الأحوال ساكنة : لا تحبرنى شدة » ولا ستكين لعظيمة 
أوكبيرة » ولقد لى صل الله عليه وسلم بمكة هن قريش ما تششيب له النواصى ؛ وهو 
مع الضعف يصابر صبر المستعلى » ويثبت ثبات المستولى ٠‏ 











الباب الأقل 


تصدى للكهاد الأعداء وقد أحاطوا يجهاته » وأحدقوا يجنباته » وهو فى قطر 
مهجور» وعدد محقور» و بذلك جمع بين النصدّى لشرع الدين حتى أظهره» ومكالخة 
العدقحتى قهره : فلقد صاب العدق وأبلى معه بلاء حسناء فلم يشهد حربا إلا صابر 

1 سٍ 

حتى انجات عن ظفر أو دفاع » وهو فى موقفه لم يزل عنه هس با » ولاحار فية رعبا٠‏ 

ما “معنا شجاع إلا أحصيت له فزة» سوى حمد صل الله عليه وسلم» فقد ثبت 
فى جميع المواقف الصعبة . ولذلك قال عل" رضى الله عنه : ( تا إذا حمى:البأاس 
اتقينا برسول الله صلى الله عليه وس »فا يكون أحد أقرب منه إلى العدق) . ول يكن 
مثله مثل قوّاد هذا الزمان : يكونون أبعد ما يكون عن هرس القنابل والمهلكات ٠‏ 

(5) رغبته عن الدنيا وخشيته من ربه 

كان صلى الله عليه وسلٍ زاهدا فى الدنياء متقللا منها» معرضا عن زهسيتها» 
غير ناظر إلى نضيرتها» متحليا بالطاعة» شعاره العفاف والكفاف » مقتصرا من نفقته 
وملبسه على ما تدعو إلبه الضرورة» يلبس الْبَرد الغليظة» ويقسم حلل الدبياج على 
أصحابه . عيشه ظانف» ومأكله طفيف» وفراشه من أدم حشوه ليف» نبي تجائعا 
طاوياء ويصبح صَائم) خاوياء ما أكل قط على خوان» ولا شبع من خبز شعير 
يومين متواليين » ما خلف دينارا ولا درهما » ول يترك إلا سلاحه و بغلته وأرضا 
جعلها صدقة» على أنه قد جاءته هدايا أه ل التبجان» وحمات إليه المزى والصدقات» 
وانبالت عليه الأمواك » وسيقت إلبه الدنيا بحخذافيرهاء ففا استاثرمنب) بدرم 
ولا دنار» بل أثفق كل ما وصل إليه فى اناير وأغنى به فاقة الغير» وفزقه فى مصاح 
المسلمين» وكف به أكف المشركين ٠‏ 

وم نأظل تمن يفترى على هد صلى الله عليه وسلم أنه كان رجلثنبوات ولذات؟ : 
فق د كان متقشفا فى مسكنه ومأ كله ومشربه وملبسه وسائ رأموره وأحواله » وكان 
طعامة فى مرى العادة الخيزوالماء» وكان برقع ثووبه» و حلب شاته» يقوم الليسل 
فى عبادة ريه» ويقذى المسار فى تشر ديرن الله» غير طاح إلى ما تطمح إليه 
النفوس» من رتبة أو دولة أو سلطان»غير راغب فىذ كر أو شهرة» ومن أجل ذلك 








إلى عد صل الله عليه وسلم ترد الفضائل جميعها 7 


لق من هؤلاء العرب توقيرا واحتراها وإكارا» على ماكانوا عليه من الحفاء والغلظة 
والرياء وصعو بة الشكيمة» وماكان لستطيع آت كام و يعاشرهم ويقاتل بهم 
ثلاثا وعشرين سنة» لولا ما أبصروا فيه من آيات النبل والفضل ٠‏ ولو جاءهم بدل 
عد صل الله عليه وسلم قيصر من القياصرة بتاجه وصو كانه » ما أصاب من طاعتهم 
مقدار ما ناله ند صلى الله عليه وسلم فى ثوبه المرقع بيده . وكذلك تكون العظمة ٠‏ 

وكان صل الله عليه وسلم شديد الخوف والعبادة» وافر الطاعة والحبة والإفادة » 
طاعته نظير حبه » وخوفه عل قدر عامه بريه » يصلى طو يلاء ويقوم الليل إلا قليلا» 
قام حتى تورّمت قدماه . اليقين قوْتّه» والرضا مطيته» والمعرفة رأس ماله» والطاعة 
منتبى آماله » والشوق هركبه» والفك أنيسهء والثقةكنزه» والحزن جليسه» والتق 
نفره » والعقل مصباحه » والحهاد خلته» والعلم سلاحدء وقرّة عينه فى الصلاة » 
وثمرة فؤاده فى ذ كر من لا إله سواه ٠‏ 

(0) احترامه نفسه 

كان مهد صل الله عليه وسلم بريئا من الرياء والتصنع » مستقل الرأى » لايدعى 
ما ليس فبه» ولم يكن متكبراء ولم يكن ذليلا ضيرعاء ب لكان فى ثثو به المرقع يخاطب 
بقوله الحق المبين قياصرة الروم وأكاسرة العجم » يرشدهم إلى ما يحب أن يكونوا 
عليه فى هذه الحياة » وما جب أن بعدّوه للاحرة 5 

كان يعرف لنفسه قدرهاء ماضى العزم لا يؤخرعمل اليوم إلى غد » ما عبث 
قط» ولا ظهر شثىء من اللهو واللعب 2 قوله وفعله 4 بل كان الدأعصس عنده ا فناء 
أو بقاء» ول يكن من شأنه التلاعب بالأقوال والقضايا المنطقية والعبث بالحقائق » 
بل كان يكيه أن يحوط نفسه عظاهس كاذية ٠‏ 

ول 0 (حاشاه) من عاشوا وأقواهم وأعمالهم أكاذب 4 بل كانوا أنفسهم 
أكذوية » ضعف فيهم الشرف والصدق» وكل ما فهم أن كلامهم مصقول 


معسول 6( وحواثى كلامهم مهذية » فكان مثلهم كثل حامض (الكربون) تراه على 
لطفه مما ناقعا > وموتا ذريعا ٠‏ 








الت درك 


(ب) فضائله الاجتاعية 
)0 جخوده وعناؤه 

كان صل الله عليه وسلم يعجل بالإحسان والصدقة والمعروف » ولذاك كان 
أشرح للق صذراك وأطيبهم تفساء فإن لاصدقة والبذل تأثيرا عيبا فى شرح الصدر» 
وكان عالى الهم » وافر الفضل والكزم » كريم الثمائل » جميل العواطف » جليل 
العوارف » مطبوعا على السخاء » سهل الإنفاق » بحزل الإرفاق » مهما بوصل 
الأرزاق » يحقق الوسائل » ولا يخيب أمل الآمل » ببذل الرغائب » ويعين على 
النوائب» يل الكل» و يكسب المعدم» يعطى عطاء من لا يحْمى الفاقة» لا يدر 
شيئا من يومه لغده » أنتنى من الغاتم المثقلة » وأحرى بالهير من الريح المرسلة » 
ما سئل عن شىء فقال : لاء ولا أعرض عن طالب . وحسبك شاهدا أنه رد سبايا 
هوازن وكانوا ستة آلاف » وكان ييحود بكل موجود » ولذلك لى) توف كانت 
درعه مرهونة عند يبودى على مقدار من شعير لطعام أهله ؛ مع أنه قد ملك حزيرة 
العرب » وكان فيه كثير من الملوك والأقيال لمم خزائن وأموال يقتنونها» ويتباهون بها 
وقد حاز ملك جميعهم فا اقتتى دينارا ولادرهما . وكان لا بأ كل إلا الطعام الغليظ» 
ولا بلبس إلا الحشن » ومع ذلك يعطى الحزل الحطير» و .بزع هرارة الإقلال والصبر 
عل الموع والسغب ٠‏ 

وكان إذا سكل وهو معدم وعد وم برد » وانتظر ما يفتح الله به ٠‏ وكان عل" 
رضى الله عنه إذا وصف النبى صل الله عليه وسلم قال : كان أجود الناس كفا » 
وأوسع الناس صدرا » وأصدق الناس طجة » وأوفاهم ذمة» وألينهم ع يك 


ع 5 - 5 3 ء 
وأكمهم عشرة» من رأه بديهة هايه» ومن خالطه معرفة أحبه ٠‏ 


ل إليه الجرة الك درم » فوضعها على حصير » ثم قام إلبها فقسمهاء 
ف رد سائلا حتّى فرغ منها . وجاء رجل فسأله فقال ما عندى شىء ولكن ابتع على" . 








صلى الله عليه وسلم ترد الفضائل جميعها 1 


فإذا حاءنا شىء قضيناه » 0 : بارسول الله ؟ ماكلفك الله مالا تقدر عليه » فكه 
0 لله عليه وسام ذلك» فقال رجل : أنفق ولا نحش من ذى العرش إقلالا» 
فتيسم | لله الطرونان جيه ٠‏ ولمأ قفل م ٠.‏ حنين 
جاءت 0ك السألونه حى اضطروه إلى إلى شجرة نفطفت رداءه» فوقف رسول الله 
صل الله عليه وسلم وقال : أعطونى ردائى . لو كان لى عدد هذه العضاة تعما 
لقسمتها ببنك» ثم لا تجدونى خيلا ولا كذابا ولا جبانا ٠‏ 

قال صفوان بن أمية: « لتقد أعطانى رسول الله صل الله عليه وسلم ما أعطانى. 
وإنه لمن أبغض الناس إلى"» نما برح يعطينى حتى إنه لأحب الناس إلى" . إلى أشمد 
هم طارت هذا إلا فس لى « وإما أعطاه صل الله عليه وسم العطاء الكثير : لأنه 
علم أن داءه لا زول إلا عذا الدواء © فعا لحه به حى برئ من داء الكفر وأسل ٠.‏ 


وجاء فى البخارى أنه صل الله عليه وس أنى عال من البحرين فقال : انثروه - وكان 


أكثرمال أتّى به - فرج صل الله عليه وس إلى المسخجد ولم يلتفت إليه» فلما قضى 
الصلاة جاء بفاس إليه » فف) كان برى أحدا إلا أعطاه» وما قام عليه الصلاة 
والسلام وتم منها درهم ا لظ شال !لاك ؟ وك هن 
فأخذها صل الله عليه وسام محتاجا إلب)ء فلبسها فرآها عليه رجل من الصحاية 
فقال : يا رسول الله؛ ما أحسن هذه! فاك نيهاء فقال : نعر» فلما قام عليه الصلاة 
والسلام 0 الصحابة هذا السائل قائلين له : إنك تعرف أن النى محتاج إلها » 
وأنه لا سال ع ة 5 كن سكت إليه ابنته فاطمة ما تاق من خدمة 
ليت ب مات ررك كنا كك ١‏ مقر بق فأمرها 0 أستعين بالتسبيح 
والتكبير والتحميد وقال : لاأعطيك ادح أهل الضف 0 بطو 3 0 الجوع. 
وجاء رجل إلى الى صلى الله عليه وس يسأله فقال : اجلس سير زقك الله » 
ثم جاء آنرثم آنح فقال لم : اجلسوا . بفاء رجل بأريع أواق فاعطاها إياه وقال : 
يا رسول الله ؛ إن هذه : صدقة » فدعا الأول فأعطاه أوقية » ثم دعا الثانى فأعطاه 


أوقية» ثم دعا الثالة فأعطاه أوقية» و بقيت معة صلى ألله عليه وسم أوقية واحدة» 








الباب الأول 


فعرض بها للقوم » فا قام أحد» فلما كان الليل وضعها تحت رأسه ‏ وفراشه عباءة - 
فشكل اده النوم » فيرجع فيصل» .فقالت له عائشة رضوان. الله عليها : 
يأرسول الله ؛ هلبك شيىء؟قال: لا . قالت : بفاءك أعس منالله. قال : لا. قالت : 
إنك صنعت همنذ الليسلة شيا لم تكن تفعله » فأخرجها وقال : هذه التى فعلت بى 
ماترين ٠‏ إنى خشيت أن يحدث أمى من أم الله ولم أَمُضها 5 

وكان جوده صل الله عليه وس كله لله وف ابتغاء هس ضباته تعالى : فانه كان بيذل 
المال تارة لفقير أو محتاج » وتارة بنفقه فى سبيل الله تعالى» وؤتارة بتألف به على 
الإسلام من يقوى الإسلام ببإسلامه . وكان يؤثرعل نفسه وأو! لاده : فبعطى عطاء يعيجز 
عنه الملوك مث ل كسرى وقيصر» ويعيش فى نفسه عيش الفقراء : فيأنى عليه الشير 
والشهران لا يوقد فى بيته نار» وربما ربط اجر على بطنه الشريف من الموع . 

ولقد روى أبو هسيرة عن النى صل الله عليه وس أنه قال : أنا أولى بالمؤمنين 


من أنفسهم : فن ترك دينا فعل”» ومن ترك مالا فلورثته . 
تلك بعض شذرات من فضائله ومحاسته الى لا يخصى لا عدد اول يدرك 
ل 


ولتند جهد كل منافس ومعاند» وكل زنديق وملحد أن بزرئى به صلل الله عليه 
وسلم فى قول أو فعل» أو يظفر بهفوة فى جد أو هرزل» فل يحد إليها سبيلا وقد جهد 
جهده» وجمع كثيره . فأى فضل أعظم من فضل تشاهده السدة والأعداء» فلريحدوا 
فيه مغمزا لثالن أو قادح » ولا مطعنا كارح أو فاضم ؟ : 
شهد الأنام بفضله حتى العدا » والفضل ماشببدت :نه الأعداء 
وحقيق من بلغ من الفضائل غايتهاء واستكهل لغايات الأمور أداتها» أن يكون 
لزعامة العالم مؤهلا» وللقيام بمصال الخلق مؤمّلا. ولاه غاية لبشر بعد النبوة أن يعم به 
صلاح» أو ينحسم به فساد ‏ فاقتضى أنيكون صل الله عليه وس لما أهلاء وللقيام بها 
مؤهلا» ولذلك استتؤت نه حين بعث .رسولا» ونوض خقؤقها حين قام مها كفيلا» 
فناسيها وناسبته» والتناسب وفاق »6 وهو أصل كل انتظام وقاعدة كل التغام ٠.‏ 








إلى مد صلى الله عليه وسلم ترد الفضائل جميعها 


ماخر خادما» وما ضرب بيده شيئا قط إلا أن يخاهد فى سبيل الله : قال أنس 


رضى الله عنه : خدمت الى مل القه عليه وسلم فل مامه 


ولا قال لثىء صنعته :لم صنعته؟ ولا لشىء تركته : لمتركته؟ وكذلك كان صل الله عليه 
وسلم مع عبيده وإمائّه : ما ضرب هنهم أحدا قط » وهذا أ لا نتسع له الطباع 
البشرية لولا التأبيدات الربانية ٠.‏ وقالت عاتّْسة رضى الله عنها : كان رسول الله 
صل الله عليه وسلم إذا خلا فى بيته ألين الناس يساما ضنا كا . 

وكان ركب الخهار » وبردف خلفه : فقد أردف بعض لسائه » وأردف معاذ 
ابن جيل » وأردف أساعة بن زمد ٠‏ 

وقد روى أنه عليه الصلاة والسلام كان فى سفر وأس أكدابه بإصلاح شاة » 
فقال رجل : يارسول الله ؟ على ذبحهاء وقال آنجر : على سلخهاء وقال آخر: على 
طبخها » فقال رسول الله صل عليه وسلٍ : وعلى جمع الحطب » فقالوا : 
يا رسول الله تكفيك العمل» فقال : علمت ألم تكنوي» ولك 3ه أن أميز 
عليكى » وإن الله سبحانه وتعالى يكره من عبده أن براه مقيزا بين أصعابه ...وقد جاء 
وفد النجاثبى فقام صل الله عليه وس يخدمهم » فقال له أكعابه : تكفيك» قال : 
إنبم كانوا لأصعابنا مكزمين » وأنا أحب أن أكافئهم ٠‏ 

وجاءته صل الله عليه وس امرأة كان فى عقلها ثىء فقالت : إن لى إليك حاجة » 
فقال : اجلبى فى أى سكك المدينة شئت أجلس إليك حتى أقضى حاجتك» نفلا 
معهاتقى نمضن الطر :قح :فرتغت دمن حلاجتيا ٠.‏ 

وجاء فى البخارى : كانت الأمة تأخذ بيد وسول الله صل الله عليه وسل قتنطلق 
نه حيث شاءت ٠‏ 

ودخل الحسن ‏ والننى صلى الله علنه وسلم يصل. فركب ال مسن ظهره وهو 
ساجد » فأبطأ فى سجوده حتى نزل امسن » فلما فرغ قال .له بعض أصعابه : لقد 
أغلاتمعيودك قال :: :إن اي ازتملى :فكرهت أن أله . 








الباب الأول 

وكان صل الله عليه وسلم بباسط أصحابه » وكان رجل نسمى زهيرا يهادى النى 
صلى الله ءايه وسلم بموجود البادية با نستطرف منهاء وكان صل الله عليه وسام دنه 
ويكافئه بموجود الكاضر: وبا ستطرف منهاء وكان المصطفى يقول: «زهير باديننا 
رشن دافرونية ولقد جاء إلى السوق يوما فوجد زهيرا قائماء بفاءه من قبل ظهره» 
وضمه بيده إلى صدره» فأحس زهير أنه الرسول» فعل يمسح ظهره فى صدره رجاء 
بركته» بفعل الرسول يقول : من يشترى العبد؟ قال زهير : إذًا تدنى كاسداء فقال 
المصطفى : أنت عند الله غال ٠‏ 

وكان عليه الصلاة والسلام يمح ولا يقول إلا حقا: فن ذلك أن جاء له رجل 
فيه بله فقال : يا رسول الله ؛ احملنى » فقال : أحملك على ابن الناقة » فقال 
ها عسى يغنى عنى ابن الناقة ؟ فقال الرسول : ويحك وهل يلد المل إلا الناقة ؟ . 

حك تجوز إلى المصطفى فقالت : يا رسول الله ؛ ادع الله لى أن يدخلنى 
الحنة» فقال: يا أم فلان؛إن الكنة لا يدخلها تجوز» فولت تبى» فقال : أخبزوها 
أنها لا 5 وهى خخ وز . إن الله تعالى يقول : 30 نع ل إسَاءٌ لاهن 
بكرا ع اانا ) . 


ومن ذلك أن أنساكان له أخ يقال'له أبو عمير » وكان له تعر( طائر صخير 
كالعصفور ) يلعب به فات» فدخا ل عل لني صل الله عليه وسلم ذات يوم وهو 
حزين فقال : فاشأنه ؟ قبل له :' مات نثره فقال!: يا أبا عميز : ما فعل النذير © 

وصفوة القول أنه كان ضلٍ الله عليه وس ! م أجمل الناس ودا » وأحستهم وفاء 
وعهداء وأففرمم الحقوق ذ كرا» وأكثزم -2 وأحزهم عفة وصيانة» وأنضرهم 
بيجة ) وأصدقهم لمجة» وأجملهم سمرا 0 وأغز رهم فضلا وإحسانا -- 


فى الكلام » ذا صروءة وافرة » يرعى حق الصحبة القديمة » وبتعطف على ذوى 
رحمه بصلاته 4 وبتاطف بالصغار من أولاده حى ف صلاتهة » ؤيعرض 0 كم 
بغير ميل » محلسه مجاس هدى وعل » وتحل خير وحياء وحلم 4 لانذ؟ فيه الغيوب» 
ولا ف رفيه الذم» إن تكلم 00 عت م 





إلى مد صلى الله عليه وسلم ترد الفضائل جميعها 0 


ل يكن بالحانى ولا المهين ٠‏ وسع الناس سطه وحلقه» فصار لم أباوصاروا 
ا م 
عليه منه ٠‏ بصير للغريب على الحفوة فى منطقه ومسألته . من جالسه أو فاوضه 
فداك جارو سس رز لخر هزر لال اسيل حال كترر نكي ف الادرة 
والحلاق ٠‏ يحذر الناس ويحترس منهم مر غير أن يطوى عن أحد منهم بشره ٠‏ 
بتغافل عما لا لشتبى » ولا يكاد يواجه أحدا بما بكره . أنضل الئاس عنده أعمهم 
نصيحة » وأعظمهم , عنده أحستهم مواساة ومؤازرة . كان إذا رآه الناس لايقومون له 
لما يعلمون من كراهيته لذلك» و إذا انتبى إلى قوم جلس حيث يلتهى به الحلس ٠‏ 
كان إذا جاس مع الناس : إن تكاموا فى معنى الاحرة أخذ معهم »و إن نحدثوا فى طعام 
أو شراب تحدّث معهم » وإن تكاموا فى الدنيا تحدّث معهم رفقا بهم و تأليفا لم . 

يحب دعوة المسكين والمسكينة» ويعود المرضى فى أقصى المدينة ٠‏ يقابل عذر 
المعتذر بالقبول ».و يأص بالحسنة ويدلى أهلها » ولا يحزى بالسيئة مثلها » ولكن 
يعفو ويصفح» وبتجاوز عر المبىء ولسمح» ويدفع بالتى هى أحسن» ويأتى 
من المعروف ما أمكن ٠‏ يصل الرحم ويقرى الضيف» ويقطع أسباب الحتف 


والحيف. وعده مقرونث بالإتجاز» 1 شتمل على الإيجاز . يدعو أككايه باهم 


وأحب أسمائهم 6( وعيل إل محاد نهم ومداعبة أبنائهم 4 ولا جيب كذ مم 


إلا بالتلبية 4 ديعم عع جاسائه من مودته بالنسوية ٠.‏ توافرت عنده الأموال فك 
اسار بدرهم ولا دنار » بل أنفقه اد فى الخير» وأغنى با فاقة الحلق» وفرقها 
فى مصاح المسلمين» وكة وكف ما كك المشركق " 


0 إغضاؤه عما لا ينحبه وعفوه مع المقدرة 
كان صل الله عليه وسلم وافر الحم والاحال» كثير الفضل والإفضال : يصل 
من قطعه» ويعطى من منعه » دل كن حرمه » ويعفو تمن ظلمه» ويغضى 


طرقة على القذى» ويحبس نفسه عن الأذى» ويصبر على ما يشق ويكة» ولا يزيد 








0 الباب. الأول 


مع أذى ابطاهل إلا صبرا وحاماء وما خير بين أهرين إلا اختار أبسرهما مالم يكن 
إعاء ول يوَاخذ الذين كسروا ر باعيته » بل دعا لم وعفا عنهم » و عفا عن مثلهم » 
وتجاوز عما بدا من المنافقين فى حقه قولا وفعلا» ولم يقابل من شمّهء ولا من أراده 
بسوء طلا وفضلا ٠‏ 

جاءه أعر الى يوما يطلب منه شيا فأعطاه صل الله عليه وساء ثم قال له : 
يت إليك ؟ قال الأعرابى : لا : ولا أحلت». فغضي: المسلمونء وقاعوا 
إلنه» تأشار إلهم أن كفواء ثم دل منزله » وأرسل إلى الأعىابى» وزاده شيئا» 
ثم قال: أحسنت إليك؟ قال : نعم » خزاك الله.من أهل وعشيرة خيراء. فقال لهالني 
صل الله عليه وسلم : إنك قلت ما قلت وفى نفس أحعابى شثىء من ذلك» فاذا أحبيت 
فقل بين أنديهم ماقلت بين بدى"» حتى يذهب من صدورهم مافبها عليك ٠‏ قال : 
نعم » فلما كان الغداة أو العثى جاء » فقال الني صل الله عليه وسلم : إنهذا 
الأعس ابى قال ها قال فزدناه » فزعم أنه رضى ١‏ أكذاك ؟ فقال الأعرابى. : نعم » 
بغزاك الله من أهل وعشيرة خيرا ٠‏ فقال صل الله عليه وسلٍ + إن مثل ومثل هذا 
الأعرا ىكل رجل كانت له ناقة شردت عليه» فتبعها الناسء فلم يزيدوها 
إلا تفورا» فناداهم صاحب الناقة + خلوا بن دين ناقتى د د انك عا ءاره 
فتوجهطًا صاحب الناقة بين يدسها» فأخذ لما من قا الأرض فردها عونا 0 
جاءعت.واستناخت » وشّدٌ عليها رحلها واستوى عليها » و إنى لو تركتم حيث قال 
الرجل ما قال فقتلتموه. دحل الثار 

وكان صل الله عليه وسلم أحلم الناس وأرغبهم ف العفو مع القدرة : فن ذلك 
أن رجلامنأهل البادية وقف + والمصطفى يقسم قلائد من ذهب وفضةبين أصعابه -. 
وقال : ا محد؛ والله لئّن أعسك الله أن. تعدل فنا أراك تعدل» فقال المصطفى : 
ويحك! فن يعدل عليك بعدى؟ قلما ولى الأعرابى قال : ردّوه عل" رو يدا . 

وحدث أنه لما كان المصطفى + يقسم بعض الغنائم يوم خيير قال له رجل : 
يا رسول اللهاعدل»فقال له المصطنى : ويحك! فن يعدل إذا لم أعدل؟ فقاد خبت 








إلى مد صل الله عليه وسلم ترد الفضائل جميعها م" 
إذن وخسرت إنكنت لا أعدل» فقام عمر فقال : ألا أضرب عنقه فإنه منافق؟ 
فقال : معاذ الله أن تحت الناس أنى أقتل أصكابى ٠.‏ 
وكان صلل الله عليه وسلم فى رب فرأى العدومن المسلمين غررة بكاء رجل 
حتى قام على رأ رسول الله صل الله عليه وسلم بالسيف فقال : من يمنعك منى؟ 
فقال 5 الله » فسقط السفك من إيده6 لأهذه المصطفى وقال له 5 من يمنعك منى؟ 
. فقال الرجل : كر خي رآخذ . قال المصطفى : قل أشهد أن لا إله إلا الله 
وأنى رسول الله» فقال : لاء غير أتى لا أقاتلك» ولا أ كون معك» ولا أ كون 
مع قوم يقاتلونك» نفلى سبيله » بقاء الرجل أككابه فقال : جتتحكر من عند خير 
الناس ٠.‏ 
وقال على رضى الله عنه : بعتي رسول ألله أصللى ألله عليه وسم أنا والزيير 
والمقداد فقال : انطلقوا حى انوا روضة خخ كان ها ظعينة معها كاب تقذوه 
منها »فانطلقنا حتى نينا روضة ة خاخ فقلنا : أحر الما ب 6 ف2 الت: ما معى كاب 
صلى الله عليه وسلم فإذا فيه : من حاطب بن أبى بلْتعة إلى أناس من المشركين كد 
برهم ار من أعس رسول الله صل ألله عليه 0 5 ياحاطب 4ماهذا؟ قال: 
يا رسول الله؛ لا تعجل ءل”» إنى كنت امسأ ملصقا فى قوى» وكان من معك من 
المهاحرين لم قرابات مكة يمون أهلهم » فأحببت إذ فاتنى ذلك من النسب منهم 
أن أتخذ فيم يدا يمون بها قرابق» ولم أفعل ذلك كفرا ولا رضا بالكفر بعد 
الإسلام ولا ارتدادا عن ديق » فقال رسول الله صل الله عليه وسلم : إنه صدقك » 


فقال عمر رضى الله عنه : دعنى أضرب عنق هذا المنافق »> فقال صل الله عليه وسلم : 
إنه شبد بدراء وما يدريك لعل الله عن وجل قد اطلع على أهل بدر فقال : اعملوا 
ما لتم : فقد غفرت لك ؟ . 


(1) -روضة خاخ بن مكه والمدينة ٠‏ 








الباب الأول 


ادا وشم 5 0 فقال رجل : هذه قسمة ما أزيد 

مها وجه الله » رداك لني صل الله عليه وس » فاحمر وجهه» وقال 4 رحم الله 
0 قد امدق بأكثر من هذا فصبر . 

وكان صل الله عليه وسلم يقول : لا بباغنى أحد متك عن أحد من أصهابى شيئا: 


)4 حسن سياسته 
مل حسن تدبيره صلى ألله عليه و وسم للعرب الذين كانوا كالوحش لكا رده 
مع الطبع التافر المجاعكه وفِف ساممم » واحتمل عنام » وصبر على أذام 


إلى أ . انقادوا إليه» واجتمعوا عليه 3 وقاتلوا دونه أهليهم وأباعهم وأبناءمم » 


واختاروه على أنفسهم ومجروا فى رضاه أوطانهم وأحباءهم » هن غير مارسة 
سبقت له» ولا مطالعةكتب يتعلم منها سير الماضين ‏ تحقق أنه أعقل العالمين . 
ولا كان عقله أو سع العقول» اتسععت أخلاق نفسه الكرمة اتساءا لا يضيق ع, 
ثىء : قد انسع خلقه للنافقين الذي نكانوا يؤذونه إذا غاب» موه إذا حضر» 
وعفا عر المقاتلين الذين كسروا ر باعيته » وتوا لد ل رام 
سيل على وجهه الشريف » و) شق ذلك على أصعابه شديدا قالوا له : لو دعوت 
لبهم » فقال : إنى ى أبعث لعاناء ولكن بعثت داعبا ورحمة . الهم ؛ اغفر لقوى ! 
فإنهم لا يعلمون ٠‏ 

وكان كاملا فى قوّة عقله و إدرا كه » وصعة قياسه الفكوى وصدق ظنونه» وصحة 
فهمه وقوّة حواسه» مفطورا على العلم والحل» والصبر والسكون واللياء» والمروءة 
والمودة والرحمة والحداية للق » وبحب انير لكل أحد» و إعطاء المكة حقها فسا 
أمورهكلها . 

وكان أصبر الناس على ما يكون من قبيح أفعال الناس وس قوم ؛لأنه صل الله 
عليه وسلم لانشراح صدره بتسع لى) تضيق عنه صدور العامة ؟ فكانت مساوى 








إلى د صلى الله عليه وسلم ترد الفضائل جميعها 


أخلاتهم وأف عاطم » وسوء سيرتهم » وقبيح سر يرتهم » فى جنب سعة صدره الشريف 
معدومة الأثر 

شأ عن حسن سياسته واستقامة سيرته أنه نقل أمته عن مألوفها » وصرفها 
عماكانت تعرفه إلى غير ما تعرفه » فأذعن له الكثير طوعاء وآنقاد له القليل خوفا 
وطمعا» ولاس ٠‏ زوق اللعول انتزاع عادات متأصلة إلا ان كان مو بدا بالتأبيد 
الإلمى» م 1 بحزم صائب ) وعلزم ثاقب ٠.‏ 

جمع بين رغبة من أسعال » و رهبة من استطال» حتى أجتمع الف ريقان على نصرته » 
طب مرق ميك ب رونا أجل رادل طنط الى اريك سوناف مار الاين 


مها مستقرا» و الصلاح مهما مسكّهرا ا 


وقف موقف العدل فى أحكامه : فلم فلك فعل النصارى » ولم يقصركا فعل 


الهود » وى كاك بأحصابه إلى الدنيا يا رغبت المهود » ولا إلى رفضما م ترهبنت 
النصارى » بل هرهم بالاعتدال فيها » وقال حم : خيرم من م ترك دنياه ريه 
ولا آخرته لدنياه» و أن خيرك من مق ن هذه وهذه ٠.‏ وتلك هى عين المكة : 
لآن الاتقطاع إلى إحداهما اختلال» والمع بينهما اعتدال . 

مالا ءايه العيّةٌ والدون من قومه» فكانواكلا كانوا غليه الام وأسم» كان عنهم 
أعر ض وأصفح ٠‏ قد قهر فعفاء وقدر فخفر . 

قدرج عقله ») وكدت همته» وصدقت فراسته» فا استفقل نذا فى مكبدة» 
ولا آستعجؤى شديدة» ب لكان بلحظ عواقب ,الأمور فى أقهاء. فيكشف عيو بها» 
ويحل خطوها . 

4 1 2 0 1 9 

ل ميزه طيش »ول لستوزه حرق»2 بل كان أحك؟ قً النفار م حكمء واسم 

ف الخصام 0 سام » وقد منى جفوة الأعساب » فلم تقع منه نادرة » و محفظ 


عليه بادرة» وها روى التاريخ زعما غيره إلا له عثرة أو هفوة . 





ابل الأول 


كان برى الغدر من كائر الذنوب» والإخلاف من مساوى الشم » فيلئزم فبهما 
الصعب حفظا لعهده» ووفاء بوعده» دى مدأ معاهدوه بنقضه » فيجعل ألله تعاللى 


له خرجا ٠‏ وحسيك شاهدا صلح الخدبية . 


حي بالسكينة : ن رآه بدمهة هابه »ومن خالطه أحيه» ولقد ارتاعت رسل 
كسرى من هييتة حي نأتوه » مع ارتياضهم بصولة الا كاسرة » ومكاثرة الملوك احبابرة » 
فكان فى نفوسهم أهيب » وف أعينهم أعظم » وإن لم يتعاظم أهية» ول يتطاول 
.سطوة » بل كان بالتواضع موصوفا » وبالوداعة موسوما » فاستحكت محبته 
ف التفوس حىق لم يقله مصاحب »ولم نفر منه معاند» و استوحش منه مارك 
إلا من ساقه الحسد إلى شقوته ‏ وأصبح أحب إلى أصعابه من آبائهم وأبنائهم ٠‏ 

ولاعت 5 فقد كان يتواضع 0 أتباع »و يخفض جناحه لم وهو مطاع» 
عشى فى الأسواق © ويمتذج بأككابه وجاسائه » وهو بتواضعه مقيز» و بخفض 
جناحه متعزز ٠.‏ 

ولقد دذل عليه عات فارتاع هن هيبته » فقال له صل الله عليه وشم : 
خفض ميات : فإنما أن أن أعرأة 1 0 القديد مك ٌ 

كان د الناس 0 لدعا به : إذا قال أنصتوا لقوله 4 وإن أص تبادروا 
لأمره ٠‏ يكام كريم كل قوم ويوليه أهرهم» ويقبل معذرة المعتذر إليه ٠‏ 

وإليك قصة كعب بن زهير : 

غضب كفب عل بير أخيه حين أسلم » وآمن بالمصطفى صل الله عليه وسلم » 

سه 

وكتب إليه يلومه » فأعلم يجير المصطتى » فقال عليه الصلاة والسلام : من لق منج 
كيك بن زهير فليقتله » فكتب يجير إليه يخيره أن المصطفى أهدر دمه» فإن كان 
لك فى نفسك حاجة فصر إليه : فإنه يقبل من جاءه ابا ولا يطالبه بما عمله قبل 
الإسلام ٠‏ فلما بلغ الكتا ب كبا فز إلى قبيلته لتجيره» فأبت عليه ذلك» فأشفق 


على نفسه» وأرجف به أعداؤه» فقدم المدينة ونزل على سيدنا ومولانا على» كزم الله 








إلى مد صلى الله عليه وسام ترد الفضائل جميعها م 


وجهه! 5 به إلى المسجد وقال : هذا رسول الله صل الله عليه وسلم نكم إليه » 
واستافت فسمع كلامه وقام إلِه حتى جلس بين بديه » فوضع بده فى يذه 0 : 
يارسول الله ؛ إنكعب بن زهير قد جاء ِستأمنك تائبا مساما ٠.‏ فهل أنت قابل منه 
ذلك إن أنا جئتك به؟ قال : نعم . قال: أنا يارسول الله؛ كعب بن زهير» فقال عليه 
السلام : آلذى يقول ما بقول؟ ووثب إليه رجل من الأنصار» فقال : يارسول الله؛ 
دعنى وعدة الله أضرب عنقه» فقال له الزسول : دعه عنك : فإنه قد جاءنا تائيا 
نازعا ٠‏ ثم أخذ فى إنشاد قصيدة (بانت سعاد) المشهورة بمدح فبها المصطفى صل الله 
عليه وسلم» وبذ كر خوفه و إرجاف الوشاة به إلى أن وصل : 
إن البسول لنور ستضاء به * وصارم من سيوف الله مسلول 

فرمى رسول الله صلى الله عليه وسلم بردته الشريفة إليه» وعفا عنه ٠‏ 

كان القوى والضعيف عنده فى الحق سواء ٠‏ 

أس بالرفق وحث عليه» ونمهى عند رك كن 
ولا متفحشا» ولا يحزى بالسيئة السيئة» بل يعفو و يصفح ٠‏ 

وكان صل الله عليه وسلم لا يواجه أحدا فى وجهه سّىء يكرهه» لسعة صدره 
وغزارة حيائه ٠.‏ إِ 

وكان. يزور ضعفاء المسامين تلطقا و إنناسا م ويعود مرضاه,» ولشهد 
جنائزهم ‏ لشريفكانت أو ا لوضيع » وبذلك كان <بر أسوة ٠‏ 

وكان بردف العاحز وأمثاله عل ظهر الدابة » ويحث على معوتهم والرفق بهم ٠‏ 
وفى هذا أدب لأمير اميش بأن يرفق فى السير بحيث يقدر عليه أضعفهم » و يحفظ 


0 أقواهم » وأن يل ضعيفهم ومنقطعهم» و لسعفهم عاله وحاله وقأله ٠‏ 


حقا كان ذا سياسة شريفة » ومعارف منيفة » ونظر ثاقب » ورأى صائب » 
وظنّ صادق» وحدس موافق» وفضائل مقصودة» وأخلاق ممودة» دينه الإيمان» 
وخلقه القرآن؛ دسخط اسخطه ويرضى لرضاه» بعث ليتهم مكارم الأخلاق» محررا 








0 الاب ازيل 


للشرائع » حافل) للودائع » مجتهدا فى المصاح» رائضا للحواخ» ناظرا فى المهمات » 
رافعا أثقال الملمات . 

وكان كثير الإفضال : يصل من قطعه » و يعطى من منعه » وببذل لمن حرمه » 
ويعفو عمن ظلمهء ويغضى طرفه على القذى » و حبس نفسه عن الأذىء لا لتقم 

مع القدرة» وريصبر على مالشق و يكه» ولا يزيد هع أذى الجاهل وإسرافه إلا صبرا 
0 » وما خبر بين أبن إلا اختار أسرهما مالم يكن ما و ان ع 
جاهل ومعاند» وما ضرب بيده شيئًا قط إلا أن يجاهد» وصير على مقاساة الكاهلية 
وما ل ب هنهم من الشدّة والبلية» إلى أن سلطه الله عليم » وحكه ذ 
يما لديم . 

كان أكثر اله ناس حياء » وأوفرهم عن العورات إغضاء» لبس بفظ ولا غليظ» 
ولا كاب ولا خاش» ولا مداح 0 


00 


ك2 يثابر على المعونة » ونسارع إلهاء و يؤثرمن دخل عليه بوسادته» ولا يرد 
ذا الخاجة إلا مها أو عيسور القول . 
وكان صل ألله عليه 0 يأكل مع الخادم » ومادر إلى خدمة القادم و برقع 
و به » ويخصف نعله > دسم 
بما بتعين عليه من الحقوق .٠اختار‏ أن يكو ن نبيا عبدا » لا نييا ملكا » مع أنه 


سل البشر بلار بب6 وأكرم |: الاق عند عالم الشبادة والغيك ٠‏ 


إبلته» ويحخدم أهله يمل بذ ضاعته من السوق» ويقوم 


وكان أكثر الناس أمانة » ا وصيانة» وأنضر رهم بيجة 2 وأصدقهم 
طجة» وأجملهم سرا وإعلاناء» وأغزرهم عدلا و إحساناء صادقا قافى الكلام » وصادءا 
باحق فى الأحكام » وعده مقرون بالإنجا لاد د رو > عدلاء 
وينطق فصلا ٠‏ 


عرفت الحاهلية فضله قبل الإسلام » فتحا كوا إليه فى خصوماتهم ( وثيد 


وليه وعدوّه بعلمه وعدله . والفضل ما شهدت به الأعداء لأهله ٠‏ كان برع ح<ق 


)00 ذكاه السيدة خدية والتصدّق علها بعد وفاتها 








إلى مد صل الله عليه وسلم ترد الفضائل جميعها 0 


ل م على ذوى رحمه بصلاته» و يغدق عليهم ميل مآثره » 


وبملك قلوبهم بإيثاره» وكان صلى الله عليه وسلم إذا فقد الرجل من إخوانه ثلاثة أيام 
سأل عنه : فإ ن كان ذائيا دعا له » وإنكان شاهدا زاره» وإن كان صيضا عاده : 
لأن الإمام عليه النظر فى حال رعيته» وإصلاح شأنهم » وتدبير أمرلهم 8 

وكان إذا قدم عايه الوفد لبس أحسن ثيابه » وأمس علة أصعابه بذاك : لأن 
ذلك يرجه فى عين العدق ويكبته» ويعلى كلمة الله » ويرفع دبنه ٠‏ 

وكان صلى الله عليه وسلٍ رحيا حتى بأعدائه : ألم ترأنه لما دخل يوم الفتتح 
مكة على قري وقد جاسوا بالمسجد ارام وصعبه ينتظرون أهره فيهم “من قتل 
أوغبره قال لقررش : ما تظنون ألى فاعل بك ؟ قالوا : خيرا : أخ كريم وابن أخ 
كريم» فال صل الله عليه وسام : أقول قال أخى يوسف : لا تثريب عايكم 
البوم ٠‏ اذهبوا فأنتم الطلقاء . ولا بدع : فقد انفرد بالإحاظة بالححاسن والمعارف » 
والتودد والرفق» وكان لومي راك وما أظهر فى وقت 000 بل أجد دسق 
أص إلى حين قيل له : (( ينامها ل جاهد كما والْمنافقينَ ل يم ) . 

قد عرف كا تقآم بالأمانة قبل نبوّته » ولذلك كانوا فى الماهلية .تحاكون 
إلبه» ويفصل فى خصوماتهم » فبرضون بحكه وعدله» وقد روى أن أبا جهل 
قال له : إن لا نكذبك» ولكن نكذب ما - ام 
( فم لا كبتك ولكن الطَالمينَ آيات الله يحَحَدونَ ) . 

وسأل هرقل أبا سفيان فقال: هل كتتم تلهمونه بالكذب قبل نيوّته؟ قال :لا 
قال هرقل : ماكان ليذر الكذب على الناس ويكذب على الله ٠‏ 

وقال النضر بن | 
غلاما حدثاء أرضاك فعلاء وأصدقكم حديثا » وأعظمم أمانة » حتى إذا رأيتم 
فى صَدغيه الشيب» وجاءع بما جاءك به قم : ساح . والله ما هو ساحر . 


لحارث لقرش عتجا علمهم وهبين ا خطأهم : قدكان عد ف 


ولس لعتجيب أن اه صلل الله عليه وسل » يجدون من ماضية وحاضره » 


وطباعه وخصاله ما ينفى طعنهم » و برد كيدهم فى ره هم » ولااريب فى أن العرب 








0 الباب الأول 


لوحفظوا عليه كذبة نادرة فى غير الرسالة» لمعلوها دليلا على تكذدبه فيها » ومن لزم 
الصدق فى صغره كان له فى الحكرر ألزم » ومن عصم منه فى حق نفسه كان له 
فى حق الله تعالى أعصم » وكان صلى الله عليه وس لم يزل مشمورا بالصدق فى خبره 
ناشع وكيبرا» حى صار بالصدق هسقوما» وبالأمانة موسوها ٠.‏ 
زه( طريقته المثلى فى اغداية 

لقد جاهد صلى الله عليه وس لم حتى زازل العقائد الفاسدة » وقذى عل العادات 
المرذولة» وما غرس فى قومه أو القبا كل الأحرى وعدا كاذيا» أوادى الألوهية » 
أو أحاط نفسه بمظاهى الأمهة من الحرس والثم » للتبويل فى نفوس الناس 
وإرهابهم » و إنما كان يصارح قومه بأنه رسول رب العالمين : جاء طلم مميشرا ونذيرا ٠.‏ 

جاء بالمعجزات الكثيرة » ولكنه ما ادع أنه قادر على الإتيان با 4 بل كان 

8 


نان : (إنا أ بترمظم). للا نلك لتذبى تنا ولا - 


لاما سَاء الله 3 " 7 لاستكترت من اشير وما م !. سو 9 
حرد نفسه من كل ها من شأنه أن تستال به الناس : فل بتخذ وسائل الإخسراء» 
وم يحعل همه كسب صداقة زيد أوعمرو» بل قصد أن بباغ ما أرسل إليه من 


عند الله : رحمة بالإنسانية» وإقامة ملك الله فىأرضه »وقصدا لتوحيديئ الإنسان» 


وجعاهم أمة واحدة هرتبطين برابطة الإخاء . 

قدتم له النجاح» ول يكن سبيله الفذ فيه الالتجاء إلى ما هو فوق مقدور 
الإنسان» يا فعل هن قبله من الأنبياء : إذا أعوزتهم اليل جاءتهم المعجزات 
لإنقاذهم و إتمام مقاصدهم ٠‏ ولو أنه التجأ إلى المعجزات فى كل أمس حزبه أو ك به» 
تذرعل من مسد أن كته ل متذى» لاقطاع تم ب لمعجزات » ولكنه 

قد اتخذ من الوسائل أنبلها » ومن الذرائع أشرفها وأوضحها » ودذاك كانت حياته 
الشريفة درسا ,يبنا » وعظة بالغة لمن يجيكون بعده» ممن بيجب أن بدركوا | مقاصدهم 
وغاياتهم بالكفاح 








إلى د صل الله عايه وس ترد الفضائل جميعها بم 


كلنا نعلم أن قوم موسى عليه السلام قد نجوا بمعجزة » ولذلك ل ,يتبحوا له فرصة 
لغرس روح الرجولة والمروءة فيهم . أما عد عليه السلام فقد جاهد بالطرق الخرنية 
والسياسية الى يفخر بها القواد الحربيون والسياسيون» ولذلك ربى جيبلا من 
الصحابة كانوا أولى عقيدة نادرة» وحب خالص له » وكانوا ممتازين برجاحة الفكي» 
ومتانة الحلق» ولهذا لم يفزعوا لتلقبات الدهى وتصاريف اللياة ٠‏ 

حا أن كل خلة من الخلال الإنسانية تظهر فى وقتها الملاثم: فك أن الشدائد 
تنسبك الإفسان» وتكوّن أخلاقه» كذلك النجاح يظهر ما فيه من نبل وهمة إن كان 
فيه شىء من ذلك . 


ومن المصلحين ا طق وصوله إلى الكال الفقر والشدائد » ومنهم من 
كان مويق وصوله الغنى والراء » وقليل متهم من خبر الخالين »غير أن عدا صبى ألله 
عليه وسلم ‏ وقد أراد الله به أن يكون مثلا كاملا للإنسانية ‏ قد خب را مالين» فا 


زاده الرخاء وهناءة البال إلا كرما وصفحا» وما زآدته الشدّة إلا صبرا وجلدا ويقيناء 


كان عليه الصلاة والسلام إذا سئل عن معجزة قال لسائليه: حسبكم الكون 
معتجزة : انظروا إلى الاأرض فهى من حاب صنع الله»وآية على وجوده وعظمته » 
خلقها ل » وسلك لك فيها سبلا » تمشون فى مناكبها » وتأ كلون من رزقه » 
ثم انظروا إلى السحاب المسيرفى الآفاق : يسح بمائه فيحبى أرضا مواتا» ويخرج 
منها زرعا ويلا وأعنابا» ثم انظروا إلى الأنعام خلقها لم تجعل المرعن لبنا سائغا 
للشاريين »ثم انظروا فى أقس؟ تانيع معجزة : لقد كنم صغاراء ومن قبل 0 تكونوا 
شيا مذكورا » ثم وهب لك الله العقل والقوّة وامال والرحمة أشرف الصفات ٠‏ 
وما تدرى كيف يكون حال العالم لولم يخلق الله اارحمة ؟ . 

كان عليه الصلاة والسلام يوجه نظر معانديه إلى الكون وما قيه» مما يدل على 
أن لله سلطانا على كل ثثىء» وأن كل مكان ايلو من آية من آياته الى يسميها علماء 
العصر اخاضر بالقّة والمادة ؟ ولا يرون فبها شيئا مقدّسا » بل الكائنات عندهم 
00( 








ع اباب الأول 


تباع واتشترى » وانستخدم فى تسربر السقن البخار ية والمرا كب الموائية » وغفلوا 
باشتغالهم بالكيمياء وال ام عما ه وكامن ف الكاتناك من سر الله 5 

ومن العجب أنهم يغفلون عن ذلك و ولولاه ماكانت العلوم اا .وق الحق 
أن الإنسان لا يحد السبيل إلى العلم حتى يجده ألا فى معرفة اللحااق ق الحكم : فلاعام 
إلا لمن عرف الله» وقّت فى نفسه قوته الباهرة 6 العلم وحده فشقشقة كاذية » 
مرك بعص العارفين دن أهل الغرب : قطعة 0 عطي 0 البة» أو بقلة ذابلة. 

كانتدعوة الرسولص| اللهعليه وسلم إلى الحجرة سامية : أساسما البرهان والإقناع 
والموعظة الحسنة» فأسلم كثير من اقتنعوا بصدق الداعى وصحة دعواه : ([أفآنت 


دع مرو ع 


الى ا لي 0 ) سد أن أعداءه من ن كقار قرش سكان مكة» 





والمود الذين كانوا 0 لمدينة » وغبرهم هه 0 العرب »لم يفوا 


2 

عند إنكار رسالته ودعو نه الإلمية » بل أرادوا أن لمكم وا الداى» ويدءوا يضاعفون 

اعتداءهم عليه وعلى أككايه» فأذن الله الحكم للسلمين فى القتال دفاءعا عن أنفسهم » 
7 9 2 


ووقارة للدعوة من يِصِدٌ الناس عن الدخول ف دين الله » أو يفتهم لك يعذهم إذا 


دلوا قد ٠‏ وى ذلك قول الله تعالى ١‏ (( أذن لذن يتاتلون بأتهم لوا و إن أله 
2م تحنم 2 2 - 


على تصرهم 7 عدر 1 ) وقوله تعالى : ١‏ وقائلوا اف سَبِيل الله ادن اراي ولاتعتدوا ) 
وقوله تعالى : ١‏ ( وقان تلوهم حَق لا ون شن ويكونَ ادبن ل له . فدافع النى” 
ار لكان حالم : أما وقد أنت قريشسن وغيرها إلا الحرب» فليحتملوا 
عواقبها بعد أن كوا آذانهم ع نكامة الحق » وشر بعة الصدق . وقد جاءهر مهد صلى النه 
عليه وسم 6 طريق الرفق والأناة 4 فازدادوا ع5 وطغيانا 6 وأا إلا مادا 
فى ضلالم ل ين وناك لعن ل أن إلا كن : كن 
القول الفصل لخسام المهند؛ ولكل مسرودة حصداء» وسايحة حرداء . 

ليس معنى هذا أن دين الإسلام ما كان لينشرلولا السيف . كلا : فقد جاء 
كاتقدّم ‏ بالمحكة والموعظة الحسنة» ولا لم رواحي تكريها ولتابع هنهم 








إلى ند صلى الله عليه وسلم ترد الفضائل حميعها | 


العدوان» لأ إلى السيف دفاعا عن دعوته وحماية له ولأتباعه . والحق لا بد من اشر 
سلطانه وحفظ كانه» إما باللسان» و إما بالسيف»و إما بالقلم ٠‏ ولقد حرت سنة الله 
فى خلقه أن الحرب بين الحق والباطل» خض داتما عن بقاء الحق ناميا زا كا : فثله 
كثل حبوبالقمح » إذادفنت فى الأرض خلوطة بقشروققامة »وكانت اللأرض خصية 
قوبة» حر بجت قحا خالصاء أما التقامة فإنها تهضمها فى سكون» ثم تحيلها عناصر 


نافعة ٠.‏ تلك سنة الله فى كونه : وهى سنة حق لاباطل ل » وسنة عدل ورحمة وحنان » 


لتكفل بحراسة كل أمس أسس عل الأخلاق » واغتذى بروح احق ٠‏ والدينٌ الذى 


جاء به مد صل الله عليه وسلم» إما هو الحقيقة الكيرى» لبثت تقل من عصر إلى 
آحردهورا وأحق اباءلم يبدل جوهس هاء ا إن الدين عند الله الإسلام) و والإسلام حو وهس 
<ق وروح صدق. وكل مانسبه المفترون أو الماهلون إليه من المبتان والازعبلات 
فليس هنه »ولا يضيره » ولا جب نوره» ولذلك لا تحب من سرعة |تصاله بالقلوب » 
وكا امساح قرس راع وبلا ,ساق لوقف رتهاك» وال اللذال كارا 
والنحل الباطلة : فقدكانت حطبا هشها أكاته نار الإسلام» فاستحال الحطب 
رماداء والنار لا تزال باقية مشتعلة ٠.‏ 

لا يزال القرآن الوم قاعدة التشريع والعمل» والقانون المتبع فى شئون الخياة 
ومسائلهاء هدى للناس وسسراجا منيرا يضىء للعالم سبيل الحياة » وديم صراطا 
مستقيا» وقد اقتضت حكة الله أزن يجعله قواءد كلية» لستذبط هنما ما يصلح 
لكل زمان ومكان ٠.‏ 

فا برح هذا الكمّاب الكريم يتردّد صوته فى آذان الألوف من خلق الله» 
وريصل إلى قلومهم أكثر من ثلاثة عشرقرنا ٠.‏ فهو صوت الأق . إذا تلى نفذ إلى 
الأكقاية - بجرى ارق ددن تيتين اإبزاء إلى اتن ب ردكا دن الانك جحل اللوري: 
المعاندين #ضعون لبلاغته» ويقرون بعجزهم عن خا كاته ٠‏ 

تأمل قصة عتبة بن رانيعة العنشعىء من ى عد شعس ن اعد مناف» وكان 


سيدا مطاعا فى قومه إذ قال: يامعشرقر يش» ألا أقوم ل#مد فأكامه» وأعرض عليه 








0 الباب الأول 


أمورا علهيقبل بعضها فنعطيه إياها ويككف عنا ؟ فقالوا : لك ذلك . فذهب إلى 
رسول الله وهو بصل فى المسجد وقال : يابن أخى ؛ إنك منا حيث قد عامت 
من خبارنا حسبا ونسبا » وإنك قد أتييت قومك بأس عظم فزقت به جماعتهم » 


وسفهقت أحلامهم » وعبت الحتهم ودينهم > وكفرت من مضى من آبائهُم : فاسع 
منى أعرض عليك أمورا تنظر فيها لعلك تقبل منا بعضها . فقال عليه الصلاة 
والسلام : قل يا أبا الوليد ؛ فقال : يابن أخى ؛ إنكنت تريد يما جئت به من 
هذا الأأعس مالّاء معنا لك من أموالنا حتّى تكون أ كثرنا مالاءو إن كنت تريد شرفا 
سوّدناك علينا حتى لا نقطع أمرا دونك» و إن كنت تريد ملكا ملكثاك عليناء 
وإنكان الذى يأتيك رثَياً من كن لا تستطيع ردّه عن نفسك » طلبنا لك الطب 
200 فقال المصطفى صل الله عليه وسلم : لقد فرغت 
يا أبا الوليد؛ قال : نعر . قال 0 : فقرأً ا الله صل الله عليه وسلم أقل 
دست نراقن ل بحم ديل من انحن الحم ددت 


د مومع م 


يانه 3 قرآنا عربيا لوه ا 
وقالوا 0 فى أكة ا اتدعونا َه وف آذَانَا وفروين بوبيك اب 


فأعمل 1د ٠‏ قل يها أن بتر مت 0 0 0 ع ا 
فاستقيموا | إله وأستغفروة 0 0 ٠‏ الَذينَلا ونون لكاو وهم بالاحرة 


هم كافرونَ ٠‏ إن الذين آمتوا وعملوا الات ل بره مون ل 
7 اذى حَلق لاض ف يومين دن تكعاون له اندادا داك رق ألعالين . 


وجعل فيه رواسى من فوقها و 0 وبارك فيها وقدر فا فوا 
انان[ ل قايس نم م قاياة رض اثتيا طوعًا ا 


ص دوس سام دءَه 2 


الا ا ا بعين ٠‏ فَقَضَاهنٌ سبع معوات فى يومين ا في كل سماء ضرا 


سس لاع وه 


وزننا الك دنا بمصابيح وحقًا ذلك تقدير العزيز اليه ٠‏ قن اردواكل 











إلى مهد صل الله عليه وس ترد الفضائل جميعها م 
سس سوخرو 
. كا اسل من ين ادوم وين 
0 ل 0 
عند ذلك أمسك عتبة بفيه» وناشده الرحم أن يكف عن ذلك» فلها رجع عتبة سألوه 
فقال: والله لقد سمعت قولا ما سمعت مثله قط» والله ما هو بالشعر» ولا بالكهانة» 
ولا بالسحر . ا معشر قريش؛ أطيعوى فاجعلوها لى : خلوا بين الرجل وما هوفيه : 
فاعتزلوه ٠‏ فوالله ليكونن لكلامه الذى سمعت نيأ : فإن نصبه العرب فقد كفيشموه 
بغيرك » و إن يظهر على العرب فعزه دمن؟ » فقالوا : لقد سحرك عد . فقال : هذا 
رأق ٠‏ ثم عرضوا على المصطفى صل الله عليه وسلٍ أن لشاركهم فى عبادتهم » 
و يشاركوه ى عبادته» فانزل الله فى ذلك سورة : ( قل يما الْكافرُونَ ) وما أبسوا 
منه» طلبوا إليه أن ينع من القرآن ما بغيظهم» ا الآوثان والوعيد الشديد » 
فانزل لله تعالى لهم جواب : ( فل ما بكرن لى أن بد من تلقاء تقمى إن أبِع 
لما وى إل 21 
وك رفضص ذلك قصدوا إلى تعجيزه بطلاب ع السوراتةه وطلبوا منه الشقاق 
القدر» فتاه الله هذه المعجزة ال باهسة : / ( اقتريت لسع وَانشّقّ القَمر) ونا لت 
كد لسر ردنا الاسقرار فى تعنتهم وع: ادم فقالوا : ( أ قن للك ع عر 
52 من الأرض 0 1 ل ص 01 تت م والأجار حلاطاً 
006 3 ا 2 كاك اه امعد مم 2 5 
تفجيرا ) فلم يجبهم إلا بقوله :([ قل سبحان ربىهل كنت إلا دشرا رسولا ) لأن الله 
علم ما تكنة جوانحهم دن التعصب والعناد » فلا يؤمنون مهما جاءهم من البينات 3 
( وما لشعرة أَمنَا إِذَا جات لا يؤمنونَ 4 وحكيف يربى الليز من قالوا : 


لت ار | 6 ا * . موه او سدها اشارماص عااياس م اومس 
( اللهم إنكان هذا هو الحق من عندك فامطر علينا مجارة من السماء أو ائتنا 


بَِدَابٍ ألم ) ولم يقولوا : فاهدنا إليه . 
وبلا'رأى المشركون ضعفهم عن مقاومة الإسلام بالبرهان اختاروا سياسة 
لقا فعل قوم إبراهم عند ما عجزوا إذ ( الوا حزقوه وانصروا لتك ) 








الباب الأول 


ولما أشير عليه بقتل بعض المنافقين قال : لا : اثلا ,تحدّث الناس أن عدا 
يقتل أككابه » ولاغرو : فإخلاص غد عليه الصلاة والسلام لا بدانيه إخلاص» 
وليس كإخلاص العظاء الذين لا برحون بياهون الناس بإخلاصهم : لأن هذا 
الضرب من الإخلاص حقيردال على الفتنة والغفرور» أما إخلاص غد عليه الصلاة 
والسلام فغبر متبط بإرادته : فهو مخلص بفطرته الطاهرة النقية : لأن الله فطره 
على عا ذلك . 


)5 ثماته صلى الله عليه وسلم على مبدله 
إن الأخلاق إذا تعاورتها الشدائد والأهوال سبكتهاء وأحرجت منها خلقا قو بم 
ثانا» وكان مثلها مثل الذهب لصي فالشدائد تظهر ما هو كامن فى الإنسان : 
فإما أن تجعل منه خلقا عظيا بنظل مدى الدهى والأحقاب ايراسا يستضاء به » 
وإما أن تقضى عليه فتجعله أثرا بعد عين »ومن أجل ذلك وجب 7 من طمحون 
إلى الظفر و بلوغع المقاصد العظيمة »أن يعدوا أنفسهم لركوب متن الأهوال واحتّال 


الشدائد» ويتخذوا من هذا ال: 


نى الوم عرق ف ثياته را اسلدقة ٠.‏ 


فقد انفرد صل الله عليه وسلم حل جعلته فى أسمى درجات الكل : تلك هى 
الثبات » وتلك صفة امتازت بها مظاه القدرة الإلمية ب فإنم! تسي ركلها علوتيرة واحدة 
ثابتة لا تتغير» كما هو مشاهد لنا فى سير الأرض وانتقالها حول الشمس ف زمن مقدر 
لا تعدوه وى سقوط الأمطار فى مساقطها » وهبوب الرياح هن مهام إلى غير ذلك . 
وقد تجبل هذا الخلق فى أحوا ل كثيرة» فا غيره نجاح أو هزيمةءولا إقبال ولا إدبار» 
ولا فقرولا غنى 


انتصرى الوقائع الخرنية ا داخله العجب ولا الزهو» وملك أطراف بلاد 
لحرت يكنا 6 كا زافق طالب واي فاه راك ات ل لاله لاه 


الديذة والدنيوية : 





إلى مد صل الله عليه وسلم ترد الفضائل جميعها 3 


لبث المصطفى صل الله عليه وسلم ثلاث سنين يعرض دعوته على أقوام جفاة » 
لادين لهم إلا أن سجدوا لأصنام لا تفع ولا تضر» ولا حجة للم إلا أنهم متبعون 
لماكان يعبد آباؤهم » وليس عندهم من مكارم الأخلاق إلا ماكان مرتبطا بالعزة» 
مما كان سيبا فى الغارات والحروب وإهراق الدماء » فلم يصادف خلال هذه 
السنين الثلاث إلا جمودا وتتخرية » ول يؤمن به أكثر من ثلاثة عشر رجلا » ومثل 
هذا نجاح بطىء لا شجع فى ذاته» بيد أن المصطفى ظل ثابتا فى دعوته؛ قويا 


2 عمل مه وإزادته ٠.‏ 


وما أهه الله بالجهر بالدعوة فى قوله تعالى : ف 
م - ءِ 0 3 5 5 
عن ا مثي ركين ) - عق رن الدعوة إلى توحيد الله تعالى والإخلاص لد ورك 
تعظم الأصنام وعبادتها » فكان صل الله عليه وسلم يطوف على الناس فى منازطهم 
يقول : ,أيها الناس ؛ إن الله بأمسك أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاء وأبو لهب وراءه 


يقول : 6 الناسس ؛ بإريف هذا يأك أ كن دين آبالكج ٠‏ ووطيع ا 


4 





كه 
ابن ألى معيط عنقه الشريف وهو ساجد عند الكهبة حتى كادت عيناه تير زان » 


وخنقوه خنقا شديدا 4 فقام 1 بع دونه 4 خكذبوا ااه ولحيته حى سقط مر 


شال )> أسلون كد إن فول الع 


2 


ولقد حدث أنه صل الله عليه وسلم كان يصلى عند الكعبة وجمع من قريش 
فى مجالسهم ‏ إذ قال قائل منهم : ألا تنظرون إلى هذا المرانى» أيكم يقوم إلى حروز 
آل فلان فيعمد إلى فرثئها ودمها وسلاها فيجىء به» ثم بمهله حتى إذا تمد وضعه 
بين كتفيه ؟ فانبعث أشقاهم » فلما جد عليه الصلاة والسلام وضعه بين كتفيه» 
وثبت الننى صل الله عليه وسلم ساجداء فضحكوا حتى مال بعضهم على بعض ٠ن‏ 
الفحك» 3 جاءت فاطمة ومى جو برية فألقته عنهة وهو ساجد 5 

أعلن رسول الله صلل ألله عليه وسم الدعوة عتعلد صر ريه 2( واثقا بوعدهة 


ونصره» فصعد عل الصفا م جعل بنادى : بانى فهر با 48 عدى”؛ لبطون قردش 








الباب الأول 


بفعل الرجل إذا لم ستطع أن يخرج أرسل رسولا لينظر الخبر» فقال لمم عليه السلام 
وه مجتمعون : «أرأ م لو أخبرتك. أن خيلا بالوادى تريد أنتغير عليكم أ كتتم مصدق؟» 
قالوا : نمم ٠‏ ماحرينا عليك كذيا » قال : فإنى نذير لك بين بدى عذاب شديد ٠.‏ 
فقال أبو لهب :تب اك ! ألهذا بمعتنافاأنزل الله فى شأنه : (تَبتْ يدا أب لهس وت . 


هس امه 


ا أغى عنة ماله وبا كنت 0 مسصل لازاذات لل امات 1ه اطق 


2-5252 
ود سن وس راد 
والمراد من حمل الخطب المئى بالغيمة : لأنها كانت تقول على رسول الله صبلى 
لله عليه وسلم الأكاذيب فى أندية النساء . ثم نزل عليه قوله تعالى : ((وَأَنْدْر شرت 
أمَربينَ ) وهم بنو هاائم » وبنو المطلب © وشو توقل 6 وتتوعبل مس © 0 
عبد مناف »ب فمعهم عليه السلام وقال لهم : « إن الرائد لا يكذب أهله » والله لوكت 
الناس بجميعا ما كذبتم» ولو غرررت الناس بميعا ما غررتك؟ » والله الذى لا إله 
إلا هو إنى لرسول الله إلب؟ خاصةء و إلى الناس كافة» والله مون يا تناموق» 
وتع جا تستقطوت . واتساسن ) ستلون ٠‏ ولتدرون اسان كناك 
وبالسوء سوا > وإعا لحنة إيذا أو لنار ]ي012 , 
من أجل ذلك استاء قريش حراس الكعبة وخدام الأصنام» وجعلوا يقولون : 
من هذا الذى يزعم أنه أعقل منا جميعاء ثم يعتفنا ويرمينا بالجهل والمدق وعبادة 
اتقشب ؟ فأجمعوا على عداوته » وقام عمه أب وطالب دونه محاميا عنه : يحدب 
عليه وكنع الأذى عنه » وهوماض عل أ الله » لا بردّه عنه شىء » فتزايد الاأمص 
وأضدرت قريش الحقد والعداوة لرسول الله صل الله عليه وسلم » وحث بعضهم 
بعضا على ذلك» ثم مثى رجال من أشرافها إلى أبى طالب يقولون له : إن ابن 
أخيك سب الحتناء وعاب ديننا؟ وسفه أحلامناء فاما أن تكفهعنا : وإما أن تل 
بيننا و ببنه : فإنك على مثل ما نحن عليه هن خلافه فتكفيكه » فردهم ات رك 
جميلاء فانصرفوا » ورشول الله صلل الله عليه وسلم على ماهو عليه :- مظهر لدين الله 








إلى مهد صلى الله عليه وسلم ترد الفضائل جميعها 4 


داع إليه . فهالم الأسى حتى تباعد الرجال وتباغضوا » ومشوا إلى أبى طالب مرة 
أخرى يقولون : إنهم لا يصيرون على ابن أخيه» فأصبح أبو طالب فى حيرة بين 
مفارقة قومه وعداوتهم » وخذلان ابن أخيه » فتلطف معه ليستبقيه عليه وعلى نفسه » 
ولا يمله من الأهس مالا يطيق » ولكن القوة الإلهية أبدته فأرشهم من نفسه » 
وقال لأنى طالب : ياعماه ؛ لا أترك هذا الأص حتى يظهره الله أو أهلك فيه » 
فقال له عمه : قل ما أحببت » فوالته لا أسلمك لثىء أندا » فوثبت كل قبيلة على 
من فيها مر المسامين يضربونهم ويفتنونهم فى دينهم » وافترق أمس قريش » 
فتعاهد بشوهانم وبنوعبد المطاب مع أبى طالب »على القيام دون الننى صل الله عليه 
وسلم ند اسان عل انق . فى دلكا ان |! جيل سس دام عان 
ابن باسروهى تعذب فى سبيل دينها » فطعنها بحربة فقتلها ٠‏ وما فيه العظة 
والعيرة للسامين »ما رواه أو د رضى الله عنه »هن أن أقل من أظهر الإسلام سبعة : 
رسول الله صل الله عليه وسلم » وأبو بكر» عار وأمه سمية » 0 وبلال» 
والمقداد » . فأما رسول الله صل الله عليه وسلم فنعه الله بعمه أنى طالب» وأما 
أبو ب فنعة الله بقومه» وأما سائرهم فأخذهم المشركون يعذبونهم : فالبسوهم أدرع 
الديدء وصبروهم فى الشمس ٠.‏ وإن بلالا هانت عليه نفسه فى الله عن وجل » 
وهان على قومه فأسلموه إلى الولدان » بشعلوا يطوفون به فُْ شعاب مكة وهو يقول: 


«أحد أحد» ٠.‏ عند ذلك أذن رسول الله صل الله عليه وإ لأصحابه فى اطعجرة 


إلى الحبشة؛ فى رجب سنة مس من النبؤة» فهاحر إلا أحد عشر رجلا وأريع 
فسوة » وكان أقل من رج عمان بن عفان رضى الله عنه» مع امس أنه رقية بنت 
رسول الله صللى الله عليه وسلم ٠‏ 

وعيد الله بن ,أي ربيعة» دايا وتخف من بلادهم إلى النجاشى » ليرد المهسابحرين 


إلى قومهم » فأبى ذلك» وردهما خائيين بهديتهما ٠.‏ كل هذا والمصطفى صل الله 








1 الباب الأول 


عليه وسلم مثابر على نشردعوته » يعرضها على هن يلتق به ببن اجبج مدة إقامتهم 
بكة ‏ والكفار جادّون فى منابذته ومناوأته ومناصبته العداوة ٠.‏ وقد جعل الله تعالى 
من عمه أبى طالب حاهيا يذود عنه » ويقوم دونه فى بعض ما براد به من كبد وشر» 
ومن زوجته السيدة العاقلة الفاضلة خد>ة ( رضى الله عنها) مواسيا بعطف عليه 
ويثبته» ويخفف عنه وقع ما يلاق ٠‏ 

وقد أصاب أصحابه الذين آمنوا به » كثير مر أذى الأعداء واضطهادهم ' 
فاحتملوا وصبروا على ما أوذوا »ابتغاء رضوان الله ومحبة فى رسوله » صل الله عليه وسلم » 
حتى كانت السنة العاشرة من رسالته» صل الله عليه وسلم » فأصيب عصاب عظم : 
هو موت عمه أبى طالب »وزوجه السيدة خديجة» رضى الله عنها » فزن بذلك حزنا 
شديدا» حتى سمى عام وفاتهما عام الزن . وقد اشتد أذى الكفار من قرس بعد 
ذلك عليه وعللى أصحابه» ونالوا منهم ما لم ينالوا فى حياة عمه ٠‏ 


أصبح المصطفى صل الله عليه وس وقتئذ فى مقام ضنك : تتهدّده الُوف» 
وتتوعده الملكات» وتفقرله أفواهها المناياوكان يخيل لغير أهل اليقين أن أمس غد 


صار إلى الإخفاق ؛ ولكن هذا الأعى العظيم 
5 بالإخفاق 8 
ولكشاراكات السنة الثالثة عشرة هن البعثة » قدم إلى 5-6 من أهل المدينة عدد 


كثير يقصدون احج فاجتمعوا بالنسول صل الله عليه وس » وعاهدوه» (إن هوهاحص 


»المؤيد من الإله القديرالحكي »ما كان 


إلهم) على أن يدافعوا عنه وينصروه على أعدائه . ولا سمع المشركون أن رسول الله 
صلى الله عليه وسلم حالف قوما عليهم؛ ازداد أذاهم عليه وءل أصحابه » فأمى عليه 
الصلاة والسلام المسامين بالحجرة إلى المدينة : فصا روا تس للون فرارا بدينهم ؛ ليتمكنوا 
من عبادة الله الذى امتزج حبه بلحمهم ودمهم ؟ حتى صاروا لا دون غضاضحة 
فى مفارقة أو طانهم » والابتعاد عن آبائهم وأبنائهم ٠‏ وما طرق مسامع قريش لتايع 
المهاحرين» اجتمع رؤساؤهم وقادتهم فى دار الندوة» للتشاور فها صن قن ادن 








إلى مد صل الله عليه وسلم ترد الفضائل جميعها 0 


رسول الله صل الله عليه وسلم وأتباعه؛ فقال قائل : رجه من أرضنا لنستريح منه» 


فرفض الباقون هذا الرأى ؛ لأنهم قالوا : إذا خرج اجتمعت حوله الجوع ؛ لما 
برونه هن ن حلاوة منطقة وعذوية لفظه . 


وقال آنس: ُوثقه ونحيسه » فرفض هذا الزأى كسابقه غخافة أن اكير يبغ أنصاره» 
فبعلنون حربا على مشرك مكة» وقال لحم طاغيتهم : بل نقتله »ولمنع بى أبيه من الأخذ 
ثأره تقدّم كل قبيلة شاباجأداء ويجتمع الكل أمام داره»فإذا خرج ضربوه ضربة 
رجل واحد؛ فيتفرق دمه فى القبائل ؛ فلا يقدر دنو عبد مهناف على حرب قريش» بل 
برضون بالدية» فارتضوا هذا الرأى .ول كان الليل اجتمعوا على بابه برصدونه حتى 
ينام » فأهس صلى الله عايه وسلم عليا أن ينام مكانه» حتى لا يحصل الشك فى وجوده 
فى الليل : فإنهم كانوا يردّدون النظر من شقوق الباب ليعلموا وجوده؛ ثم سجى عليا 
بردته ٠‏ فكان عل كرم الله وجهه أول من شرى نفسه ف الله؛ ثم حرج رسول الله 
صل الله عليه ول » وقد أخذ الله على أبصاره, »فلم يره أحد منهم ‏ ثم تقال مع الصدديق 
حيث تواعدا» ثم سارا حتّى بلغا غار ثور فاختفيا فيه» ونظر صل الله عليه وسلم حين 
تحروجه إلى الببت فقال : والته إنلك لأحب أرض الله إلى“ و إنك لأحب أرض الله 
إلى الله » ولولا أن أهلك أخرجونى منك ماتحرجت . ولم) م دن 1 كول 
الله صل الله عليه وسلم وأا بكر» طلبوهما بمكة أعلاها وأسفلهاء و بعثوا القاقة إِثرهما 
فى كل وجهة » وجعلوا جائزة كبيرة لمن يأنى بهما ءبخَدّوا فوطلبهما حتى وصلوا إلى باب 
الغار» فعميت أيصارهم عن دخوله » وجعلوا يضربون حوله بمينا وثمالا ٠‏ وعند ذلك 
اشتدحزن ألى سل عسله سر ريال ون قات قرطل واحد» 
وإن قتلت أنت هلكت الأمة» فا لبث أن أجابه المصطفى صل الله عليه وسلم بذهن 
حاضر» وقاب 2 ثقة ويقينا درن إِنَ الله ل لقا 
لم بروه وه التاريح فى أ أحقابه ودهوره . ومكث صل الله عليه وسلم هو وأبو بكورضى الله 
عنه فى الغار ثلاث ليال؛ ثم غادراه إلى المدينة فى طريق غير مألوف ٠‏ وقد صادفهما 





4 الباتٍ الأول 


فى الطريق أعرابى» فسأل أبا بكر عمن معه فقال:هاد هدينا الطريق : أراد أبو بكر 
طريق الخير» وفهم الأعرابى طريق السير . 1 

وبذلك نمت مجرته صل لى الله عليه وسلم إلى دار يشش فهها الإسلام » ويكون 
فيها للرسول العزة والمنعة .وهذا من الحكة بمكان عظم : فإنه لو اتتشر الإسلام مكة 
لقال المبغضون : إن قريشًا أرادوا ملك العرب 0 إلى شخص منهم » وأوعزوا 
إليه أن يد هذه الدعوى» حتّى تكون وسيلة لنيل مآر هم . ولكنهم قد صارواله 


أعداء ألدّاء» آذوه شديد الأذى» حتّى اختار الله له مفارقة بلاده, والبعد عنهم . 
أ 


كل هذا قد لاقاه مد صل لله عليه وسلم» وهو مستمر على دعوتده دعوم 
ليلا وتباراء سمرا و إعلاناء منفذا لاأحس اللهءلا يخْشى فيه لومة لائم حتى دخل الناس 
فى دين الله أفواجا» وخضعت له الحزيرة العربينة» وانقادت لدينه» ثم اختار من 
أصحابه أولى الحزم واليقين والبيان رسلاء أرسلهم إلى الملوك خارج الحزيرة ٠ولم‏ تؤثر 
عنه زلة أوهفوة :فقد رزق الحم والاحتّال» والعفو عند المقدرة» والصيرعل المكاره » 
وما كان بزيده الأدى إل" 0 ات لاحر إن يا فال لالس رح ات 
عنها : ما خير رسول الله صمل الله عليه وسم فى أعمرين قط إلا اختار أسسرهماءما لم 
كن إثماء فإن كان إثماكان أبعد الناس عته» وما اتتقم لنفسه إلا أن تتتيك حرمة الله 


فينتقم لله لا ألمت رأنه لى) أصابه ها أصابه فى وقعة أَحَد قيل له : لو دعوت عليهم . 
فال : إنى لم أبعث لدان ولكنى بعثت داعبا ورحة . اللهم؛ اهد قوبى ! فإنهم 
لا يعلمون . فل يقتصر على السكوت عنهم » ختى عفا عنهم » ثم أأشفق عليه » 
ورحمهم ودعا وشفع طم وقد تقدّمت الإشارة إلى ذلك : 


ا 0 حتمل هالم يحتمله نى” قبله » فتلقؤنت 


عليه الأحوال من سلم وخوف» وعى وفقر» وأمن و إقامة فى وطنهوظعن عنه » وقتل 
أحبابه وأولبائه ين يديه وأذى الكفارله بميع أنواع الأذى : من الكذب» والافتراء 
عليه» والبيتان» وإيذائه فى جسمه . وهو مع ذلك صابر على آم لذ ندعو الك اه 








إلى مهد صل الله عليه وسلم ترد الفضائل جميعها 33 


فم يوذ نى ما أوذى» ولم يحتمل فى الله ما احتمله» ول يط نبي" ما أعطيه» فرفع الله 
له ذ كره » وقرن اسمه باسمه » وجعله سيد الناس كلهم » وأقرب الأنبياء إليه وسيلة» 
وأعظمهم عنده جاها » وأسمعهم عنده شفاءة . وكانت تلك الحن تضحل عن كرامته. 
وهى ما زاده الله ها شرفا وفضلا» وساقه بها إلى أعل المقامات . وهذه حال ورثته 
من بعده الأمثل فالأمثل : كل له نصيب من المحنة نسوقه الله مما إلى كاله بحسب 
متابعتهء ومن لا نصيب لدمن ذلك نفظه من الدننا حظ من خاق لها وتلقت له ٠‏ 
خلاقه ونصيبه فهها : فهويأ كل منها رغداء ويقتع فيها حتى يناله نصيبه من الكحّاب . 
متحن الله أولياءء وهو فى دعة وخفض عيش » وكافون وهو آمن» وي>زنون وهو 
فى أهله مسرور» له شأن ولم شأن» وهوفى واد وهم فى واد ٠‏ همه ما يقم به 
جاهه ) ويس به ماله» وتسمع بهكامته : 

أما هر أصحاب الإرادة القوية والعزعة الثابتة فإقامة دين الله» وإعلاءكاءته » 
وإعزاز أوليائه» وأن تكون الدعوة له وحده» فيكون .هو وحده المعبود لاغير» 
ورسوله المطاع لاسواه. ٠‏ لله سبحانه هن الك فى ابتلاء أنبيائه ورسله وعباده 
المؤمنين » هاالتقاصر عقول العالمين عن معرفتة »وهل وصل من وصل إل المقامات 
امحمودة» والغايات الفاضلة» إلا على جسر الحنة والابتلاء ؟ : 

كذ معان إذا ملرمك تدركيا. ‏ الاعي اليا ع ار ين لعب 

من أجل ذلك كان مهد صل الله عليه وس » خير أسوة للرنين والمرشدين »والقواد 
والقضاة واللمكء» والائمة والناشئة » والمعاهدين واحار بين » والعايدين والزاهدين: فهو 
مثل أعلى : للفرد فى قبيلته» والزوج مع زوجته » والأبمع ابنه » والتاحر ف نجارته » 
والمربى مع تلميذهء والواعظ مع مستمعيه » والحندى فى حومة الوغى» والقائد 
فى تدييره» والمشترع فىأحكام شر يعته» والقاضى فى ولابته » والسياسى” فىحكومته» 


والملك فى رعيته» والمسالم لأوليائه» وامخارب لأعدائهء والعايد فى عرابه » والزاهد 


فى قناغلله : 








اباب الأول 

كل هؤلاء يحدون من صفاته صلى الله عليه وسلم ل ا ضرية 
مها على مزاولة أعماهم » وإماما يسيرون عليه فى نحقيق هآر مهم » وهردا برجعون 
إليه عند حيرم َ 

من أجل ذاك وجب اتباعه وامتثال سنته السئةء واقتفاء طريقة هذيه وسيرته 
الركية » والاقتداء به فى الأخلاق والأفعال» والانقياد لأواصه فى جمبيع الأعمال » 
والتأمى به فى حربه وس-لمه» والأخذ بقوله » والرضا بحكه : نير المدى هداه 
ومن اتيعه أحبه الله ٠‏ 

ون أخل ذلك سعدت أمة امتتلت أوامه» واحتدت واهيدىف ولذلت 
الجهد فى مناصرة ده ومؤازرته » وتأدءت بآدايه فى عسرها ويسرها » وآثرت 
ما شرعه على هواها» وثابرت عل العمل استته» وتفقهت فدينه وشريعته » وتلقت 
كله 6 وتطيفت بطيفه » وأحيت من أحبه» وعظمت آل بيته وصحبه » وخالفت 
كل اف كالف شرعف وا فلك عن ار دحال مه فيه أو بدعة »ومبضت 
للوقوف عند حدوده» ورفضت أقوال شائئه وحسوده » و بذلت النفس والمال 
دونه : فليس هناك كرم أحزل من كرمه» ولا نعم ل د ال أتم 
من واله ٠.‏ 

ولا عب : فقد جاء بالرأفة والرحمة» وعلم الكّاب والحكة» وأنذر وبشر » 
ونبى عن التعسير و يسر » وبالغ فى النصيحة » وأنى بالحة الصحيحة » وجاء 
بالهداية» وأنقذ من العاية» ودعا إلى الفلاح» وبين سبيل النجاح . 


ده لستروفوم 2 كو اعد ماوق اس 


قال تعالى : ( ددح وسنت كل شىء ف 0 الذين 1 000 


الام بأياتنا يؤمنون > لين يعون الرسول ال ال الى يحدونه 

1 200 

0 ار هم بالمعروف اديه يحل لهم 

يات و ريخات ع يم رمو كات طَِ مالَدينَ 
لس ص ا ار سس كر 


1 به وعر روه ونصروه ا ار اذى ار ِلَ معه أولئك هم الْممْلحُونَ ) ٠.‏ 





عد صبلى الله عليه وسلم بين الرسل 
انفرد د عليه الصلاة والسلام من بين الأنبياء والرسل » بأنمعادصريه قد وقفوا 
على جميع خلاله وأخلاقه» الخاصة والعامة» ثم تناقلها الناس جيلا بعد جيل» واضدة 
لا خفاء فبا ولا لبس » وأودعوها بطون الكتب ٠‏ فهو الرسول التاريخى بالمعنى 
الصحيح ؛ لأن سيرته من موده إلى مماته ثابتة بوتا لا هبه فيه : بشميع أعماله 
مدقنة» وأحاديثه مسطورة شاملة لما يحتاج إليه بنو البشر فى معاشهم ومعادهم ؛ 
وأعماله مصدّقة لأقواله» لا تناقض فيها ولا تضارب » وهى فوق ذلك نبراس لبنى 


الإنسان» ستضيئون به على ممر الدهور والأحقاب ٠‏ 


وهذا هو سر أن عدا أفضل المرسلين» وأرفعهم شأناء ور أعلاهم 0ك" 
ها جاء به من الشمائل والأعمال» ما فهم العام قدر النبوة والأنبياء ٠‏ 


لوكانت رسالة الأنبياء مقصورة على إلقاء المواعظ والنصائح» دون أن يكالخوا 
فى سبيل إنماض بغ الإنسان » وتثقيف عقوم » وتقو .م أخلاقهم »و إصلاحشئونم » 
ما استطاع كاد أن يفهم وجه الخاجة إلى الرسالة والبسل : لأن المواعظ والح 
والأمئال» قد جاءت فى الأحقاب الخالية على لسان هن ل يدّعوا الرسالة : فنى كاب 
كليلة ودمنة - وهو نما وضعته علماء الهند - كثير من الأمثال والأحاديث التّى 
دوا أن يدخلوا فيها أبلغ ما وجدوا من القول فالنحو الذى أرادوا ٠‏ وقد طمنوه 
كثيرا من البحوث الذلقية والسياسية والاجّاعية وام ربية» على لسان البهاثم والطير» 
وقد قصدوا به أن يكون إرشادا وهداية لترسية الأهساء وأنناء الحكام فى الشرق» 
ودو بلاريب كاب حكة وأدب غير أن العقل ‏ وقد بلغ من الرق شأوا بعيدا 





4 الباب الثانى 


قد بان له أن تحقيق كثير مما اشّل عليه 0 : لأنه إلى الأمور النظرية أقرت 
منه إلى العملية» وأن الانتفاع بطائفة من المواعظ والنصائح لم يخرجها قائلها إلى 
حيز العمل - قليل ٠‏ 

ردقه بها فى اصطفاء من .تخذه الناس زعيا وقدوة هى 
أعماله : فهى التى تجعله أهلا لأن يسم إليه الناس قيادهم فر 1 على عقوم 
يثقفها ويغذيهاء وعلى أخلاقهم يقؤمها ويزكيها ٠‏ وإن أثرالحكة الكلقية تسمع 
من أفواه الوعاظ» ليس بأكثر .مها وهى مكتو بة على الحدران . 


مما تقدّم يتبين أن القاعدة فىاختيار الحداة هى أعماهم لاأقواهم ٠‏ وأعظر هؤلاء 


المداة هم الذين أرسلهمالله بوره وهدايته . وما جاء على لسانهم من الأقوال الحكيمة» 
والمواعظ الخلقية الاجتّاعية »لا ,نتحةق أثره إلا إذاكانت أعماهم مظاهى لا ٠‏ ومن 
أراد العمل بهاء دون أن بتواتر إليهكيف عماوا بهاء فقد يقع فى الخطأء ويضل 
سواء السبيل ٠.‏ أضف إلى ذلك أن الفضائل السلبية» والفضائل القولية» ليسا 
وزن فى باب الأخلاق والفائدة : فقد نقرأ لكثي رمن النا سكلاما حسنا فى العفو 
والحم وكظم الغيظ» ولكنا لا نستطيع لمزم بأن هذه الخلال شعارهم : 

وليس هناك مندليل مقنع على أ[الإنسان يستشْعر الفضائل من أن يكون قوله 
در ماك كام من ينصح للناس بالصبر وحامده»واحتال الأذى وبحاسنه» 
أن يكون قد ركب متن الأهوال» ولاق الشدائد» وأوذى فىسجيل رأيه وعقيدته» 
كا فعل مهد صل الله عليه وسلم ٠‏ 

إن طائفة من المواعظ والمعجزات» .ليست كل ما يأتى به الرسول من الآيات 
والبراهين» بل آنته أن يحبى بى الإنسان». بعد أن ذاقوا الموت العقل والكلق 
والروى» وآبته أن ببعث فبهم بأقواله وأفعاله الحمة والمروءة والنجدة؛ وما إليها من 
الخلال السامية : آيته أن يبعث الإنسانية من رمسها فتخرج وقد سرت فيها الحياة 
الصحيحة : فاستيقظ شعورها » وتحركت عاطفتها» وانتبه عقلهاء وبرزت أخلاقها» 








عد صل الله عليه وسلم بين الرسل 13 


وانتعشت روحها؛ لأن هذه الصفات هى ملاك أعرهاء لانعيش ولا لغى إلا مها» 
وهى متسائدة» لا لتقم واحدة منبا بغير انضامها إلى أخواتها » ولذلك كان من 
الحطل تقوية بعضها وإغفال سائرها ٠‏ 


اتفرد مهد صصلى الله عليه وسلم بأن استثمر هذه الصفات» و وجهها إلى جعل 
ب الإنسان أوفى عقل راجح » وشعور جى» وعاطفة نبيلة » وخلق رفيع » وروح 
عالية . قد توالت الدهور والأحماب» والأم منفصلة بعضها عن بعض» زاعمة كل 
راخدة أن العالم كله فها » وأنها أفضل مر سواها : لأن الله خهما بالرسالة 
والمداية» فنجم ا ل سرك 
بعض الأم» وخصها مزايا م منحها غيرها ٠‏ 


من أجل ذلك أرادت الحكة الإلهية» أنتقضى عل ماحاب نفوس بعض الأم» 
من لبا أفضل دن غيرها » 0 وخلاله ودنا» وأن عل من الإنسان جسما 
واحدا» ف الله على اللخلق جميعهم برسول عام 6 معه رسالة عامةء للا يخصصما زمان 
ولا مكان : ( وما أَرسلََكَ لا رَحمَةَ لمَالَينَ ) ٠‏ ( وما أَرُسََكَ لا كاقةٌ لأس 


0 2 
شيرا ونذيرا )) ٠‏ 


كان فشكل من سبقه من النبيين صلوات الله علوم وسلامه؛ مثل الما بيح » 
كل منها وضع فى حرة لا يضىء سواها ». فلما ظهرت شمس الرحمة من البلاد 
العر بية » لبق هناك من حاجة إلى هذه المصابيح المدودة المدى» ولس فمقدور 


أى نور آحر أن حلف هذه الشمس ٠‏ 


بعث كل رسول ممن تقدّموا الصطفى صل الله عليه وسلم ليذب أفراد أمته» 
وجعلهم صالين لتكوين أمة متجانسة» ولعمرى هذا عمل جايل - غير أن عدا 
صل الله عليه وسلم وهو خبر المسلين» أرسل ليجمع هذه الأم» ويجعلها أمة واحدة 
متكافئة » مرتبطة برابطة الإحاء ٠‏ 








الك نان 


جاء كل رسول وأه, مقاصده تقويم خلق معين » فكانت حياثه عرة إل أراد 
تقويمه ما عد صلى الله عليه وسلم فقد جاء لتنمية الفطرة الإسانية جميعها » 
دسا ملكاتها» وتقوبمغمرائزها . وكانت حياته العملية صلى الله عليه وس » ماذى 
بالمثثل الصالحة » الكفيلة بتقويم أخلاق ب الإفسان جميعها ء وإذلك كان مثلا كاماد 
اسان حمست ديد الفضائل إلى كنت فى أنناء بى اسراويل وغيرهم ات 


فيه تجامة مومى »2 وشفقة هرون» وصبر أبوب » وإقدام داود » وعظمة سلمان » 


وساطة يحبى» ورحمة عسى » عليهم جميعا الصلاة والسلام : 


كانت له شخصية قوية» أثرت فيمن حوله أثرا بليغا» فأقز له بالفضل العدق 
اميق أطيره ن الثات والمثابرة وحضور الهدمهة والسكينة» ف أوقات لمن 
والشدائد» ما لم بعهد فىإنسان قيله ا ٠أوتقى‏ من الببان ووضوح اجة م ما جعل 


الناس قاطبة شهمو ك3 قوله 8 

عمل بما قال» فكان أكل مثال يحتذى به» وحدّثت أعماله عن نفسها . 

قضى حياته كلها ول نبد منه ميل إلى امد والتعظم » وأذن فى الناس بأنه شر 
لا إله» وأنه إعا جاء برسالة لمداية العالمين . تنزل عليه الأحكام والآداب فيبلغها » 

وإذ بلغ ما أوى به إلبهء و بينه بعمله » وجعله من خلقه» سههل مل الناس أن 
تبعوا شربعته وشسجوا على منواله © وظل الاب اكوم سلما من . التقص 
والزيادة » مصونا من التبديل واتخر, يف» ,تناوله الخلف عن السلف؟ أتزل» 
سل ل ؟ 20 اكه لحَافظونَ ) . 


أما وقد بان أن القرآن الكريم هو مظهر الإرادة الصمدانية العالية » وأنه باق 
كا أنزل» وأنه تو على ما يحتاج إليه الإنسان فى معاشه ومعاده» وأن الننى صلى الله 
عليه وسم يندج أراد ربهء وأن يانه وصل إلى المسامين فى العصور المتتالية كاملا 








عد صل الله عليه وسل بين الرسل 


مصوناء فلا حاجة إلى تنزيل جديد : لأ نكامة الله لم عل رو اشاصرة عق 


محض كار وإعادة - والله منزه عن ذلك - ولا حاجة إلى رسول آنحر : لأن غدا 


صل الله عليه وسلم جاء بحر هداية للناس» فهو لذلك خاتم الرسل . أضف إلى ذلك 


أن المفك بن أجمعوا على أن أسمى أغرراض الدين» هو نقل الإنسان مر حظيرة 
المروانية إلى حظيرةالتفكير» و إعداده لأن يحيا حياة الفضيلة والاستقامة والتقوى» 
ولا بتأتى هذا إلا إذاكان الدين الذى يعمل به أقرب الأديان منالا ؛ قما لا عوج 
فيه» صاحا لكل 1 ومكان» وإن لم يفطن لذلك بعض أهله .والقرآن هو ضالة 


دوعر رع و كه 


ار دن حكم حَير) ) فيه آيات 
ببنات » ودلائل واضحات» وأخبار صادقة » ومواعظ رائقة» وشرائع راقية» واداب: 
عالية » ببيان ساطع » و برهان قاطع ٠‏ مفتاح للنافع الدينية والدنيوية » مصكاق 
لم) بين بديه من الكتب السماووية ٠‏ آية الله الدائمة» وحعه الخالدة ٠.‏ باق على وجه 


كر نان لك ك7 








لبإملايااث 


الأسباب الاجيّاعية والاقتصادية الى اقنضت 
بعثة 552 صلل الله عليه وس 


جدير بنا أن نوبز القول فى حال العالم قبل البعثة الحمدية وحال البلاد العربية 
وخاصة 0 لنبين الأسيا ب التى دعت إلما : 


(1) حال الفرس 


ا التارييح أنه فى سنة 51٠‏ ميلادية» اشتعات الحرب بين الرومان والفرس 





لأن العداوة يينهما قديمة» ترجع إلى ما قبل القرن اللخامس قبل الإسلام ٠‏ وأهم 
أسباب! تنازعهما سيادة العالم : لأنهما كانتا فى :لك العصور أعظر دول الأرض » 
فأرادت كل منهما الاستئثار بالسلطان دون الأحرى . وكان من عواقب حرب 
سنة 51٠١‏ م أن جنود الفرس عاثت فى الأقطار الرومانية » والإمبراطور هسرقل 
معتزل فى قصره» منغمس ف اللهو واللعب غير أنه للى) شاهد اللخطر هب للدقاع 
عن كان دولته ٠.‏ ولمالم يكن عنده مال كاف للحرب » اقترض أموال الكمائس » 
على أن بردّها وربحها بعد أن نضع الحرب أوزارها . وما زالت الحرب قائمة حتى 
دارت الدائرة على الفرس» وتم النصرللرومان فى سنة ««- م . 

وفى سنة 590 ميلادية تجددت الحرب بين الدولتين » فانمزم الفرس مرة 
أخرى » وبلغت جنود الرومان نينوى عاصمة الآشوريين ن قديماء *, ظهرت مخايل 
الانحلال السيامى على دولة الفرس : فأصبحت حكومتهم فوضى» حتى اذّعى ملْكها 
فى خلال أزيع سنين السعة من ملوكهم ١‏ 





دع عنك أن المال الاجتاعية أخذت تضعف أيضا : فقد انشقت عصا 
الأمة» بما فشا فيها من تشعب المذاهب عن مانى ومُرّْردك »الذى ادعى أن الله بعئه 
ليأ بإباحة النساء والأموال بين الناس : لأنمهم إخوة أولاد أب واحد . فنشاأً 


ع ذلك كثير من فساد الأخلاق» وانتاهم تدهور عام . 


(ب) الرومات 

أما الرومان فقد ضاع نفوذهه فى الأم التى قهروهاء وقبض ال تبر برون على كثير 
من المناصب الإدارية والحندية » وصارت الثغور مهدّدة بالغارات علييا من كل 
جهة» وأمعنت المكومات المتعاقبة فى زيادة الضرائب» سدّا لحاجات الطبقات 
العالية» ونفقات الحكام التى لا عهد لهم بها من قبل : فكان من ذلك أن الأقطار 
التى لهم السلطان عليها » أخذت تشق عصا الطاعة ؛ لأنها لم نستطع احتال مظالم 
الحكام» وإرضاء جشعهم وشهواتهم : 

حقا إن ماوكها من عهد دقل ديأنُوس » فكروا فى أن يدفعوا أسباب الانحلال 
بإنقاذ العالم الرومانى : فبدأ دقلديانوس بإلغاء نفوذ البطارقة» واستبدل به نظاما 
آخر شبها به» فلم يفلح ٠‏ حتى جاء قُسطئطين : فسعى فى كسر شوكة طبقة الأشراف 
من امنود » واستعاض بوظائفهم وظائف مدنية : فنجح إلى درجة محدودة ٠‏ 
ونا بان له أن الإقامة فى رومة ليست بعد ممكنة لللوك ؛ تقل مقر الدولة إلى 
القسطنطينية» ليقطع كل صلة بينه و بين العادات القديمة » ويترك الروهانيين 
ومعبوداتهم الكاذبة ‏ بيد أنه أخفق فى سعيه » لأنه حسب أن تخذ النصرانية 
أقوى سبب لنجاحه »فبان له غير ذلك؟ إذ تشعبت الاختلافات الديطلية إلى شعاب 
لا عداد .لما . وكل شعبة أخذت تدافع عن معتقداتها دفاع المستميت» حت مت 
الفوضى الأمور الدينية» ما استولت على المناصب الحكومية . أضف إلى ذلك 
أن الأشراف والبطارقة وجماءات المصارعين وغيرهم » من أولى اللهو واللعب الذين 
اعتادوا سخاء الملوك وتب يرهم فى.رومة» رحلوا إلى القسظنطينية لستمتعوا ما اعتادوه 








0 الباب الشالث 


من قبل . وما ليت هذه الطبقات أن اط درجاتما عااكات عليه ف الغرب » 
وبقدر انحطاط درجاتهم الخاقية ازدادت قوّتهم ووقاحتهم» حنى أن السوقة 
استطاعوا إعطاء الملك لن يزيد لهم فى العطاء . 


ثم تلا ذلك النزاع بين الباباوات و بطارقة القسطنطينية الذي نكانوا يحرم بعضهم 


بعضاء فتضاعفت بذلك أسباب الانحلال فى هذه الأمة المتداعية » وانصرفوا عن 
مدافعة الأ المتبربرة التى كانت تنقص الدولة من أطرافها : فن ذلك أن الحكام 
كانوا متمون قريب أتباع رؤساء الكانس » ك0 من اهتامهم عنازلة الفرس 
والبلغار فى ميدان القتال . 


ويضاف إلى و تقدم م كان بين الرومان والمود من التياغض > فقد بلغ 
غاية عظيمة فى أيام هرقل : إذ ثار الهود فى أنطاكة فقتلوا بطر يركها » ومثلوا به 
شر 0 ونآاص مبود صور وهود فيذيقية وفلسطين» على أن يدخلوا مدئة صودر 
ليلا ويقتلوا النصارى . وما فعله اليهود من الفظائع نكاية فى الروم» أنهم اشتروا 
هن الفرس ثمازين ألفا من أسرى النصارى» ثم ذبحوهم ٠‏ وكانت حكومة النصارى 
إذا سنت قانونا خصصت بعضص اكه باليبود لمعاملتهم بالاحتقار ٠‏ وقررت 
الحالس الملدة إلغاء الديانة البهودية. ٠.‏ وأهرت الحكومة بمنع البهود من الاحتفال 
بأعيادهم 4 وأجبرم على النه انية 0( وضيقت علييم عدون حى اضطروا إلى 
النظاهى بالنصرانية . 

أععر ض الناس عن الفضائل الاجتاعية وانكلقية » وارتفع شأن الذين يعملون 
السيئات : فتبقءوا عرش القياصرة » وساهموا البراطرة نفار الملك والحكم : وكان 
من ذلك أن ثيودورة التى أصبح اسمها مضغة فى الأفواه» صارت ملكة يركع للىا 
القضاة والكهنة والقواد» مع ما أنته من الأعمال المنافية للدين والأخلاق ٠‏ وكان 
من ذلك أن ساد القلق» وا:نشرت الفوضى »ودست القوانين السماوية والوضعية» 
وانتبكت حمات الأماكن المقدّسة . 








الأسباب الاجتاعبة والاقتصادية الى اقنضت بعننه 


الا 

وأما فى الهند فقد انتشر مذهب إباحة النساء بوساطة دعاة أقوياء ٠‏ وقد بلغ 
من الفحش أن الكادن الهندى كان يختص بالعروس فى أيامها الأولى : لينششر عليها 
وعلى زوجها البركة والنعمة » وكانت الأناشسيد التى تنوه بالمنسكرات والقبائح تلق 
فى الاحتفالات العامة . 

(د) حال البلاد العربية 

كان العرب قبل البعثة الحمدية قد وقعت ,انهم الفرقة » وتشتت الألفة » 
واختلف ت كاءتهم » واضطربت أحوالم : فكانوا إخوان در ووبر»أذل الأثم دارا» 
وأجدبهم قرارا » لا يأوون إلى جناح دعوة يعتصمون بها » ولا إلى ظل ألفة 
يعتمدون على عرزهاء فأحوا الهم مضطربة» وأيدهم مختلفة ٠‏ وكانوا فى بلاء عظم : 


من جهل 0 4 وبنات موءودة » وأصنام معبودة »6 وأرحام مقطوغة » وغارات 


مشفدوله ٠‏ 
قد 0 قبل البعثة احمدية إلى هاوية الانخلال الاجتّاعى» بما لم يعهد له 
مثيل فى تايح الأثم : فكانوا فى جهل بأحكام الدين الصحيح ومبادى السياسة 
والحيباة الاجتاعية » ولم يكن لم فن يذكر» أو صناعة تنشر» ولم يكونوا يعرفون 
شيئا من العلاقات الدولية » وكانت كل قبيلة أمة قائمة بنفسهاء 'تحفز لشن الغارة 

عل كارة) + 
كن ل وى لكر ارين را رن ررك لان 
والساب والهب » وكثيرا ماكانت الكلة الواحدة تفضى إلى القتل» و بلغت 
روح الانتقام درجة مروعة» حتى أن النساء لم يرضهنْ سوى صبغ ملالسمنٌ يدم 

القتيل وأ كل قلبه وكبده . 

هذا إلى أن منهم من تأؤل الإله ببعض الوان لكثة نفعه أو شةة ضره » 
ومنهم من تمثله فى الكواكب لظهور أثرها » ومنهم من حسبه فى الأثار والأحجار 
لاعتبارات لهم فيها ٠‏ 





الات انالك 


وجملة القول أنهم وصاوا إلى -ال لا يستحقون فيا اسم الماعة : فقد أمعنوا 
فى القسوة والمكرات » ول يتذزعوا بعلم » أو ستصموا بكانور ..ء وأنخط الضمير 
الإنسانى فيهم إلى أسفل درجاته» حتى بدلوا بالفضيلة الزذيلة» وتوهوا بأصحابها ٠‏ 
(ه) حال مك قبل البعئة المحمدية 

كانت مكة قبل القرن اللخامس لليلاد محطا صغيرا » تمر به القوافل فى طريقها 
من جنوب الحزيرة : تمل بضائع الهند إلى سور به وفلسطين ومصر» ثم أصبحت 
فى أواحر القرن السادس مدي كثيرة التجارة » بفضل الأسواق التى أقيمت فيا ٠‏ 
ؤكان العرب يقضدونا مم... أطراف الحزيرة وسورية والعراق وغيرها للتاحرة» 
ولزيارة الكعبة و إقامة شعائر اج ٠‏ وكان فى.مكة فئة مها سدنة الكفبة وأهل الندوة 
استفيدون مالا من ورود اجاج وإقامة الأسواق » وس:مدون نفوذا فى فوس 
العرب» وقوّة فى سيادتهم المعنوية . 

ضرى أهلمكة بجع المال وآستئاره بضروب الوسائل المشروعة وغير المشروعة » 
وظل فيهم حب بجمع المال متزايدا حتى بعد الإسلام : ١‏ (وَإِذَا را ار را 
أنقضوا إلا وكوك قا ) . 

ولاب أن ا لع أهل مكة بالتجارة وآستئار أموالم بشي الطرق : لأنها 
كانت يا وصفها القرآن الكريم : ( رينَا إى أسكنت من ذريت يواد غير 
ذى رَرَعِ عند ينك المُحَرّم ) - غير صالحة للزراعة والصناعة » فأ كبٍّ أهلها 
كك عيشهم من المضارية بالأموال 


وقد بلغ من حرصم على راحة اجاج ورقاد الأسواق» أنم كانوا يحتاطون 


لمهم : فيعدون بضائعهم قبل قدوم شور ايع ل » وآفتتاح سوق 1 وشومون 
برحلتين : رحلة الصيف ورحلة الشتاء » إلى سورية وفلسطين.وجنوبي بلاد 
00 : اليتاعوا من هذه البلادعا تدعى ]ليد المانبة مر البضائم: > وليديعوا 


منتجات احم ٠.‏ 








الأسياب الاجتاعية والاقتصادية اك اقتضت عثته /اه 


كانت رموس أمواللم جموعة من أ كثر سكان مكة والطائف» عل شروط معينة 
تكفل الريح لأصعابها ولأصماب القوافل » ولذلك كانوا جميعا ييتمورن ااا 
السنوبة» .و سألون عنم ١‏ الرائح والغادى : لأنهم كانوا #خشون سطو سداد الطرق 
وقطَاعها » الذين ظلوا أزمانا بعيثون فى الصحراء فسادا » ويعيشون من الساب 
والنهبب . فا كل قافلة كانت تبلغ قصدها » ولاكل مى كان يقدم على جمعها 
وقبادتها » بل كانت القيادة محصورة فى أناس عررفوا بثبات الداش »ومضاء العزعة» 
وحسن السياسة» والتوفيق بين مصاع أغنياء مكة » وجشع رؤساء القبائل » الذي ن كانت 
تجتاز القوافل أرضهم : فكانوا ديستميلوتهم طورا بالمال» وطورا بالمصاهرة » 
وطورا بالإرهاب ٠‏ 

ومن أجل ذلاكظل أعداب القوافل وأغنياء مكة» بزيدون حراسما سنة فسنة» 
حتى ألفوا منهم حيشا منظا» ,قوم نفقانه تجار مكة من ر ببحهم الوفير ٠.‏ 

م تقدّم شستفا د أن المال كان موفورا فى مك2 :والطائف » .وكان. أصعابه 
كثيرين » فضحب ذلك جود فئة المرايين الذين انصرفوا إلى الربا» حتى أصبح 
مصدرا ثانيا لثروتهم » و إعلا ءكلمتهم فى البلاد» وأحد أسباب شغط الناس عليهم : 
فقد بلغ فى مكة درجة من أربعين فى المائة إلى مان فى الماثة ٠‏ 

بلغ عدد المرابين حدا عظيا »وآستفحل ضررهم على المجتمع » والو يل لمن سقط 
ف شباكهم » وأضطرّته الظروف إلى الالتجاء إلمهم ٠:‏ لأهسم على كلع لم كونوا 
يفقهون لاز مة معن » ولا يروث فرقا بين التجارة والربا» بل : ( ( قالوام ءا البيع 
3 الر؟) بلغ 6 لغ من نموم وم افقهم 1 1 المال بأى وسيلة “أنهم كانواكج وصفهم 
القرآن : ( ذا آ الوا عل الئاس استوفون» اده هم أذ وزلوهم يحْسرُونَ) . 


كانوا يضاربون ؛ بالدراهم والدنانير : فتارة بزبدون فى وزنها أو قيمتهاء وطورا 


بنقصون : تبعا لمصا لهم الشخصية» وجريا وراء جشعهم المعهود. كانوا بتلاعبون 
بالديون : بأن يؤحروا آجالله) 43 أو يقدّموها 58 أو يضيفوا إلمها» إل غيرذلك دن 
الأعمال التى كانت تفضى إلى نجراب المدين واستعباده» ولذلك قال لم القرآن الكريم : 








اناك امات 


و81 ع سوس روز ه سروه 


(يام اد بن آمنوا ذا َايدُم بدين إل أجل مسمى ويم كب 


2 


ءَ. ردس اسع اشر 


َل ولا 0 أن ب 0 مه الله فلَكبٌ كل الى عليه الحق 


د مسه 2 مت 


وليتق الله ر به ولا يخس منه شَيْمًا قن كان الى عليه المَقّ سنها اضيا 


ولا" 0 أَنْ 18 اك ول 0 وَآستَتْهِدوا شهيدين سن رجَالك 


فإن م 0 رجلين ربل ا اتان ست 0 ُ الشجداء أن صل ا 0-1-6 


0 إِحْدَاهنَ) ع ولا 0 تدا ذا ا 1 ولا أن و0 


أو كيرا ِكَأَجَله د دلي اقسط عد لد الله ا اا ألا ترتابوا 


0 و 


كن تجازة حا ضرة ة تدبرونها حت فد جح ل تكتبوها 


0 


ل 
وَأَشْهدَ 


1 موسر اس 


بدوا إذا ذَا ماسم ولا يضار ركنن ولاتريد و إن فوا و َي وَائقُوا الله 


ده سمغ رؤظ ده 
0 الله والله يكل ثىء علي ) 0 


بلغ من قسوة هذه الطائفة الطاغية» أنهم حملوا المدينين على ! كراه بناتهم ولسائهم 
ل البغاء : (أولا مكرهوا فتبائط عل البقاء إن أردنَ تحص لتْتهُوا عرض الخبة 
ا ا ا ان رن 
بوما فيوما» بما يضاف إليه من الربا الفاحش » هما دعا كثيرا من المدينين للفرار إلى 
الصحراء» والحاق بطبقة رد وقطاع الطريق» أو الخول فى طبقة الأرقاء . 

أصبح المرابون لاهر لهم إلا تكثير أموالهم : فنمت فى قلوبهم الأثرة والاختصاص 
مان ادر رن 2ك لمهم أن خرء الناسس ندرا وأن شق غيرهم 
ليسعدواء وبتعب ليرتاحوا . 

اعتمد هؤلاء القساة عل الرباء فأ قتنصوا , به أموال الفقراء الذين لسعون و يكدون 
وهم قاعدون : فضعفت فيسم ملكة النشاط وحب العمل » وأصبحوا فى جدم 
الجتمع العربى كالنبات أو اميوان الطفيل يتغذى من دم غيره ٠‏ وبذلك امتلا'ت 


صدور الفقراء علهم حقدا وضغينة : لأنهم أصبحوا فى أبديهم ميان أذلاء . 








الأسباب الاجتّاعية والاقتصادية التى افنضت يعثته 5 


كان من ذلك أن قلت اللخيرات» ومنعت الصدقات » وهضمت حقوق 
الفقراء» وأكلت أموال الناس بالباطل» وفشا الظلم» واختفت الىاملة » ونضب 
معين الشفقة والرحمة» وأغفات حقوق اأوار» وفصمت رابطة الإخاء الإلسانى . 

كل ليزه ارضاح يقد ليا عرى اراح 81 البية جيهدا ف اكب 
طايه طالمادين ابلك اتويت الالال الافيطااياة 6 رمماريي )ا لتر روج عن اللرازيت, 
فالظاهى نحت أحكام التوراة : كأن يقولوا : - 5 حكى القرآن الكريم ‏ لبس 
7 فى الأقيين سبيل » وكا قالوا : لا تقرض أحاك بربا » أما الأجنى فأقرضه 

٠‏ أكاوا السحت المنبى عنه تحت متا ر الميلة : ( ادعو الله وين آمنوا 
3 0 إلا ا ألفسهم 1 220 

21228 
وحفظة الدين» يوم كان الربا عندهم يجعل المدين عبدا مملوكا للدائن» ستخدمه 
فى مزرعته» واستعمله لنفعته» من غير أن يعطيه حما من الحقوق ٠‏ 

وقصارى القول أن المعاملات فى البلاد العربية وغيرها» قد أصبحت قبل 
البعثة الحمدية ات للفقراء» مولدة للآحقاد » داعية إلى انث ار أنواع الفساد 
نكر إن حر الللبروةان طلبقة ين القانتى» ترك نانسا القارضية مل ريام اللعاااة 
امحركة لفلكه » وترى لنفسها الرياسة الناقة» و إن لم يكن لأفرادها حظ من العلم» 
والاعيال» واالككتن ورم ارد 

بلى: قد داخلهم الغرور : فتخلوا عن الزراعة والصناعة وأنوا اع التجارة؛ اتكالا 
على ربح أموا الم . 

استاثروا بالتشريع على حسب هواهم : ف) جعلوا للعوزين قانونا يميم » 
أو شريعة تعطف عليهم » الم من من هاو بة اموت الاختاع : واف الأدىاء 
بل ظل هؤلاء الفقراء يعملون ليل نهار» مسئولين أمام هؤلاء القساة بما لا طاقة لهم 


عله ٠.‏ وبذلك [الراابق تفوسهم » ونزعوا إلى منازع الفوضى وضروب الفساد 


وأحسوا شديد الماجة إلى من يصلح حالم المادّية والأدبية » فأخذ شعراقهم - 








5 الاب القالك 


وهم لسانهم الناطق ‏ بشيرون إلى ها فيه هذه الفئة من البؤس والشقاء » و حون 


باللائمة على أصعاب الثروة » ويدعون إلى الرفق بالمعوزين » ويذ كرونهم بواجهم 
نحو الأرقاء والمظلومين : قال : بشربن المغيرة ستحث الأغنياء : 
وكلهم قد نال شيعا ليطنه * وشيْع الفتى لوم إذا جاع صاحبه 
وقال الأعشى 5 
تيقون ق المت ملا بطونك ». وجارائ؟ غرتى نيت تخائض) 

بيد أن هذه الصرخات القليلة» كانت ذات أثرضعيف فى نفوسهم القاسية : 
لأنما لم نستطع استئضال المسرض الذى كان ينخر عظام امجتمع فى مكة والبلاد 
العر بية وغيرها ٠‏ 

من أجل ذلك أصبح محتوما مقاومة هذه الأمراض العا بدواء أنجع » ووسائل 
أقوى » على بذ من هو أشدّ ثباناء وأمضى عنزعة من شعراء البادية ٠‏ 

فإن كان هناك زمن ستدى بعث رسول فقدكان ذلك الوقت ٠‏ ولاغرابة: 
فقد حرت سنة الله فى الكائنات أن ,أتى بالنور بعد الظلمة» و بالمطر بعد المحل» 
وحرت سنة الله أأيضا أن ببععث رسولا متّى وصل الانحطاط البشرى إلى غابته » 
رحمة بعباده» ورأفة خلقه . 

وقد امتازت الفترة السابقة لظهور مد صل الله عليه وسلم 
غشيته ححابة كثيفة » من الشرك » والحهل » والرذيلة » والظلم » وحل المنكر حل المعروف» 
وقبض أهل الرذيلة على ناصية الأمم ٠‏ و .هذا تجات الضرورة القاهرة إلى ظهور 
عد صل الله عليه وسلم » الذى قام بأعظم إصلاح إلجتمع اضطلع به إنسان قله 
او بعده : نما دل على أنه أوتى من بعد النظرء وسلامة القاب» ويحسن السياسة» 
والعسلم بطبائع املق » مالم يؤته مصلح آنى . هذا إلى استعداده لبذل مصالحه 
الشخصية» ونفسه 0-0 فىسبيل تحقيق الأغاض السامية» التى لم برض التخل 


عنها بوعد أو وعيد . 


» بأن العالم جميعه قد 








الأسباب الاجتاعية والاقتصادية البى اقتضت عثته 5 


ندبه الله فلبى راضيا مغتبطا » عارفا بالبيئة انى ولد وعاش فيها : فد ألشأه الله 
نما فقيرا يكسب قوته من عمله . واشتغل بالتجارة» وسافر غير هرة» وخالط الناس 
ووقف على أعمالهم : يفكرى أسباب شسقاء المعوزين منهسم» والطرق الى تخفف 
من نككات الفقر» وأثقال الظلم » فكانت هذه الأسفار» وهذا الاختلاط بالناس » 
والإصغاء إلى أحاديثهم » إعدادا لتلق الأم الإلمى 

قضى زمنا فى التحنث والتفكير» ثم أطلعه الله على أسرار الياة : فأدرك معنى 
الحياة وأسبا السعادة والشقاء » فا وسعه إلا أن يؤذن فى قومه » ولا سلاح له 
إلا الإخلاص ف النية» والاعتاد المطلق على الله الذى وجده ينما فآواه» ووجده ضالا 
فهداه » ووجده عائلا فأغناه ٠.‏ قد أصبح ذه وأماته وحسن سيرته» محبو با محترما 
ماما بمعنى احياة» مدركا أسباب أهراض الجتمع ٠‏ رزقه الله الإخلاص الطاهى : 
سهد منه قوى متجدّدة استعان بها على مكالفة خصومه» والتغلب على تلك العراقيل 


2-2 حون زوه كدت لا منته على عبسده اشرح صدره : )4 شوح 


لا حرم أنه شاهد بنفسه أيام اشتغاله بالتجارة ما كان بقع أمامه من الكذب» 
والغش ف التجارة » والإفلاس الكاذب »وأ كل أموال الناس» والتطفيف ف الكل 
والوزن» وترف المثرين وسرفهم ٠‏ وبهذا وأمثاله أعدّه الله حار بة أمراض الجتمع 
واستئصالما ٠‏ وما رى إل أغراض اشترا كة أو شيوعية 6 ل وقف فَْ جانب الفقراء 
والمظلومين وقفة مغاص ى الحياة 4 ودافع جهارا عن مصا مهم الجبوية 6 غير مبال 
عواقب عمله . كان سلاحه صلى الله عليه وس كامة الإخلاص يدعو بها ويحذر » 
وستعطف م يوعد وهدّد» لا كاف ف الحق لومة لاثم : فهذا عه رت 
الذى برز لمناوأته » وداح يفسد عليه عمله» و يلب الناس عليه» فإنه بلسان القرآن 

اوس هر سا لرو مه 


لعنه» ولعن اذك : ( ات يدا أى لهب وتنب ا 


مكيل 0 ذّات آهب 34 وما 1 الك 3 جيدها 0 ف لف 








م خش اده ك2 وأغنياءها 4 بل قذفهم ف وجوههم بالمشع والتمافت على حطام 
الدنياء والتكالب على جمع المال بمختلف الوسائل ٠‏ 

لما شاهد الناس كف يصول عل أغنياء مك2 وسراتها » ويحدب على الفقراء» 
و يقزر لم حقوقا لا تضير غيرهم » امتلاات القلوب حبا وإخلاصا بهذا النى الكريم : 
فأخذوا يدخلون فى دين الله أفواجا ٠‏ 

كان من حكة الله ورحمته بالعالمين» أن حل على الريا حملت 00 : فال 


فى كانه 000 (٠‏ اين ون ال 0 1 ار 00 م الى بشبطة 
ليطن من امس ذَِكَ ب + نكا 3 مثْلٌ ار عل َي 


ع ةا 0 _-- 1 د 


وحرم الر ا ري الى لله ماس َه ل الله و 1 عاد 
ولك أَكَْانُ 3 فيه َلدُونَ 3- محَقٌ ا الى 7 رن الصَّدَفَات» 0 
ل ع كل كنار ان ٠‏ إن اين 1 وَحملوا اصَاحنات وَأامُوا الصَلاة 0 
الك طم َعم 0 د ا ا ا 
انْقُوا لد وذَّروا ما بق م 00 ادل ٠‏ فإِن 1 تعلو دوا برب 
من الله ورسوله إن ينم قلخ © رعو مالك لا تظاسون 0 ٠‏ وان كان 


ع ا 


ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة و وأن دآ 00 ا ثم تلمُونَ ) 

جعل الله سبحانه وتعالى عقو بة الربا فى هذه الآرات همسا : التخبط» وا نحق» 
والحرب » والكفر» والخلود فى النار» وى بها على ها جره الربا من التقاطع والتدابر» 
وأحل محاه الزكاة » وأمس بالصدقة » وأوجب عل الأغنياء حقا معلوما فى أمواهم 


للفقراء» وأص الدائن بإنظار مديئه المعسسر إل مسيرة » وحثه على التصدق عليه بترك 


ما تسمح به نفسه من دينه ٠‏ وكان من حكة الله أن رعَب فى الصدقات والإحسان 


إلى الفقراء : فآنزل فى ذلك أربع عشرة آية » كلها حكة وهداية وإرشاد : إذيقول 
جات كد 








الأسباب الاجتاعية والاقتصادية التى اقتضت عثته 3 


2 ستل الذِينَ نْفقَونَ نولم ذ فى سَبِيل الله 3 شٍِ حب رم 
و ورس 02 ره ده 0 7 3 هو وس ستره 
سنبلو 7 حبة ٠‏ والله بض اعف من ن لشاء والله 0 ليم ٠الذين‏ بنفقون امواهم 


2 زومرو 2-0 2ه سيره وترم ول للك هو سس هق 


9 فى سبيل الله م لا نيعون ما أنققُوا مأ أ ولا أتَى م أحرهم عند دي ولا خوف 


مده ه مش هه موسو 2 02 موق ف سمه دق رهظ ه ع ساس كه 
علوم ولا 57 #>زنون ٠‏ قول معروف ومغفرة غير من صدقة ا اذى والله شخ 


5 0 1 نوا ميخ 5 امن َالأنَىكأذى , 0 0 نا 


اناس 0 كُُ 0 الله وا يوم لاخر 0 ا 1 صَنُوان ل 0 ا 0 


0 0 7 يِفْدرونَ ضّ شىء 3 0 وات ل ملق قوم الكافرين ٠.‏ 
لسر اله روا و ب ههه لل و6 ساسا سوسم 0-8 ها عور ا دض سوسم 


ومثل اللذين ينفقون اي الله و ٍِ ا ثْل جنة كك 


نا 0 كت 5 ضعفين ا إن صما و 0 ل 0 ما 0 6 ٠‏ 
سي 6 ذا مو مه 6م و - 0 


أود اعد أن 1 حنة من اياك 0 الام ازله فنا من 


سو سق يرك م واس عاد دق دم سعد ه 


كح القَر رات عن الكبر 1 ذرية 0 ف 5 ا فيه نار فا ترقت 


وسعر 


كذاك 00 ع ألآيات م 8 0 للبين ا وا أَققوا 0 ات 


2 كت دورو مه موه بر ص شه بره 


1 0 وكا ا ا فرك الْأَرْض 7 موا لبيك منه تنفقونٌ ولس 


بآخذيه لَه أن دي فيه وَآعلوا َال 0 4 م ان 5 5 الفقر 


مغوو ع له م ورورة ده اداع وو مده 2 ل 15- 5 


و 0 الْفَحشاء» والله 0 0 د وفضاا والله وأسع 2 ٠‏ و الحكة 


سه مشا قر ممه رده سا ساس ديه رع ال وغوه 


من 2 نشاء ومن بوت الحكة كن 0 كنراً و اك راد الالباب ٠‏ 


هه ا 6م ممما 2هدسهثئره ها مو اس لوسر لي َه ما اه ووس 

وما 6 من نفقة او نذرتم من ندر إن الله بعله و للظالمين من انصار ٠‏ 
د داه زوق ل سزوو سوسس س دقل ل هق سرؤه رار 
إن دوا | ااصكقات فنعما حى َك وه وتؤتوها الفقراء فهو خير ل ويكفر 


-. 0 





ره 0 د له وا سم مات كه أ اه 
عدج دن ميثاتج والله ما تعملون 0 3 لبس ما عَليِكَ هداهم ولكنّ الله بهدى من 


ف م الاو اه سك رم كي كا عاياه شماه سما برهاي 
إنساء وم | تنفقوا من ذير فلانفسم وما تنفقون إلاا أتغاء وجه الله وما تنفقوا من 
7 
ء. 


ده ودام اده م سج ل 


خير وف فآ َم ونم لا تظمون . ٠‏ قرا اءالَذِينَ أخصروا فى سييل الله لا مستطيعونَ 








38 الباب الثالث 


000 هابر هسمه 22 مه سروه لوعو 


ضربا فى الْأَرْض 0 الجاهل أغنياء لتر 3 0 لاه تسألون 
النّاسَ انا وما فقوا وا من خَيرٍ فَإِنٌ الله به 1 0 فقون أمواطهم كل 
ا ع ماو أ ب ولا حَدفُ امم ودح ٠‏ 

نما تقدّم ببين معنى قوله تعالى : : ( ظهر الَْسَاد فى ألبر والبخر ع كيت 
أي الا ليذيقهم بعْضَ الَدى مأو ٠‏ ققد عر الفساد قأقطار الأرض »عه أفادنا 
التاريج فيا تقدّم قبل بعثة مد صل الله عليه وسلم وسرى الموت جنيع ضرو به ؛ من 
عقلى وخلق وروحى فبهاء وأسدلت الظلمات أستارها : فعميت البصائرء وضلت 
الأعمال . وقد قال الأستاذ مو يرف كَّابه « ترحمة حمد » عليه الصلاة والسلام : 
إن النصرانية فى القرن السابع لليلادء قد أصبحت فاسدة مشوّهة ٠‏ وقال جيبون: 
إن النصرانية فى القرن السابع لليلاد» قد استحالت وثنية : فقد أصبحت الوجوه 
تولى شطر الأصنام والأنصاب الى حلت محل اليا كل والمعابد ) وأخذ مكان 
عرش الله وعظمته الشهداء والقدّسون» ونسب الضالون المضلون صفات الله إلى 
السذا المسيح عليه السلام »وأقه البتول» وحارت الأفهام فى معنى العليث »والاتحادع 
والطاول وعوا عن او . 

اضطربت الأحوال الاجتاعية واخلقية فى العالم اضطرابا لم يعهد له مثيل ؛ 
إذ أن أهل الأديان لم يقتصروا على مجانبتهم الفضيلة » بل انقلبت الرذيلة فضيلة 
أقبل علا الناس تقرربا إلى الله تنزه عما كانوا يفعلون . 

انحطت جميع الأثم الى مهاوى الرذيلة» وأتى أهل الأديان فها مر أنواع 
الممكئات ها بندى له المبين . حقا إن الله قد أرسل كثيرا من الرسل قبل عد عليه 
الصلاة والسلام» وإن ظهورهم 2ن ار 1 عا قا + 
واحدا بعد الآخرء لم تبلغ من اكللمة ما بلغه العصر الذى أرسل فيه التى العربى . 
وكلهم قد لاق شدائد وأهوالا - بيد أن ن غدا قد ل من صنوف 0 والشدائد 
مالم يلقه أحد من إخوانة » وآضطلع بأعظم الأعباء» واحتمل أ كر المستوليات + 








ذلك بأن موسى عليه السلام» قد أرسل لتح ريرق إسراءيل ٠‏ وجل" أن المصريين 
فى عهده كانوا أولى ثقافة وحضارة :للم فى العلوم والفنون قدم راتخة» وفى الأخلاق 
تصيب كبير» ومنهم طائفة تامسوا الوقوف على أسرار الكائنات » وآشتخلوا بضروب 
السحر والغيبيات و برزوا فيها.وكذلك لى) ظهر المسيح عليه السلام» كانتالحضارة 
الرومانية بين الأثم كاخضارة الغرية الآن» وكانوا على جاب عظم و ضصاعة 
ال نعم كان الروهان وثذيين» وقوم عيسى موحدين» فشا فبهم النفاق والانتياس 
فى الرذائل » ووقفوا عند صور العبادات : فكانت رسالة المسبيح عليه السلام » لإصلاح 
ما تأصل فى النفوس من ضروب الرذائل » واتباع ما جاء به الرسل من قبله ٠‏ 

فإذا كانت هذه الأسباب اقنضت ظهور موسى وعيسى عليهما السلام؛ خال 
القرن السادس لليلاد » كانت توجب ظههو ركثير من الأنبياء فى الأقطار الختلفة؛ 
أوظهور رسول واحد يقي دين الله فى الأرض؟ ويثبت دعائمه : لأن الشرائع الإلهية 
فى أطراف اللأرض قد أغفات؟ وحدودها قد خوافت » ووصل المستوى الخلق 
للعالم فى ذلك العصر إلى حال تنذر بشر مستطير ؛ 5 ألمعنا إلى ذلك . وكانت الخال 
الروحية والدينية مخبوءة فى أطار الظلمات : فد جاءت النصرانية - »م تقدّم ‏ 
هدم الوثنية ووهاء فا لبنت أن ذهبت فريسة لماء فكثرنى أيامها ألوان من 
الاراء الفلسفية الغامدة» طمت عل الكت المازلة فى الشرق» ونش عن ذلك أن 
الشعوب الى كانت تقطن البقاع الوسطى والشرقية من آسيا؛ والقبائل التى كانت 
تسكن المكشوق من تعالى أورية عقد تمسكت بآعداب ضروت من الوثثية المرثولت 
وكذاك (» دل الكشف ابلغراق فيا بعد ) البلاذ التى لم تكن معروفة وقتكذ . 
هذا إلى أن كثيرا من القبائل اليبودية» لم تنج من عدوى الوثنية . 

أنا وقد أصات الكتب الشياوية ها أعانا من الخخر بف واليتيل: ويك 
كامات الله عن العقول البشرية» فن رحمة الله بعباده ألا يدعهم يتخبطون فى ديحور 


الضلالة » وشهبوك قَْ يداء الرذيلة» وأن عاد 3 وحيه »6 ويعيد لكاماته صفاءها 
وجمالها . و إلى ذلك شير القرآن الكويم بقوله تعالى : تل عليِكَ الْكَابَ بالق 


فرق 








58 اكاك التذالك 

و2 1 - هسه 

مصدة الما بان ديه وا أل التوراة والأنجيل من قبل 10 لاس وَأَنرَلَ الْمُرقانَ) . 
المنطق السلم ظاهس فى هذه الآية؛ لأنها تقص علينا أرى السنة الإهية العادلة» 
قضت بأن الله يوالى على خلقه زمنا بعد آخر نوره وهدابته : (لِكن أل كاب) 
ولذلك كه على أم معتلفة» فاتيعوا الهداية كك 3 ثم فسقوا عم » قلت هم 


دريب الحلاف» ف العقائد» والأحكام» تحور انالك ٠‏ فشكن الج رك أن بسن 
إل كل له رسولا 4 ليفصل في ينها من اللللاف» أو برسل رسولا اذا بيع 
ذا 


-- م سير 


ا 0 قد 00 كل 3 من قبلك م 


اط دوو 


لك ك الكااب ل لتبين هم 


م وسقر دع وشع ده جره برام 


الى سس فيه رخدي ورحمه ل يؤمنوك ) 


الآية ناطقة بأمرين : الأول أن الشيطان زين 1 أعما الهم » والشان أَنْ ماجاء 
به الرسل السابقون قد تفق وآختلف إلى حدّ عظم ٠‏ ولا 0 على أن الشيطان 
هوالذى زين لم أعماهم 0 عندهم من قوط وم : جدير بذ | أن نفعل 
قمر لفسال الى ااقرنء 

دل تاريح الأديان على أن الله بعث فى كل زمن رسولاء حتى إذا عبت بد 
الإنسان بم جاء به قفى عليه برسول آرم لأن الدين الذى دخل فيه التحريف 
بالزيادة أو النتقص» غير صالم لسدّ حاجات بى البشرعلى اختلاف الأزمان» بل الذى 
يصلح لهم - وإن توالت الأجبال - هو الدين السماوى المحض : ذلك بأن الدين 
من صنع الله وكل ثىء من صنع الله فى هذا الكون ‏ على تقادم عهده - جديدٌ 
طريف : فهذه البحار» وهذه الشمس» وهذا القمر» وهذه النجوم» والرباح» 
كل أوائك قد تقادم عهدهاء ولا تزال وافية حاجات الإنسان واحبوان والنبات 
وعلى هذا القياس الدين : فإنه لما كان من عند الله» كان شاملا لى) يتاج إليه 
الخلق على آختلاف الدهور والأحقاب» ولا يقبل تبديلا ولا تنقيحاء ولا مستطيع 








الاسباب الاجتاعية والاقتصادية الى :أاقتضت بعكته /_ 


إنسان مهما باغ من الفكر والعلم أن يعيده سيرته الأولى » إن مسه التحريف . 


لا مستطيع البناء إنشاء منزل يركن إليه من أنقاض منزل تدم . وإن فعل 


ناؤه وا أه لا تن بتداعى . فإذا تعذر على الإنسان أن يعيد بناء سان آنخر إلى 

0 عليه من المثانة واجمال؛ فأحر به أن يعجز عن بناء للإله قد تداعى وتهدم ٠‏ 

ترى الفا كهة تتضج) ثم تعن فتتفرق أحزاؤهاء ثم تعود إلى حالما قبل التكو ين» 
ثم يحيلها الله مادّة أخرى » أو يعيدها سيرتها الأول : ((صنع الله أذى اتقن 1 شىءِ ( 
ولس فمقدور الإنسان أن يعيد ثمرة من ثمار الفاكية» إلى ما كانت عليه قبل تفرق 
أحزائم! ٠.‏ فإذاكان الإنسان يععجز ءن أن نعيد كائنا بعد تفرّقه ولشنته؛ فهو أعمز 
عن إعادة وج الله إلى ما كان عليه؛ إذا طرأ عليه الفساد والتغيير . 

أما وقد بان أن الإنسان لا ستطيع أ بعيد بناء منزل تهدّم بأنقاضه » 
ولا يستطيع أن يعيد ثمرة من الفاكهة بعد تفرق أجزائها؛ فهو لا يستطيع أن يعيد 
دنا قد وهت قواعده » وتمزقت أوصاله » وتفرزق تكمة أهله » وطغى عليهم سيل 
الوثنية » وآشخطت درجتهم الخلقية والعقلية» فأقبلوا على عبادة الأجسار والأتجار» 
والرباح والأهار» والسحاب والشمس والقمر : (لا سجدُوا الشّمْس ولا القَمرٍ 
وامعدوا ل اأذى حَلتَهنَ ! إن كنم م اه تعبدون ) ]) ٠‏ ول يتفوا عند ذلك» بل عبدوا 
شهواتهم وأهواءم بأسما 0 وآرتكيوا فى بوت العبادة ألوان الفحش والمنكر. 

بلغ من الفساد فى القرن السادس لليلاد» أت أصبح لرؤساء الدين على الناس 
ساطان فى عقائده » وما تكنه ممائرهر : فلوقال الرئيس الكهنوتى لشخص : إنه 
ليس بعسيحى : صار كذلك» واو قال له : إنه مسيحى : فاز بها ٠‏ فلم يكن أحد 
حرا فى معتقده» بتصرف فى معارفه ا برشده العقل السلم » بل عين قلبه مشدودة 
سف ركلسه . 
حيها الك الاين لفحي دين اللنتياك وراك عاد عن ليا فلك سادق إقال 
متا : سين أن تخدموا الله والمال : لذلك أقول لك : لاتبتموا لحياكع 








3 الات النذالت 


بها تأكاون وبما تشريون » ولا لأجسادى بما تليسون . الح أقول لكم : 
إنه بعسر أن يدخل غنى ملكوت السموات ) ٠‏ 

أفهموه, أن من الدين ما بيجب الإعان به ولو ناقض العقل . قال القديس 
أنسيم : يحب أن تعتقد أؤلا ما يعرض عل قلبك بدون نظرء ثم اجتهد فى فهم 
ما اعتقدت ٠‏ 

صرفوا الناس عن الاشتغال بالشئون الكونية : فاذا نزعت العقول إلى علم نثىء 
من العالم » حال ينها رؤساء الدين ‏ خوفا من الزيغ عن الامان السام فى رأيهم ؛ 
حتى وقرفى نفوس الناس أن السلامة فى ترك الفكر والأخذ بالتسلم ؟ وتقزرت 
عندهم قاعدة * إن الحهالة أ التقوى » . 

حورب العم : فأحرقت كتب البطالسة والمصريين بالإمكندرية على عهد 
جول قيصر؛ وآنتحل تيوفيل بطريرك الإسكندرية أوهى الأسباب لإحداث 
ثورة فالمدينة؛ تذرّع بها إلى إتلاف ما بق فى مكتبة البطالسة : بعضه بالإحراق» 
وبعضه بالتبديد ٠‏ 

حل ل را كن ىن اتن ادل أشي اللطانا رلي واوا يلق 
وأفهموا العاتتة أن الواحد منهم يتلق الشريعة عن الله » وله حق الأثرة بالتشريع » 
ولهفى رقاب الناس حق الطاعة- لا باليينة وما تقتضيه من العدل وحماية البيضة 
بل كقتضى الإعان : فليس للؤمن مادام مؤمنا أن يخالفه» وإن اعتقد أنه عد لله» 
وشبدت عيناه من أعماله ما لا ينطبق على ها يعرفه من شرائع ‏ لأن عمل صاحب 
السلطان الدب وقوله فى أئ مظهر ظهرا» هما دين وشرع ٠‏ 

:ما تقدم يتبين أن حال العالم أجمع شملها الفساد : 

)١(‏ لأن الفرس والروم كانوا فى حروب مستمرة» ذهيت بقوة الغالب منهما 


والمغلوب 0( والناس قد فسدت والالهية وجهلوا ان دنياهم ٠‏ 0 ورؤساء 


الآديان أطلقوا أأيديهم فيهاء بما يوافق أهواءهم من الو والإثبات. (4) والشقاق 
حل بين الأفراد والماءات محل الألفة والوئام.٠‏ (ه) والعقول وقفت عن التفكير 








الأسبات الاجتاعية والاقتصادية الى افتضدت يعنته 58 
فانصرف القاس عن النظ 5 خلق اللهء والانتفاع بما بين أيديهم » لأن القاممين 
بأعس الدين لم يحلوا لمرذلك ٠‏ ( -) وأصحاب الأموال من الييود وغيره, » استعبدوا 
الفقراء بالربا الفاحش وما استحلوه لأنفسهم» من تطفيف الككل واميزان ٠‏ 

وتلك.حال : 

)١(‏ كانت تستدى صيحة لإزعاج الغافلين » وتنبيه الرؤساء الظالمين إلى 
ماهم عليه من العسف والمور: فقد ظهر أن دولة الفرس فى الشرق» ودولة الرومان 
فى الغرب» بل ظهور الإسلام» كانتا فى تنازع وتجالد مستمر : دماء بين العالمين 
تستوكة. رقوى منبوكة ٠‏ و بلغ السلاطين والأساء والقؤاد ورؤساء الأديان ف الترف 
والإسراف والإتحاب حدًا لامزيد عليه؛ فوق ما أثقلوا به ظهور الرعية منالضرائب 
والإتاوات ؛ وغيرها من المطالب المتجدّدة» وسلطوا بذلك الأقوياء غلى الضعفاء » 
فاختطفوا مافى أبديهم وتروهم فى أغساضهم ؟ فاستولت علبهم ضروب من الفقر 
والذل والاستكانة وانلوف والآضطراب؟؛ افقند الأمن على الأرواح والأموال . 

(؟) من أجل ذلك كان منالرحمة أن بعث الله مهدا صل الله عليه وسام » فأقام 
التوحيد فى الأرض: وأسسه على أسس متينة : بعثه لإصلاح العقائد الى فسدت» 


فبين أن المسيح روح الله وكلمته ورسوله إلى بق إسرائيل : بعث مصدّقا لى) بين 


يديه من التوراة » عام من الدين ع) فيه هدى رفاك ف اسشيوك معاشهم 
ومعادهم ؛ ول يطليهم بتعطيسل قؤة من قواهم لتى منحهم الله تعالى اها » بل 
طالى نشت القاتسالل لهاك ولا شار حق 0 إلا باستمالها حميعا فيا أعتها 
الله لهء» وأن العقل من أجل القوى» بل هو قوّة القوى الإلسانية وعمادهاء والكون 
يفن اق يتخاو قرا" واه الى سوه »وك ماكر سه كور مناه إلى اله 
وسبيل الوصول إليه ٠‏ 

جاء نهد عليه الصلاة والسلام ليعان أن الدبر: . دين الله » وهوادين واحد 
فى الأولين والآتحرين » لا تختلف إلاصوره ومظاهره » وأما روحه وحقيقتة) مهفا 


طواب به العالمون على دن الأنبياء والارساين؟ فهو لا شغير : إمان الله وحده» 








ل أذاهم 


بعضهم عن بعص رم ٠.‏ 

جاء ليطلق العقل البشرى مر أغلاله » فيجرى فى سبيله التى سلتها له الفطرة 
بدون تقييد » فنيبه إلى خلق السموات والأرض » واختلاف الليل والنهار » 
كن علد ام ى وال حل اللشرات والر 7 :- (أول/ لمن 
ابت الا اك ا رقن انا 0 تمَتفناهما ) ٠‏ ( أولم بنظروا فى ملكوت 


زر وعدهرو 


ارات و وَالأَرْض وماق الهم ن نىو] وآ 5 ّ الأرض الميتة ان 
6 اكات" و ٠(ومن‏ آنانه حَلقٌ السموات وَالْأَرْض واخعلاف 
لد و َالو م ) إلى غير ذلك من الآابات البينات ٠‏ 

جاء مهد صلل . ألله عليه وسلم بصفة لشرية؛ بطالب الناس بالإمان بالله وحده» 
غير معتمد على ى. ع سوى الدابل العقل 4 والف الإسانى : فلم بده ش قوهه بحوارق 
العادات » ولا يي أبصارهم بأطوار غير معتادة » ولا أخرس ألسلتهم بقارعة 
لل معجزة عظمى ند تدل على أن موحيه هو الله 
وحده؛ ولس م ن اختراع البشر» وكان الدليل عا إلى ذلك أنه جاء على لسان أى لم بتعلم 
0 بمارس العلوم » وه وكافل بنظام 0 
اسن خراذ كاه + ولطد روا عليه » دعا الناس إلى النظر فيه 

قوم 2 وطالبهسم بأن يأتوا فى نظرهم اها لي إلكة قؤتهم : فإن وجدوا 
طريقا لإبطال إعازه» أوكونه لا يصاح دليلا على النبؤة والرسالة» فعليهم الإتيان 


وررزدره 0 


كله : (٠‏ وان كام ف ريب 0 50 را عل عدن فانوا إسورة من مثله) 
(آقد. 0 لقَرَآنَ ك0 0 ك0 0 الله عر فيه تلام كثيرًا ( 
١ 01 2 ٠‏ 0 

فهو مععجزة عر لت على العقل» وأطلقت له حق النظر فى أحناتما » ونثيرما انطوى 
غ2 أثنائها » وهو معجزة ارت 0 طوق أر: 3 بألى عثلهاء ودعت كل قدرة 
أن ناورك ا لساك ا 








الأسباك الاجتاعية والاقتصادية التى اقتضت عثته 0 


جاء مهد صبلى الله ءا ليه وس. لم لتوجيه الأنظار ! لى العبرة لسنة ألله » فيمن مضى 
و و2 2 فى 
ومن حضرهن البشرء وى 0 فههم ا سنن فسيروا 


5 لض فَانظروا كيف كان عاقب : لمكذبيكَ) ١ت‏ 00 راصن 
0 ولا د لستتنا 0 د لا ). لر ال سرون 5 سه الأَوَلِينَ ن 0 


مده 2 


لسن الله تبديلا) 


ا جاء مهل عليه الصلاة لاة والسلام لخدم » سلطان الرؤساء الذين خنقوا الخرية 
والفكم : فلم دع اليد بعد الله ورسوله سلطانا على عقيدة انم ولا سيطرة على 
إيمانه» ولم يجعل الألضد وير 0 ال عل ولا أ بر بط ؛ لاق الأرض 
ولا ف السهاء 4 ورفع كل رق ا العبودية لله وحده ٠»‏ وم م جعل سام على ار مهما 
انخطت مزانه إلاحق النصيحة والإرشاد : (وتواصوا باحق وتواصوا الصَبْر) . 
( وأتكن منكأ 5 يعون إل ابر وياصروت ,المعروف وَبنْبونَ عن لمك ) 
وقزر أيضا أن ليبس هناك سلطان دئى سوى سلطان الموعظة السنة دن 
إلى الخير» والتنفير من الشر» وهو سلطان وله الله أدنى المسامين» يقرع بها أنف 
أعلاهم 6 كا نولا أعلاهم تناول ما أدناه » وقرّر أرضا أن الناس إنما تفاضلون 

إشاول , أ( 1 

نصفاء العفل 8 0 الإضابة 2 الحم 6 وأن 3 مطاع ما دام على المحجة » 
وغج الاب امات والمسلءون له بالمرصاد : إذا اهعرف عن المج أقا موه عليه » 
وإذا اعوج قؤموه بالنصيحة والإعذار 0 4 وراك انلام قاين ن مض 
الخالق » وأنه متى فارق الكعٌاب والسنة فى عمله» وجب استبدال غيره به» ما لم يكن 
فى استبداله مفسدة تفوق المصاحة فيه ٠‏ 

ش (4 ) بين عد صل الله عليه و. سم للأمم ما اختلفت عليه عقو لم و شهواتهم » 
وننازعت فيهمصالحهم وا لذاتهم 507 ل مسر انحبة » واسترعى نظرهم إلى ما فيها من 


امام 0 الماعة» وأوضخ 2 اا الثم قويم ببعين ضعيفهم ) وغنيم 56 تفرم 
وراشدهم بهدى ضام وعالمهم بعلم جاهاي 








البباب الشالث 


اطمأنت النفوس بما جاء به» وثلجت الصدور» واعتصم المرزوء بالصير : 
اننظارا ازيل الكحن أو إرضاء ان نيذه اللأعى . لكل بهذا أعظ مشكل فى المتتمع 
الإنسانى» لا يزال المفكرون بيجهدون أنفسهم فى حله إلى اليوم ٠‏ 

(ه ) وجاء ندين أزال الحواحزالتى أقامها رؤساء الأديان السابقون؛ لبحواوا بين 
الناس وما ميزها الله به» من الاستعداد للعلم يحقائق الكائنات الممكنة » ثم حثها على 
طلب العرفان » وطالب) باحترام البرهان » وفرض عليه أزك شامق اليد 


قَْ استكحاه ما فى العوالم من سئن وسار ٠‏ 

(5) وأو للناس سبيل المعاملة الحسنة » وأبان لم طرق الخير » بصرف 
همتهم إلى العمل النافع » وحال ,ينهم وبين ما كانوا يفعلون : من تطفيف الكل 
والميزان » وابلزاز الأموال الربا الفاحش ٠‏ وبين نهم 5 ال 2 
1 البرو 0 ل وعظم أثرها ٠‏ وححسيك ك ماتقدم 


ت الكرمة فى ذلك . 

1 أن عضا نذا ات » ساي إل كا سارت إليه لسارت النارزوك 
وحينئذ بتامس أهلها نورا يخرجون به من حيرتهم وظامتهم » فلا بيحدون سوى 
دين مد صل الله عليه وسلم ٠‏ :ومن أجل ذلك :وتجب على المسلمين أن يوالوا 
خدمة هذا الدين : تجريده مما دخل فيه با سم الدين وهو براء منه » وبالعكوف 


على دراسة العلوم الكونية دراسة نعإا لى دين 00 وأقاد . 








الباجاارن 


ضَ احل حصول اله واستقرارها 


اللا رك كصرانا تن نا بال 5 

0 قضت سنة الله فى خلقه أن يجءل لكل مقدور من عظائم الأمور إذا 
قرب نذيرا وتشيرا : إيقاظا للعقول» وآزدجارا للجهول» وإعداد النفوس لأمور إن 
فوجئت بها لم تستطع دفع خطبها» ولم تقدر على كل صعابها . من أجل ذاك لا دنت 
بعئة رسول الله صلى الله عليه وسلم » انتشرفى الأم أن الله تعالى سيبعث نبيا فى هذا 
الزمان» وأن ظهوره قد قرب وآرن. ٠‏ فكانت كل أمة لما كات تعرف ذلك من 
اما ؛ والتى لا كاب لها ترى من الآيات المنذرة ما تستدل عليه بعقواء وتتتبه 
إليه ببواجس نظرها . 

كل ذلك ورسول الله صل الله عليه وسلم غير عالم 2 2 ركف 
ثم نوبى. فكان بهذا أبعد من التهمة» وأسم من الظنة»وكان برهانه أظهر» وحججه 
أقهر ٠‏ وكا صل الله عليه وسلم وهذه حاله ‏ مقيزا عن قومه وعشرائه : 
بشرف أخلاقه» وكم طباعه» لم يعبد معهم صا » ولا عظم وثنا» وكان متدينا 
بفرائض العقول : من توحيد الله وقدمه » وحدوث العام وفنائه » وشكر المنعم » 
وتحريم الظلم » ووجوب الانصاف» وأداء الأمانة ٠‏ 

) + ) ونا دنا وقت النبّة حيب إليه اتحلاء ليكون متبيا لى) قدّر له » ومتأهبا 
لما أريد له ٠‏ فكان .تخل فى ذار حراء شهرا فى السنة ٠‏ وكان يوتى بطعامه وشرابه 
فيأ كل منه »و يطعم المسا كين » وهو غير شاع بالنبؤة » و إن علمها أهل الكّاب حقا ٠‏ 
وبذلك حفظه الله من تصنعها أو اختراعها «واو تضنع أو أواخترع لظهرت أسبامما» 
ونمت شواهدهاء ولم يخف عل من عاداه أن :بتداوله » وعلى من .والاه أن يتأقله 





وم م يز صلى الله عليه وسلم على خلوته» إلى أن أظهر الله له أمارات تبوّته ٠‏ 
فبشره مها بعد أن أهب لاك 1 لتحمل | أثقالها والاستقلال >قوقها ؟ لطفا 
من الله به» و إنعاما عليه ٠‏ 

(") ثم نتابعت الرؤى الصادقة فى منامه صل الله عليه وسلم بما سيئول إليه 
أحس ه ٠‏ حتى إذا حل وقت قيامه بالدعوة قام عهاء وهو علمها قوى »و ما مل" : رو 
الزعرى عن عروة عن عاشة اذى الل عنها أنا قالك + أول ها اشلى 2 رسول 
الله صل الله عليه وسلم الرؤيا الصادقة : كانت تجىء مثل فلقالصبح حتى بكأه الحق . 

(4 ) ثم تلا هذاأنه لبث ثلاث سنين إسمع حس الملك ولا يرى تخصه؛ 
ويعلمه الثىء بعد الثىء» ولا ينزل عليه بالقرآن» فكان فى هذه المدّة مبشرا بالنبؤة» 
غير مبعوث إلى الأمة ٠‏ وحكة ذلك إمداد الرسول بالمعونة الإلحية ؛ ليتحمل الوى 
وأعباءه » فيكون فيا بعد على البلوى أصبر» وللتعمة أشك . 

( ه) ثم نزل عليه جبريل عليه السلام بوى ربه» حتى رأى شخصه » وسمع 
مناجاته : فأخبره أنه نى الله ورسوله . وآقتصر به على الإخبار» ول يأمره بالإنذار» 
لتكون نفسه يلبوت أوثق » وعلمه ما أصدق ٠‏ فلا يعترضه وهم » ولا يخالحه رب: 
تأمل ما رواه عروة عن عانْسّة رضى الله عنها؛ أن رسول الله صل الله عليه وسلم 
لما بفأه الحق ب أتاه جبريل عليه السلام فقال : اقرأ . قال : ما أنا كاك ادق 
فغطنى» حتى بلغ منى الحهد» ثم أرسلنى . فقال : اقرأ ٠‏ قال : قلت : ما أنا 
٠ 0‏ قال : فأخذنى فغطنى الثانية » حتى بلغ الر 3 ثم أرسانى فقال : 


٠‏ قلت : ما أنأ 00 ٠‏ قال : فأخذنى فغطوٍ ال ليه 
د - 


م : (أفرا باسم ربك آ اذى حَلَقَ حَقَ آلإنْسَانَ من ن علق آفرأ وربك 


لذ وم الذى 712 م بالق ل مال بد م ؟) ٠.‏ فرجع بها رسول الله صل الله عليه 
وسم ترحف بوادره ٠‏ حتّى دخل على خدجة فقال ِ زملوى زماوى ٠.‏ فزملوه » 
حتى ذهب عنه الروع . ثم قال للخديجة : أى خديجة» هالى ؟ وأخيبرها امبر . 

٠‏ لقد ششيت عل نقنى : قالك له حدجة : كلا ! أنشر نوات لآ حزيك 








صاحل معي لفون الامقوايها -4 


الله أبدا : إنك تصصل الرحم ٠‏ رسدى دكت ونون الأمالة : ول اكاك 
وتقرى الضيف» وتعين على نواب الحق .ثم انطلقت بى إلى ورقة بن نوفل» وكان 
ابن عمها وقالت 3 : أسمع من ابن أخيك . فسأ نى » فأخيرته خبرى . فقال : 
الناموس الذى سن على مودى عليه الدلدم 6 عق جيريل عليه السلام ٠.‏ ليتى 1 أكون 
22 وك يلك : أو رجهم ؟ قال : نعم ! إنه لم يجئ رجل 
ُ 
قط ماج نت به إلا عودى» ولئن يدركنى يدمك لأنصرتك 0 مؤزّرا ٠‏ ثم كان 
أل نا نزل عله فن القرآن بهد . (آقرا) زر ب وَالْقَلٍ وما ات 
بنعمة ا بمجنون ٠‏ دك اس رن 0ت لعل حَقٍ عظم ) ٠‏ 
ونزل ل عليه ا لبزداد صلل الله عليه وس كر قاناك ونفسه استيصارا» ولنعمة ربه 
2 2 ا( : 
شكراء وليعلم أن الله تعالى قد اصسطفاه بالنبؤة » فيتقطع إليه » ويقف نفسه على 
ما وهس به ٠‏ فيكون لأواص الله متيعا 6 وُذ يراد به متوقعا ٠‏ وأقنصر الإذن له على 


وه مده 


الإخبار » ولم يدن له فى الإنذار» وفى ذلك جاء قوله تعالى : 57 بتعمة ربك 


خَدْتْ ) ٠‏ فكان النى صل الله عليه وسلم بذك النبؤة مستسسرا ٠‏ 


) ثم أس بعد إذنه بالإخبار بالإنذار» فصار به رسولا ٠‏ ونزل عليه 
القرآن بالأص فالدى فأصبيح بذلك مبعوثا ول ؤس بالمهر وعمو وم الإنذار؛! بختص 
3 ءِ دعم امع هله وه سوم 
إن أمنه» و ويتقؤى ااه . زنك انالك نزل قوله تعالى : لآباها المدثرق, فا در : 
6 وثياببك ل 0 متكا ٠‏ ولربك 0 ( 
وبذلاك عت ونه بالوجى والإنذار» وإن كاد . على لى استسرار 5 مم تتابع الناس 
قَْ الإسلام 6 و رسول الله صلل الله عا 4 وسلم عل استسراره بالدعاء» و 0 ارك 
دعوته فى قرش ٠‏ 
00 7و( م ا صل الله عاء. حلاوم بأن إلع م بالإنذار بعد 00 000 
بالدعاء إلى الإسلام بعد استسراره ٠.‏ فأنزل ل اق تعالى عليه 1 فإصدع ع ل 
واعن ض عن المشيركين ) ٠.‏ لشهر بالدعاء» وذلك بعد ثللاث سنين من مبءثه ٠.‏ وقد 


اقتضت حكة الله أن يأهه بالبدء بعشيرته الأقربين» فقال تعالى : 








7“ الإباب الرابع 


عَشيرتك الْأَقرِينَ ن ٠‏ وَأخفض جتاحك له ن بعك من الْموْمنين) ولذلك لمانزلت 
صعد رسول الله صل الله عليه وسلم الصفا فهتف : با بى عبد المطلب» يا بى 
عبد مناف» حبّى ذ كر الأقرب فالأقرب هن قبائل قريش» فاجتمعوا إليه وقالوا : 
مالك ؟ قال : أرأبتم لو أخبركم أن خيلا تخرج من سفح هذا الحبل» أهاكتم 
تصدّقونى ؟ قالوا : بل ! ماحرينا علي ككذيا . قال : فإنى نذيرلم بين ٠‏ 
عذاب شديد . فقال أيولحب تبأ لك . ألهذا جمعتنا ؟ ثم قام فأنزل الله تعالى : 
(تَنثْ دا أى لَب وتبّ ) الاي السورة: 

0 قر ل مباعدة له » ولكن ردُوا عليه بعض الرد» حتى 
ذى الحتهم وعابها» وسفه أحلامهم فى عبادتهبا ٠‏ فلما فعل ذلك أجمعوا على خلافه » 
وتظاهروا بعدوانه » إلا من عصمه الله تعالى منهم بالإسلام » وهم قليل مضطهدون ٠‏ 
فصار بعموم الإنذار » والهر بالدعاء إلى التوحيد والإسلام» عام النبؤة مبعوثا إلى 
الأمة جميعها جميعها ٠.‏ فك الله بذلك نبؤته » وتم به رسالته . «فصدع , بأسه» وقام بحقه» 

0 وحم بدعائه » وجاهد فى الله حق جهاده» حتى خصم قرسا حين 

ل م اك 5 
وظهرت دعوته» ولاق من الشدائد ما لا بثبت عليها إلا معصوم» ولا لسلم منها 
إلا منصور ٠‏ 

كل هذه آيات تنذر بالق وتلاتم الصدق : لأن الله لا مهدى كيد اللائنين » 
ولا يصلح عمل المفسدين ٠‏ 


8 ) ثم شرع مدّة إقامته بمكة الطهارة والصلاة » حين علّمه جبريل الوضوء 
والصلاة» وكانت فرضا عليه» وسنة لأمته» إلى أن فرضت الصاوات انعمس » بعد 
اله من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ٠‏ وذلك فى السنة التاسعة من نؤته ٠‏ 
فصارت الصلوات امس فرضا عليه وعلى أمته. ول فض ماسواها من العبادات » 
حتى ها رإلى المدينة» وصارت له بالإسلام دارا» وصار أهلها أنصارا. أما فى المدينة» 


فقد فرض صوم شهر رمضان فى السنة الثانية من الحجرة فى شعبان» .وفيها حؤلت 








ماحل حصول النبؤة واستقرارها 7 


القبللة عن بيت المقدس إلى الكعبة» وفرض فا زكاة الفطر» وشرعت فيها صلاة 
العيد» ثم فرضت زكاة الأموال» بعد ظهور القّة وسد الشَلَ» ثم اح والعمرة ٠‏ 

انا | الأحكام فأصوطا الكلية التى جاءت الشريعة بحفظهاء وهى : الدين» 
والنفس » والعقل »و والسكل “الال -فقد الت بمكة. فيا نزل فىمكة فى حفظ النفس 
قوله تعالى : (وإذا ار كك بأَى دك قت ٠‏ ويندج فى أصل الحافظة 
على الئفس الأصل الثانى . وهو الحافظة على العقل ؛ لأن العقل مثابة د أععاء 
البدن الى نجب المحافظة عليها وعلى منافعها صيانة للخفس » فالحافظة على العقل تعتبر 
محافظة على النفس 

وأما النطلل فقد جاء فى المى رج الزنا» وحمظ التروج إلا على الأزواج» 


اا : ( قد الح امؤْمنونَ الذي هم في صلاتهم. حَاشعون وان هم عز عن الغو 


معرضونَ َاذِينَ هم | للزكاة قاعلونَ والدِينَ هم م سيم حا فظُون إلا 1 راح 
روه ا 


0 لك كانم فإنهم عبر ملومين ) 


وأما المال فقد نزل بمكة ما .يفيد النهى عن تطفيف الككل والميزان ٠‏ قال 
تال : 9 ُ لْمَُّفِينَ أت إذَا] الوا على اناس يَستوفُوت وَإذا كالوهم 
او وزلوهم يتحسرون ]) ٠‏ 

وأما الدين فهو أصل ما دعا إليه القرآن والسنة» وهو أقّل ما نزل بمكة . 

ويلحق مبذه الأصول انخمسة العرض » وهو داخل تحت النهى عما يؤذى التفس ٠‏ 

ثم فصات تلك الأصول بالمدينة تفصيلا تاما » وفرعت فروعها » واجتمع 
الناس على العمل بها لأنه عليه الصلاة والسلام» كان بمكة مغلوبا باستيلاء قرش 
عاءها» وكانت دار شرك لاتنفذ فهها أحكامه » حتى صار بالمدينة فى دار إسلام تنفذ 
فيها أحكامه» فبين تلك الأصول بيانا تاما » ولذلك كان بمكة مسالماء وبالمدينة 
محارباء فكانت اللكة موافقة لأفعاله » والتوفيق معاضدا لأقواله » ولا غرابة فقد 
قال تعالى : ( وما ينطق عن الى ) . لكن لسن قيامه بهاء وموافقة الصواب 
فى مواضعها» نظهر آثار حكته» فىحكة حزمه » وصدق عرزمه» صل الله عليه وسلم : 








الأدلة القاطعة على 0 0 7 الله عليه وسل 


شأ رسول الله صل الله عليه وسام أوحد الناس عفة» وأشرفهم قصدا» وأحكهم 
زناه وأصدقهم حديثا » وأسعام ا وسيرة ٠‏ قد جمع كل خلال الخير: من 
الحل » والصبر» والمروءة» والشكر» والعدل» والنزاحة» والتواضع » والشجاعة» واللياء» 
والحود» حتى كان له من كل هذا قوّة تحر أمامها ثم الروامى » ونور ساطع طن 
فى ضوئه الدانى والقامى » ودليل قاطع على صدق نبوّته » وحجة دامغة على صعة 
كال ا خاتم النبيين» وإمام المؤمنين» أرسله الله للناس جميعا» لشيرا ونذيرا» 
وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا . 

وإليك الأدلة القاطعة » والبراهين الساطعة» على صدق نبوّتّه » وإثبات رسالته » 
قد استخلصتما من صعيح سيرته صلى الله عليه وسلم ٠‏ وهى توعان : 

عقلية : بدركها ذوو البصائرء ويقّها أولو الألباب 


ده جردا الحكم العيم على بد متباه نحديا لمعارضيه» وتأسيدا ل جاء يه 
ع 
(1) الأدلة العقلية 
)١(‏ احتاله صنوف الأذى 
من تمثل فى ذهنه ثبات المصطفى صلى الله عليه وسلم ؛ وآحتاله صنوف الأذى 


من اكفار قر لشن لالم 6 لا يداخله الررب ف أنه 0 ف ارم 6 مستيقن من 


نفسة » 0 عات المرتابين و ايل المفترين قبل بعقته ٠.‏ 





الأدلة القاطعة على صدق نبوته صلى الله عليه وسلم 


)0( اشتهاره بمكارم الأخلاق ف ام 

عررف صل الله عليه وسم بين قومه قبل رسالته بيع االحصال السنية» والصفات 
الك بمة » حتى سعى باللأمين ٠.‏ وم زب عليه قومه كذَّية » أوعرفوا عنه زلة أو هفوة. 
واوعرفوا شيا من ذلك م وسعه أن لسدقه أحلامهم 34 ويسب التهم غير خائف 
ما يجله : فإن الكذب بيحط من قدر الإنمسان فى نفسه وعند غيره . على أن 
الكذاب لا يمكن أن يكون مصدرا للكال» مرشدا إلى سنى” اللصال ٠‏ 

أضف إلى ذلك أنه أنذر بلسان القرآرى الكريم الكاذيين بالوعيد الشديد . 
ولا يقع ذلك إلا من صادق امتلا” قابه » وفاضت نفسه بما يخبر به » إلى حدّ 
يفوق الوصفف» و يرج عن نطاق البيان ٠‏ 

على أن الذين عاشروه قد شاهدوا ف ىكلامه وحركاته وأفعاله ؛ ما ملا" قلويهم 
قينا بأنه صادق جاء يحبر عن ريه بوحيه . ومن ذلك أن بعضص الأعراب أسم 
حين رآه» وقال : «والله ما هذا الوجه بوج هكذاب» ٠.‏ 

لم يعرف فى السنن الإللمية أن الله يؤيد فى دعوى النبؤة كاذباء أو بنصر مبطلا : 
فى ذلك الضرر العظم ٠‏ وقد قال المسببح عليه السلام : »ا سيظهر بعدى أناء 
1 « فقيل 5 علامتهم ؟ فقال : « علامهم أن الله لا لانم 3 

وقد شبد الأعداء أن عدا عليه الصلاة والسلام» أوتى من النصر مالم ينه أحد 
دن قبله ولامن بعده 8 فن ظن أن ألله نصره وأيده مع كونه ميطلا» فقد جهل 
ما بليق بصفات الله تعالى وسنته فىخاقه » وأساء الظن بعدالته وحكته إساء ة كبرى » 
هل مستطيع الكاذب أن يخنى حاله طيلة حياته على الناس عاتتتهم وخاصتهم ؟ 
كلا : فإن الرياء طلاء كاذت» لا يلبث أن تقضى عليه حوادث الأيام » وبخاصة 


إذاكان لصاحبه أعداء يحصون هفواته وسقطاته ٠.‏ 


لا ستطيع كاذب أن يخاطب اليهود ‏ والتورأة بين أيديهم - بقوله على لسان 


122 قي 


0 ِ ا ا ار 5 ٍِ 
القرآن : ( يجدوته مكتوبا عندهم فى التوراة والإنجيل) ٠‏ ثم بو بهم ويقرعهم بأنه 








يجدونه فيها» وأنهم يعرفونه ؟) يعرفون أبناعهم ٠‏ وليس ممت .2 المتصور أن يحترئ 
على ذلك وهو يعلم كذب نقسة ٠‏ والكاذب ضعيف حى عند نقسه ٠.‏ 


0 ا مر 


لما كانت خديحة رضى الله عنها» تعلم من الننى صلى الله عليه وس أنه الصادق الباز» 


لك حين جاءه | لوج و وقال 2 ل خشيت على تفسى - : والله لا زيك 
الله أبدا : إإنك لتتصل الرحم 0 وخر الكل : ور لفلف 
وتحسب المعدم » ونعين ِ توائب الحق ٠.‏ 
ومعنى هذاء أن من 5 فيه هذه الخلال المحمودة» فالله لايخزيه أبداء وهو 
نى حقا ٠‏ ألم تر إل ما قاله هرقل لأبى سفيان وصحبه وكا م إذذاك : هل 
كنم تتبمون عدا بالكذب قبل أن يقول ما قال ؟ فقالوا :لا . ما حرينا عليه كذباء 
0 هرقل : إله ليك يكن ليدع الكذب عا لى الناس ثم 0 على الله ٠‏ وغر ض 
هرقل أنه إذا ل يكن من خلقه الكذب» ول يعرف عنه إلا الصدق» وهو بتورع 


أن 6 على الناس» إن تورّعه عن أن يكذب على ألله أون 0 


من تأمل ما جاء به مهد صل الله عليه وسلم» وي له أن مثل هذا لا يصدر 


إلامن 1 علم الناس وأصدقهم و ره وأنه ستحيل صدوره عن كه 


مقتر على الله » أو خاطيع -- 1 أن ألله أرسله وم لم برسله 5 ذلك بأنه جاء بيإصلاح 
كم ورحمة وإدشار للق إلى هم ينقعهم لمتبعوه » وما درم ليجتذبوه ٠.‏ فكنت 


حاله فى دث رسالته ناطقة بأنه راحم 


بال . 

هذا إلى أن ماوضفه بأنة حق أو باطل» ومعروف أو متكز) مس 3 عند أهل 
الفطرة السليمة» والعقل الصحيح : وقد وخ لمن عاشروه ومن بلغتهم دعوتة » أنه 
أعلم مهم تقيقة المعروف والمتكر» وأنه أنصح الخاق لخلق » وأبر الناس بالناس » 


وأصدقهم فيا يقول» وأقوههم فيا يفعل 0 








الأدلة القاطعة على صدق نبوته صل الله عليه وسلم 


0 شدّة خوفه من عظمة ربه واسبته كل ثىء إليه 

ك ,أن المصطفى عليه الصلاة والسلام » ظل طول حياته يراقب الله وحشاه 
ف يع الأمور : فإذا جاءه أعس يحبه قال : امد لله الذى بلعمته ثم الصالحات ٠‏ 
و إذا أتاه أس يكهه قال : الجد لله على كل حال . و إن قصد فعل شىء قال : 
للهم نحزلى وآخترلى . وإن أراد سفرا قال : الهم بك أصول» وبك أجول ٠‏ 
وإن أراد نوما قال : اللهم باسمك وضعت جنى » وباسمك أرفعه ٠.‏ وإن استبقظ 
قال : الحد لله الذى أحبأنا بعد ما أماتنا و إليه النشور ٠‏ وإن لبس ثويا جديدا 
قال : الحمد لله الذى رزقنى ما أتمل به فى حياتى . و إن أكل قال : المد لله الذى 
أطعمنا وسقان! وجعلنا من المسلمين . و إن شرب قال : الخد لله الذى جعل الماء 
عذيا فرانا برحمته» ولم يجعله ملحا أجاجا بذنوبنا . وإذا أفطر قال : المد لله الذى 


ءَِ 


عائق فصمت» ورزقى فأفطرت . و إذا انقلب من الليل فى فراشه قال : لا إله 





إلا الله الواحد القهار» رب السموات والأرض وها بينهما العز يز الغقار . وإذا هب 


من لومه ليلا قال : رب آغفر وآرحح » وآهد للسبيل الأقوم :ذا خاف قوما قال: 





للهسم إنا نجعلك فى فى نحورهم » ونعوذ بك من شرورهم © وإذا رفع بصره إلى السماء 
قال : يا مصرف القلوب» ثبت قلى على طاغتك . وإذا حلف قال : والذى نفس 
عد بيده . وإذا أصابه هم قال : حسى اتخالق من الخلوقين » حسى الرازق من 
المرزوقين» حسبى الذى هو حسى © حسبى ألله ونم الوكل ٠‏ 

دن ذلك يتبين أنه صل الله ءايه وسلء كان فى جيع شئونه لاينظر إلا إلى الله» 
ولا لستمد المعونة إلا من أللهء ولا برى لتنفسة ولا لغيره حولا ولاقوة . ولا غرو: 
فحمذ صل الله عليه وسلم خير أسوة . 

(4) اننشار الإسلام بسرعة 

ادق ر الإسلام 6 غم اسبق له مع يل فى أقل من قرن آية كبرى على ضِدق 

نيوته وصتما : فقد رحبت به القلوب » وتسابقت إليه النفوس »وحم نوره الأرجاء» 








45 الباب الخامس 


وعقد شعاعه الثمال بالحنوب » والشرق بالغرب ٠.‏ فأصبح لدولة العرب قدم 
فى الهند» وأخرى فى الأندلس» وآنتفع العالم دهورا كثيرة بم فى الإسلام » مايال 6 
واليأس» والنجدة» والحق» والهدى » والمدنية الصحيحة» حتّى نعته الغربيون بأنه 


0 


(ه) حرصه على هداية اللخلق ومغامرته بنفسه وأهله 

حسبك شاهدا على ذلك ما لاقاه من كفار قرش بمكة » وما كان يلاقبه 
عند عرضه نفسه على القبائل» وما أوذى به حيئا ذهب إلى أهل الطائف يدعوهم 
إلى الله : فقد خضبوا نعليه بالدماء » وأغروا به سفهاءم ٠‏ وما زاد على أن قال : 
اللهم إنى أشكو إليك ضعف قوت » وقلة حيلتى» وهوانى على الناس» إلى أن قال : 
إن لم تكن غضبان عل” فلا أبالى 

دان هذا ديل واضم على 2 ل 
فهان معها ما لقيه من التأييب والتكذيب » والإيذاء والإرهاب . وال عقلا أن يصبر 
داع على مثل هذه الأهوال إن كان شاكا فى أهه» أومرتابا فى صدق دعوته . 


الات 


أخبر صبلى الله عليه وسلم بالأمور الغيبية على لسان الت رآن بوهو المعجزة العظلمى : 

فن ذلك قوله : (( وعد الله الذي آمنوا من وعم لوا الصّالحآت 0 
ا رع دع سغره ‏ سغري بم - 

ف الْأرض كا الت الْدبنَ ف نْ قبلهم وأسمكنن له م ديهم الذى اولض لم) . 


دده 


وقد نحقق هذا الوعد ٠‏ وقوله : ( لتَدْحَانٌ المسجد الحرام النفاك ارن)” 


اه مركرة 
وقوله : ١‏ اذ د الله إحَدَى الطائمين 0 0 ٠‏ وقوله : (١‏ (اسوزه م المع 
سودي به م 0 1 ع 
ويواون الدبر)) ٠.‏ فكان كل ما أخبر به على أتم" وجوهه وأبلغ معانيه . 


اي اد 1 الس آنأيضاء 


2 دعوم دو سس 


مثل قوله : ( ويقولون فى أنفسوم لولا يعدبا الله عا تقول ٠‏ وقوله : "م 








الأدلة القاطعة على صدق نبوّته صلى الله عليه وسلم سو 


طائقآن نه انا َك ) وقد وضع لمعاشر يه أندكاما زادت أخباره ظهر صدقه » 
وكدا قو بت مباشرته 0 0 خعدم + 

أضف إلى ذلك أن الأمة التى نشم بينهاء كانت وقت بعنته من أبعد الأم عن 
توحيد الله سبحانه وتعالى» ومن أعظمها ل كا وك من تدبر القرآن والتوراة 
وحدههما متفقين ف متاك الكلية 5 الاعف والنيقات وغيرهما ف يؤيد 
ما قاله النجاثى : « إن هذا والذى جاء به موسى ليخرجان من مشكاة واحدة » ٠‏ 
مضا قاله ورقة يبن وفل 1 إن هذا هو الناموس الذى كاد . ينزل على مودسى 
له م ٠.‏ و إل هذا يشير قوله تساك ١‏ ([ قل كفى لله شر ا 


سمه 


وم نْ عنذه علم الْككّاب 
أليس من البراهين ا على صدق نبوّة مد صل الله عليه وسم؛ أنه كان 
لش بين قوم امسيناة ثم ثم أخبر مثل | أخبرت مانا يكن الشنوكن لمداءديد 0 
بتعلم من اشر؟ وى هذا يقول القرا رآن الكيم : : شتلك نأا م 
ا ود اد اوفظ اسار 


اك م أ ولا مك من بل نص تيا لمن ا( 


وات كي ار م وهم 0-0 ون ) . 


ومن نكال ذا تراك أقزله علء أهل الحّاب بصدق ما ماجاء 0 قال 0 


( إن لين ونوا عم 0 قله إِذَا سل ع علهم ٠‏ رون 
0 هَ 0 ل 1) 


ادك 0 اين من الدع 5 عا 00 
0 اهتامه سعادة أمته 
0 بدعوة الناس إلى ها يسعدد م فى دينهم ودنياهم : حتى قال الله تعالى له : 


( ثلا تدعب تَقْسَكَ لمهم حسرات ) . وآشتد حرصه على هدايتهم إلى مكارم 


الأخلاق وتعليمهم القوانين العادلة » والشر يعة الفاضلة» الى رفغت أهلها إلى أمج 








1 الباب ات1كامس 


العزة والرفعة أيام كانوا متمسكين بها ٠‏ ولا مسوغ فى نظر العم والعقل» أن النفس 
الى تكاد تبك حرصا على إسعاد غيرها تحكون نفسا كاذية » بل لا بدّ أن تكون 
متعلقة بالملا” الأعلى» راسخة فى صفات الكال» ونعوت الرفعة والخلال . 


(8) تمد نفسه من الحظوظ البشرية 
ألا ثرى أنه ال ثم وجهه ف الوم أ وسرت رباعيئة» وحل به ما يذهب 
بلب اللايم » ورشد الحكي » لم بزد على أن اعتذر لم على ما فعلواء فقال : 0 أغفر 
لقوبى فإنهم لا يعلمون؟ وبهذا استحق أن يقول الله فى حقه : (لقد جاء 5 1 


0 عه مام 8 عدووزه 820 


0 سم عبن يزعليه ما عنم حريص علج اومن رعوف رح ) . 


(9) فرط حثه على تطهير الننفوس من الأرجاس الطبعية البشرية 
لوال الك رات اليه راكاد أنجع الوسائل 


لتحقيق غىضه 
جديربنا أن نقدم بين بدى هذا المبحث » طائفة من آى الذكر الحكم » 
وجملة من الأحاديث النبوية الشريفة»فى الحض عل تظهير النفس وتجميلها بصفات 
الكل ١‏ قال تال - :اك تصعر حَدَكَ_للثاس ولا تش فى آلْأَرْض محا إن اله 


اش برس يروم 


لايحب كل تال نكو وافصد فى مَشِيكَ وَأَعْضْض من صوتك د أن الأَصُوَات 


]م ٠‏ ( ولمن صر عفر إل ذلك لمن عم الأوي) . 
ك5 لله م بالمدل والإحسان وإيشاء ذى الْقَرّى دينبى 2 ن الفتحشاء 
ا ب عط م أل دو ٠‏ ( مدن عأ دي وكا 
0 8 معفه ع سه 
0 الغصاضة 0 32 دف د سدع ٠.‏ (يايها الذين 
آمنوا أحتَذبوا كثيرا ء من القن دحم لظن 0 ولا تب عض 


نوع عر © 2- 


عع عب عد مه كر ا 1 . ( ولا قف ما الراك 








الأدلة القاطعة على صدق نيوته صل الله عليه وسلم 5 


5 بد عل ا 3-5 وَالِصَرَ والْمُوَادَ كل أولتك كان عنه مَسَيْوكًا ) ٠‏ ( الْدِينَ 
يصون عه لله 0 بعد ميثاقه طون ئ 3 5 به 3 0 0 
ق الْفَرْض و نَم سروت ) 6 . ١‏ ( قل إن الَدِينَ 0 طّ الله الكذب 


- 26 سسا لواطف - ه ورمعو 


لا يمْلِحَونَ ) (٠‏ إِنَّ الله لا بغير ما تقوم حتى بيغيروا م 


وقال عليه الصلاة والسلام : « ألا أخيركم يشر عباد الله؟ الفظ المستكبر . 
أخبرى بير عباد الله ؟ الضعيف المستضعق » ذو ل 
عل الله لأبته » ٠‏ «قد أفلح من أخلص قلبه الإيمان » وجعل قلبه سلها » ولسانة 
صادقا ونفسه مطمكئنة » وحليقته مستقيمة » ٠‏ رلا جتمع فى حوف عبد 
غسارٌ فى سبيل اله وقح جهام ٠‏ 0 5 
ولا .يدغل الحنة حَبْ ولا متاق ولا بخيل » . م« نان ارجل تق مارك 
وجبن خالع » ٠.‏ « ثلاث امن كلل فيه استوجب الثواب واستكجل الإمان : 8 
يعيش به فى الناس 6 وورع يحتجزه عن محارم الله » 5 يرك ابه أجهل الجاهل» ٠‏ 
دأ من كن فيه كان منافقا خالصا ٠.‏ ومن كانت فيه 1 منهن» كانت فيه 


5-2 7 ن الثفاق سح يدعها : : إذا أذين حان ٠‏ وإذا 0 ٠‏ وإذا عاهد 


. لتر. وإذا خاصم 0 «أهل السة ثلاثة : أ ذو سلطان مقط 50 


1 رحم رقيق القب لكل ذى قرق مسلم > يك معنف نو عال 0 
دثلاث م ن كن فيه : آواه الله فى كتفه » وسترعليه يرمته » وأدخله بفى محبته : 
مَنْ إذا أعطى 6 ٠‏ :وإذا قدررهضن .:وإذا غضب قتر» ٠‏ « إشّ هذه الأحادق 
من الله » فن أراد الله به خيرا » لها مستا ومرن أراد به سوءا» منحةه 
ا ا 

ومثل هذا لا يصدر إلا عن نفس قدسية» وروح ملكوتية» قد تخاصت من 
قيود الأهواء» وتحّرت من عبودية الشبرة الشخصية » وآسئّت من النور الإلهى 
والهداية الصمدانية . ولقد اجتمع كل ذلك فى مد صلى الله عليه وسلم ؛ إذ ظل 








5 , الك ان 


طول حياته رائخ المبدأ » صادق العزم» بعيد الهمة » كما برا » رءوفا تقياء فاضلا 
مخلصا » شديد الد » سهل الخافب 3 البشر والطلاقة » حميد العشرة » حلو 
الإبناس » وقد يمازح و.بداعب ولا يقول إلا حقا » شهم الفؤاد » .يفيض النور من 
جوانيه » وم تثقفه مدرسة » ول مبذبه معلم : 
)٠١(‏ وصفه أمصراض امجتمع ودواءه 

أعطى نهد صل الله عليه وسلم من العلم بأحوال الإنسان وشئونه ما لا يده 
الوصف : فرمم لكل طريقا تناسبه» وعأمه كيف يعامل الله معاملة يرق بها 
إحساسه »و يصفو مها قلبه» وهداه إلى معاملته لأسرته معاملة تستقم بها حاله و ينعم 
ل الإثارة إلى ذلك فى الباب الثالث . ودله على معاملة الناس 
على اختادف الس نتهم وا ألوانهم ومعتقداتهم معاملة يعيش بها هادئا مطمئنا فيا ينهم ٠‏ 

ا (١‏ يز العرب عن معارضة القرآن لذ ارك عليه 

كان العرب أصراء الفصاحة والبلاغة 2( وما 320 أحرصهم على تكذرب علد 
صلل الله عليه وسلم وإخفاء أهره 0 لأنه ع أحلامهم » ونكس أصنا نامهمء وشكد 
فى تو ييخهم انهم : : إذ قال 0 بلسان القرآن : (فَإِن 0 0 ون لوا 
توا الثار الى وقُودها اناس والجمارة ات لْكافرِينَ ) ٠‏ وإذ قال للهود : 
ل ( وآن نوها بدا 2 د 0 1 ) بريد الو 0 فلم ستطيعوا أن كنوه حى 
بالسنتهم © مع شْدّة حرصم على تكذسه :5 

وإذ عحزالعره ب عنمعارضته وقامت علبهم أحة» فهىقائمة مإ لى غيرهم 15 
حة عيسى عليه لد أسللام 1 برأء | كه والاأبرص على الأطباء وغيرهم 0 
موسى عليه اليا لام بقلب افضنا 2 على السحرة م 0 عر الماءعات 
الإلسا نية وهم متعاونون أفرادا وجماعات» عن معارضة أعم ال جاءعت عل أندى عر 
مثلهم وهم أفراد لامعين لم - دليل على أن ماجاء به هؤلاء الأفراد من عند الله » ليس 
فى طوق الب شرالإتيان مثله ٠.‏ ولا خب ؛ فقد وجد المنصفون من العرب وغيرهم 








الأدلة القاطعة على صدق نبوته صلى الله عليه وسلم ا 
أن القرآن الكربم صادر من مشكاة ماو يد » وعين قدسية» وأنه كاب يدعو لعبادة الله 
وتقديسه » وينؤه مكارم الأخلاق وبحاسن الشم » ويدل على طرقها » ويرقٌ 
الإحساس » ويرفم التفوس » ويأهرنا ألا نخاف إلا الله » ولا ترجو إلا الرحمن 
منقذا لنا من رق الشموات واستعباد الأوهام . وليس أدل على صدق من نزل عليه 
وعم يقيته من قوله تعالى : ( قل آن ابت لإ ين عل أن ينوا مل 
هذا 2 رآن ل نون يمثله وأو كان + بعصم لبعض ظَهيرًا ) ( 


ع 


لى) سمع العرب القرآن الكريم اختلفوا فى أمره : فنهم من ظهر له أن هذا 
القرآن بلغ سرتبة فى الففصاحة والبلاغة لا تدركها القوى البشرية . وأن فيه خواص 
كاملة» لا يمكن عند العقل اجتاعها فى موع كلام مهم | تأئق فيه واضعه؛ وآضسع 
اطلاعه على االماضى والحاضر والمستقبل » وعلى أحوال الأم فى لف شئونما »و إن 
أحاط مع الفنون والآداب والحكم والسياسات» وتحزى فيه عدم التضارب 
والتناقض . كل ذلك مع الانفراد عن الأساليب المعهودة عند العرب ٠‏ ولاغرابة؛ 
فقد رأوا اقساع ماله فى كل فنّ : من أخبار و » ومواعظ وأمثال» وأخلاق 
وآداب» وترغيب وترهيب» ومدح الأخبار وذم الفجار» والتحذير من قباتح السجايا 
ومواققع الدنايا » وتدبير السياسات ومدافعة الأعداء » وجادلة الخصوم» وإقامة 
البراهين على وجود الله تعالى ووحدانيته » وعلى الحشر والنشر » ووصف علم 
السموات» وما فيها من الكواكب والأمطار والسحائب» ووصف الأرض وجباها 
وسبوطا وبحارها وبنابيعها وأنهارهاءوما اشفّلت عليه من حيوان ونبات ومعادن. 

وجملة القول أنهم شاهدوا أن القرآن الكريم لم يدع علما من علوم الأقلين 
والاخرين إلا صرح به 31 وأشار إليه بأساليب متنوؤعة 2 مبتدعة » ى بقع فيه 
تناقض» ول ,تخاله تضارب » مع انفراده بأسلوب ليس له مثال يحتدّى » ولا إمام 
يقتدى به : فلا هو من ضرب القصائد العربية » ولا من الأراجيز البدوية» 


الات القضة ٠‏ ومع هذا فقد وجدوه فى عقوم مستحسنا» وفى نفوسهم 
مستملحاء وفى أذواقهم مستعدّباء ولأسماعهم مألوفا : كلما تكرر حلا ٠‏ 








0 


ومد 0 ذلك أو لم العقل اللي » أن تلك الصفات الباهرة لا جتمع 
فى كلام آتفاقا ومصادفة . فإتيان مد عليه الصلاة والسلام به وهو أمى"»أكبر دليل 
على أنة من عند الله تعالى © أرسله به ليكون معجزة له ٠.‏ 

ومن العرب طائفة م يكونوا من أكداب الفصاحة والبلاغة) ول يكن دي 
قَوَة النظر والإحاطة بالصفات البى اشمل علمها القرآن؛ودل اجتاعها فيه على أنه ليس 
من مصنوعات البشر:- غيو أنهم للا رأوا | النتى صلى الله عليه وسلم آذ الرسالة 
من عند الله » وأن هذا القرآنكلامه » وأنه تحدى أهل الفصاحة والبلاغة بأقصر 
ا 0 0 رآن : إذ بقول الله غ1 كك تقدّم ل 

فإن ل تمعلوا و وان معلا ) ٠‏ وأثة يقرّعهم عورم عرأى منهم وبمسمع ) وأن 
0 والبلغاء أهل النقد والبصر» أقزوا بالعجز ع المعارضة هن غير مداهنة 
ولا مخاتلة » وانقادوا إلى التصديق والاعتراف بأن القرآن فى الدرجة الى لا تال ؛ 
وأن عدا صادق فى دعواه - لما شاهدوا ذلك كله آمنوا به وأبدوه . 

جاء القرآن والعرب.قد وقعمت تينم الفرقة» وتشتت الألفة» وآختلف تكامتهم » 
وآضط ربت أحوالمم» فكانوا | وان دبرٍ ووبر» أذل الأتم دارا» وأجدممم قرارا» 
د بأوون إلى ا يعتصمون ما » ولا الالال ألفة يعتمدون عل عرزها : 

وو 
فأحواهم مضطر بة) وأيديهم متلفة . وكانوا فى بلاء عظم : هن جهل مطيق » 
ونات موءودة » وأصنا معسودة) و رحأ مقطوعة» وغارات مشنونة .فلب 
1 000 


د تضاءوا نور ال رآن الوم اجتمت أملاؤيهم » والكدتا أهوا 0-0 واعتدات 5 


قلوهم» وترادفت أيدهم 2 كاري سيوفهم » د عأنه طاعتهم » وحم مع على 
دعوتة ألفتهم » وأصبحوا عن فى ظل سلطان قاهى ثات» وصاروا حكاما 
غلى العالمين » وملوكا فى أطراف الأرضين : قد ملكوا الأمور على من كان بمل>؟ 
عليهم » وأمضوا الأحكام نه يعضيها فيهم ٠‏ 

جاء القرآن وقد تمكنت من العرب عصبية الماهلية »فا عدا أن سمه أحلامهم » 
0 أصتامهم » وذهب كل ما ألفوه حتىكأنها خلقهم خلقا جديدا» وكأهم 








الأدلة القاطعة على صدق نبوته صلى الله عليه وسلم 4/ 
على آدابه كوا وهم أغفال وأحداث» بلكأنهم كانوا سلالة أجيال كان القرآن 
فى أيتم المتقادمة» وكانوا هم الوا ارثين لا الموروثين» مصداقا للحديث الشرريف : 

“خير أ رون كر أ ثم 00 

كان من أثره فمهم أن أذهب عم العصبية المقوتة» وأحل علها التعصب 
لمكارم اتاصال» ومعامد الأفعال» ونحاسن الأمور وخلال امد : .من الحفظ لهوار» 
والوفاء بالذمام » والطاعة للير » والمعصية للكبر » والأخذ بالفضل » والكف عن 
البغى » والإعظام للقتل » والإنصاف لخلق » والكظم للغيظ » واحجئناب الفساد 
فى اللأرض 4الهذا كله انعقدت عليه قلوبهم وهم يجهدوق:فى نضا ؟ -واستقاموا 
لدعوته وهم الغو فى رفضبا : فكانوا يفون منه فى كل وجه ثم لا .تبون 
إلا إليه : ذلك بأنه قد جاءه بمالا قبل لم به ؛ وبما يسمى فى عل النفس 
الاستهواء ؛ فغلب على طباعهم » وحال ينهم وبين قدمهم ٠‏ 

ولعمرى اوكانت فصاحة القرآن غير معجزة فى أسالييها التى ألقيت إليهم ؛ لخلا 
منه موضعه الذى هو فيه» وكان سبيله بيهم سبيل القصائد والخطب والأُقاصيص» 
ولنتقضوه : كلم ةكلة» :وآبة آية» دون أن 'تذاذل أرواحهم » أوتتراحم جع طباعهم . 

بين 7 أن الطببعة مسخرة ةلم ء قعل هم كشف ما فيها واستخراج أسرارها : 
) كل أنظاروا مادا فى السموا ات وَالأَرْض 273 كن 1 آبة فى السموات والأرض 


و ل 


بمرون علمها 0 0 1 رض 1 آها 


7 فهها ب] رواسى م 


د ع وداه 


موزون] )» (وأرسلًا اراح لواقح 6+ لم مىالسماء ماء 0 


0 0 -ِ 


نادى فيهم القرآن الكريم : أن النبى صل الله ءايه وس ابن يومه واين عمله 
وعقله » فلا هو مفاحرولا واهم ولا شاعس . وخاطبهم بالزية الكويمة الى هى روح 
ه سيره ره فر ب 


اشر بات فى أم العلم والعمل : ( ون كدوك فل لى عمل ولج عملم أنم بون 
ف عمل َََ برىء 6 0 ما تعملون ) 








ان 


إبينا فيا سبق أن العرب قبل نزول القرآن الكرم وقد وصلوا إلى هاوية الانحلال 
الاجتاعى» بمالم بعهد له مثيل فى تاريح الأثم : فكانوا فى جهل مطرة م 
اذى لصح اناد السياسة والحياة الاجّاعية » ولم يكن لهم فن 00 
رم ولم يكونوا بعرفون شيا من العلاقات الدولية » وكانت كل قبيلة أمة قائمة 
بنفسها ء لتحفز لشن الغارات عل جارتها . فا لبثوا بعد أن جاءه الككاب الكريم أن 
خالطت أحكامه قلوبهم ؛ وأيقظات أرواحهم » وجعلتهم بتلمسون الحق» ونصبوا 
تفوسهم رفع مناره ونشره فى أطراف الأرضين ٠‏ قد يلغوا فى العبادة مبلغا بزوابه 
أهل الرهبنة والتنسك » وصاروا أولى قوة فى ديرن » وحزم فى لين » وإيمان 


فى يقين » وحرص ف عل » وعم فى حلم » وقصد فى غنى » وخشوع فى عبادة» وتمل 


فى فاقة» وصبرفى شدّة » وطلب فى حلال» ونشاط فى هدّى» وتحزج عن طمع . 


ومع بلوغهم هذه الدرجة الروحية العالية » ل يهجروا الدنيا وشئونها » بل عملوا لما 
بصدق وإخلاص » فأ بدهم الله العز مكان الذل » والأمن مكان االحوف؛ فصاروا 
ملوكا حكاما » وأنمة أعلاما . 

وإن تعجب فعجب أن تم ذلك الحد العظم للعرب فى أقل من مان سنة . 
وفى هذا برهان قاطع على أن أحكام القرآن خير طريق إلى تمية الملكات الإنسانية» 
وإعدادها لكسب الحياتين الدنيو ب والأتخروية : فقد جعل الأمة العر بية تضع 
أعناقها لحق الذى لم تألفه حقا » وأن تعطيه مع ذلك مخض ممائرها » وتتسلٍ له 
فى تار يها وعاداتها . 

إن نظرة بإنعام فها جاء به القرآن الكريم من الآيات البينات ؛ تدل على أنه ليس 
هناك فى الإنسان من نقص إلا والقرآن كفيل بإصلاحه : فهو طبيب الإنسانية 
وأحذق الأطباء من يتين الداء ويعطى ناجع الدواء . وكذلك فعل القرآن ؛ فقد 
بلغ من أثره فى العرب أنه حول طبائعهم » وغير أخلاقهم» فلم يشهد التاريح جيلا 
اجتاعيا مثل لحيل الأول فى صدر الإسلام ؛ حين كان القرآن هو المنار الذى يبتدى 
به» ولم أستطع الفاسفة على اختلاف ضروبها فى أى عصرمن العصور» أن تأشئ 








الأدلة القاطعة على صدق نبوته صل الله عليه وسلم 01 


جيلا من اناس كالذدى لي القرآن اليم 3 فكانوا مثلا حسنا ف عاق التفس 4 
وصفاء الطبع » ورقة المانب » ورجاحة اليقين» وطهارة الخلق» وشدة الأمانة » 
وإقامة العدل» والخضوع للْق» وما إلى ذلك من أمهات الفضائل ٠‏ 
)١9(‏ تأبيد الله محمد صلى الله عليهدوسم يعتاان اداه 
أبد الله غدا صل الله عليه وسل » وعصمه من أعدائه» وه الم الغفير» والعدد 
الكييره» وهم اح م يكون عليه » واشك طلبا أنفسه » وهو بيهم مسترسل قاهس 


و عالط ومكاثر» ترهقه أبصارهم شزرا» وترتد عنه أيديهم ذعررا : 


6 


ف ذلك أنه جلس فى بعض منازله تحت شجرة» فاخترط أعرابى سيفه عليه 
فأرعدت بده وسقط منها السيف .ومع ذلك عنما عنه المصطنى عليه الصلاة والسلام » 


فرجع إلى قومه قائلا : جنتم من عند خير الناس : 

وانفرد يوم بدر لأس ما » فتبعه رجل من المنافقين مصاتا سيفه من قرابه » 
كك ”0 

1 و ل فك لد ىر عطنانه 
فوقع لظهره» ثم هدى بعدها للإيمان ٠‏ 

وتواعده المشركون هرات عدة » .وأتوا للفتك به بكل حيلة ومكيدة : فنهم 
هن هرب وقر » ومنهسم من وقع 3 عليه » ومنهم من من ضرب الله على عينيه » 
ومنهم من سقط بين يديه * 

ومن ذلك أن قر اسا اجتمعت على قتله ٠‏ فرج علهم من ببينه» وذر التراب 
على ال وخاص ميم وهم له منتظرون :"كم وى فهم لا سصرون ٠‏ 

وتبعه ا حين الحجرة بريد قتله - وقد جعلت قريش فيه وفى أبى بكر 
الجعائل ‏ فلما قرب منهما نحت عن فرسه بعد أن ساخت قوائمها مستين ٠‏ فناداه 
بالأمان» وقابله بالإحسان ٠‏ 

وجاء أبو جهل بصخرة ليطرحها عليه وكان إذ ذاك ساجداء» وقرش تنظر 


إل كك فك يداه إلى عنقه » وم بنفعه « 0 6 . 








ال لاسن 


وجاءه هرة أخحرى - وهو يصلى عليه الصلاة والسلام ‏ فاما قرب منه 
ولى نا كصا عل عقبيه ٠‏ 

ومن ذاك أن ده بن أسد أبا الأشد - ركان من التود بمكن خاطر قر يا 
يوما على قتل رسول الله صل الله عليه وسلم» فأعظموا له الخطرإن هو كفاهم لتاق 
رسول الله صلل الله عليه وسلم فى الطريق بريد المسجد» بخاء كلدة ومعه المزراق» 
فرجع المزراق فى صدره» فعاد فزِءا» فقالت له قريش : مالك يا أبا الآشد؟ فقال: 
ويك . أما ترون الفحل خلنى ؟ قالوا : ما نرى شيئا . قال : ويحكم: فإنى أراه . 

ومن ذلك أنكثيرا من اليهود والكهان أنذروا به صل الله عليه وسلم » وعينوه 
لكاب الأوثان » وأخبر وهم بأهس 0 ؛ وحضوهم على قتله » فعصمه الله تعالى منهم 
بنصره » وحرسه عينه التى لا تنام 0 بعنابته فى الرحلة والمقام » وجعل 
فى أعناقهم أغلالاء وألبسهم من الذل والهوان سربالا » وكف أبديهم عنه إذ هموا 


ببسطها» وحمى رسوله عليه الصلاة والسلام وكفاه : » الس ا كاف 0 ٠.)‏ 


أتم الله التأبيد لنبيه مهد صل الله عليه وس : فكنه من توحيد أمة منقسمة 
إلى قبائل متعادية ٠‏ وجاءها بقانون كفل لما السلطان على جميع الأمم بعد أن كانت 
فى خيز العدم ٠.‏ وبحا العقائد الباطلة » وأبدل بها دينا بلغ من مق مبادئه أنه لا يزال 
يزيد و يعو فى كل يوم بنفسه . 
هت له هذه الأمور العلاثة» وم يفقد من طهارة نفسه ولا سمو روحه مثقال 
ذزة» ولم تفن نفسه الطاهررة بنجاحه الباهس» مع أن معشار عششر هذا النجاح العظم 
قد فتن كثيرا من الملوك والمشترعين والفلاسفة والقواد . 
١ 8‏ ( تكامل الفضل فيه 
كله الله بالفضائل ٠.‏ وحسبك دليلا ها يل : 
() كله بالسكينة الباعثة على الميبة والتعظم + فكان صل الله عليه وسلم أعظم 
مهيب فى التفوس » حتى ارتاعت رس ل كسرى من هببته حين أتوه © مع 
آرتياضهم بصولة الأكاسرة» ومكاثرة الملوك الخبابرة ٠‏ 








الأدلة القاطعة على صدق نويه صل الله عليه وسلم م 


6 استحكت مبة طلاقته فى النفوس حتى ل قله مصاحب » ولا تباعد عنه 
سرت كان ال إن كاه كن الذاء رارقا * 

(ح) مالت النفوس إلى متابعته » وآنقادت لموافقته » وثبتت على شدائده ومصابرته » 
ول بنفر منه معاند » ولا استوحش ش هنه مباعد ‏ إلا مرى ساقه الحسد 
إلى شقوته » وقاده الحرمان إلى خالفته ٠.‏ 

5 أوتى رجاحة ف العقل » وعلوا فى الهمة» وصدقا فى الفراسة» فكان دائم) 
صحيح الرأى جيد التدبير . ما استغفل فى مكيدة » ولا استعجز فى شة » 
بلىكان يلحظ عولقب الأمور فى المبادئٌ فيكشف عيو بها وك خطو بها ٠‏ 

(ه) كانت حياته صلى الله عليه وسلم حياة ثيات فى الشدائد . ونفسه فى اختلاف 
الأحوال ساكنة : لا تحيرفى شدّة » ولا دستكين لعظيمة أوكبيرة » وكان 
مع قلة أعوانه إيصابر صبر المستعلى » وبثبت ثيات المستولى : 

روى حماد بن سامة عن ثاستعن أنس رضى الله عنه» أن رسو لالله صل الله 
عليه وسامة ا اتناك 
وما يؤذى خد ولقد انك على ثلاثون مابين يوم وليلة»وما لى ولبلال 0 
بأكله ذوكبد» إلا ثىء يواريه إبط بلال ٠‏ 
إعراضه صل الله عليه وسلم عن زنحرف الدنيا والااكتفاء بالكاق منها : فلم 
يمل !م لىغضارتها» وم استمتع تع بحلاوتها »وقد ملك من أقصى امجاز إلى عذار 
الفرات » ومن أقصى عن | إل لى شر عمان» وهو صل الله عليه وسم أزهد 
الناس فيا فق من وأعرضَهم عما استفاد وك لم يخاف عينا © 
وم يورث أهله وولده متاءا ولا مالا» ليصرفهم عن الرغبة فى الدنياما صرف 
نفسه عنها ٠.‏ ولقد جاءت فاطمة رذى الله نما إلى أبى بكر رضى الله عنه » 
تريد المبراث فقال لما : سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول : 
إنا لا نورث : ماتركاه فهو صدقة ٠‏ ثم قال لحا : من كان رسول الله صلى 


الله عليه وسلم بعوله فأنا أعوله ؛ وم ن كان فق عليه فأنا أنفق عليه ٠‏ 








4 الباب ال1كامس 


(ز) خفض جناحه للناس وهم له اللو 3 يعتنج بأحعابه وجلسائه» فلا يغيز 
عنهم إلا بإطراقه وحيائه » وجليل سممته وروائه ولاك سا2 عليه صل الله عليه 
0 بعض الأء راب فآرتاع من هيبته . فقال: اك فإفا أنا آبن 
هرأة كانت تأ كل القديد بمكة . ولعمرى م داك اراك ازيم 
شعه : فهى غس بزة فط ار طبع بها 0 ااا 
رزقه الله ا مو والوقار . ٠‏ ولقد مني يجحفوة الأعراب فل تمفَظ ع عليه بادرة » 
وم يعرف حلم غيره إلا ذو عثرة» ولا وقور سواه إلا له هفوة . أما هو فقد 
عصمه الله تعالى من نزغ الهوى وطيش القدرة ؛ ليكون بأمته رءوفا » وعل 
االخلق عطوفا . قد تناولته قريش بكل كبيرة » وقصدته بكل حربرة »وهو صبور 
عليهم معرض عنهم ٠.‏ ولا ظفر بهم عام الفتح ‏ وقد اجتمعوا إليه قال 
ال وى : ابن عم كام ٠‏ فإن تعف فذاك الظن بك » وإن 
0" فقال صلى الله عليه وسلم : بل أقو ليا قال بوسف 


5 
لإذوته : لاتثرب عي البوم يغفر الله كك وهو أرحم الراحمين ٠‏ وقال 


صل الله عليه وسلم : اللهم قد أذقت أوا ل قريش نكالا. فاذق آخرهم نوالا 


حفظ العهد» ووفى بالوعد» فا نقض نحافظ عهداء ولا أخلف لمراقب 
وعداء بل كان يرى الغدر من كائر الذنوب» والإخلاف هن مساوى الشم . 
أوتى من الحكة البالغة والعلوم المة الباهسرة ما مهبر العقول» وأذهل الفطن : 
من إتقان ما أبان» وإحكام ما أطهر 0 رق 00 
من أمة كك : ل .يقرأ أ كَاباء ولا درس علماء ولا تب ءالما ولا معلما 


تأمل أنه أوحزالمرا د من شريعته فى ارايت أر بعة 


الأول : « يلما الْأَعمَال الت ْنَا نار 0 
عو 7 عنام نكف 


والثانى ان نت 0 0 8 مات رن عل 
حول الحمى يُوشك أن بقع فبه 6 








الأدلة القاطعة على صدق نبوته صلى الله عليه وسلم 


256 0ه 


الثالث : « من حسن إسلام المرءِ تركه ما لا يعنيه » . 
والرابع : ٠‏ دع ما برك إل ما لآ ريبك » 8 


وحسبك هذا دليلا على صفاء جودسه »2 وخلوض بره ٠.‏ 


م يعزّب عنه من قصص الأنبياء مع الأمم وأخبار العالم فى الأحقاب انكالية 


صغير ولاكبير» مع أنه لم يضبطها 0 م لقنه » 
بل علمه الله وآناه ذهنا حيحاء وصدرا فسيحاء وقلب) شر يحا ٠‏ 0 أداة 
الجلاةة مد القبرة + 
يد شر يسنّه بأظهر دايل» وأبائها بأوضع تعليل» فا تحرج منها ما يوجبه 
ل لد حل فها ما تدفعه العقول» والى ذلك أشار صل الله عليه 
وسلم بقوله : « نيت جوامع الكلم 0-0 الح اختصاراً » . 
أ اسن الأخلاق » ودعا إلى 0 الآداب بلك على صصلة 
الأرحام» وندب إلى التعطف على الضعفاء والأيتام» ونهى عن التباغض 
5 10 
والتحاسد» وكف عن التقاطع والتباعد» فقال : إلا تقاطعوا» ولا تدابروا» 
0 باد لل حون 4 ؛ لتحكون الفضائل فيهم أكثر» 
ن الأخلاق بيهم ار فَإِلَ لير أسرع » 0 الدرامن ؛ ؛ وتتحقق 
0 قول الله تعالى :)كم اك أرجت لاس ا المدروف 
وتنمون عن انكر ا( ٠‏ فيتكامل هم صلاح ديهم ودكاهم » ويصبحوا أئمة 
أبرارا» وقادة أخيارا ٠‏ 

(ن) كان وام الإجابة ظاهى اجة» فلا يحصره عى »ولا يقطعه 0 لا يعارضه 
0 فى جدال إلا كان جوابه أوضم » وححاجه أرع : جاءه أن بن خاف 
ا بعظم نخرمن المقابرقد صار رسماء ففركه حتى صار رماداء ثم قال : 
كن 65 أنت تزع أنا وآباءئا نعود إذا صرنا هكذا ٠.‏ لقد قلت قولا عظما 
ما سمعناه من غيرك : من يحبى العظام وهى رمم ؟ فأنطق الله تعالى رسوله 








الاك لاسن 


صل اله عليه 0 يرهان نبؤته فقال : (( بها الذى أَنْسَاَا ول مرة وهو 
“ير 


بكلّ حَاق عام ) ) ٠‏ فانصرف مبهوتاء ول ير جوايا ٠‏ 


حفظ الله لسانه من تحريف فى قول» أو إيراد خبر يجانب الصدق ٠‏ ولم بزل 
صل الله عليه وسلم مشهورا بالصدق فى خبره ناشئا وكبيرا؛ حتى صار بالصدق 
مرقوماء وبالأمانة موسوها . ومن لزم الصدق فى صغره كان له فى الكبر 
ألزم » ومن صم منه فى حق نفسه كان فى حقوق الله تعالى أعدم 


نقل أمته يما جاء به من الدين عن مألوفها » فأذعتت له النفوس طوعا » 
وآتقادت خوفا وطمعاء وآجتمع الراغبون والراهبون عل نصرته» وقاموا 
حقوق دعوته رغبا فى عاجل وآجل» ورهبا مر زائل ونازل ٠‏ و بالرغبة 
والرهبة صار الدين مستقراء والصلاح بهما مستمرا . 
ف أعى أمته بالاعتدال : فلم يمل بهم إلى الداكارعيت البهودء وذاك رفضها 
6 النصارى» بل قال لأكابه : « حر من 1 ب ترك ا لأحرنه 
1 أخرنه لدنياه » ؟ أن الاتقطاع إل لخدها لخادل 2 لسع بينهما 
عتدال . ولم يأهى أبدا برفض الدنياما بتقوّل المتخرصون ؛ لأن هنما يتزؤد 
0 ودستكثر فهها م ن طاعته ؛ ولأنه لا يخلو تاركها من أن يكون 
٠ 2‏ وهوف الأول كل» وف الثانى مستدّل . 
تاذل هذه القة ٠.‏ أن عل وجل بير فى سشيرة الرسول فقيل كا إذا ركنا 
لا يزال بذ كر الله تعالى حتى ننزل» وإذا نزانا لإيزال يصلى حتى نرفع . فقال 
الرسول: فن كان يكفيه علف بعيره وإصلاح طعامه؟ قالوا : كلناء فقال 
كلك بر منه 3 
(ص) اتسع زمنه القصير لنشر الدعوة أقلا سرا ثم جهراء ولعروب التى تطابتها 
الدعوة بعد الحجرة» ولتوضيح أحكام الدين : فبين العبادات وأوضم الى 
والمباح وا محظورء وفصل ما يجوز وما يمنع من عقود ومعاملات» حتى احتاج 








الأدلة القاطعة على صدق نبوته صل الله عليه وسلم 4 
اليود والنصارى فى كثير من معاملاتهم وموار يثهم إلى شرعه ؟ و لم حنج 
شرعة إلى شرع غيره» ثم 6 لشرعه ره تدخل فها أحكام الموادث 
المتجدّدة بف الأزمنة والأأمكنة المتعددة» حتى صار لى) تمله منالشرع مؤدّيا» 
ول) تقلده مر حقوق الأمة موفيا : حتى لا يكون فى حقوق الله زلل» 
ولا فى مصال الأمة خلل ٠.‏ كل ذلك فى زمن مو- جزتم فيه هذا الذأهص 
اكتإررة اي د 


زي) الأحله اطد_ية 


إلمامة بالمعجزات ووجه الحاجة إليها : إن العقول التى فى ضلال 
تعتقده هدى» لا تقبل ما يأتيها من الحدى إلا بعد تردّد وتبين : إذ لا بد لها من أن 
تتكرغير الذى غرفته» حتى يقوم لما الدليل على بطلانه وصعة المق الذى تَذْتَى 
إليه . فإذا طالبت الرسول بالبراهين كانت على قسمين : قسم طريقه الق والبراهين 
العقلية الكافية فتطميّن العقول له ٠‏ وقسم لا تطمئن له فتتردّد فيه هرة ونجحده 
أخرى . فيقم الله تعالى الجة بالمعجزة للرسول 

وشأن هذه المعجزة أن تكون متصورة بالعقل مع كونها معجزة للبشر » و بذلك 
يزداد المطمئن يقينا » و يطمئن الظات والمرتاب » وتقوم انححة عل المتكر المستكبر » 
فلا مستطيع 0 إقامة ختها على الله : ([ يوم دم تأ كل تين ادل عن ترا 
دف كل تيس ما ملت وم لا يظلمُونَ ) . (هذا ذا يوم لا ينطقونَ 5 ولا بؤْدَنُ كم 


فبحتَدْرونَ ) 21 فلا حق ولاككة لأحد 0 بعك الما بلاغ 0 
5 لاه وتعالى إذ يقول 0 ( لال ايوم )© ٠)‏ (قاليوم لا اط عر هك 


و عو مع مه 


ولا رون اه ثم تعملون ) اسل ناك نا دجا م له ور 


بمعجزات معنو يه وحسية : 








000 4 


أما المعنو ية فالأحاديث النبو بة والقرآن الكريم . والأحاديت النبوية جميعها 
قضايا صادقة » تندرج فيباكل المصاط الدينية والدنيوية على اختلاف الطبائع 
والبقاع والأزمان ٠‏ فصدورها على هله الصورة» من ليس له عهد بمعلم وسياسة 
وح مة» ومدنية مسبوقة 4 بل ليس لقومه من قبله حظ من العلوم والمعارف 3 
0 ذلك برهان لا محيص من الإذعان إليه على صدق دعوى الحق ٠‏ 

والقرآن الكريم قد سبق القول فيه بما هو مقنع ٠‏ 

وأما المعجزات اللسية : فسببها أنه كان بين الأقوام الذين تصتى المصطفى 

5 0 5 5 - 57 5008-6 
صلى الله عليه وسلم لدابتم » من لاسبق 0 فى الفصاحة والبلاغة»ولم سم أفكارهم 
إلى الإحاطة ب#) حواه القرآن الكريم ؛ من الصفات الفاضلة التى لا يمكن جمعها 
فيه الأحد من البشر» ول يلتفتوا إلى غز من غز عن الل أل الشكق 
فى الفصاحة؛ ولا إلى حال من التجئوا إلى المقارعة وانخاصمة؛ لعجزهم عن الفهم 
لأسراره ٠‏ ومن أجل ذلك تطلعت أنظارهم إلى عالم الطبعيات » و إلى السنن التى 
تجرى علمها <وادث الكو ن» وهم يعلمون أنه لس ف قدرة البشر تغيير شىء منها ؛ 
فأصروا على أن يطالبوه صل الله عليه وس » بالإتيان بأهور خارقة لى) تجرى عايه السئن 
الكونية : فإن جاء بماكان صادقا؟ لما عنزلة أن الله تعالى بقول : «صدق عبدى» ٠‏ 
وإن تجزعن الإتيان ببا» كان ذلك دليلا ع ىكذبه (حاشاه) وتكذيب الله له؛ 
فأخذوا يطلبون منه عليه السلام؛ إحراء خوارق للعادات الخارية باطراد فى هذا 
العالم» فأتم الله له كثيرا منها لا يدخل هت حصر : 

فنا اتشقاق القمر : فقد شق فرقتين حتى نأك أهل مكة حراء ينما علسا 
بين شعلتين ٠‏ وقال لم المصطفى : اشهدوا وهم حينئذ يمى ٠.‏ بفعلها لك جهل 


من حمقهة حرا . وقال : ابعثوا إلى أهل الآفاق طرًّا . فأخبر أهل الآفاق أن 


5 )21 
معجزته كانت حقاء وأنهم عابنوا القمر منشقا ٠‏ 


(1) .من أراد الاطلاع على الأدلة الوافية فليطلع على رسالى ( انشقاق القمر معجزة لسيد البشر) ٠‏ 








الأدلة القاطعة على صدق نبوته صلى الله عليه وسلم 4 


ومنها أن الناس القسوا الماء فلم يصلوا إليه ٠‏ فطلب فضل ماء وصبه فى إناء 
وضع بين يديه » ثم وضع الني 1 الميمون » بفعل الماء يفور من بين أصابعه 
كأمثال العيون » فتوضأ لاس عن آخرهم ٠‏ ولقد أصاب الناس شدّة من العطش 
فىجيش العسرة ؛ حتى أن الرجل لينحر بعيره فيشرب عصير فرئه هن فرط العطش » 


فرغب أو وى الدعاء إليه 4 فرفع ديه بالدعاء 5 ترجعا حى أت العام 0 ن أدعها 


ما لا يحصرء فشمربوا وآرتووا وملئوا ما معهم 0 الآنية . 

ومنها أن الناس أصابتهم ممصة فى بعض مغاز يه» بشمع من الأزواد ما ريضة 
العنز توازيه » ثم دعا الناس بأوعيةهم شاك © فلم ببق فى الحيش وغاء إلا مل » 
وشيت بقية 353 

ومنبا أن أعرانيا سأله آية تكون سببا للهداية » فأهس بدعوة بعض الشجر » 
فأقبات الشجرة إليه ممتثلة لى) أ » فسلمت عليه ووقفت بين يديه » ثم رجعت 
نإشارة إلى منبتها ٠‏ 

ومنها أله كان حول البيت ثعٌائّة وستون صغاء أرجلها مثبتة بالرصاص فى احارة 
إثانا محم . فلما دخل عام الفتح إلى المسجد الحرام» جعل شير بقضيب فى بده 
إلى تلك الأصنام » فوقعت لوجوهها وظهورها على حسب إشارته ٠‏ 

ومنها أن قتادة قد أصيبت عينه يوم د حتى وقعت على وجتتنه » فردّها 
صلى الله عليه وسل» وكانت بعد أحسن عينيه . وأنه نفث فى عن على يوم خببر» 
فأصبح رمده لم يكن شيئا يذكر . وآنكسرت يوم الكندق ساق ابن الحكيم» فنفث 
عليهاء فبرأ لوقتهء ول يحصل له ألم . 

ا لا م يع اعد للحن كة 
ااواد ورحاء العنش ما تال ٠‏ وأنه دعا لمعاو بة بالفكين ف البلاد فكال الللافة» 
ووسع رقعة "اوم وأنه قال للنابغة : 7 َفُصْض الله فاك . فأدرك بدعائه غابية 
تعلو عل الأفلاك» رك 2-1 الا 2 ك] سفطلت ل سن أت الله 








له أخرى . وأنه دما لابن عباس بالتفقه فى الدين وعظم التأويل» فكان بعد هسمى 
حبر الإأمةء يران التتزبل ٠.‏ ودعا عل كشرى يز بق ملك فتمرّق وتشدت شمل 
ذزبته وتفزق ٠‏ 

وصفوة القول أنك إذا تأملت معجزاته» و باهس آياته عليه الصلاة والسلام» 
وجدتها شاملة للعلوى” والسفل"» والصامت والناطق» والساكن والمتحوك» والمائع 
والخامد» والسابق واللاحق» والغائب والحاضرء والباطن والظاهس » والعاجل 
والآجل : مما بفيد مموعها القطع بأنه ظهر على يديه صل الله عليه وسلم من خوارق 
العادات شيع كني . 

ومن ستريب فى اراق العادة» دبنتم أن اناد مله الوقائع ل تنقل تواترا» 
بل المتواتر هو القرآن فكن استراب فى الذائع المستفيض» أو كن استراب فىشهاعة 
على" وكام حاتم الطانى فى زمانهما ٠‏ ومعلوم أن آحاد وقائعهسم غير امتوائرة» ولك 
جموع الوقائع يورث علما ضروريا ٠‏ 

فاأشد غباوة من بنظرى أحواله » وأقواله » وأفعاله» وأخلاقه» ومعجزاته . 
وفى اسقرار شرعه إلى الآن مع انتشاره فى أقطار العالم ٠‏ وف إذعان ملوك الأرض له 
قَْ عصره و بعد عصره» مع ضعفه وعدم يمارى فى صدقه صل الله عليه وسلم. 

تلك نبذة من آيات النبوة الواضحة » و بضعة من علامات رسالته المادية؛ لأن 
الأدلة عليه لا تعد ولا تحصى » وآختصار القول فى هذا المقام العظم 5 


0 0 3 ده 
1 البح رلم يدركه ل د وعد الموج فيه لبس م 
عظم الخلق ل ل 








لبا ساون 


مهد صلى الله عليه وس أكتر الصلحين احا 


كك نور المصطفى صبلى الله عليه وسلم حين استحكت الضلالة فى التفوس ؛ 
وتغلغلت الغواية فى الرءوس» وتناهت الفتنة » وتفاققت الهنة - وكذلك الرسل 
بولدون عند عموم الهالة» وببعثون عند طموم الضلالة - فبعثه الله للناس جميعا ؛ 
لبخرجهم من الظلفات إلى النور» ودهم صراطا مستقا . بفاهد ف الله حق 
جهاده» مقتح| الشدائد» محتملا الصعاب » سائرا سير الحكم » آخذا قومه بالموعظة 
الحسنة والمجادلة الرشيدة » حتى اجتاح الضلالة » وأظهر الحق بأقوى دليل » 
شد الخلق إلى أقوم سبيل » وتم له ما أراد : من نجاح اجتاعى وخلق » ونفوذ 
سياسى » وفوز حربى . صل الله عليه وعلى آله الأكمين» وأححابه الغز الميامين . 
رليك لبان ” 

)١(‏ نجاحه الاجتاعى وانلحاق 

لاحرم أن تغبير حال أمة كالأمة العربية» و إحياءها و إحياء أثم الأرض م-ا» 
0ك و إصلاح جميع أحوالها وأمورها» و إنخراجها من الفساد والاختلال 
والفوذى » نرج ل كحمد صلى الله عليه ووسلم فى حاله ونسّأته وفقره و نغّه وأميته» 
وبتلك السرعة العجيبة فى ذلك الزمن. القصير ‏ أ ل يعهد له مثيل فى تارييج 
البشر» وليس له نظير : فهو من أعحب العجائب» وأغر ب الحوارق ٠‏ 

رجل فقير يتم أنى » بعيد عن العلم والعلناءء فى ناحبة من الأرض بعيدة عن 
كل نظام ومدنية »ناشئ فى الهمجية» و بين أهل وأقاربعرريقين فى المهل والكفر 
والوثنية . فأبدل وحده من اهل علماء ومن الفساد نظاماء ومن الكفر إعاناء» 
ومن الشرك توحيدا» ومن التشبيه تنزيهاء ومن التفّق اتحادا» ومن التحاذل ائتلافاء 
ومن الضعف قوة» ومن الهمجية مدنية» وهو فى كل ذلك الليث الحصور»ء والقائد 





الباب السادس 


امحنك» واللخطيب المصقع » والبليغ المعجز» والسياسى الحاذق » والمنبى“ الصادق» 
والشارع الحكمء والمعام الماهى» الخبرقومه بما لم يعلموه وما لم يلتفتوا إليه» 
والتقالورع » والزاهد الناسك العابد» والمتمتع بالحلال» والمتلذذ بالطيبات» والرءوف 
الحم » والقامى على الظالمين» ومثال الأدب والتهذيب» والرقة والكال والممسال 
والنظافة» والأعمال الصامة » والإيمان الصادق الصحيح » والمصاح الأ كبر لأمته 
ولسائر العالم . كل ذلك أنصع دليل على أنه الإفسان الكامل» الخامع لما نجد فيه 
الأم ما يضىء ما السبيل؟ والقدوة الحسنة ف كل الال الصاح الوحييد 
فى كل صفة وخلق وعمل : ( لقَد كان كُُ ف 0 ل الله 0 1 . 
فلا تحب أنه أحيا 6 ت لواء العلم والعزوا جد والمدنية المحسية والدرية 


والإخاء والمساواة إلى أنم الأرض 5 مع شدّة الحاجة إلى بعنته فى ذلك الزمن 


الذى ساد فيه الاختلال والفساد» والكفر والف م والاستبداد» وسوء الحال 
والجهل : ففيرت وجه الأرض 2 وقلبت نظ 00 وصبغتها بصبغتها فى اللفة 
والدين والأخلاق»ى سنين قليلة"'» ونسرعة خارقة للعا دة» مع أن دول ذلك العصر 
على عظمتها وقوّتما وعلمها وأموالهه) واقتدارها» خجزت عن صبغ محكوميها بصبغتها 
فَْ الدين واللغة والحنس والأخلاق» مع صرف ك1 مجهودها وعلمها وأموالى) 
واقتدارها فى ذلك» فلم يزدد الناس منها إلا تفورا وعغطا وبغضاء مع مذى المدد 
الطو يل علا » وتساطها ءإ فى بيع مصادر حياة تلك الأمم» وم تل منها مع وها 
السنين الكثيرة» مانا له 8 ع ضعفقهم فَْ السنين القليلة ٠‏ 
محمد صل الله عليه وسلم الذى أحيا تلك الأمةء وجاء بذاك الدين » واستوجب 
عية الم الاخذة شعالعه » المنا برق بأقواله وأعماله إلى اليوم » والذى له أكر سلطان على 
تفوس (الملايين) من البشر لايتم له هذا النجاح بدون عون إلى ء وهمدد اكه 
ل يرو التاريخ أرى مصلاحا غيره قام بين البشر وكان مثله فى حاله ونشأته» 
وكانت أمته كأمته العربية البدوبة الأمية كان منه ماكان من مد صل الله عليه وسلم 
فى أثره العالمى العظم » و بسرعة عجيبة كهذه» أو دام عمله فى الأرض إلى اليوم ٠‏ 





ند صلى الله عليه وسلم أ كير المصلحين احا 


حقا تند خاب كل مدّع للنبؤة من بعده» وظل عد صلى الله عليه وسلم فذًا 
ف جميع أعماله دون سائر البشر؛ لما آتاه الله من القدرة العجيبة » والسلطان السريع » 
والتأثبر المدهش فى أثم الأرض قاطبة إلى قيام الساعة . 

كان عمله ف قلب الكنة العربية وبعما دن الموت إل الحيأة هذه السرعة 4 
أبلع من قلب العصا حية و إحياء الموتى ؛ لأن إنحراج الأمم من الظلمات إلى النور» 
وإماتة الخهل» وإحياء العرفان» ونبذ الهوى» وعغاطبة العقل السلم 8 0 ذلك 
أليق مقام النيؤة» وأقوى فى إثبات الدعوى : 


قال ( سير ولم 0 فى كاه « سيرة مهد صل الله عليه وسلم 4 اوقا كن 


صل الله عليه وسلم بوضوح كلامه 0 اه أتم من الأعمال ما يذهش 
ألا : فلم الشعهل التاريح مصاحا أبقظ النفوس » وأحيا الأخلاق» ودفع كن 
الفضيلة فى زمن قصبر ‏ يا فعل مد صل الله ءايه و سل“ 
لبت مكة خاصة والبلادالعر بيةعامة دهورا وأحقاباء غارقة فىالمهل والضلال؛ 
فلم يكن للببودية والمسيحية مرن, الأثرفى العرب وأحوالهم الاحتاععة والللة؛ 
إلا مقدار ما ارك نان 0 انس اثن ردم 00 ولا ببلغ أعماقه . 
ل ا يت اش .| كن اليا 
الأأكبر يرث أباه فى زوجته» و بلغت الأثفة والغير: عندهم حدًا جعلتهم يدون 
البنات » وعكفوا على الأصنام» وعبدوا الأوثان » ولم يفقهوا معن لحياة الأخرى » 
وما فيها من "واب وعقاب . فلما جاء مهد صل الله عليه وس » أمكنه فى خلال 
ثلاث وعشر بن سنة» أن يطهر مكة وغيرها من البلاد العربية » نما كان فيها من 
الأرجاش والمقابح ثم اتبعته طائفة قد روا عبادة الأصنام » ودانوا لله بالطاعة » 
وصدّقوا الرسول» وآمنوا بها أنزل إليه» فآستقزت فى قلويهم خشية الله» وتطلعوا 
إلى عفوه وفضله » وأسابقوا فى عمل البر» وتنافسوا فى نصر الفضيلة ولشر لواء 
العدل» وبان لهم أن الله على كل شىء قدير» وأن العناية الصمدانية تحوطهم وتتعاهم 
ما داموا على ث 00 الله مطلع عل أحواهم وشاوم م »وسيرهم و" وعلانيهم» رأن 








الباب. السادسن 


مافى الكون من نعمة أو آنة مصدرها اللخلاق الوهاب »وأن الأمور صغيرها وكبيرها 

بيده يصرفها كيف يشاء » وأن ما جاءهم من الدين الخديد فضل أقاض الله به 
و 

عليهم » وقد وجب عليسم أن يدفعوا عن . بيضته» ويحرسوا ماه . وظهر لم 

أن عدا صل الله عليه وسلم هو يشير السعادة» كآنه معقد آماطهم » ومنقذههم من 

أحواهم وأوحاهم ؛ فلذلك انقادوا له بالطاعة ٠.‏ 


لاه 0 أن مكة فى زمن قصير قد الشطرت شطرين . الكفار 4 والمؤمنين 5 

فأما الكفار فقد ظل معظمهم عل عناده» حتى تم للنى الكريم النصر والفتح 
ا ٠.‏ 

وأما المؤمنون (عل قلنهم) فقد آحتماوا صنوف الأذى» وعانوا آلام التعذيب» 
ول بزدهم ذلك إلا حا محمد ودينه » وقد بلغ درن أمس حمهم إناه» أنهم محدوا 


معتقداتهم التى ورثوها عن آبائهم وكانت أنفس الأشياء لديهم ثم مجروا أوطانهم 
إلى بلاد الحبشة يم سيآأتى ثم إلى المدينة . ومنهم من هاجحر من مكة إلى المدينة 
بأهس رسول الله صل الله عليه وسلم؟ لم اشتد عليهم أذى :قريش» حيث للق بهم 
عد ص الله عليه وس » تاركين مديلتهم الحبو بة» وفيها البيت الحزموهو أحب أرض 
الله إلهم.ولا استقرٌ بهم المقام فى المدينة» عقد المصطفى صل الله عليه وسلم بيهم 
رابطة الإخاء » وبذلك استعدت تفوسهم للدفاع عن مد وديئه » ووهيوا دماءهم 
لإعلاء كامة الله . 

كان من أثرعد أن العرب الذي نكانوا بالأمس عاكفين على شن الغارات» 
وسففك الدماء لأوهى الأسباب» أصبحوا وقد تأ كدت بينهم أواصر الأخؤة» وأشربوا 
فى قلوهم أن حت ولا استأثر بثىء دونه » بل طلب الأنصار من 
المهاحرين أن بشركوم فى أموا الم ٠‏ والمال أحب شىء إلى الإفسان » بعد 
النتقس والولد . 

هذب الأمة العربية التى ضرب بها المثل فى امهل قبل الإسلام »حتى أصبحت 
منار العلم والعرفان للعالم ٠‏ وفى ذلك يقول (كارليل) : « قوم يضمربون فى الصحراء 








فال صل الله عليه وسم أكبر المصلحين نجاحا 


لايؤيه لم عدّة قرون . فلما جاءهم النى العربى» أصبحوا قبلة الأنظار فى العلوم 
والعرفان» وكثروا بعد القلة» وعيزوا بعد الذلة» ولى عض قرن حتى استضاءت 
أطراف الأرضين يعقوم وعلومهم » ٠‏ 

هؤلاء العرب.الذين عَمطوا المرأة جميع حقتوقهاء وأنزلوها عن هس تننها الطبعية» 
أصبحوا بعد الإسلام هداة الأم فى تقديرحقهاء وصاروا مثلا صالخا للاستقامة 
والتقوى » محافظين على حدود الله وأحكامه ) عاملين بأواه» محتذبين نواهيه ٠‏ قوم 
كانت بواعثهم للعمل صغيرة مرذولة ٠.‏ فلفا أتاهم الإسلام عظمت بواعثهم» 
وشرفت مقاصدهم » وحبب إلههم عمل البر» ومناصرة العدل» ونشر لواء انحبة ٠‏ 

حقا إنه لعجرب أن يتم هذا التحول فى سنين قليلة : كأن ملاتكة السماء 
هبطت إلى الأأرض» فتفثوا فى نفوس العرب روح الوئام وانحبة» وأماتوا فبهم 
دواى الانتقام» وعبادة الأوثئاس والشيطان؛ والشخف بالقار» وما إلى ذلك 
من المنكرات والقبائح ٠‏ 

دع عنك أن تعكّد الزواج قد نظم اي شد فى تجن الفكن عن 
البطالة» وتحققت أمنية عسى عليه السلام :من استقرار ملكوت الندياء ف الارض ٠»‏ 

كان مثل نهد مثل الرعد القاصف : قضى على الششرور التى رنتخت فى العصور 
السابقة» فايقظ الناس مر سباتهم العميق» ثم رفعهم إلى ذروة الحضارة ٠‏ 
ألم ترأن الأمة التى رسك 
لمأ بقين ثات» وعقل راع ؟ فأنجبت مثل عمر بن الطاب رضى الله عنه» الذى 
عبد الوثن والصم فى جاهليته » والذى قال بعد إسلامه عند استلامه اجر اللأسود.: 
«إنك حر ولولا أتى رأت رسول الله صل الله عليه وسلم هك ما قلتك» . 

حا إن الأم كال طفنال .:. ولذاك جاءهم الأنبياء ما يناسب عقوم ودرجة 
سذاجتهم .وكا البشر عل اجخءلة فعهد البعئة امحمدية »قد تحرجوا هن طور الطقولة 
إلى سن الرشد» فأصبحوا لا بناسبهم مرى الدلائل والبراهين ماكان يناسبهم 
فى القرون الأولى» وقلّ فبهم تأثير المحتالين والدجالين والسحرة والمشعوذين » وصاروا 








ل 


يرجون الهداية من طريقها . فساعده, الإسلام على ذلك» ونيج بهم منهجا لم يسبقه 
به دين من قبل : لفعل احج العلمية والدلائل العقلية رائده فى جميع دعاويه » 
ودالهاا ميو فى كل مبانيه »وقال من شأن المعجزات الحسية بقدر الإمكان» حتى 
لاتكون عقبة فى سيل رق عقل الإنسان فى مستقبل الزمان : ( وما كان سول 
3 َأ آية إلا دن الله لكل أجل 0 د 0 
أم م الكتاب) . فإن البشرفى عهد النبّة الحمدية» أخذوا بدركون قيمة المعجزات 
الحسية» وأنها لاعلاقة بينها وبين دعوى النبوّة » ماما لاسبل تمبيزها من غيرها 
رن أتمال السحرة والمشعوذين» والصناع الماهسين» وعائب أهل الرياضات 
وانجاهدات »من المتصوفين وغيره »على ما يقول بعض الناس »وأنما إن أقنعت تلك 
العقول القدعة» وأرهبت تلك النفوس وهى صغيرة » وحملتها على الإيمان : فإنها 
أصبحت لا تغنى العقل فتيلا» ولا تزيد الأمور إلا تعقيدا ٠‏ وإن الدليل إن ل يكن 
كم التقال | كبر رم يبه نر المت حي يم 
وأما من كان يطلب من الننى صل الله عليه وسلم تلك المعجزات؛ فاكان يريد 
إلا الإعنات والإعجاز والسخرية والاستهزاء والعناد» و إلا فلديه من البراهين والآيات 
ما يشفى علة النفوس » وموك 5ه للقن + ل ينهم أ] برا كنت 
الكتاب 1 عَم إن فى ذَِكَ أرحمة وذ وى لوم ْم منون ) . 
وأما ما أطيره الله تعالى على يديه من المعجزات الحسية »فلم يكن براد به إلا إخام 
المعاندين المستهزئين» والزيادة فى تثبيت ضعفاء المهتدين . وقدكان جل اعتاد النى 
صل الله عليه وسلم فى إثبات دعواه على القرآن وحده؛ كا متضح ذلك لمن تدبرآياته : 
فإنه هو المعجزة التى تلثم مع الدعوى» وتعاو بالعقل إلى مستوى الع والفهم » 
وتناسب حال الأجيال من بعده ؛ فلا تقف عقبة فى سبيل نظرياتهم وتفكيره ) 
ومعلوماتهم واحتراعاة تهم »ولا تلتبس علهم بحيل الدجالين وتدليس المحتالين » ولا كاذب 
القصاصين وإذك الراوين» وتخيل الواهمين » بل إل اعفدم عل البحث » وتحضهم على 
التفكير والتقصى والقحيص والاستدلال والاستنباط . 








عد 0 الله عليه ليه وسلم ا مايا 0 


فببعئة هد صل الله عليه وسم اتقضى عصر العجائب والغرائب » وبدأ عصر 
العم والعقل . فهو الحد امال ريع التحمرين د قاذ كاف وزاك الخال دلا 
وتاك وكازنا أجِلها كيدا والباق منها ‏ وهو القران ‏ مناسيا لزمنه عليه 
السلام » ولكل م | يأتى بعده من الأزمان» فلا بناسبها غيره ٠‏ 

وكا ختم عص را معجزات »وتمت لنب ات كذلك أغلق باب الكهانة ٠‏ فكان 
اناك ف الور لس كع 12 ” 
وفى العصور التالية 0 فى طور الرجولة - صار يخاطب بص ا أكثر م 





خاطب أبصارهم : فإن بصا ثره د تدرو ارال انق ضعيفقة 00 لا تقوى 


م فى 
ولا تنفتح للعنويات» فوالى عليهم أنبياءه ورسله الكثيرين » وآاته ومعجزاته ا 


لأسب استعدادهم 3 وذلك لأن الداع 3 أطفاله بكار كثر التكام معهم ؟ وتأديههم 


وتهذ يوم » وترغيمهم وترهيهم »ومكافأتهم امائيات : كالحلوى والتقود والاألاعيب » 
أو معاقبتهم بالضرب ونحوه» على <سب ما ببدو منهم . فإذا صاروا رجالااكف 
عن ذلك» وا كتفى بإبداء بعض نصاتحه العامة» و إرشاداته المكتسبة من طول 
لتجر بة والاختبار» وتركهم استعملون عقو 0 فيا يرونه صاحا لهم » وقل أن يضرم 
ع ٠.‏ كذلك فعل الله تعالى : 317 امكل الكل ) . 


بعد أن 2 لغ الإنسان رشده» أعطاة الشر بعة العامة » والقواعد الثايتة 6 وأباح 





له :التصرف فى الأمور» بحسب ما برشده إليه عقله فى حدود شرعه : فبعد أن كان 
بو إلىالأم السابقة كينى إسرائيل مثلا فى كل حزئية من حزئيات الأمور؛! كتفى 
الآن بما فىالقرآن الشريف» من القواعد العامة والأصول الثابتة: فإنها مع مايوحيه 
إلينا العقل كافية لمدا يتنا فى حميع الأمور» بعد أن بلغنا رشدنا ٠‏ 

لاك الى إن كان ا 1ك واشت رس كلت كه قرعا 
فى الكاب العزيز . ا القية اف فيداة ٠.‏ و بذلك خلص العقا 
البشرى من الأوعام. والكى رافات والشرّهات> وأصبح ط ريق العلم ا فيه 00 
ولى لد ع هم اك لنةة 0 نفس 0 من المؤمنين صل إلينه منها شيطان من 





الباب (أسادس 
الشياطن؟نص الكتّاب العزيزنصا صريحا لايقبل التأو يلعل أنالغيب علمه عند 
الله لا يعلمه إلا هوء وأن الأموركلها سيد الله يصرفها ما نشاء» لابراعى فبها مجاملة 


أحد من ن عباده ٠فقال‏ عا ما وان لله عليه وسلم :كل ١‏ نك لتيى تن 


- وس وده حت 32 د 


0 أت لوكت لت قر الغيب كرت هن الأفير وما مسي 


وَلَا هرا لاما 
الس إن أ لا نشي ومنمر لقوم مومو3 ) ٠‏ ومشل ذلك فق القرآن كثير يعرف 
من وقق إلى تلاوته . 

إن نظرة فهاكانت عليه طوائف المسيحيين فى القرون الأولى؟؛ تدلّ بأجل بيان 
وأنصع دليل» على مقدار نجاح د صل الله عليه وسلم الاجتاعى : 

ذلك بأن الناس وقتكذ تضاربت عقائدهم 0 هم » فى كافة أصول الدين 
الأسامينة» وكثرت مذاهيهم فيهاء ولم يرق للناس فى تلك الأزمان - لقصر عقوم - 
إلا الشرك والتجسم » وعبادة الصور والقاثيل . وكاما قام فهم موحد أو مصلح 
حكوا بكفره ؤصروقه » حتى أريقت دماء العالمين سبب ذلك ظلما وعدوانا ؛ 
وتبدل دين الحبة والوفاق » إلى بغض وشقاق ©» وانصدع بذيان الكنيسة المسبحية 
من قدي الأزمان ٠‏ 

قام 0 يوس بالتوحيد » :ووافقه على ذلك بعض الأساقفة والإمبراطور 
قسطنطين نفسه» ثم وجد له من أم الكرهانيين أتباءا كثيرين» .ولكن ميل جمهور 
الناس فىذلك الزمن إلى الشرك والوثذية» حمل أ كثر أعضاء مع (نيفية) سنئة مم 
على امد عليه بالزندقة والمروق؟ وتأصلت العداوة بين أتباعه و بين سائر المسيحيين 
منذ ذلك الحين ٠‏ 

ويلا نقنثت :فى الناس عبادة الصور:والعاثيل © :واشتدذت حت يصارت بحزءا من 
اللدين» قام بعض الناس - ومنهم القياصرة كليو الثالك ‏ نحقها.. وتمُوا إذ 
ذاك (كاسيرى القاثيل) ٠‏ وكان ذلك فى القرن الثامن والتاسع . فك البابا حريجورى 
الثانى ثم الثالك بحرمانهم وصزوقهم . ولا اجتمع جمع القسطنطنة سنة 881 م 








غد صل الله عليه وسلم أكير المصلحين نجاحا 

كان أيضا مضادا هر وفاز فيه العابدون طماء مع نبى كتبهم عن عمل الصور والقاثيل 
وعبادتها والإشراك بالله تعالى؛ نبيا صريحا لا يقبل التأويل ٠.‏ فكان ذلك سببا آخر 
من أسباب الشقاق بين طوائف المسيحيين ٠‏ 

ولما قام لوثر بالإصلاح البروتستنتى فى القرن السادس عشر؛ اشتعلت نان 
الحروب بين المسبحيين» وخضيت الأرض بدماء الألوف من الأبرياء المصلحين ؛ 
فى مثل مذبحة اليهود بفرنسة سنة ١0+‏ م ٠‏ ومن فرقهم القديمة من عبد ميم 
العذراء ٠.‏ وكان فريق من نصارى العرب «سجدون لما من دون الله» و يطلبون منها 
ما يشتبون ٠‏ فنبى القرآن الشرريف عن اتخاذها طن مع الله : تعالى الله عما شركون ٠‏ 

من ذلك تتبين حكة تشُديد الشريعة الإسلامية فى النهى عن التصو ير واتخاذ 
القاثيل ب ونين حاجة العالم فى ذلك الوقت إلى الإصلاح العظيم الذى جاء بهاالإسلام ؛ 
والذى هو سابق لكل إصلاح عمل ناح . فأنى محمد ذلك لولا وحى الله؟ ولماذا 
انتفرد عن العالم كله » فى ذلك الوقت الذى كانت فيه الأمم غارقة :فى عبادة الصور 
والقاثيل؟ ولماذا ل يتاثرعقله بها يراه عند قومه وأهله وأهل الكاب ب خصوصا 


الذي بذعم المبشرون أنهم معلموه» مع أنه هو الذى جاءهم بالإصلاج قلل أن عرفو ” 


ونهاهم عن عبادة الأثغاص والصور ؟ فكيف أقتنع بصحة عقيدته فى التوحيد 
والتنزيه» وهى مخالفة .لى) كان مليه ماهير الناس فى العام كله إلا أفرادا قلياين ؟ 
وكبف عرف أنالمق مع هؤلاء دون أهله وال كثرين منقومة؛ وذلك منذ طفولته 
قبل أن يكون للعقل محال فى البحث والتفكير؟ ولماذا كان مد هو السابق للعالم 
فى إصلاح كل فساد فى أمور الناس الاجتاعية؟ ديذيّة كانت أو دنيوية »إصلاحا عمليا 
زاحا؟ فء ن تعار هذه الطرق العملية الناجعة فى سياسة الناس والتأثيرفيهم » والوصول 
إلى قلوبهم وعقوطم » حتى صاروا طوع إشارته فى كل شىء؟ فلك نواصى العالمين» 
وفاز فى ذلك فوزا مبينا لم اسبقه فيه أحد من المصلحين والنبيين ؟:فإذا كان لوثر 
أو غيره بعد الآن من كار المصلحين» فأولى ثم أولى» أن يعد (غد) الذى ظهر قبله 
فى وسط الوثنية ا حضة» محاطا بها من جميع المهات » وأصاح جميع أمور الناس 








500 الباب السادس 


وأحواطم » ل الال 0 ظهر عل الأرض : 
لذلك قال تعالى : 7 ( هواأدى , ع نت ف لأسي 01 م 0 آبأته وي 1 
وهم الكتاب وَاللكة دإ اك ك4 صَلَال م ميين ٠‏ وآخرِين 6 
ا 0 1 ولع الك 0 ٠‏ وقال : ((وما ا إلا رحمة الأعالين] ٠‏ 
ماكان لمكومة أن 0 ال على بلادها دون الاستعانة بالشرط 2 
بيد أن الحكومة التى أنشأها مهد صل الله عليه وسلم بعد المجرة إلىالمدينة ؛ل لستعن 
فى امحافظة على الأمن وحمل اأناس على إطاعة الأواص ؛ بشىء ثما نستعين به حكومات 
الم الأخرى» ومع ذلك فاب كرائم كادت حنى» وان رك إعا ى الدده أو عاد كه 
سارع إلى الاعتراف للصطفى ما أقترفت يداه : 
ناك أن خشية الله تمكنت من قلوب المسلمين » فأصبح سرهم كعلانيتهم» 
وأصبح الحانى مط نقسة وين أجل ذلك عار واحي اذا 2 طبلا ليا : 
فلا المنهم فى حاجة الى مدر » ولا القاضى فى حاجة إلى طول البحث والفحص . 
لا حرم أن الذى أنشأ جلا كهذا من الناس عبز عنه من تقدّمه من الفلاسفة 
والحكاء والأنبياء - لحو جدير بأن يقال : إنه أحرز أعظم 
فىأن هذا لحيل قد بلغ من التقدّم الخلق والاجاعى والسياسى ما لم يشهده التاري . 
قزر علماء الاجتّاع أنه لا : تم إصلاح لأمة من الأثمء أو لتك كن المعركةء 
إلا إذا أفعمت القلوب حبا للصلح وطاعة لأوامه» وبدهى” أن المال أو الفؤة 
بل المعجزات : كل أولئك لا يكفى مل القلوب على ما يجب للصلح من الحبة 
والاحترام» والطاعة . وهى أمور ثلاثة : تأنى تبعا لما تناله الأنم من التقّم اهلق 


جاح عرف » ولاشك 


والروحى ‏ غير أن مهدا صل الله عليه وس عل يستعن بالمال ولا بالقوة ولا بغيرهها » 
لاقن دن الي 0 ما من شأنه الإغمراء والاسقالة : ألم ترأنه يقول 
يعات الل كه 1 ( ولا أَقُولُ لك عندى حَرَائُ اله 0 الي 00 َك 
مك). ٠‏ ومع هذا ا أ 0 لى أكعابه » يقدونه 000 


وأموالم وأولادهم : !0 (كل د 7 الغ وأناق ف و إلحوادة وأزواجة 








عد صلى الله عليه وس أكير المصلحين نجاحا ١‏ 


م 0 افترة تموها د ا ادها د ََ د افيه 0170 
كُُ هين الله 0 ٠‏ وجهاد فى سييله ا 0 0 1 رن 0 
الم" 

م وقد بان أن عدا صل الله عليه وسلم أحبه أككابه ؛ و بذاوا اك نفس ونفيس 
قَْ نصرثه وتأنيده» دون لك السو يم للىء من رم الدنيا 6 فليس لعجيب 
أنيكون أ كثر الأننياء والمصلحين نجاحا» يا أقز ذلك بعض *اب الغرب » ولا كن 
أن بلغ هذا النجاح النادر إلا منْ وصل إلى أعلى مقام روى . 

كان شعار أكداب عد عليه السلام قوم : ان نقول؟ا قال قوم موسى عليه 

5-0 2 شه 2 2 - و 0 
اسلام : ( فاذهب أنت وربك فقائلا إنا ها هنا قاعدون ) . ولم يكن قولهر مجاملة 
أر نشاشة. إل كوا فلوك فا بتراوك ١‏ اظر إل فا خضل فى فوففة اذ 
دري لف رك راع ابي اننا ٠‏ وتيت شله السفل. وتيت 





جبهته » وحرحت وجتته » وهشموا البيضة على رأسه» ودخلت حلقتان من المثفر 
فى وجتته » ولشدّة غوصهماء لم يقدر أبو عبيدة على نزعهما إلا مع نزع سنّيه اللتين 
كانتا ينزع بهماء ورموه بامجارة حتى سقط لشقه فى حفرة ؛ فهجم عليه العدق؛ فهرع 
إليه أصحابه الأوفياء» وجعلوا من جسومهم حصونا حوله : فأحاطوا بالحفرة» ثم نصبوا 


صدورهم لنبال العدق الثى أخذت تخترق أجسامهم وهم اكمللارقة واضتوا بصردية 


واحدا بعد الاحر» وكها خلا مكان واحد هنهم سارع غيره إلى احتلاله » ولم تفرد 
الرجال بهذه الروح الفدائية » بل أخذت النساء منها أوفر النصيب : فقد تقدّمت 
عائّسّة وأم سلمة وغيرهما بالسيوف » ومجمن على العدق. و بذلك نجا الننى” الكريم 
فى أشد الأوقات حرجاء وكان أكعاب غد من يفخرون بأنهم عاهدوه على أن وتوا 
فى سبيل دينه » و بذاك تم لهم النصر المبين ٠‏ 

إن الروح التى نفثها مد صلى الله عليه وسلم فى قومه» م يقتصر ظهورها على 
مواقع القتال» بل مكنتهم من ار بة أل الأعداء وأقواها : وحى طبائعهم الفاسدة» 


وعاداتهم المرذولة» وعقائدهم السخيفة : 








الياب السادس 


وسر ذلك أن عدا صل الله عليه وس - مع كثرة واجباته النّ أدّاها على 
21 ره ات 0 تشل عن عبادة ر به ع 0 0 0 


لدف كد طول ا ريل في اليل إلا قليكا » نصفه أو 
فلب أو زد عله ورئل الْقرآن تيك نا ستل علك قولًا تقيلا» إن اه 


2-22 - هذا 2922 


هم ى اشد وطبًا وأقوم 3 قبلا » إِنَّ ك فى امار سبحًا طُويلا ) 5 

عكف على العبادة حتى فى أيام المددنة الى كثر فيب العمل وتنقع » وظات 
حاله كذلك حتى انتقل إلى الرفيق الأعلى. ولم تمض السنة العاشرة ءن الحجرة» حتّى 
اهالت القبائل العربية منجميع الأطراف على المصطفى صل الله عليه وس » للدخول 


فى دينه » وجاءت الوفود تلو الوفود إلى مكة ثم المدينة » للإبانة عن معاضدتهم 


للإسلام » فتزل قوله تعالى : (١‏ سات ,والمتح ا كن 


ف دين الله 3 ع بح عد َك سه تكن 0 وفك كن وا 
إيذانا بوال الوحى . وقد نزلت عليه وهوفى مكة عند زيادته ألبيت الحرام » ومعه 
لوف من أككاره ٠.‏ 

وقد رأى ابن عباس ن رضى الله عتهما »أن نزول هذه السورة لشعر بقرب انتقال 
المصطقى صلى ١‏ الله عليه وسم ! لى الرفقفق الأعل ٠‏ وقد صدق فهمه » فلم ,لعش 
المصطفى بعدها سوىق 55 بوما ٠.‏ 

وق اليوم التاسع من ذى الحة فى السنة العاشرة للهجرة» الموافق..م من مارس 
سنة ا 4 كان المصطفى قْ مى 4 وحوله 2 عظم لايقلون عن مائه وأر بعين 
ألا من الرجال والنساء والأطفال . وفى ذلك اليوم نزل قوله تعالى : 00 


وده ال سه 


مه نعم م الإسلام د 1 


وقد اغتتم المصطفى هذه الفرضة ؟ كك خطيته المشهورة 2 وحوله متلق 
جميع القبائل» وهى : 








عد صل الله عليه وسلم أكير المصلحين نجاحا وو 


(إن الجد يه . ده واستعتي وزتوب الله ونموة بالك من قروز الفسنا 
ومن سيئات أعمالنا ٠‏ مر يبد الله فلا مضل له» ومن يضلل فلا خادى له . 
وأشبد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له» وأن غدا عبده ورسوله : 

أوصي؟ عباد الله» بتقوى اللهء وأحتك على طاعته» وأستفتيح بالذى هو خير.. 
أما بعد » أب الئاس » اسمعوا منى أبِينْ ل؟ : فإنى لا أدرى لعل لا ألقاكم بعد 
عاى هذا فى موقفى هذا أيها الناس» إن دماءم وأموكك حرام عليك إلى أن تلقوا 
ربك» كرمة بوم هذاء فى شرك هذاء فى بادم هذا . ألا هل بلغت؟ اللهم» 
ابد ٠‏ فن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى الذى القنه عليها ٠‏ وإن ربا الحاهلية 
موضوع» وإن أقل رب أبدأ به ربا عمى العباس.بن عبد المطلب ٠‏ وإن دماء 
الحاهلية موضوعة » وَإن وَل دم أبدأ به دم عاص 0 وبيسة بن العارث بن 
عبد المطاب . و إن مآثر اللاهلية موضوعة غير اللسدانة والسقاية . والعمد قود » 


وشبد العمد ما قتل بالعضا واخخر : ففيه مائة بعير. فن زاد فهو من أهل الخاهلية . 





ما الناس » إن الشيطان قد بس أن عبن فى أرضكم هذه وللكاه رضى أن 
بطاع. 7 سوى ذاك ما تحقرون من مالم : م ١‏ لاس 7 كه البىء يده 
ف الكْفر 0 الذينَ كقَروا 0 8 و 1 55 لبواطتوا عَدَة 1 حم 
)1ك وإن الزماك. قد استدا» كهيئة وم م خاق :الل السموات:والاً رض ٠‏ منهتا 
أوعة اذ سوليات ووائسة وزية: ذو اليك ون اكه واشيهد » 
ا 
ورحجب الذى بين ا وشعبان ٠‏ لهل ليت" اللهم > اشيد . 
أبها الناس» إن لنسائك عليك؟ حقاء ولكم ىس ألا روطان درك 
غيرك» ولا يتأن أحدا تكرهونه بيوتك إلا بإذت؟ » ولا يأتين بفاحشة . فإن فعان» 
إن الله قد أذن لك أن تعضاودن وتبجروهن فى المضا جع ؟ وتضربوهنٌ ضر با غير 
٠ 0-7‏ فإن اتتبين وأطعتك » فعليك رزقهن وكنوئّن بالمعروف ٠‏ وإنن) القساء 
عد 0 لامك ن لأنفسون شيا : أخذتموهن بأمانة الله » واست<الم فروجهنٌ 


بكامة الله : فاتقوا الله فى النساء» واستوضوا من خيرا ٠‏ 








ا الباب السادس 


0 الناس » إنما المؤمنون إخوة : فلا يحل لامسرى مال أخيه إلا عن طيب 

كت ت؟ اللهم » © فد ترا كدي كناك إيضرب بعضك 

0 فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا : كاب الله » وأهل 
بتى ٠‏ ألاهل بلغت ؟ اللهم» اشهد . 

أ الناس ء إن ر بم واحد» وإن أباكم واحد : كل لآدم. وآدم من تراب . 
كرمج عند الله أتقام . ليس لعربى على حمى فضل إلا بالتقوى . ألا قد 
ااا م ٠‏ قال : فليباغ الشاهد متك الغائب . 

ها الثاس 3 ال ا 
ماف كن لثلث ٠‏ والولد للفراش » وللعاهى اجر : من ادّعى إلى غير 
أنه » أو توى 0 فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين » لا يقبل الله منه 
صرفا ولا عذلا . والسلام عليك؟ ورحة الله وبركاته ) . 

حقا قد ظهر بن الفرنجة الآن كثيرون من اهتدى إلى صواب بميع ما أتى 
به عليه السلام » وهنهم من أسلم ظاهس|! و باطناء بعد أن كانوا يعدّونه من أ كبر 
الكذابين والدجالين ؛ لكثرة ما افتراه عليه قسيسوهم فى تلك العصور المظامة 
أم اذّعوا أننحمدصها من ذهب يعبده المسلمون الذين لايعبدون إلا الله وحده» 
ويصلون له :مس مرات فى كل يوم » و ,صيحون باسمه تعالى فى كل واد وفى كل 

م تقع ) ويصومون له شبر رمضان فأكل عنقء 

لا ريب فى أن الأنبياء الكذية عرفون بأعما الحم كج قال المسيح عليه السلام : 
(متا/ا: 5و .م)ء ولا يأنى الشري بالخير والإصلاح للناس أجمعين. 2 
والله تعالى لا بو بد الكذابين الدجالين المضلين للناس : (راجع مزهور ١‏ : >56: 
دك كلء ص ابلم). وقد أبيد مدا صل الله عليه وس » حتى نجح فى عمله هذا 
التجاح الباه العجيب السريع» الذى لم يعهد له مثيل فى التاريعم . 

رجل قام باسم الله » ودعا الناس باسم الله » وقال ومسل كل شىء بامم الله 
ونسب إليه تعالى كل عمل من أعماله »وم يكذبه الله تعالى» ولم يخذله» أو يقتله 








غد صلل الله عليه وسلم أكبر المصاحدين احا ه١1‏ 
كا فعل بالكذابين - بل ثيته وأيده» وقّاه ونصره» وكتتب له النجاح فى جميع 
مساعيه ومقاصده» وصدكقه فاكل م أخبر به عنةه» ورفع ذ 6 وأعل كاك 6 
حى صار اسه كعات اسم الله على اده عدد عظم من البشر؟ كل بقعة 
الأرض: ناد يمل أن كرون هذا من الكناي . 

إذا أحصينا الملوك العظاء » والساسة الماهرين» والقواد امحتكين» والخطياء 
والبلغاء » والمنشئين امجيدين» والكتاب المتفننين» والشارءين المكاء» والوعاظ 
المؤثرين » والأنبياء » والمصاحين » ومؤسمى امالك والدول العظام ‏ وجدناه 
أكبر ملك » وأعفال 0 وأباغ منشئ وواعظ 4 وأحك شارع 6 وأشجع قائد » 


وأعظم غاز وفاتح » وأروع متدين »6 ا اصع مه للناس ف 3 


شئونهم الدينية والدنيوية » وأعظم مصاح للا فكار والأخلاق والعقائد والعبادات 


والمعاملات » وأوسع مؤسس » وأدوم منثئ للدول وانهالك »وهو فى كل ذلك لم 
بتعلم من مخلوق شيئاء يكفى لإزالة بحزء من ألف هما حوله من الأوهام واتخرافات» 
ول يتدزب» أو بتدرج» أو ين قبل النبؤة على أى عمل هما أتى به بعد نبؤته؛ بل 
نبغ فى كل ذلك دفعة واحدة حينا ظهرت نبوته . وكلما لزمه ثبىء من أعبائها وجد 
نفسه أنه أكير نابغ فيه . فا هذا العم فى تلك الأمية ؟ وما هذا الإصلاح من . 
شأ فى بلاد الوثنية بعيدا عن كل نظام ومدنية ؟ : 
كفاك بالعلم فى الأأى معجزة * فى ابلاهلية والتأديب ف اليم 

تباركت : يا ألله » إن هو إلا وحيك إليه» وعونك وتأبيدك له ٠‏ 

ل ان ما قدر على فتح مدينة واحدة» ولا تهذب رجل واحد : 
فإننا ثرى الدول الأور بية بخيلها ورجلها » وعلمها وفنونهاء ومخترعاتها وأساطيلها» 
ومدرّعاتها وطائراتهاء وأموالها وزخرفها » ومدارسها ومستشفياتها » وجميع تدبيراتها 
وخداعها - عاحزة كل العجز عن مناوأة دينك» أو صدٌ تياره الحار ف أو الحياولة 
بينه ودين قلوب البشر المترامين فى أحضانه » من جميع الملل والتحل» فى سائر بقاع 


الأرض» حى 3 دعاة الأديان الأخحرى وهم دهش ون» يوا لمناوأته 3 ليطفئوا 
ل 








ل الباب السادس 


0 5 35 1 : - وهام سثر عير 
نور الله بأفواههم ٠‏ والله متم نوزه ولوكره الكافرون : (( هو اذى أرسل رسوله 
وو - وك وه ماود 200 ع2 ةده ل اطله كا م 
بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ) ٠‏ 
(ب) تجاحه فى سياسته 
2 لم 

حبب إليه صل الله عليه وسلم الااتقطاع عن الناس ؛ والتفغ لعبادة ربه » والتفكير 
فى صنع الواحد الديآن» إلى أن بلغ من العمر أربعين سنة» فانفتق له اجاب » وتجلّ 
عليه النور القدسى”» وهبط له الوحى من المقام الع" » وتحقق له ما كان يه من 
الإلهام الإلمى"» واختاره الله» وعلمه كيف مهدى قومه والناس أجمعين» فصدع ا 
أ » وبلغ ما أنزل إليه من المولى » ودعا لعبادته تعالى سرا » حذرًا من مفاجأة 
الناس بأمس غ سنب » فأسلم كثير من الرجال والنساء والصبيان والأشراف والموالى . 
كل ذلك ول يكن معه سات ضرت د [صاهوي؟ وليس معسه ما برغبهم حى 
يترك العظاء آباءهم » و يطبعوه صاغرين » و.تحملوا إهانة أهليهم » مع أن الكثير 
منهم كان واسع الثروة أكثر منه عليه السلام» ولكن الدين الاق ها حل فى قلب» 
ولا سطع فى عقل» إلا ققيله عل ما سواه + 

ولا ألف 0 هذه الدعوة » وجاءه أع الله بالخهر مها بقوله تعالى : 
) تاداع ه ما 0 َع ضُْ 7 ن المُشركينَ ) 0 ٠‏ وقوله : ( وانذرز عشيريك 
ا بين ) بى داعى أله » وخاض الغمرات » وسلك مفاوز النصيحة» واق: 

3 حم 
ميدان الإرثاد 


عد داكت 0 ف الصفا 4 وقال :اخ ببأصباحاه 56 ! فاختمت ت إآب قرش 6 


فقالوا 5 مالك ؟ فقسال :2 أدأييم إن أخبر»؟ أن اعدو مص 0 


أمكنتم تصدقونق ؟» . قالوا : بل ٠‏ قال : «فإنى ن يرلك بره بدى عذاب 
شديد» ٠‏ فقال أبو حب : ««تبا لك . ألهذا دعوتنا ؟» . فتزل قوله تعالى: ( تبت .يدا 
أبى طب وتبٌ...4. وظل يظلب من الناس عبادة الله وحده» واجتناب عبادة الأوثان» 








ا وسل2 أ كبر المصلحين نجاحا و١‏ 


وتحانى المنكرات» .وغس الحزمات» بقلب ثابت» ويقين رامخ» وسياسة حكيمة : 
املاس لت لت ل ا 
الأذى ما يعجزعنه الوصف » ويخاصة عند ذهابه إلى البيت للصلاة ٠‏ 
أن أبا جهل (عمرو ين هشام بن المغيرة الخزوى القرشى ) قال يوما : « يا معشر 
قرش »إن مدا قد أتى ما تزون: من عيب دك » وشم شم اهتم» وتسفيه أحلام؟ » 
وسب آباكك . إنى أعاهد الله لجسن له غدا بحج رلا أطيق حله . فإذا جد فى صلاته 
رضضت به رأسه . فأسلمونى عند ذلك» أو امنعونى . فليصنع بى بعد ذلك 
بنو عبد مناف ما بدا للحم » * فلما أصبح أخذ حجرا ا وصقت » ثم جاس لرسول الله 
ينتظره ٠‏ وغدا عليه السلام م كان يغدو إلى صلاته - وقريش ف أنديتهم ينتظرون 
ما أبو جهل فاءل ‏ فلم) جد عليه الصلاة والسلام» احتمل أبو جهل اجر» 
ثم أقبل نحوه» حتى إذا دنا منه رجع منهزما ممتتقعا لونه من الفزع © و رتى حجرهمن يده » 
فقام إليه رجال من قريش » ققالوا : مالك يا أبا الحم ؟ قال : قت إليه لأفعل 
ماقلت لم فلما دنوت عه عريض ل نكل بن الإبل .. والله ما رأت مشله 
ظط1 ٠‏ هّبى أن يأ كانى ٠‏ فلما ذكر ذلك ارسول اله قال ا 
لأخذه. ولألى جهل كثير فى إيذاء البسول صل الله عليه وسلم » وهو سائر فى دعوته » 
عامل على نشي رسالته»:إلى أن صرع المق الباطل : إن الباطل كان زهوقا . 

كل ذلاك فى مدى أريع سنين . فلما جاعت السنة الخامسة» أمس الرسول 
أصحابه بالمجرة إلى امبشةء فرارا من الذى كان يلحقهم لاتباعهم إياه» خصوصا 
من ايس .له عشيرة تميهء أو قييلة ترد عنه كيد أعدائه » فهاجروا فرارا بدينهم ٠‏ 
وهى أل ممرة من مكذء وعدّة أصكابب) عشرة رجال ومس نسوة . وكان عدد 
المسلمين فى ذلك الوقت لابتتواوز اللمسين...فلما رأت قرش أن أهة فى الازدياد 
وأ نالإسلام نتشرنفى القبائل هموا بقعله: «دقائلهم الله أ يوفكون» 0 
أبى طالب .وى هاث ا ٠فغضبت‏ قرش » وقطعوا وا عنهم الأسواق» ومتعوهم 
الرزق» وأبوا الصلح 35 أن يسلموا مهدا صل الله عليه وسلم للقتل + وكتبوا بذلك 








11 الباب السادس 


كيقةة وواتيدا ق خرف اكيت ودان مقي ااحعيه أل افا ميجورة الي 
إلى الحبشة ٠.‏ وعتتها ثلاثة وثمانون رجلا وثمانى عشرة اهرأة . وا نضم ! إلمهم الذين 
أساموا فى المن مع أنى مومى الأشعرى ٠‏ فلما رأت قريش أن المهاحرين استقزوا 
فى الخيشة؛ القّسوا من ملكها أن برد من هاحر إلى بلاده من المسلمين » فردٌ وفد 
قرش حائياء» ثم أسلم التجائى” نفسه لماكت إليه التي صل الله عليه وسلم كايا 
بععث به إليه » على يد عمرو بر كه ار رى » بدعوه إلى الإسلام » ويطلب منه 
الك بك اك ليه من بق عنده من مهاحرى الحبشة ٠.‏ فردم | إليِه » ورحل معهم 
اثنان وستون من الحبشة » وثمانية من أهل الشام قو عليهم رسول الله صلى الله 


عليه وسلم سورة ل( يس ) إلى آخرها ٠.‏ 98 كوا حين سءوا القرآن 4 وآمنوا وقالوا 5 


ا 


اي 1 ولتي 


النّاس اس د ا راون أقرهم مودّة للذين آمنوا 


ودع مووزه سا مومه 


لين ة الوا" نا تصارى ذَلِكَ ب ب قسيسين وا وعم لا 00 

ولا تنس ما لاقاه الرسول ومن معه فى الشعب من شدّة الحهد والجوع : ف : 
لا صل إلبهم شىء إلا سراء حتى إنهم أكلوا أوراق الشجر . واسمّزوا على ذلك 
ثلاث سنين » ثم خرج ل بعد أن نقض جماءة من قرش الصحيفة ٠.‏ وقد 
أخبر صل الله عليه وسم أن ١‏ ا كت ت ها فيها من الككابة إلا أسماء الله . فلما 
أنزلوها لعزقوها» وجدوهام أخبر صل الله عليه وس » ولم بزدهم ذلك إلا بغيا وعتواء 

امال السرم وفد على الننى وفد من نصارى نجران فأسلموا. وقد حضرت 
لنية يبه أ | طالب ©» بشمع وج دوه قرش وأشرافهم وأوصاهم بال: بى خيرا » وطلب 
متهم أن يكونوا .من أنصاره وأعوانه» وقال : «قد جاءك 5 بأ قبله ابلكنان» 00 
لان عن لان 1 ]دم 000 وتعصبهم عليه . فلنا 
رأى خلك هاج إلى الطائف» و مكث شرا بات ٠‏ فاما لم يثل هنهم خيرا رجسع 
لك ودله! فى جوار العليم بن عدى”» ثم أكمه الله بالإسراء فى السنة 
لحادية عشرة » وكذا بالمعراج.الذى فرضت فيسه الضلاة» وما فتئت قرش تضع 











غد صل الله عليه وسلم أكبر المصلحين نجاحا 0 
العرافيل ف ارق لعو 0 اذى إل خروج المصطفى صل الله عليه وسلم إلى 
مواسم العرب ؛ ليعرض نفسه على القبائل» فعرفه نفر من الأوس الذين سمعوا وصفه 
صل الله عليه وسلم من اليهود؛ فقالوا فها نهم : والله إنه النى" الذى أنأتنا به 
المود» فلا لسبقنا إليه» وآمن به منهم ستة من الخزرج كانوا سيب | انال 
الإسلام فى المدينة» ثم لقيه منهم فى العام الثانى اثنا عشر رجلا مر الازرج» 
واثنان من الأوس» وكانت مبايعتهم للصطنى عند العقبة : بابعوه على ما أحب ‏ 
وتسمى العقبة الأولى - قائلين : «عل ألا نشرك بالله شيئاء ولا نسرقٌ ولا نزى» 
ولا نقتل أولادناء ولانانى سيان نفتريه بين أيدينا وأرجلناء ولانعصيه فى معروقف» 
وأن نقول الحق حيث كان» لانخاف ف الله لومة لائم» فقال عليه الصلاة والسلام : 
« فإن وفِتم فلكم الحنة » . ثم انصرفوا إلى المدينة» فأظهر الله فيا الإسلام» وم تبق 
دار هن دور المدينة إلا وفيها ذكر الرسول ٠.‏ 


ولا جاءت سنة ثلاث 0 للنبؤة» وفد عليه مر. المدينة لج كثير ون » 


هه 
ومعهم 'له من مشركيوم » وحين قابله باخام واعدوه المقابلة” ليلا عند العقبة 04 
فأمرهم ألا ينهوا نائما وقتئذ » ولا ينتظروا ذائبا : لأنذكل هذه الأعمالكانت 
خفية من قريش حتى لا يطلعوا على الأص ؛ فيسعوا فى نقض ما أبرم ٠‏ وتلك 


سياسة حكيمة» ومنهج قويم ٠‏ 

ولا فرغ الأنصار من اج توجهوا إلى موعدم » كامين أمرهم >ن معهم من 
المشركين - وكان ذلك بعد أن انصرم من الليل ثلثه الأؤل- وقد تسللوا قرادّى 
وق حقى مم دحيم سسبعين رحلا واس أتين 4 قبا بعوه دن عند العقية ِ 
وتسمى العقبة الثانيةثم نقب عليهم اثى عشير نقيبا منهم - لكل فكي ييح 
وقال لهم ١‏ أت كقلاء عل قوم ككفالة الخوار بين لعيسى بن مسيم عليه السلام » 
إن كيل على قوى » . ثم انصمرفوا إلى المدينة ٠‏ وانتشر الإسلام على إثرذلك 
بين أهلها 6 نيد له عليه الصلاة والسلام ؛ ليسلك مع العرب المشلك الأعلى» ونتصر 
علييم انتضارا حربيا » بعد نجاحه نجاحا سياسيا باه | لاق الأذى والشدائد م نأجله ؛ 








0 


فقد اسعر صل الله عليه وسلم كم قدّمنا » ثلاث عشرة سنة تبلغ الرسالة إلى كل 
من أصغى إليه » و بنشر دبنه بين اجيج مدّة إقاءتهم بمكة » ويستميل الأتباع هنا 
وهناك » وهو يلق فى سبيل ذلك منابذة ومناوأة ومناصية بالعداوة» ومجاهرة وشرا 
باديا وكامنا . وكانت قرابته تميه وتدافع عنه ٠‏ وقد بلغ من الشدّة والبلاء حالا لم 
برها إنسان قط : فلق دكان يختى فى الكهوف» و يفي متنكزا إلى هذا المكان و إلى 
ذاك» لا مأوى ولا مير ولا ناصر» تدده المتوف» وتتوعده الملكات» وتفغر له 
أفواهها المنايا ٠‏ 

وكأ أيقن أن أعداءه متألبون علئه جميعا 4 ون أر بعين رحلا يمثلون أر بعين 
قبيلة اقروا به لبقتلوه » وألنى المقام عكة مستحيلا » وأن القوم الظالمين لم يكتفوا 
برفض رسالته وعدم الإصغاء إليها» بل أبوا إلا تماديا فى ضلالم : يسلبون وينهبون» 
ويقتلون النفس الى ع الله قتلها» ويأتون كل ثم ومن . وقد اح هن طريق 
الرفق والأناة قأبوا إلا عتوا وطغيانا:لى) أرقن ذلك كله » أرشده الله جات قدرته إلى 


ا مجرة؛ ليت انتصارى وتدرادين اهاق الآفاق »و يصبح االسكوق إنخوانا متحابين ٠‏ 


(؟) حذقه فى المعاهدات واستقبال الوفود وه اسلة الملوك 

بلغ صل الله عليه وسلم 0 البراعة فى السياسة » واليصرف الأمور » والنظر 
و 2د ناراف فا م أن يحنذيه الزعماء والساسة على اختلاف زمانهم 
ومكانهم ٠‏ فن ذلك ما يأتى : 

١١‏ ) معاهدة الخديرية 

الجدببية ( بُرقزب مكة سيت الأرض باسمها ) : ذلك أن الننى صل الله عليه 
وسلم » أراد.ق السنة السادسة للهجرة ز يازة مكة». فأخير المسلمين أنه. بريد العمرة» 
واستنفر الأعراب الذين حول المديئة ليكونوا معه4 خوفا من أن تردهم قرش عن 
عمرتهم » ولكن هؤلاء الأعراب أبطئوا عليه ؛ لأنم طنوا:آن لن سلب الإسول 
والمؤمنون إلى أهليهم أبداء وتخلصوا بقوطم :شغلتنا أموالنا وأهلونا فاستغفر لنا. فرج 








الأدلة القاطعة على صدق نبوّته صل الله عليه وسلم ١‏ 
عليه الصلاة والسلام من معه من المهابحرين والأنصار؟ تبلغ عدّتهم ألفا وتمسماثة » 
وأخوج المذى اعم الناس أنه لم يأت غار با٠وم‏ يكن مع أححابه ثنبىء من السنلاح 
إلا السيوف فى أغمادها؛ لا يقصدون شراء ولا بطنون غدرا ٠‏ 
2-7 إن عفن ( موضع على مرحلتين من مكة ) بلغه أن 
قرنشًا هاجها خبر مقدمه » وثارت ثائرتها» وأمعت رأها على أن بيصدّوا المسلمين عن 
مكد ؛ وتجهزوا لغرب » .وأعدوا خالد بن الوليد فى مائق فارس طليعة لم؛ ليصدّوا 
المسلمين عن التقدّم ٠‏ وأب عليه السلام إلا أن يزور الخرع غم كل مقاومة» ثم أ 
أححابه بالتزول أقصى الحديبية » لس د عات موفدا من 
قبل قريش »نسأل الرسول عن سبب يجىء المسامين . فأخبره عليه السلام : بأننا ل 
نقدم لقتال أحد» ولكما جثنا معتمرين» وإن قريشا قد نيكتهم الحرب» فإن شاءوا 
ماددتهم مدّة تك الخرب فيها ع :لون بننى نوين 'الناس ٠.‏ فعاد عديل بفقص كل 
قر دش ماسمعه من هد صلى الله عليه وس ؟فلم بثقوا بخبره ؛لأنه من خزاعة التى كانت 
حليفة بىهائم فى الحاهلية »قائلين له : أيريد ممد أن بدخل علينا فى جنوده معتمرا : 
تسمع العرب أنه قد دخل علينا عنوة وبيننا ويينه من ادرب ما بيننا؟ والله ماكان 
هذا أندا ومنا عين تطرف ٠‏ 
ثم انتدبوا سفيرا آآحر : وهو عروة بن مسعود سيد ثقيف . فتوجه إلى الرسول 
00 وأخذ شط هته بتعظم أمس قريش ٠‏ وكان ثما جاء فى كلامه 
: !إن المساحين ليسيوا مر ن قبيلة واحدة فلا رابطة تربطهم؟ ولذلك لا يؤمن 
00 فأجابه أبو بي الصدّيق رذى الله عنه على الفور : إن مودّة الإسلام أعظم 
من هوذة القراية ٠‏ 
ثم رجع عرزوة إلى قريش فقال لهم : والله لقد وفدت على الملوك » ونا يل 
قيصر وكسرى والنجائى” . والته ما رأيت ملكا قط يعظمه أصحابه ما يعر أصصاب 


عد عدا : : إذا أمرهم ابتدروا عه يقتتلون » و إذا انها يقتتلون على وضوئه » 
وإذا كوا خففضوا أصواتهم عنده إجاالا وتوقيراء وما يدون ن النظر إليه تعظيا له 








0 الباب السادس 


0 
أنداء فانظروا رأ أ ١‏ 

ومع هذا فلم يد هذا النصح من قرش أذنا واعية» ولا نفوسا قابلة» فارسلوا 
سفيرا ثالثا : فكان من حاله ماكان من أهى سابقيه . 

ولأ رأى المصطفى صللى الله عليه وسم إخفاق سفراء قرس ْ وساطتهم ؛ 
اراك لم من قبله حراشة بن أمية» إبثارا للسالمة والمودّة؛ فعقروا ناقته وهموا بقتله» 
لولا أن ا بعضوم فأنتقذوه وردوه إلى قومه ٠‏ فأراد الى أن يبرسل ط 0 

6 (ث 

ابن اتقطاب ؛ ليبلغ عنه أشراف قرش ما جاء له » فقال له : با رسول الله » إنى 
حاف ف سا عل فى ونا مك عن ل على" نك د ع 7 وفك عرف 
قرش عداوتى إياها وغاظى علب) ٠.‏ ولكن أدلك على رجل له وم بملعوله : 
ان عنان لر2 لطر يات إن اماك قريش خبرهم : 
أنه لم بأت إلا زائرا لهذا الببت ومعظا لخرمته؛ فلما جاءهم عيان أصروا على منعهم 
الرسول وأصحابه من الطواف» مهما كانت النتيجة» وأذنوا العان وحده أن طوف 
بالببت 2 فأبى عان ذلك فأمروا لستجنه ثلا نه أيام» وأشاع الناس له قتل 2 العشرة 
الذين معه ) فوقف الى خطييا بين قومه قائلا ٠‏ إن كان فا فا عقا فلن تبرح 
الأرض حتى نناحز القوم . البيعة البيعة : أنها الئاس » 0 الناس با يعون 
الرسول صلى اسم فنزل قوله تعالى : ( إن الذينَ ا اعون 


امه دوعر سدس امه - 
الله يد الله وق انديع قن نكت فَإقا هق ما 0 


الله فسيؤتيه أخرا اعظيا ) . 
ما ايم وبثبات الننى صل الله عليه وس م على عن هه 
خلعت ثوب يدها وأطلقت 2 نان ومن معه» ثم اك ص نات شيل 
ابن عمرو العاصى وو بطب بن عكد 0 - وكانا هم عظاء قرش وكار 
وجهاتئها ‏ لعقد معاهدة مع الننيى صل الله عليه وسلم» 1 الني 0 
من حديثه مع سههيل أن قال له :ل لا تمكنوننا من الببت نطوف به؟ فأجابه سبيل: 








لدم سم ا 


رلك ل عدت ادرف ] ها العا متطتمراك إل الا ولكن لك ماتريده 
فى العام القاببل» ثم تمت الأهس على الصلح عل رك التعان» ملت لي ضع ارب ينهم 
أن يأمن بعضوم بعضا » وأن برجع المصطفى عنهم عامهم هذا ويأتى 
فى العام القابل» و يلون له مكة ثلاثة أيام » وألا يدخلوا إلا بالسيوف فى قرابها » 
وعل أنه لا يأتيه منهم رجل وإن كان على دين الإسلام إلا ردّه إلييم» وألا يردوا 
إليه من جاءهم من عنده ٠‏ ومن أراد أن يدخل فى عهد عد من غبر ةريش دخل » 
ومن أراد الدخول فى عهد قربش دخل فيه . 

ولما تم الأعس ول ببق إلا ماب المعاهدة؛ وثب عمر بن االخطاب » بغهاء إلى 
أبى بكر وقال له : أليس هو برسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : بلى ٠‏ قال 
نكا مسامين ؟ قال : بلى ٠‏ قال : فعلام نعطى الدنية فى ديننا؟ فقال أبو كر : 
يا عمر » إنه رسول الله ٠‏ وليس يعصى ر به وهو ناصره ٠‏ فاسعسك بغرزه (ركابه) 
حتى تموت : فإنى أششهد أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ٠‏ 

وها كادت المعاهدة نبكتب» جحت حدثت أحداث استوجبت اللاف 
فى تنفيذها : فن ذلك أن أحد المستضعفين بمكة ‏ واسمه أبو بصير ‏ جاء إلى 
المدنة هار با » فكتبت قريش إلى النى تطلبه قائلة : لقد عرفت ما عاهدناك 
عليه من ردّ من قدم عليك من أصماينا” ٠‏ فاضت إلا سات ١‏ شال القطلى 
لأبى بصير : إنا قد أعطينا هؤلاء القوم عهدا . ولا يصح الغدرفى ديننا : فانطاق 
مع رسوطم : ال 22 رضن إلى المشركين يفتنونى فى دب ؟ فقال له 
المصطفى : انطلق إلى قومك: فإننا 0 و إن الله جاعل لك من الضيق فرجا 

ومن :ذلك آرت قرنشا لى) شعرت ها 0 بتجارتها من ا 


سبلب تعض أبى بصير وشيعته » فزعت إل الل مستصر<ة به سلكت أبا سفيان 


طاية لبن اياك لذت قينا لات ورلا افيه الها وين وزاك اميتفظ وان اكول 
5 )9 2 | - 


من المعاهدة . فقبل المصطفى ذلك » وأ أبا بصيروهن معه أن لا بتعؤْضوا لعير 
الاجاما” 


0 








10 الباب السادس 


ومن ذلك أن النى صل الله عليه وسلم» أعى أصحابه فى مستهل ذى القعدة من 
السنة السابعة أن يشتوا رالم إلى مكة» قضاء للعمرة التى لم يدوه بسبب المعاهدة 


الى عقدت مع قريش ف العام الفائت ٠‏ فلم عرفت ذلك قويش بثت رقادها 
فى جميع السبل » تترقب قدوم عسك المسامين . ول ظهر لم أن قوم مهد مستّحون» 
ا ل سر ل سال ل 2 فك 


بالغدر صغيرا ولاكبيرا. أتدخل بالسلاح فى الحرم على قومك» وقد أمنتهم وأمنوك؟ 
فقال لمر المصطفى : إن ان ندخل بالسلاح ما داموا على الوفاء» وهذا السلاح الذى 
رو 5 فى الخارج؛ لنأتى به إذا حدث ما يدعو إليه ٠‏ 

ول انتقضت الأيام الثلاثة» أرسات قرش إلى النى تطلب إلليه الاروج 
لاتباء المدة المضروبة ٠‏ فقال لرسوهم : ماذا علي لو تركتمونا بيتك أياما؟ فقال 
رسوهم : ناشدتك الله أن ترج : قد مضت الأيام الثلاثة . فأجابه النى : إنا 
فاعلون فى المساء إن شاء الله ٠.‏ وأعس من يؤذن فى الناس بالزحيل . ولا رأت 
قبال العرب ما أظهره الرسول من الوفاء بالعهد » وامحافظة مل الوءد » رغبت 
فى #الفته » وأقبات على معاهدته » فتوثئقت عررا المودّة بينه وبين تلك القبائل » 
وتم يدنه و ينهم التناصر ٠‏ 

تأمل أن المصطفى كان معه جيش عظم يمكنه من دخول مكة فالتحا » ولكنه 
اجتنب القتال » وقبل شروطا رآها عمر رضى الله عنه غبر لائقة بالإسلام وكزامته ؛ 
ليكون قدوة صاكة لأهل الزعامة فى سعة الكيلة» و بعد النظر»:وسداذ الزأى» ونيل 
الاك ليا ولذلك قال أبو بكررضى الله عنه : ماكان.فتح الإسلام 
أعظم من فتح الحدبية» ولكِنٌ الناس قصررأمم ما كان بين غد ور به» والعياد 
يعجلون» والته لا يعجل لعجلة العباد» حتّى تبلغ الأمور ما أراد . 

تأمن صاح الحديبية وما ظهر فيه من البراعة السياسية» تر أن المصطفى صلى الله 
عليه وس آثرالسل على احرب؛ مع ماصار إليه المسلمون وقتئذء من المئعة والقوة» 
والقدرة على الفتك بأعدائهم ؛ لأن هذا الصلح أدّى إلى اختلاط المسلمين بالمشركين » 








عد صلل الله عليه وسم أكبر المصلحين نجاحا ١‏ 


و إتاعي الشران ا ليت تحقيقة ادن »لوال الرسل لل مالك ره 
العرب» وما اتصل بها من الشام ومصير وفارس.فصار الناس دخلوك فيه آمنين 


مقتنعين » وأظهر الإسلام فى هذه الهدتة من كان يخفيه بين المشركين خوف الفتنة. 


وناهيك برهانا على عظم شأن هذه المعاهدة» أن الله تعالى أنزل سورة الفتتح 


فى تعظع شأئهاء مبينةٌ ها فيها من اك والمصاط »ومشتملة على أخبار الغيب » والوعد 
بالنصر والمغام » فسماها الله فنحا مبينا » وأعقبها نصرا عبر يزا » لأنها كانت تمهيدا 
لفتح مكة الذى أتم الله به النعمة على الأمة العربية والعالم أجمع . 
(ب) استقبال الوفود 
وما هو أدل غل براعته السراسية» وسديد. تصرفه» حسن استقباله الوفود» 
وإجابه مطالبهم ما تتسع له شريعته . وإليك الأمئلة : 
)١(‏ وفد نصارى نجران 
وفد على المصطفى صل الله عليه وسلم وفد تصارى نجران بالمدنة بعد المجرة؛ 
وكانوا ستين را ككاء جاءوا يجادلونه فى شأن عيسى عليه السلام ٠‏ وكان وصوهم إلى 
المدشة ودخوهم المسجد النبوى » بعد دخول وقت العصر» فقاموا ,يصلون فيه » 
فأرا اد الناس منعهم لما فيه من إظهار دينهم » فقال صل الله عليه و. سلم دعوهم ؛ 
تألفا لم ورجاء لإسلامهم . فاستقبلوا المشرق فصلوا صصسلاتهم ٠‏ ولا فرغوا من 
صلاتهم عرض علمم الإسلام» وتلا علهم القرآن؛ فامتنعوا ٠‏ 
ثم قال لهم : إن الله أمرنى إن ل تتقادوا الإسلام أباهلك ٠‏ فقالوا : يا أبا القامم » 
نرجع فننظرفى أعسنا . نفلا بعضهم نبعض » ثم قال بعضهم : والله قد علمتم أن الرجل 
نى” م سل» وما لاعن قوم قط نبيا إلا استؤصلواء واب أت أيم إلا ديكم 
فوادعوه وصا لوه وارجعوا إلى بلاد؟ . ثم استقرٌ رأى جميعهم على ألا بباهلوه » 
واكتفوا بأن صا موه على ابلزية» ثم كتب لم ابا فطلبوا إليه أنيرسلمعهم أمينا» 


قأرسل أ با عبيدة عام بن المراح رضى الله عنه» وقال لهم : هذا أمين هذه الأمة. 








(؟) وقد نيم الدارى وأححابه 


3 


وفد عليه صلى الله عليه وس أبو الذ ا وار رك وكانوا 
8 


على دن التصرابيكة ع فأسلموا وحسن إسلامهم : وفدوأ على الرسول 0-7 فكل 
اطجرة » شان يعطيهم أرضا من الشا ام» فقال م ميل الله عليه وسلم : سلوا 
00 وبعد أن ساو روا سأا 5 ابت 1 كا » قدعا صلل الله عليه وس 


0 
بقطعة من أدم » و الك ا سسحخته : 


5 


هذا كاي زه ماودب عد ردول ال صل 0 عليه وسم للاريين : 
أعطاه الله الأرض »© فوهب 2 بيت عبنون وجيرون وام اه إبراهم إلى 
الذي ٠‏ شبد عباس بن 26د اله وخحزمة بن قبس » وشرحبيل ٠‏ ثم أعطى 
سل 1ق الف كاك راصق 


زع وفد عاص بن صعصعة 

قدم هذا الوفد على النبى وفيهم عام بن الطّفيل عدق الله» وهو سيد القوم : 
وكان بنادى مناديه سوق عكاظ : هل من راحل فتحمله ؟ أو جائع فنطعمه ؟ 
أو خائف فنؤمته؟ وكان مضمر الغدر بالننى » فقال: لآر بك بن ر بيعة وهو من رؤساء 
قومه : إذا قدمنا على مد فإنى شاغل عنك وجههء فإذا فعلت ذلك فاعَلهُ بالسيف . 

فلما قدموا على رسول الله صلى عليه وسلم» قال عامس : يانهد» اتخذنى خيلا . 
قال صلى الله عليه وسم : لا : والله حتى تؤمن بالله وحده لاشريك له . بفعل 
يكام النى صل الله عليه 0 بد ااسلرس الرودما كا شاميية ماري ات 
دثىء » ويبست يده على السيف ؛ فلم استطع سله ٠‏ وقيل : إنه لماء جاء عامس 
إلى المصطفى صل الله عليه وسلم وضع له وسادة ليجلس عليها » ثم قال له : أسم 
تك 








غد صل الله عليه وسلم أ كبر المصاحين نجاحا وا 


فقال الرسول : ليس ذلك لك ولا لقومك : إنما ذلك إلى الله يجعله حيث شاء» 
ولكن لك أعنة اليل . قال : أنا الآآن فى أعنة خيل نجد . أتجعل لى الو بر» ولك 
ادرو © قال اللربرواك 11 , 

وقيل : قال له: ماك إن اامالبنت 6 فال : لك ما للسلمين وعليك 
ماعليهم ٠‏ فقال : أم ا نا عليك خيلا ورجالا» ولأر بطنٌ بكل له فرسا 
فقال صل الله عليه وسلم : يمنعك الله عن وجل ٠‏ 

ثم دعا رسول الله صل الله عليه وسلم : فقال : اللهم» اهد بى عامس » واشغل 
عنى عاس بن الطفيل ؛: كيف شئت وأنى شئت ٠‏ 


وقد مات عاص شر ميتة » وأحرقت الصاعقة أريد 6 السك ذو عاص ٠.‏ 


)0 وفد عبد القيس 
كانت منازهم بالبحرين» وكان من وفد فيهم الخارود» وكان نصرانيا قد قرأ 


الكتب» فقال أبيانا يخاطب بها النى صلى الله عليه وسلم ٠‏ منها قوله : 
00 00 
يانتى” 0 انال ا 7 ليت انك يك يال" 


لتق وقسع لوم عبسوس * أل القابٌ دك ثم هالا 
فعرض صللى أللّه عليه وسم الإسلام عل المارود 6( فقال : ا عد م إك كفتك 


على دين » وإنى تارك دبغ لدبنك ٠‏ فتضمن لى ذنى ؟ فقال : للم اق 
أن قد هداك إلى ما هو خير منه ٠‏ فأسلم وأس أصعابه ١‏ 

وقيل : لم) قدم الحارود على الرسول قال : بم بعثك ربك باد قال 
شهبادة أن لا إله إلا الله وأنى عبد الله ورسوله » والبراءة من كل ك2 0 من دون 
الله» و بإقام اك 2 ايك فياك وصوم رمضان» 2 الببت بغير 
00 0 انه فعيياء وما ربك بظلام للعبيد ٠‏ قال 


الماروة : إن كنت نبا تايرق عنا أصعرت ١١‏ لففق الرطدول الحففة كأنها سنك 


)00 المفازة ٠.‏ 0( الراك : 








00 لات الاديسن 


ثم رفع رأسه والعرق بتحدّرعنه» فقال له: إنك أضمرت أن تسألنى عر دماء 
الجاهلية» وعن جلف الكاهلية» وعن الميحة : ألا وإن دم الماهلية موضوع» 
ا هس دود ولا حلف 2 الإسلام» 3 وإ أفضل الصدقة أن منح أحاك 
ظهر دابة أولين شاة 
زه( وقك عدى 3 حاتم رضى الله عنه 

قال عدى بن حاتم : كنت امسأ شريفا فى قوبى . فلما سمعت برسول الله 
كاهته : ما رجل من العرب كان أشدٌّ كاهية له حين مع به مق لكا مت أن 
جيش عد قد وطن البلاد» احتملت أجل وولدئ» والتحقت بأهل ديق من التصارى 
بالشام » وخلفت م فسربت فيمن سبى ٠‏ فلما قدمت السبايا على برسول الله » 
وبلغه هربى إل ىالشام »من عليها وكساها ا وأعطاها نفقة» وأقبات إلى الشام » 
3 ثم أقاممت عندى» فقات لطا حاموكانت عاذ حازمة 1 ع أ هذا 
الزجل؟ قالت : أرى والله أن تلحق به سريعا : فإن يكن نبا فالسابق إليه فضيلة» 
إن كن ملك فأنت أنت . نفلت . وأس إن هذا للراى 

ول) ذهبت إليه قال : من الرجل ؟ فقلت : عدئ بن حاتم » فانطلق ب إلى بيه ٠‏ 
وإنه لقائدنى إليه» إذ لقبته امس أة كبيرة ضعيفة» فاستوقفته » فوقف لطا طو يلا تكامه 
فى حاجتها ٠‏ فقلت : ما هذا بملك . ولى) دخل بيته تتاول ومادة بيده من أَدَم 
حشوها ليف»وقال : اجاس على هذه ٠.‏ فقلت : د 
ات ل وجلس الرسول على الأرض ٠.‏ :فقات فقات : والله ما هذا بأص 
ملك . ثم قال لى : .ياعدى بن حاتم » ألنت من القوم الذبن لطم دين؟ فقات : بل ٠‏ 
فقال : ألم تأخذ ريع الغنيمة؟ ( هوشآن الأشراف مره أخذم فى الماهلية 
ربع الغنيمة ) ٠‏ قلت : بل . قال : فإن ذلك لم يكن يحل لك فى دبنك . قلت : 
أجل والله ٠‏ وعرفت أنه ان م سل ١‏ عل ما يجهل . 

ثم قال : لعلك ياعدى »نا بمنعك من الدخول فى هذا الدين ما ترى من حاجتهم ؛ 
فوالله ليوشكن المال أن يفيض فههم حتى لا يوجد من يأخذه . واعلك نما يمنعك 








عد صلى الله عليه وسلم أكبر المصابحين نجاحا 14 


من ذلك ماترى من كثرة عدوهم» وقلة عددهم ا له 
ترج من القادسية على بعيرها» حتى تزور البيت (الكعبة) لاتخاف . 

ولعلك إما منعك من ذلك» أنك ترى أن الملّك ول طان فى غيرهم آم 
الله ليوشكن أن لسمع بالقصور البيض من أرض بأيل قدحت عليهم »قال عدى”": 
وقد رأنت المرأة نرج من القادسية على بعبرها - لبيك ٠‏ 


وقد أسلم عدى رضى الله عنه؛ وحسن إسلامه ٠‏ 


)0( بنك كن 


وفد عليه صلى الله عليه وسلم ثمانون من كندة» ( قبيلة بالهن ) فبهم الأشعث 
ابن قيس » وكان وجيها مطاعا فى قومه وهو أصغره, » فلما أرادوا الدخول على الرسول 
سرحوا شعورهم مكا]ه باس حك لكر ود سير الترين انا مقا 
عليه قالوا 0 أبيت اللعن 6 فقال 3 5 ع الك : 01 عل 3 عبد اله 
قالوا : لا نسميك باسمك . قال : أنا أبو القامم دقلا م اانا القاسم » إنا خبأنا 
لك حي ٠‏ فا هو ؟ وكانوا خبئوا له عبن حرادة فى ظرف “رن ٠‏ ققال لم : 
سبحا الله ! إنما يفعل ذلك الكاهن . و إن الكاهن والكهانة والتكهن فق النار 
فقالوا : كيف نعلم ا رن ا ١‏ لان كف ا ال ال ع لك 
أك رسول الله: فسببح الحصى فى بده فقالوا : نشمهد أنك رسول الله. قال: إنالله 
بعثى بالحق 4 أل على كابا لا بأئيه اوالال من بين يدنه 0 ا خافه ٠‏ فقالوا 
أسمعنا منه «فتلا الربسول :(وَالصاةات صقا ) حتى باغ : ورب الي شارق) ثم سكت 
وسكن دار درك منه شىء 6 ودموعه نجرى على ميته ٠.‏ فقالوا : إنا نراك نبكى. 
من خافة مِنْ أرسلك ؟ قال : خشيتى منه أبكتنى ٠‏ بعنى على صراط مستقع 


0 0 0 00 ا 0 


ا فعنك 5 ره 0 ٠‏ 








0 


١ 
وفد تيب‎ )0( 

هى قبيلةت من كندة » وفد على رسول الله منها ثلاثة عشر رجلا » وقد ساقوا 
معهم صدقات أمواهم اتى فرض الله عليهم » فسر رسول الله بهم » وأكم مشواهم » 
ثم قالوا : يا رسول الله » إنا سقنا إليك حق الله فى أموالنا . فقال لهم : ردوها : 
فاقسموها على فقرانم ٠‏ قالوا : ما قدمنا عليك إلا بما فضل من فقرائنا ٠‏ فقال 
أو د : بارسول الله »ما قدم علينا وفد من العرب مثل هذا الوفد ٠‏ فقال الرسول 
إن الهدى بيد الله عن وجل 8 فن أراد به خيرا شرح صدره للدين 0 

ثم جعلوا سألونه عن القرآن والسنن »فازداد رسول الله رغبة فم ٠‏ كك أرادوا 
الربجوع جاءوا إليه فودعوه 4 فأرسل إلهم بادلا : تأجازهم بأرفع ماكان مجيز به 
الوفود ٠‏ 

ثم قال لم النى عليه السلام : هل بق منكم من أحد ؟ فقالوا : غلام خلفناه 
على رحلنا وهو أحدثنا سنا ٠.‏ فقال: أرسلوه إلينا 0 الله » 
إنى مرن الرهط الذين أتوك آنفا فقضيبت حوائجهم 8 فاقض حا لال 
وما حاجتك ؟ فقال : والله م ما أخرجنى إلا أن تسأل الله أن 00 ويرحمنى » 
ويجعل غناى فى قلبى ٠‏ فقال الرسول : اللهم » اغفر له وار حمه » واجعل غناه فى قليه ٠‏ 
ثم أ له بمثل ما أس لرجل من أصحايه ا 


)0( وفد بى سعد هلم من قضاعة 


قدم وفد بى سعد هذم » ونزلوا ناحية من المدة » ثم خرجوا يؤمون المسجد 
حتى انتهوا إلى بابه» فوجدوا الرسول يصل على جنازة فى المسجد » فلم يدخلوا 
6 مع الناس فى صلاتهم » وقالوا : نناظر حتى يصبلى 0 الله » ونيابعه ٠.‏ 2 0 
رسول الله » ونظر إليهم © فدعاهم + فقال : أمسامون أنتم ؟ قالوا : نعم . فقال 
هلا صليتم على أخيك ؟ فقالوا : يا رسول الله » ظننا أن ذلك لايجوز لنا حتى 
نبايعك . فقال : أغغا) أسليم فأتم مسلمون ..فأسلموا » و بايعوه على الإسلام » 








نهد صل الله عليه وسلم أكبر المصلحين نجاحا م1 


ثم انصرفوا إلى رحاط لاوا دتري »اوقتا ارول ا »0 
بغاءوا ومعهم صاحبهم » فتقدّم فبايع الرسول عل الإسلام » فقالوا : إنه أصغرنا» 
فقال : أصغر القوم خادمهم ٠ ٠‏ نارك الله عليه ٠‏ فكان خيرهم وأقرأهم للقرآن ٠‏ 
ثم أمره رسول الله عليهم 0 فكان يؤمهم . 


ولما أرادوا الانصراف أعس بلالا: فأجازهم بأوان من فضة لكل رجل منهم ٠‏ 
أ 
6 ثم رجعوا إلى قومهم فأساموا ٠‏ 


(ج( عراسلته لللوك 

لم يكتف هذا كله بل جاء صبلى ألله عليه وسلم رحمة عامة» لشيرا ونذيرا » وداعيا 
إلىالله بإذنه وسراجا منيراء فأحَذ إبراسلالملوك و بعرم إلىدين الإسلام : اكقيضر 
ملك الروم 6 وكدرق ملك الفرس ٠‏ وقد مزق ثانههما 00 استكارا 4 فزق ق الله 
دولته» وملكها المسامون فيا لا يزيد ء! ى أربع سنوات» 5 ملكوا دولة الرومان على 
عظمتهاء والساعهاء» وكثرة جيوشها. وراسل بقية الملوك والأفراد : فأسا ام النجاشئى" 
ملك الحبشة» والمنذر بن ساوى» وأ كم المقوقس رسوله » ورد قيصر ردًا جميلا . 
وتما جاء فى كاب الرسول إليه ٠‏ 


0 الله الرحمن الحم . هن مد ين عبد الله» إلى 00 اروم تسلام , 
على من اتبع اللهدى . أما بعد »6 فإلى أدعوك بدعاية الإسلام : أسلم كسم يتك الله 


أحرك هتين ٠‏ فإن توليت فإنما عليك إثم الأردسيين : ( يا أ حل الاب تالا 


له مها مومه 


ِل كلمة سواء ينا ويم ألا 0 ل الل 3 كم ولا تخد بعضنا 


موك 52ح 


مضا ًا من دون الله قن رك ا 


كان معنن عرق ف نقية اللروى كلك قد طزيواة ,زناف رونا مفاة 
ركانا؟ لاعتناق الإسلام : فأسلم كثير رن القبائز لعن كك نفس ؟ إذعانا لله 








0 الباب السادس 


وخضوعا لدينه» وصرع المق الباطل - إن الباط لكان زهوقا. - وأباد جحافل 
الأعداء» ومرقها تمزيقا» ول ببق إلا قبائل الشام والعراق ٠‏ 


ثم جج صل الله عليه وسلم ته المشهورة بحجة الوداع » وقد بين فيها أهم أصوأ 


الدين وفروعه ٠‏ وفى هذا اليوم نزل قوله تعالى متنا على المؤمنين : ( الوم أ كَلْتَ 
ل دنه وحمت عم نشم وَرَطيِت 7 ؟ الإسلام دينا)) ٠‏ ثم رجع صلى الله 
عليه وسلم هن حة الوداع » وجهز حِيشا لغزو قبائل الشام التابعة للروم ٠‏ وقبل سيره 
اشتدٌ عليه مضه صل الله عليه وسل »بفعل يرفع يديه إلى السماء» ثم _يضعهما على رأس 
أسامة» فودعه أسامة ورجع إلى المعسكرء وأ الناس بالرحيل . وإذا بالبسول 
بقول : توق رسول الله صا لى الله عليه وسلم 5 
مما تقدّم ليك أنه صلل الله عليه وسلم لت من اللأذى ضضرو با كثيرة ؛ وكاغ صعابا 
حة؛ فلم تون عرن ينه » ل لم تقر هته بل ثبت فىنشر دعوته ومناحزة عدؤه؛ ثيات 
الصادق فى أهسه» 00 من نفسه» فم له أعظ م تجاح لم يحصل عليه أحد قبله 
ولا بعذه ؟ وترك ديد | خالدا أحيا به الأم 04 وأزال به العم وجعله نورا ستذىء 


نه بنو الإنسان إلى أن برث الله الأرض ومن علما ٠‏ 


0 تجاحه فى حروبه 

قد أت فيا تقدّم مالاقاه المصطفى صل الله عليه وسم من ضروب الأذى ؛ 
والتضييق الكبير» والأهوال العظيمة : فطالما أزاح عقبة كأداء» وخاض بحرا هائجا» 
وسلك هفاوز مهلاكة» فثبت غير حافل بهول» ولا عابى' بمشقة» بل احتمل هذه 
الملمات » وصد لتلك المصاعب : بريد نشر دعوته فنشرها » وأحرز فيب النصر 
الإلى العظم : ( إن يمْصرع الها الب لك:) . 

قلما تم له الفوز فى سياسته» أذن الله له بالمجرة ‏ بيد أن أهل مكة لما رأوا 
وثيقاتصاله بأهل المدينة» وسرعة انتشار الإسلام فيهاء وخشوا أن ذلك قد يفضى 








عد صلى الله عليه وسم أكبر المصلحين نجاحا 0 


إلى تحريض أهلها عليهم ؛ دبروا حيلة لقتله وإبطال دعوثه » ولكن خاب فألهم » 
وضل سعيهم ؛ إذ خوج مهاحرا إلى المدينة يصحيه صديقه الم ٠‏ وكانت هذه 
الجرة هى السبب الأعظم لظهور دين الإسلام ونشره ؛ بعد أن قضى عليه الصلاة 
والسلام ثلاث رشق عليه فى نشر دينه القويم . فلماء علم ا مشركون 
بفساد مكرهم » ضاع رشدهم وهاجواء وجعلوا ان يأتى به أو يدل عليه مائة ناقة ٠‏ 
فأعمى الله 0 رهم عن رذ 1 ٠‏ وبعد ثلاث ليال 0 الدليل بالراحلتين فى غار 
حراء » فسارا قاصدين المدنة» 5 نزل صبلى الله عليه وسام به بقباء كك مها أر ١‏ بع عشرة 
ليلة» كم رواه أنس بنمالك . وكان نزوله فى بىعمروبن عوف» وب فهما مسجده 
الذى أسى عل التقوى مر أقل يوم » وكان ذلك عند دخول الشمس فى برج 
الميزان ‏ وهو أقل الاعتدال الخريفى فى الزّمان- فكان ذلك رملا لما فى شر بعته 
من الاعتدال» وكونا آنحر الشرائع الإلمية التى ببلغ بها الدين غاية الكيال . 

ولا استقر عليه الصلاة والسلام فى المدينة » أرسل فى طلب من تخلف من 
أهله » فنع مشركو مكة بعضا من ال مستضعفين » وعذبوهم وحيسوهم » وم بمض 
غبر قليل حتى انتشر الإسلام فيهاءفهاج ذلك الببو » وغاظهم رسوخ قدم الإسلام » 
تتمكنت العداوة فى نفومنهم » وتحزبوا عل المسلمين» مع أنهم كانوا يستفتحون على 
المشركين بلى” ببععث ) وقد قرب زمانه غبر أن حب الرياسة أعماهم » فاستعظموا 
لأس » وساعدهم على هذا جماعة من عرب المديئة المنافقين . ثم عقد الرسول مع 
الهود عمّدا على أن يتركوا أذاه ويترك حار بتهم ٠‏ 


لميكن مع رسول ل الله صل الله عليه 9 لضرب ١‏ يك أعناق ال اناس ؟ ليدخلوا 
فى دين الله أفواجاء بل كان الأس مقصورا على الدعوى إلى الدين الحنيف . وتمل 
ف سيل دك أذى كثيرا » ومعارضة شديدة » وغنا كته ومع ذلك كان وهمن 
معه صابرين على الأذى والضم » إلى أن فرج الله عم باطيجرة 6 وأباح لم مكاكة 








ول الباب السادس 


أعدائهم الذين جاه وهم بالعدوان» فأذن له صل الله عليه وسلم بالقتال : ) ( أذنَ 


دين يقاتُونَ م ظلموا و ل ل تضرم لقَديرٌ) . 
أخذ بنشر دين الله بين القبائل ,الدعوة» وندفع بالقوّة كل اعتداء بنشأ ب دفاعا عن 
نفسه وعن المسلمين ؟ وحماية للدعوة من معارضما » ول , بقاتل إلامن قاتله أو اعتدى 
عل المسامين : ( قن أعتدى علي فاعتدوا َه ِْلٍ ما أعتدى عل) ٠‏ فنجم عن 
200600 3 
ذلك إرسال الحيوش : : سمر مرية إثر مسر به » وغعلوة 2 غرزوة » حتى 17 


6خ مهه- 


فى الأرض» وتكفل بحفظ دنه من العبث : ( (إنا كح تلن الذَّ دإ ]1 افظُون) ٠.‏ 


طلع علييم طلوع ادر القام 4 وسفر للم س8فور لشمس لء لبس دما مام » 
ونا بنور الإسلام والإيمان ظلمات الأوثان والأصنام » وأزال بالقرآن والبرهان جميع 





الشكوك والأوهام ٠‏ ومن لم يقنع بفصبحالقول وبديع البيان» أقنعه بفصيح السيف 


وحد الحسام 0 واسهر صلى ألله عليه و 


ف بلاده وعباده» هيك عشر سنين م استرح فهها غمضة عين ؟ ليقينه 3 على الحق 5 


جاهد 0 أله حق جهاده و ذشر ده 


ومن كان على اق فعليه أن أشره باللسان» أو السيف» أو أى أداة أخرى» 1 
ت الأرض من عبادة الأوثان» وسطعت أنوار الإيمان» وامتلأت الدنيا بء 
1 ن» وحذل أهل الكفر والعدوان ع م وزيم كل زم ومكان 
عل مو دينه » وإطفاء نوره : (دَق الس َ أ م أوره ولد ره الافرونَ 0 
الذئ أرسل رسوله با مدى ودين اللحق لبظهره عل الدين كلد ولو كوه المشركونَ) . 
فدخل الناس ف الدين أفواجا » وكثرت سراياه حتى قار.ت الستين » و بلغت 
مغاز يه سبعا وعشرين : قاتل فى آسع منها بنفسه» فأظهر فبها مايفخر به أعظم قؤاد 
هذا الزمان»من إحكام الخطط» وحسن التدبير» وإتقان النظام . ودل أصعابه فيها 
على صدق فى محبته » و إخلاص ف الولاء له : تأمل غزوة بدر الكبرى » وما يلمها 

من الغزوات : 


(1) السرية : قطعة من اميش ميت بذلك لأنها تسرى فى خفية ٠‏ وتطلق على كل غزاة لم يكن 


فيها رسول الله ٠‏ والتى كان فها تسمى غزوة ٠‏ 








عد صل ألله عليه وسم أكبر المصلحين نجاحا 


غروة بدر الكبرى 


تدبرهذه الغزوة وماتم فيها من النصر المبين؛ و إعنن از الإسلام وأهلهمع قلتهم » 

وإذلال الدادن عل كارةهم » وماكانوا فيه من سوابغ الحديد» والعدّة الكاملة» 
: الك م 1 0 

واللخيول المسومة» والخيلاء الزائدة : وعدم فى ذلك ألف محارب » ومائة فرس ) 


وسبعاثة بعير . وعدد المسامين لا ببلغ إلا أربعاثة» وثلاثة أفراس» وسبعين بعيرا 
وم بمنعهم هن ملاقاتهم قاتهم » بل قام المقداد بن عمرو وقال : « يارسول الله » 
امض لما أسك الله فتحن معك . والله لا تقول لك 5 قالت دو إسرائيل لموسى : 
« َدْعَب أَنْتَ ور بْكَ فقاملا نا ههنا قَاعدونَ » بل: اذهب أنت و ربك فقائلا إنا 
معكا مقاتلون . فوالذى بعثك بالق »لو سرت دنا إلى رك الغاد (يعنى مديئة المبش) 
بمالدنا معك من دونه حتى تبلغه ٠‏ فدعا له النى صل الله عليه وسلم بخير . ثم قال 
سعد بن اذ : «قد آمنا بك » وصكقناك » وشهدنا أن ما جئت به هو اق » 
وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة ٠‏ فامض يارسول الله» 
لم) أردت » فوالذى بعثك بالق » لو استعرضت بنا هذا البحر نفضته لمضسناه 
مك لاقني هنا وال سيد رزرا 0 أن نلق عدوا ٠و‏ إن لصبرعند الارب» 
كم عند اللقاء ٠‏ ولعل الله يريك منا ما تقيزيه عينك ٠.‏ فسرينا على بركة الله 
تعالى » . فسر النى عليه الصلاة والسلام بقول سعد» ونشطه على ذلك» ثم قال 
رد سبروا على بركة الله» وأبشروا ؛ فإن الله قد وعدنى إحدى الطائفتين ٠‏ والله 
لكأنى أنظر الآن إلى مصارع القوم» وءين مصارعهم فا تعدوها. فالتق الفريقان 
3 ركان رك كن اكد الك م هولا - ودارت الدائرة على قريش» وانهزموا 
انا كيك 1 0 الغزوة أبو جهل وصناديد قرش » وأيد الله 0 
( وَلَقَد ع الله يِذ ا دل انوا الله ع يد 0 0 لمؤْمنِينَ 
أن م أن سد رب لات آلاف ين الملائكد 1ن رن 


010 


0 وم من فورهم عدا يمُددك 5 ع لان بن المي لسرين) 


)00( المسومة : المرعية 33 








32 البِاتب السادس 


الآيات . وأعن الإسلام وأهله» فرجعوا إلى المدينة فرحين مسرورين هذه 
النصرة العظيمة . وقد امتن الله عليهم بالآيات المتقدّمة . 

ولست بقية الغزوات دونها فى خذلان الأعداء» ورفع كلمة الإسلام » وإعزاز 
جبشه» بل كانت كلها آيات ,ببنات: فهاك غرزوة اللخندق» وما أحرزه فيها المسلمون 
من التأييد العظم » والفوز الكبير» مع أن عددهم م ,تجاوز ثلاثة آلاف» فى حين أن 
جيش الأحزاب عشرة آلاف رجل؟ جاءودهم من فوقهم ومن أسفل منهم حتى زاغت 
الأبصارء وبلغت القلوب المناحرء وظن المسلمون بالله الظنون . فأعس رسول الله 
صل الله عليه وسلم بضرب اللخحندق على المسلمين؟ وأرسل من جيشه تمسوائة مقاتل 
الحراسة المدينة ‏ خوفا على النساء والأولاد» دثم الأعداء من كل صوب وناحية » 
فسلط الله ليع . را د كه 1 : ع الما آذ كوا نعمة الله عطُ 
ِذْ حادم 0 َارْسلا علهم ريا ا لم نوها وكانَ الله بها تَعملونَ بصيراً) . 
فآنمزموا » وجعلوا يرتحلون هرباء ولم تقو الأحزاب مع كثرتهم على حار بة المسلمين 
المستضعفين . وظهر عند ضرب اللخندق آيات من أعلام نبوته صل الله عليه وسلم ٠‏ 
بل انظر غزوة الفتح : 


غروة الققح 
تجهز رسول الله صل الله عليه وسلم بككائب الإسلام وجنود الرحمن » وقال: « هذا 
لوم م يعم الله فيه الكعبة» ويوم تكدى فيه الكعبة » ٠‏ وبعث إلى من حوله من قبائل 
العرب »© وأ خالد , ال ون لكأن يدخل مكة م ن أسفلها © وألا يقاتل 
إلا من قاتله ٠.‏ ودخل صلى الله عليه وسلم من أعلاها » فاندفع الد فصدته قرش » 
المسجد ودخلوا الدورة ثم قال صل الله عليه وسلم لالد : لم قاتلت وقك يتك عن 
القتال ؟ فقال : ه بدءونا بالقتال » وقد كففت بدى ما استظعت » فقال : 
ا 


« قضاء الله خير» ٠‏ ثم وضع رأسه صل الله عليه وسلم تواضعا لله الات 








عد صل الله عليه وسلم أ كبر المصاحين نجاحا 00 


ما أكمه الله تعالى به من الفتتح المبين » حتى إن رأسه نكاد تمس رجله 4 هك 
وخضوعا لعظمته جل وعلا 6 إذ أحل له بلده» ول له 6 قبله ولا بعده ٠‏ 


ثم أمن الرسول أهل مك وأس أبا سفيان بعد إسلامه أن بنطلق إلى قريش» 
فبعان أن من دل المسجد فهو آمن ؛ ومن دخل دار أبى سفيان فهو آمن » ومن 
أغلق عليه بابه فهو آمن إلا أشخاصا أهدر دمهم 1 ا منهم من قتل » 
ومنهم من أسم 20 ثم ثم دخل الكعبة وحوطها ستون وثلدائة نض » شعل شير 
الما قيل: 0 الحق وزهق الباطل» : ««رجاء احق وما يبد اللاظال وو مانم 
م أسى بالالحة فاحرجت ٠‏ وطهر الله الكعبة البيت الخرام من هذه امعبودات 
لباطلة؛ واستبدل مها عبادة الله الواحد القهار» وتحرج صل الله عليه وسلم إلى مقام 
إبراهم » وصل فيه وشرب من ماء زصزم » ثم جالس بالمسجد ‏ والأبصار شاخصة 
كع فال درق مكة ألد أعدائه؛ الذين آذوه وأخرجوه من بلاده» 
وضوا ب يقتله عرارا وقاتلوه ‏ فقال : ( ام قر 6 ما اتيربيك الى تافل 01 
قالوا : خيرا : أخ كر»» وابن أخكري . فقال: « اذهبوا فأتم الطلقاء» - (الذين 
الاقيا كسترقوا ولم يؤسّروا ) - فعند ذلك أخذ الناس بهابعونه على الإسلام رجالا 
كاده وأسلم بيع أحل كه 





ثم أرسل صل الله عليه وسم المرانا لهدم أصنام القبائل 4 فهدمت صوامع 
وبيع» و يتقف حنق ضإن] لفقي بل يكل حوها الله الفرع » وعلى ناماه على بن 
أبى طالب وقال له: « سر حتى منزل باحتهم » فادعهم إلى قول لا إله إلا الله : فإن 


قالوا : نمم ٠.‏ فرهم بالصلاة ٠‏ ولا تيغ منهم غير ذلك . ولَأنّ يهدى الله بك رجلا 


واحدا» خبرلك م اليك عليه سن :ولا تقانا لهم حى ها اتلوك « ٠وقال‏ أيضا: 
»2 إذا جاس لفك الخصان فللا تقض بينهما ح- تى السمع + ن الاخر» ٠‏ وبعك ذلك 
ءِ : 00 

ارسل من يعلمهم : فأرسل معاد بن جبل » وأبا مودى سيت وقال للها : 


ا شت 5 
00 اسمرا ولا تعسرأ » واسرا ولا تنهرا 5 








لكات نامي 


تأمل كل هذا » وراجع باقى غزواته غمزوة غزوة» جد مايدهشك من النصر 
المؤيد» والفوز العظم » 0 وتدبير سديد : كغزو وة خببر وفيها أعظ المهيجين 
إلاحزاب » وغزوة الحندق وما جمهرة الهود ٠.‏ وكانت ذات حصون ومزارع ٠‏ 
فقاتلهم النبى » وقاتلوه أشدّ القتال» وفتحها حصنا حصنا . وهكذا بقية الغزوات ٠‏ 


فأى نجاح أعظم + من تأسيس مله حكيمة» وأمة عظيمة» ودولة ءادل رحيمة» 
قال فحقها «غوستاف لوبو القرمى»: « ماعمر ف التاريع فاتحا أعدل ولا أرحم 
د ادر ل 

وأى نوز أسى مر تبلغ دين بظل عرريزا ما أقام أهله علق + واعتصموا 
بالعدل؟ ل نبيا عن قومه ؛ ورسولا عن أمته» وصلى 
الله وبارك عليه وعلى أهل ببته الطاهرين » وأ كثر فى أمته من الناصجين دلى منواله 
إلى يوم الدين ٠‏ 








الاين 


هد صلى الله عليه وس ال فك 


هر 3 

اقنتضت حكة الله أن يلق الناس مفطور ين على طبائع حسنة؛ تعينهم على 
انتظام أحواهم » وعلى طبائع تخالفها ؛ ليتسابققوا فى عمران هذا الكون الذى قدر 
وجودهم فيه إلى أجل مسمى . و إن الطبائع السيئة لا تقف عند حد المسابقة 
والمنافسة» بل تأتى من ضروب الطغيان ما يجعل ضررها أ كبر من نفعها ؛ ولذلاك 
اقنضت حكته تهذيمبا» ووقفها عند حدّها النافع » عمل الك مام 
تصطبغ بصبغة يظهر ما نفعها» ويزول عنها ضرها . وحينئذ تسمى أخلاقا حسنة ٠‏ 

والرسل عليهم السلام يصلون إلى ذلك من طريقين : الترغيب» والترزهيب ٠‏ 
وخيرمعين لمم على إدراك ذلك » ماطبعهم الله عليه من الصفات الكاملة : كالصدق» 
والأمانة» والقيام بالحق فى جميع أحواطم » مع البر والإحسان» والنصصيحة لكل 
إنسان» وتنزههم عما لا يليق >نصب رسالمم » من الوقوع فى المعاصى » والاتصال 
سَفْسَاف الأمور . وما وقع منهم من صور المعصية» فكته الإشارة إلى انفراد الله 
تعالى وتوحده بالكل المطلق . ولا بنافى أبدا أنهم أكل الحلق» وصفوة الناس ٠‏ 

لاا شك ف أن العالم لم يخل من دين منذ الخليقة ٠‏ وكان التنزيل فى كل عصر 
مساوقا لى) وصل إليه الإنسان» من الرق العقلى والخلق ٠‏ فلما بعث مد صل الله عليه 
وس بالذكر الحكم ؛ أماط اللنام عن أغراض أسمى» ومقاصد أرفع ؛ إذ بن 
أن مقاصد الدين إنهاض الإنسان » وتفية ملكاته» واستغار غائزه» جسها» وعقلا» 
وخلقا ؛ لببلغ ما أعده الله له من التقدّم والرق ... : 





1 الباب السابع 

ذلك أن كل الإشان نا كنل ار لك 2 شه ررك 
من الاستعداد والمقدرة والملكات الكامنة؛ والحق جل جلاله أراد إخخراجها إلى عالم 
الوجود؛ لاستبطان ما فى الكون من آى وعبر و بدائع ؛ ينتفع بها الخلائق فى معاشههم 
ومعادهم ‏ بيد أن الإنسان ركيت فيه ميول» هى فى أصلها أشبه بالميول الحدوانية» 
وحرت شن الله ى السان الكونية ؛ أن يرج الوسم من الذمي » والملبح من القبيح . 
وكذلك جعل هذه المبول اليوانية » بذورا تقر أشجارها الحضارة والمدنية» فأرسل 
النى العربى الأى» صل الله عليه وس ؛ ليكشف الأسرار التى انطوى عليها الإفسان؛ 
وليبين كيف يرق من رتبة الحبوانية إلى مرتبة الملاتكة الأطهار . 

ول دسلك عد صل الله عليه وسلم فى استككاه هذه الأسرار؛ مسلك من سيقوه من 
المصلحين» فى الاقتصار عل النصح الدديد» والموعظة الحسنة» وتأدية فرائض الصوم 
والصلاة» والأدعية والقرابين» بل جمع إلى ذلك مسلك المعلم الماهس ف التشريح : 

فصل ما استكن فى العقسل الإنسانى صغيره وكبيره» ووضع للغرائز الحيوانية 
نظاما يكفل الهيمنة عليهاء واستخدامها لمنفعة بنى الإنسان» واتغاذها أساسا لعلق 
الحمة» والمدافعة عن النفس والوطن » والاحتفاظ بالمال والشرف» وما إلى ذلك 
من الكالات الإنسانية . 

لاحزم أن الغريزة بنش عنها قؤتان : القوة الغضبية» والقؤة الشبوية ٠.‏ وطاتين 
القؤتين مسالك منعة : فنها ابلبيد» ومنها الردئ» ومنها الحمود» ومنها المذموم : 
فان كانت القوة الغضبية فى صورتها المذمومة» نشّأ عنها الحقد» والعداوة».والهشوى» 
وحدة الخلق » والاستبداد» والغيبة» والقذف» وابلين » والنفاق . وإنكانت 
فصورتها احمودة» نش.أتعنها الشسجاعة» والإقدام » وعلو التفس » والصبن» والمثابرة » 
والنساح » والوداعة» واخلم» والتواضع » والصفح ٠‏ وإ كانت القؤة الشبوية 
فى صورتها المحمؤدةء الشأجنها اعلب» والوفاء» والرحمة».والكرم» والرضاء والإبثار» 
والثقة» ‏ والاءتاد على الله ٠‏ و إن كانت فى صورته! المذمومة» 'نشّأ عنها ضعة النفس» 
والشح» والشره» والعجب»ء والحسد» وانكيانة» وما إلى ذلك . 











عد صلى الله عليه وسلم أوفى الأنبياء دنا ١١‏ 


وهنالك الو العاقلة» فإذا ثقفت أخذت نناصية القوتين الأخريين» وصرفتهما 
التصريف اسن ٠‏ 

انقرة الذ كر الحكم باشقاله على استككاه العقل الإسانى ؛ وبيان ملكاته 
وصفاته ٠.‏ وظاهى أن كل شىء فى الكون صائر إلى كاله » سيره فى سبيل معدّة له ٠‏ 
ومن ذلك ما فى الإنسسان من الملكات الكسمية» والعقلية» والخاقية ٠.‏ ووسيلة ذلك 
الدين الصحيح القائم على الفهم والتفكير : فقسد تحرج الإنسان من طور الا كتفاء 
بالقضمايا البراقة؛ التى لا يدعمها دليل ولا برهان» وأصبح غير سائغ فى شربعة العقل » 
أن .تل الكسيس رفيعا سحر زائف» بل لا بد فى طريق الكل من جهاد داتم » 
وعمل متواصل » وهداية العلل الأعل الذى .يدرك أسرار النفس الإلسانية . 

من أجل ذلك» جاء نهد صل الله عليه وسلم» شمر بعة رفع بها الإفسان مر , 
حيوانيته إلى ملكيته » وهدى الناس إلى استتخراج الفضائل ثم فيهم من القؤتين 
الغضبية والشهوبة » وأوضم جميع ضروب انير وضروب الثير» وبين المأمورات 
والمهيات »وهدى الناس إلى قسطاس مستقم » يزنون به مول عووطايهم نوعاط ؛ 
وأحواهم : :وهو التخلق. ,أتخلاق الله » :ققد ورد فى الحديث الشريف :: «ركلقوا 
باخلاق الله 6 . 

لاررب أن التخلق بأخلاق الله ستدى المحاهدة العظيمة؛ بالاتصاف بصفاته 
َل قاف ين حم 4 وكام » وضخاء » ورحمة» وقوّة» وعدل . واستدعى أيضا 
العلم بالله» با يستطيع الحادث أن يعلر من القديم + لأنه لا يمكن التخلق بأخلاقه» 
إلا إذا حصل العلم بصقاته جل شأنه» من العظمة» والرفعة»:والقدرة؛ وشذا تضمن 
القرآن الكريم طائفة من أسمائه الحسنى + تقريما لأذهان البشر» وتمكينا لم من أأن 
نتأسوها ٠‏ وليست هى كل ما لله جل شأنه من أخلاق وصفات؛ .بل إنها هى التى 
إستطيع الإنسان أن يجاهد عسى أن يتصف بها ٠‏ 


ومن هذا بعل أن غدا عليه الصلاة والسلام؛ جاء للعالم يما قزب لم فهم 


الألوهية » وأوضع لهم أن الله هو رب العالمين» الوحمن الرخم » هالك يوم الدين » 








1 

الذى فطر الخلائق » وأودعها أسرارها ومن اياهاء وكفل لما أر زاقهاء وأقواتها » 

ووسائل نموّهاء بما يجعلها تباغ ككالماء بعد أن تجتاز أطوارا لامخيض منها فى سبيل 
التدرج والارتقاء» ا حرت ستته 2 3 الكئنات : 


عر ادس الى لصن كل قن كق ‏ وجال الكل ف زات قير مدا 
فى كل طور من أطواز تمّْه ٠‏ وكل ما أودعه إياها من المنافع والمزايا لم يكن بكسب 
منهاء بل دض فيضه وحكته وإرادته . 

وهو الرحم الذى يجزى خلقه عما يفعلون من الخير والمسنات أضعافا مضاعفة؛ 
رحمة بهم » وجحبة لمم . ومعظ هذا الخير يجعاه الله فى ملكاتنا ومواهينا المكنونة . 
وإذا سلك عباده مسلكا خطأ فى سيرهم 2 الأرتقاء؛ فلس حتّا عليه أن 0-6 
لأنه سيد قوانينه» وهو المتصرف 00 (لا أل ىَّّ فْعَلُ ) 


وهو مالك اي 5 : (ى عبادى ىآ درك 
2 وموس سم 


الحم وأن عذابى ه فدات الله 
0 3 5 7 


ع ( 


2 ب نان كن لاصلاح للذنب الأثم إلا 


بالعقو به » عاقيه 26 إيصلحه » ويجعله عبرة لغيره ٠.‏ 


إذا تأملت هذه النعوت الإلمية انكشف لك مظهرها؛ فى كل ذرّة من ذزات 
الكون ١.‏ فى خلقهاء ونمؤهاء وتدرّجها ٠.‏ 

أليس فى هذا برهان كاف على وجوب التأسى بالله فى هذه النعوت الحسنى ؟ 
بل : اوفقه ولاة الأمورف الناس هذا اللدين الحذيف» وسلكوا فى عباد الله ما اشعر 
تخلقهم بأخلاق رب العالمين؛ الرحمن الرحبم» مالك يوم الدين ‏ لتحققت الملكة 
الى تمناها عيسى عليه السلام» والتى استقزت على وجه الأرض فى عهد عد صل الله 
عليه وسلم : 


وهذا الدين اليف مقاصد #لها فيا' يل : 








عد صل ألله عليه وسم أوى الأنبياء دنا 


مم ونان الا سلام 


هيك 

اقنتضت حكة الله تعالى» أن يرسل لكل أمة رسولا يبخصهم بأواعره» 
ولا يتجاوزهم ننصائخه . ول ارتقت العقول» واستعدّت للهدى والعرفان» 
. وأراد الله تعمج انخير» وتوحيد المعاهلات فى دار الدنيا أرسل عدا صل الله عليه 
وسلم ندين اق ؛ ليظهره على الدين كله » وأرسله لاناس أجمعين » وأمره أن بصدع 
بالحق» ويجهر بالدعوة» غرر هياب ولا وكل . ولاتى فى سبيل ذلك من الشدائد 
ما زاده قوّة» ومن الإهانة ما ثبت عزعته» وقوى إيمانه . 

و تقتصر رسالته صل الله عليه وسلٍ على الإنس » بل تعدتهم إلى الحن » 


5 


فاهتدوا بهديه» وانتفعوا بإرشاده» فقالوا : ( نا معنا قرا عَايدى إل الْْقْد 


قآمنا به وآن شرك بربنا دا )) . 

أرسل صل الله عليه وسلم من بلد ليس لذويه عهد بلك ؛ أو إدارة مملكة » 
أودراسة فنون» مع توافرذلك فى امالك حولم » لا ٠‏ بل فى ديار منعزلة عن الأثم» 
أهلها فى شقاق دائم» ونزاع لاسنتبى» وشرور وآثام فيها منغمسون ٠‏ وقد رعاه الله 
من صغره -ففظه» وتربى تيا فقيرا : لا ثروة له ولا جاه » ولا عن ولا سلطان ٠‏ 

فلما أو الله إليه بما أوسى» أعبز الفصحاء» وحير الحكاء» وأذهل العلماء» 
فلم مض عليه غير زمن قصير» حتى دانت لدينه رقاب دول القياصرة والأكاسرة» 
من اليونان والفرس» وخشعت لعزة الله» مع ها كان عليه أصعابه صل الله عليه وسلم 
من قلة الثروة» وضعف الآلات والأدوات» فلم ترهيهم تلك العظمةالظاهرة» والقوّة 
الباهرة» والسلطارن المالى”» بل تعاهدوا على التفانى فى الحق ونصرته » فوهن 
عدقهم » وملا الزعب قلبه» ولم تغن عنه أمواله وما ادّخرء ولم تتفعه حصونه 
وما شيد» بل انها ركل ذلك أمام الدفاع عن الحق» و إعلاءكامة الله وكامة الله 








44 لتاب السايع 


هى العلياء ‏ وحطمت سنايك الميول الإسلامية العر ببة كل ركن مشيد وأوهنت 
الصولة الصتيقية الفاروقية كل عظيم شديد » ولم تضعف قوتهم قله المال» 
ولا أوهنت حتَتم تقلباثٌ الأهوال» بل ظلت الأيام تخدمهم» والليالى تنقاد لم » 
إلى أن أبد الله كلمته » وأعلى شريعته » ودخل الناس فى دين الله أفواجا» على أبدى 
أناس كانوا | بعيدين عن هنابع العلم والعرفان» وليس عندهر سوى ما أفاض الله على 


رسوله من الأحكام القرآنية» والأوام الحمدية» فكانوا بتدون هداها» وسترشدون 
بحكتها» فوصلوا فى أقل من قرن إلى درجة من العز. » والعل» والسلطان» والثروة» 
لم يصل إليها الرومان واليونان فى قرون وأجيال . 
وما زالت براهين الدين الإسلاى نتجل فى كل عصر بها يناسبه؛ وفى كل تمع 
ما بلائمه» حتى ل ببق شك فيصلاحيته لكل زمان ومكان: فهو الكفيل بالسعادة 
فى الدارين؛ لأنه جمع بين العيادات للا خرة» والمعاملات للدنيا. وكل فريضة من 
فرائضه» وح 0 أحكامه» له حكة تهدى إلى النجاح » وتيشد إلى طريق 
الفلاح ١‏ 
وخلاصة القول : أن الله قد أصطفى نبيه مهدا صل الله عليه وسلم » وخصه برسالنه 
للناس أجمعين ؟ لبعم الخير والهدى . ولم ينزل عليه القرآن دفعة واحدة كن سبقه 
من الأنبياء» بل كان ينزل وفقا ل#وادث والمناسبات والضرورات ؛ ليكون الواقع 
برعانا على صصة ما ينزل من الك الإلمى . وما زالت الفيوضات الربانية نتواق 
منشفوعة بالتأسد من التهء: وتلبية النامن.لدعوته» إلى أن تمت الأصول المقدّسة بقوله 
0 لوه 5 0 لُُ 5 ات عط نمي وَرَضيتٌ لالإسلام دين ( 
0 إذ ذاك سيد الكاثئات» ولك أن شريعته لاتتال! لى الآن ع ا 5 
ا وحقا ساطعا : (لايانيه 1 باط ص 37 يديه ولا ص حأفه 0 نْ حك 
ميد ).كان هذا دليلا واككا على مالهمن المكان الأعلى ؟ والمقام الأسعى عند الله » 
وكانت المقاصد الانى ذ كرها شعاره ومبادئه التى أوصى الله مها إليه. ؛ و بالقنسك با 


وأتت الأرض لدين الله وخث شع أهلها لغزته وجبروته : 








مد صل الله عليه وسلم أو الأنبياء دينا 


الك الاقل 
إعذاة المتدرد فى اذاته 
وسيل ذاك نا أن ؟ 
)10( غرس العقيدة الصحيحة فيه 

لارب فى أن الدين الإسلاى » لا . بل سائر الأديان قد جاءت اببان 
ما برشد الحلق إلى معرفة الله تعالى : باعتقاد وجوده » واتصافه بصفات الكال » 
وتنزهه عن صفات النقصان ٠‏ بشميع الرسل الكزام عليهم الصلاة والسلام » من لدن 
آدم عليه السلام» إلى سيدنا غد <اتم النبيين - اتفقوا على مقصد واحد: هو توحيد 
الله تعالى » واعتقاد اتصافه يع صفات الكيال » وتنزهه عن ضفات النقضان » 


واتفراده بأن يعيك وحده لاذرك له ٠‏ وهدار اانا المحيد كله ك العقائد ذه إما 


ءًُ 


22- 


رن نعالى : :( فل هوه أَهآقآلشمد) (٠.‏ 
(٠ 0‏ هما أَْسلا منْ قَبْلِكَ منْ سول إلا فو 200 


وا 
0 عزوو 
انا فاعبدون ')) 


زرو 
بيك 
3 
ل 


( 


<تنا لقند كان التوحيد شائعا فى بلاد العرب قبل الإسلام؛ من عهد إبراهم 
و إسماعيل عامه | السلام ب غير أنهم على تمادى الدهور » دخات يم الأحئاث 
وعبادة الأصلام » فكانوا كا وصفهم الله فى كابه الكريم : ( وما يمن من أ كاه 
لله ِل وهم رك ) . بفاء الإسلام 2 كان عليه 1 للتوحيد على 
أكل 0 وأشرف المقاصد » ناذا ما تقدّمه من الأحداث والتغييرات الى 
را 

فالإسلام هو دين الفطرة ال التى فطزالته النساس عليها ٠.‏ قال تعالى: ([ إن الددين 
5 د ته الإسلام ) ا( 0 ( ومن 5 الغ عير برالإسلام دينا 00 0 مله ا( . 

فتوحبه الله هو أساس د وأعظم أركالة لأسيل الإخباث رب 
العالمين» وهو أجل الصفات المكسبة للسعادة . وقد نبه الاب العزيزوالتى الكريم 


(1) الإخات : اللضوع ٠‏ 








35 اباد لماع 


عل عظ أمره » وكونه من 000 البروا مير بمنزلة القاب : إذا صلح صكح ابيع » 


وإذا فسد فسد ابجميع ٠‏ قال تعالى (إدَ1آ لله لا مختر أن تشرك به ويشفر ما دون 


موح 


ذَكَ بن ينَاء ) ٠‏ وقال صل الله عليه وسلم »0 من ملت ل لك بالله شكا 
حل الم 

ومظاهى هذا التوحيد أر بعة : 

ليللا ب عر رسدرت جدود نلك تداك د ذا وككرة قرن والكا + 

© اليه جار ارات ال م 012 

الثالث - أن ذاته واحدة لا تعدّد فبها مطلقا ٠‏ 

الرايع - أنه متفرد بتدبير الملك والملكوت والتصرف فيهما . 

وسائل تكوين العقيدة الصحيحة 

دعا الله عباده فى كابه الوم ا فى الموجودات ؛ ليعرفوا ما له من 
صفات الوجود والوحدانية ») وصفات 0 ونعوت الخلال : من عموم قدرته 
وعلمه » وتمام 0 ورحمته » وإحسانه وبره» ولطفه وعدله » ورضاه وغضبه» 
وثوانه وعقابه : 

دن داك شل الركان باكل لطر الك ات وقد ات 1 إل لسار 
فى ذلك» فى غير موضع من الذكر الحكم ‏ قال تعالى : عارك م 
( وف أنفس؟ ألا تيْصرْونَ ) ٠‏ (دين آبأنه أن حَلْقَمْ من ثاب مدا 00 


سرون ومن آباته أن حَلَقَ لي مِنْ د لتسكتوا 0 


5 فى ذلك لآيأت قوم 0 ) ٠‏ ( ومن آباته م 

َألدّرض وأختلاف سكم ولوايم | شك في ذَكَ لآيات للعالمين ) ٠‏ ( ومن 00 

سس ره 0 

0 اليل وال اد وأبتقاق؛ مِنْ قَضْلِه الا لس 
له سح ساكرسا له موس 


/ و ن آيانه برب اليرْقَ خَوفًا وطمعا سك 2 ن السماء ماق حي ب د الْأَرْضَ بعد 








غد صبلى الله عليه وسلم أوى الأساء قيع 117 
2 ' 0 


6 م 2 2م 2و 26ر2 ,262 
00 ِنَ فى ذَلكَ امات ت لقووم بعلو ومن إنانه به ان تقوم السماء والارض 
ودر 4 


0 ثم إِذَادءا د دعو من الْأَرْض ذا أ تَرجونَ ) 


اشّل القرآن الكريم على كثير من أشباه هذه الآيات » وجه فبها نظر الإنسان 
إلى التفك فى مبدأ خلقه» ووسطه» وآخره؛ إذ خاقة من أعظم الدلائل على خالقه 
وفاطره ٠‏ وأقرب شىء إلى الإنسان نفسه» وفيه هن العجائب الدالة علرعظمة الله » 
ما تنقضئ الأعمار فى الوقوف على بعضه : 

ألم ترما اشم ل عليه جم الإنسان : من الأعصاب » والعظام »وا العروق » والأوتار؟ 
وكيف ربطت بد القدرة بعضها بعض أقوى رباط وأشدّه وأبعده عن الافملال؟ 
وكي ف كسيت العظام ما جَعل وماء لها وغشاء وحافظة ؟ 


ثم انظر المحكة البالغة فى تركيب العظام قواما للبدن؟ وعماداله » وكيف قدرها 
رما وحالقها مقادبرختلفة » عا لب ع ؟ة فنها الصغير والكيير» والطويل والقصير» 


والحنى» والمستدير» والدقيق والعريض» امدق والخؤف . 


ثم تأمل خلق الرأس وما فيه من العظام الكئيرة » وكيف ركبه سبحانه وتعالى 
على البدن» وجعله عاليا علو الراكب على مركو به؟ وكيف جعل فيه حواس السمع » 
والبصر» والشم» والذوق» واللس؟ وجعل حاسة البصرفى مقدّمه؛ ليكون كالطليعة 
والحرس والكاششف لابدن ٠.‏ وركب كل عبن هن سبع طبقات : لكل طبقة وصف 
مخصوص » ومقدار مخصوص » ومنفعة مخصوصة . ولو زالت طبقة من تلك 
الطبقات السبع » أواختلت هيئتباء لتعطلت العين عن الإبصار ٠‏ ورك المبدع 
جل وعلا داخل تلك الطبقات السبع إنسان العين بقدر العدسة» صر به ما بين 
ل ا ل ا ا ل ا ال 
فهو ملكها » وتلك الطبقات والأجفان والأهداب خدّام له » وحجاب وحراس : 
( باك الله أَحْسَنْ الخالقين ) 








الباب السايع 


ثم تأمل صنع الله فى ملكوت السموات وعلوها ؟ وسعتها واستدارته! » وعظم 
خلقهاء وحسن بنائه)» وغائبٍ تسها وقرها وكوا كباء ومقاديرها وأشكللماء 
وتفاوت مشارقها ومغاريها : فلا ذرّة فيها تنفك عن حكة وعبرة ٠‏ 


والقرآن الكريم مفعم بذكر السموات والأرض وما بينهما ٠‏ ومن تتبع حكة 
ترداد ذكرها وجدها : إما إخبارا عن عظمتها وسعتهاء و إها إقساما ها و إما دعاء 
إلى النظر فيها » وإما إرشادا إلى العباد أن مستدلوا ما على عظمة بانمها ورافعها» 
وإما اد لوالا منه ربو بين ا عل سنا ييف وآنه الل الذى لا إله إلا عوء إن 
استدلالا منه بحسنها واستوائهاء والتثام أجزائهاء وعدم الفطور فيهاء على تمام حكته 
وقدرته » وكذلك ما فيا من الكواكب والشمس والقمر؛ والعجائب التى نتقاصر 
عقول البشر عن قليلها : فم من قسم فى القرآن بهاء كقوله تعالى : (( والسماء ذّات 
بروج ) (٠‏ والسماء والظارق ١‏ ( والميّاء وما تاها 4 . (والسمآءذَات لّجع ). 


ا 0 هك 
( والشمس وكحاها ) ٠‏ ( والنجم إذا هوى 1( ٠.‏ 


وهو سبحانه اندم علوقاته الدالة على زبو ينه ووحداننته؟ تعر ف 3 ف ها إلى 
عباده »© وليدركوا 0 م وعظم ها فمها؟ امن 
غيرعلاقة من فوقها ء ولا عمد من تا : : (آله قم 


د عام 


تق ف الأنض تقايى للد )ا ردت سان كل دا )” 
02 ُ الا 0 فيه نضُْ 96 


مادًا عاق الَدِبنَ 0 دونه 1 القايمُونَ 35 ضلال م 


18 1 


1 / ( هذا حَلقَ الله فارونى 


سلا ع سوس سه سات شاه داك اس سس 


وكذلك لك : (إليبلك من 1 ن إبدنة وبيحيا منى عن نةو نَل لسميع علم). 

دعا الم رآن الوم إلى التعتار وضع هذا العام ؟ وتأليف أحزائه ونظمها على 
أحسن نظام» وأدله عل كال قدر: خالة لك 
وجعله كالبيت ال الع فيه جميع هر افقه ونصالة .كل في ل إليه : 








فالسواء سقفه المرفوع عليه . والأرض مهاد و بساط وفراش ومستقز للساكن . 
والشمس والقمر سسراجان يزه ران فيه والفجوم معان له زهء وأدلة لتقل 
فى طرق هن الدار ٠‏ والو اع واللعادن لخر ونة فين كالتخاتر راسلوامل اماق 
كل شىء فيه لشأنه الذى ,يصلح له ٠‏ وضروب النيات .مهيأة لمآرية . وصنويف 
ل ري ل ل ل را 
اللباس والأمتعة . وجعل الإنسان كالملك الحخوّل فى ذلك» الك فيسه» والمتصرف 
تفعله وأصرة ٠‏ 

كل أوائك أدلة قاطعة» على أن العالم مخلوق بخالق حك » قدبر علي » قذّره 
0 قله أجل نظام ٠‏ 

جات حكة الله فى صنعه : ألبس الإنسان حلم الكرامةكلهاء من العقل »والعلم» 
والببان» والنطق» والشكل » والصورة المسنةء والميغة الشريفة » والقدّ المعتدل» 
واكتساب العلوم بالاستدلال والفكر» واقتناص الأخلاق الشريفة الفاضلة» من البر 
والطاعة» والانقياد ٠.‏ وجعل العالم قرية له وهو رءسها : الكل مشغول به . ساع 


فق مصاطه» والكل قاد أقم فى ديه وحاجانة ٠‏ والأفلاك مرت منقادة دائرة 


6 قف له مصا اله ٠‏ والشمس والقمر والتجوم مسعة اك جاريات ساب كه 
وأوقاثة؟ وإصلاحرواتب أقواته . والعا " المؤى” 1 برياحة 6 وهوائه ) وضعا نه » 
وطيره ٠‏ والعالم الأرضى كله مسخّر له» مخلوق لمصالخحه : أرضه وجباله » وبحاره 


وأنهاره» .وأشم تخاره وثماره » ونياته وحيوانه : ( وَلتَجْرى الفلك فبه امه ولغوا 


من قضدله واعلة سكن ٠‏ واد كناف الشسرات وى رض حا نه 
إن 35 َك لآنات 00 سَدكونَ) . 0 (الله اذى ىق 1 وات م ل 


0 وم نه هن 5 رات رذق ع لفك لتدرى كك م" 
سد ع ل ريو ياه 


لس لٌُ لين سحيب وس رلك الأبل دك لماز اش 


ه اله ل معويزو ولام سير دآ 


من كل 0 سالتموه وإن دوا نعمة الله لا 5 إن الْإمسَانَ اليم كنار )». 








لباب الماع / 


هذه الآيات وأشباههاء بين القرآن الكويم أن السائرفى معرفة آلاء الله وتأمل 
حكته وبديع صفاته» أطول باعاء وأملا صواعاء من اللصيق بمكانه» المقم فى بإده 


راضيا بعدش بى جنسه» لا برضى لنفسه إلا أن يكون واحدا منهم يقول : 
ويل 1 ل ره فياك ) وجهل أن نفائس البضائع ليست 
إلا وك امتطى غارب الاءتراب» وطوّف ف الافاق > فاستلان ما أسستوعسه 
المتعطّلون» وأنس بما استوحش هنه ابكاهلون» فقوى إعانه» وت عقيدته » وأقز 
إقرارا كرحا بتوحيد الله» وصفات كله » ونعوت جلاله » وحكته فى خلقه وأمره» 
لقي ناف روالة رسام روعازر اه القن باإلحسائقة برالى با لم6 براق اه 
أن كل ذلك مكوز فى الفطرة» وأنها لو حَليَت على ها خلقت عليه لم يعرض لما 
ما بيفسدهاء نكن عن فطرتها» لتر بوحدانية الله ووحوب شكه وطاعته » 
وبصفاته وحكته فى أفعاله وثوابه وعقابه» وأتما لما فسدت وانحرفت عن المبج 
الذى ذاقت عليه؛ ألكوت ما أتكةت» وجحدت ما محدت؛ فبعث الله رسله مذك_ين 
لأصعاب الفطر الصحيحة السليمة : (فد كما أَنتَ مد كو) فانتقادوا طوعا واختيارا» 
ومحبة وإذعاناء» ما جبل من شواهد ذلك فى قلوبهم » حتى أن منهم من لم يسأل 
عن المعجزة واللخارق» بل علم صحة الدعوة من ذاتهاء» وعم 6 دعوة حق برهانها فمها : 
وهذا أعظم ما يكون من الإعان » وهو الذى كتيه سبحانه فى قلوب أوليائه وخاصته » 
فقال جلت حكته : (( أولئك كتب فى قلويهم الإمَانَ ) . 

وصفوة القول» أن القرآن الكريم احتوى فى باب إصلاح العقيدة » مالو اجتمعت 
عقول العالمين كلهم » فكانوا عل عقل أعقلٍ رجل فيهم » ما أمكنهم أن يقترحوا 
شيئا أحسن منهء ولا مدال 6 ولا أصلح » ولا أنفع لخليقة 2 معاشمها ومعادها. فهقى 
أعظٍ آياته» وأوضخ بيناته 4 وام حصيه على أنه الله الذى لا إله إلا هوه وأنه 
المتصف بكل كل» المنزه عن كل نقصان ٠‏ 

دلت طريقة القرآن على أن الله أثبت فى الفطرة حسن العدل والإنصاف ؛ 
والصدق» والبر» والإحسان» والوفاء. بالعهد» والنصيحة للفلق» ورحمة المسكين » 





مد صلى الله عليه وسلم أوفى الأنبياء دينا ل 


ونصر المظلوم » ومواساة أهل اخاجة والفاقة» وأداء الأمانات» ومقابلة الإحسان 
بالإحسان» والإساءة بالعفو والصفح» والصبرفى مواطن الصبر» والبذل فى مواطن 
البذل» والانتقام فى مواضع الانتقام » وام فى موضع الخل» والسكينة والوقار » 
والرأفة» وا الرفق » والتؤدة ‏ وحسن الأخلاق» و جميل المعاشرة مع الأقارب والأباعد» 
وستر العورات» وإقالة العثرات» والإيثار عند الحاجات» و إغاثة اللهمّات» وتفريج 
الكويات » والتعاومن على أنواع الخير والبر » والشجاعة» والسماحة » واليصيرة » 
والثبات » والعزيمة » والقوّة فى الحق » واللين لأهله » والشدة عل أهل الباطل 
والغلظة عبهم » والإصلاح بين الناس» والسعى فى إصلاح ذات البين» وتعظيم 








دن استحق التعظم » وإه هانة دن استعحدق الإها نه وتاز إل الناس م مناز كم » وإعطاء 
مح حق ود ما سهل عليهم ( وطوّعت به نفوسهم من الأعمال 
والكدوال والأخلاق 4 وإرشات ضام » وتعلم جاهلهم » واحتال حقوقهم » واستواء 


قر يعم دم ف الحق : فأقربهم إليه أولاهم بالحق وإن كان بعيدا » وأبعدم 


عنه أبعدهم من الحق و إن كان قرمما حبيبا» إلى غير ذلك هن معرفة العدل الذى 
وضعه ينهم فى المعاملات» وما أودع فطرهم من حسن شكره وعبادته ٠‏ و إن نعمه 
علهم» توجب بذل قدرتهم وطاقتهم فى شكره والتقرّب إليه» وإنثاره على ماسواه. 
وأثنت فى الفطرة علمها بقبيح أضداد ذلك» ثم بعث رسله للائس بما أثبت 
ري ل ص نت 1 ند سان لشفت السريعة 
مله الفطرة لمكو مطايقة التفصيل بجماته » وقامت شواهد دينه فى الفطرة تادى 
للإمان ن: رح على القلدج)ء ٠‏ وصدعت تلك الشواهد والآيات دياجى ظَلَ اود 
والنوان» ”ا ماع لادل ديا “الصباح» وقبل حاك الشريعة شهادة العقل الفطرة 


0 


( فطرة الله أتى قطر لياس علماً لامُديل أن لَه ذلك ادي لقم ولكن 0 
النّاس أنه سم 3َ). 
0 العقول الكاملة” الفاضل" أن أدركت حسن القرآن» وشبدت بفضله » 


واه ما جاء إلى العالم دين أ كل »ولاه أعال6 ولا أعظم منه : فهو نفسه الشاهد 








0 البباب السابع 


والمشبود له» والجة واحتج له » والدعوى والبرهان . ولو لم يأت المصطفى صل الله 
عليه وس ببرهان عليه؛ لكنى به برهانا وآبة وشاهدا على أنه من عند الله : فكله 
شاهد لله سبحانه بال العلم » وهال الحككة » وسعة الرحمة» والبر والإحسان » 
والإحاطة بالغيب والشهادة» والعلم بالمبادى والعواقب؟ فهو أعظم نعم الله التى أنم 
بها على عباده : فنا أنم علهم بنعمة أجل من أن هداه, له » وجعلهم من أهله » 


39 معدم اه 


0 4 عه هس تاوس سد وكرى م اوماه ومع 
وأرتضاه لهم وارتضاهم له 1 لقد هن ألله على الم منين إد بعث 5 رسولا عن اتفسهم 


نيين). ( ابو كك ادم وأتنت عع ننم ووضيث ل الإملام ديا). 

وجل" أن وصف الدين الذى اختاره الله للعالم بالكيال» والتعمة التى أسبغها 
علبهم بالمام ‏ دليلعلى أن هذا الدين» لا نقص فيه ولا عيب ولا خلل» وأنه هو 
الكامل فى حسنه وجلاله » وأنه دائم متّصل ٠‏ ومن أجل ذلك كان بعض السلف 
الصاح يقول : ( ياله من دين ! لو أن له رجالا ) . وذلك القول الحق . 


بشو علمم آبانه وبر كيم و بعلمهم لكاب والمكة ون كأنوا من قبْلُ فى صَلَدل 


الدين فى حاجة إلى أولى البصائر النافذة» الذين شبدت بصائرهم هذا النور 
المبين » فكانوا منه على بينة و يقين» ومشاهدة لحسنه وكله ». بحيث لو عرض على 
عقوطم ضدّه أو هكالليل اليم ٠‏ 

وهذا هو الفرقان بينهم » و بينهن وصفهم الإمام على كم الله وجهد» بأنهم أتباع 
كلناعق » بميلون مع كلصائح» لم يستضيئوا بنور العلم» ولم يلجئوا إلى ركن وثيق ٠‏ 

وكذلك ينهم وبين من حرموا بصيرة الإبمان جملة» فلا يروث من آيات الله 


إلا الظلمات والرعد والبرق ؛ ولا يجاوز أنظارهم 


ماوراء:ذلك» من الرحمة وأسياب 
الخياة الأبدية ٠‏ 

أما الرجال الذين برفعون شأن الإسلام و يعلو نكامته ب فهم واو البصيرة والعزيمة» 
الذين أدرهوا أن:رب العالمين أحك الماكين» والعالم بككل ثىء » والغنى عن كل 
ثىء» والقادر على كل ثىء» وأن من شأنههذاء لاتخرج أفعاله وأواصه أبدا عن 








عد صل الله عليه وسلم أوفى الأنبياء دينا سر 


ا حكة والرحمة والمصلحة ؛ وما يخفى عل الناس من معانى حكته فى صنعه و إبداعه » 
وأصره وشرعه -- يكفهم فيه معرفته بالوجه العام أن فيه حكة بالغة » وإبت لم 
يعرفوا تفصيلهاء وأن ذلك من علم الغيب امتاثر الله به » وسيم ذلك الإسناد 
إلى المبكة البالغة العامة الشاملة؛ التى علموا ما خفى منها بها ظهر طم ٠‏ 

شاهذ اواو العم والبصر سنة التبديل والتغيز والتحو بل فى الموجودات؟ فأدركوا 
إمكان المعاد وما جاء به الرسل فيه » وظهر لهم أن القرآن والسنة » إنما دلا على تغيير 
العالم وتحو يله وتبديله» لاجعله عدما محضاء يم ذهب إليه الملاحدة الفلاسفة : 

لاحم أنهما دلا على تبديل الأرض غير الأرض؛ والسموات غير السموات» 
وعللى تشقق السماء وانفطارها» وتكو ير الشمس» وانتثار الكوا كب » وضكر البحار» 
وعل اك القبور تبعثر» والحبال 0 ثم تنسف وتصي ركالعهن المنفوش » والأرض 
تميد» وتدنو الشمس من رءوس الناس . وكل هذه أمور لامطمع للعلم فى الاعتراض 
عليها» أو القدح فى حصوطا ٠‏ 

أرأبت أن القرآن الكريم » يبر بأن الله سبحانه يحبى العظام بعد ما صارت 





كك آله علم 0 0 الأرض من لحوم ب آدم وعظامهم؛ فيزد ذلك عند 
النشأة الثانية» وأنه ينشئ تلك الأجسام عخا جه ما رلك 5 داكا 
أرواحها بنفسها؟ وليس ف القرآن والسنة مايفيد أن الته يعدم الأرواح» ثم يخلقها خلقا 
جديداء أو أنه يفنى الأرض والسموات» وبجعلها عدما صرفاء ثم يجدّد وجودهماء 
وإتما تضافرت التصوص عل تبديلهما وتغبيرهما ٠‏ والعلم 1 بحرو على إنكار ذلك ٠‏ 

لكن واحسرتاه! لم تع النصوص حقهاء نففيت وفهم منها خلاف مس ادهاء 


وسلّطت عليبا الآراء» فتضاعف البلاء» وعظم امهل » واشتدت اللحنة» وتفاقم 
الخطب . وسبب ذلك كله الجهل عأ جاء به الرسول وبالمراد منه ٠‏ فليس للعالم 
ل الأس لا ا يل ول ساء هك اص والح اننا 
فج اموق 2 له الرسوا ل ب 6 


5 3 0 0 مسق سه كع سه سق 
ا بم يض 6 فهم الذين قال الله يم جل شأنه : (وقالوا أو كًا لسمع 
أو تعقل ما ها فى أصحاب السعير 4 . 








الك الاك 
باب السايع 


(ب) ميل ظاهره وتبذيب طبائعه بالعبادة 
إن الله جات حكته ‏ ميز الإنسان باستعداده لقبول عبادة <القه؛ يما 
منحه من العقل والنطق » وخصه هما دون سائرالحيوان والمماد» فكلفه العبادة 
وحده ٠‏ و إلى ذلك يشير قوله تعالى : (إآء رضنا الأمانة عل ارات والأرض 
وال بال 0 أن لما 0 0 لإنْسَانٌ نه كان 0 0 


عله ل 0 


ليعدب اله الم نا فقين َالْمنافقات والمشْركِينَ والمكر شركات ورثوب الله عل الْمَؤْمنينَ 
والمؤمسات 05 َك 0 رحبا ) ٠‏ 


وظاهص أن المراد بالأمانة (والله أعلم) احتال عهد التكايف»؟؛ وما 3 عنه من 


الثواب والعقاب بالطاعة والمعصية : فالإنسسان بطبيعته واستعداده وقابليته :لق هذا 
ااتكيف؛ والسموات والأرض والحبال لعدم اس_تعدادهن وقابليمنْ بفطرتنٌ » 
لم نستطعن تحمله . وما أجمل قوله تعالى فى حق الإنسان ! : ( إنّه كان ظَلُومًا جهولًا ) 
فإن الظلوم من لا يكون عادلا ومن شأنة أن يعدل» والحهول من لا يكون 1 
ومن شأنه أن يعلم ٠‏ وتلك حال الإنسان . أما غيره فصنفان : صنف لم عادل 
لا عدوره الظلم والجهل أبدا : وهؤلاء ص الملدمكة ٠‏ وصنذف غير متصف بالعدل 
والعلم ولس من شأنه ذلك كله : كالمرائم وامادات ٠‏ 


وإذ خص الله سبحانه وتعالى ‏ الإنسان دون غيره بنعمة التفكير» أطلق 
له النظر فى السموات والأرض وما فيهما : من الأفلاك» والكواكب» والليوان» 
والنبات» والمعادن وغبرها ؛ لستخدمها فى إصلاح معيشته : تأمل قوله تعالى : 
اله اأذى حَلق السموات والأرض وَأَنْرَلَ س الس مارج + اكاك 
ردكا كُ ار للك لتجرى 35 ابح بآ أضره «وعرلم لخي ٠‏ ور 20 
الف والقمردامين ورك لشن اذاه 2 كل إن 


1 - 
عدوا لعمة ة اشر لا تحصوها ) 4 








عد صل الله عليه وسلم أو الأنبياء دينا 


ثم أوجب عليه الشك باستدامة ذكره» والخضوع لأوامه» والوقوف عند 


لكي دود رعلل إن لقان إن رطا درن سواه 7 لكل مساك ف كرا 

لى الله عليه وسلم اذ : يا معاذ» (هل تَذرى ماحق الله عل عباده» ويا حَقْ 
0 الله ؟ ) قال معاذ : اله ورسوله أعلم ٠‏ قال : 5 إن حق الله عل عباده أن 
7 | نه يتنا وحق التعيال نَل ل ل 
به شي ا ) : 

جلث حكة الله فى هذا الدين الحكم : فقد طلب إلى الناس أن يعبدوه» 
وجعل عبادته وسيلة لتجميل ظواهرهم » وجذيب طب اُعهم » وتكو بين ءا اداتهم» 
وإصلاح سرأ رهم ٠‏ وإليك البيان : 

أعى الإنسان بالوضوء قبل الصلاة ؛ لتجميل مواطن نظر اماق : بإزالة 
العاي إفضداك رحبي بع اونظ لفان روس اه لوف دق اتا 6 
0 
و,ألفه المؤمنون . على أن فى غسل أعضاء الوضوء محافظة على الصحة» بدفع عوامل 
الأمراض والوقاية منها : فقد ثبت طبيا أنها تدخل فى ابلسم من المنافذ التى يعمها 
اودر ؛ فإذا ار يل عنها ما عليهاء ما يمنسع بروز العرق وتصاعد الأنرة» كان 
ذلك أحفظ للصحة» وأدى للسلامة . 

فذ إل اله ليس فى البدن ما بتحرك للخالفة أسرع م ن أعضاء الوضوء . فكان 
فى غسلها التنبيه على الاعتناء بطهارتها الباطنة : وهى التوية من ذنو ها الكثيرة 
الوقوع . يشهد بذاك ترتيهها فى التطهير على حسب إسراعها للخالفات ؛ وكارة 
6 قْ ف الاثام . 4 

الى أده 0 الوجه الذى له فى الأعضا 0 لاشئاله 
عا لى الهم الذى آفاته اك ن نحصى » والأنف والعينين اللذين ع ذنوبهما 
من ذنوبه ؟ ثم تطهر بعده اليدان اللتان يكون البطش مهما بعد التكم ؛ «اللسان؛ والنظر 
بالعينين غالباء ثم الرأس امحاور للوجه الذى هو كثيرالذنوب . واكتقى فيه بالمسح؟ 








16 اليباب السابع 


لأن مجاورة المذنب أخفف من ارتكاب الذنب.» فضلا عما فى غس له من الحرج : 
تأمل قول ابن عباس رضى الله عنهما : « شرع غسل الكفين للأ كل من موائد 
الخنة» والمضمضة لكلام رب العالمين » والاستنشاق ار لرواح الحنة » وغسل الوجه 
للنظر إلى وجه الله اليم » وغسل اليدين إلى المرفقين للسوار» ومسح الؤأس للتاج 
والإكليل » ومسح الأذنين لسماع رب العالمين» وغسل الرجلين للثى ق ابلنة » . 

وأحره بالطهارة العامة ؛ لإزالة الروائح الكريهة التى تضر صاحبها والمصلين 
وأستوجب سغطهم عليه » واستقذارهم إياه » وميلهم إلى التباعد عنه» والنفور من 
التقزب منه 6 مع أنه 0 يجنبهم والإضرار بهم . مأ مور بالإحسان إلمم 
والاختلاط بهم ءولا سها فمجالس الخير : كصلاة الماعة التى أ كدها الشرع »وحث 
عليها العقل . 

ومن أسرارها انشراح النفس ونشاطهاء لآن لا بالبدن ارتباطا قويا لا يجحد» 
فكل تآثيرفى المسم طبرا ف للقي ١‏ زرا قاف المسم النشرحت النفس » 
وذهب كسلهاء وجاء نشاطهاء وسسبل عليها إحسان العبادة » والإتيان بها على الوجه 
الأكل ..ومن ظفر بذلك حت عليه عبادة ربه » وكان على القيام بب) وبأعماله 
الدنيوية أقدر . 

ومن أسرارها أن فى تنظيف الظاهس بالماء » إشارة إلى تتنظيف. الباطن من 
الأخلاق الرديعة» والعقائد الفاسدة : فقد جاء فى اكير : « الطّهور شطر الإيمان » 
ولا يكو نكذلك وهو مقصور على نظافة الظاهى ب لهذا قصد الشارع الحكم أن 
يغرس فى الناس لق نظافة الظاهس ؛ ليطهر وا بواطنهم» فيتخلوا عن الأخلاق 
الذمعة» و بتحلوا بالسجايا الحمودة» و بتنزهوا عن العقائد الزائفة » و يغسكوا بالمشروع 
منها ». فإنه. إذا استحكت الموافقة». تعذرت المفارقة . 

وس للماة: ل اق 

١‏ 0 إن الصلاة إذا أت عل الوجه المطلوب من الخشوع والتعظم والحباء؟ 
وتنا جات عليه نفس الإإنسان: من اللع الناجم عن الركون إلى حظوظ الدنياء 








عد صل الله عليه وسلم أوق الأنبياء دينا باه ١‏ 


وإبثار العاجل عل الآجل ؛ لأن وقوف المصلى بين يدى ربه » بتضرع إليه » 
ونستحضر خشبته فى قلبه» ويتذ كر عظمته» ويخاف عقابه ‏ يبون عليه حرصه 
على العاجل » و يقؤى رغبته فى الآجل ٠‏ 

() خَاق الإنسان بفطرته غير ثابت فى أحواله : إن رزقه الله خيرا بطر 
وطغى ومنع حقه فيه» وإن رزقه الشر جزع وسغط : فإذا أدى الصلاة كل يوم 
تمس هرات فى أوقاتها الراتبة؛ توطنت نفسه على الثبات وقوّة الخأش» وخضوعها 
يع ما يجرى علم_) من خير وششر. ؛ لعلمها أن انخير والشر من الله الذى تقف بين 


بديه “مس هرات ؛ مقرة بربو بينه» معترفة بوحدانيته ٠‏ 


ما تقدّم بتبين أن الصلاة وسيلة إلى تغبير قبيح الأخلاق وأدناها ‏ 
وهو 2 ذه لض الى كر أطل المفاك والأخلاق الذممة : من التحاسد 
والتباغض » إلى أجمل الأخلاق وأعلاها : من اطراح احرص وما ينيم عنه» وأنما 


تكسب صاحبها الثبات والمثابرة وقّة العزيمة» وتوطن النفس عل النظام والتؤدة 
والترؤى فى الأمور . وإلى فضل الصلاة فى هذا المعنى شير قوله تعالى : 
) ف لاك 0 ل الل ان 

مه 


لا المْصَلِينَ ) 
(" ) إن الصلاة تحول بين صاحبها وارتكاب المكر ؛ لأنها ب#) اشقلت عليه 
من الذكر والقراءة والرئوع والسجود + ومظاه الحضوع لله سبحانه وتعالى» تجعل 
المصل <الى الفكر من الشواغل الدنيوية» مستحضرا خشية الله بقلبه» متضرعا إليه » 
ممتثلا لإرادته ومشيئته ٠‏ و بذلك ترتدع نفسه عن الشهوات » وتعدل عما كانت تصصر 
عليه هن الاثام والمكئات ؛ لأن الإقرار بعظمة الله قولا وفعلا يدل دلالة واضحة » 
على أن المصل لا ينايز صاحب العظمة والكبرياء بالعصيان ؛ أو يجاهره بالمكر . 
و إلى هذا السر العظم يشير القرآن الكريم فى قوله تعالى : (( بن الصلاة تنبى عَنٍ 
الحماء والمكر ) . 








م١‏ الياب السابع 


(4 ) إن توقبت الصلاة بأوقات راتبة» وأزمان مترادفة» سبب لاستدامة 
المضوع لله تعالى» والابتهال إليه» فلا تنقطع الرهبة هنه» ولا الرغبة فيه ٠‏ وإذالم 
تنقطع الرغبة والرهبة استدام صلاح الخلق . 

(ه ) إِنَ أهل كل بلد محتاج بعضهم إلى بعض» ىا حرت بذلك سنة المعيشة : 
فنهم الغنى والفقير» والعالم والذاهل» والقوى والضعيف ٠‏ فيجتمعون فى الصلاة ؛ 

5 . 5 5 ع 
تح دكاتهسم» ولتوثق عا الموّة وامحبة فيا بينهسمء ويتعاونوا على ما يلب لهم 
نخير» ويدفع عنهم الصَير ‏ لأسن الخيران إذا اجتمعوا فى المسجد مس هرات 


فى اليوم واللبلة لعبادة ربهم ؛ و.إصلاح ديتهم » تيس لهم إصلاح أمى دنياهم ؛ 


إِذ حصول التعارف والمودّة بينهم» يستدص الرحمة والشفقة» وحَبّ بعضهم بعضًا : 
فلا يجدون بينم محتاجا إلا نفضوا عنه غبار الحاجة» ولا مضطرا لإعانة إلا مدّوا 
إليه بد المساعدة» ولا غائيا إلا بحثوا عن أسباب غببته : فِإنْ علموه ص يضا عادوه» 


أو مشرفا على خط اشكروة أومتقاعدا ككل عاتبوه ٠‏ وهذا ما كار ىت شعله 





أمير المؤمنين عمرين اللخطاب - رضى لله عنه - ويأص به : فقد روى أنه 
قال : « تفقدوا إخواكة فى الصلاة . فإن فقدتموهم : فإنكانوا مرضى فعودوهم » 
وإنكانوا أككاء فعاتبوهم 3 

() تعويد المؤمنين الحرية» وإشراب قلوبهم المساواة والإخاء ؛ لأر 
الإنسان إذا اعتاد الوقوف فى صف يكون فيه السيد يجانب المسود؛ والخدوم قرببا 
من اقادم - والكلّ ذليل بين بدئ مون عرزيز - ل يحد له فى هذا الموقف 
فضلا على غيره » كل ع رأى غيره ثمن هو أقل منه درجة فى الدنيا؛ أفضل 
عبادة منه . فإذا انصرف من مكان الصلاة» استحيا أن برى لنفسه حقا فى ادعاء 
السيادة؛ أو التفرّد بالمزية ٠‏ 

١14 1‏ ( إن 2 صلاة الماعة» واشباع المصلين الإمامهم ف 2 أعمال الصلاة 6 
تعو ريد النفوس الطاعة» والانقياد للرؤساء» م نرى رؤساء الحند بأخذونم بأعمال» 


يعلمون أنهم لا مكنم صاعاتما وقت الحارب ٠.‏ ام القتصد هما ألفة تفوس 








ند صلى الله عليه وسلم أوفى الأنبياء دينا 01 


الحند للطاعة » والانقياد لأهس الرءيس ٠‏ وقد فطن لهذا الس ر(رستم) قائد جيش الفرس » 


حين رأى الصحابة يصلون خلف إمامهم » و بتحزكون طركته » وسكنون أسكونه . 
وأصره بالصوم لا يأتى : 


(1) ليس القصد بالصوم مجّد الإمساك عن الأكل والشرب عن كل مفطر؛ 
من الفجر إلى الغروب» بل المقصود أثرذلك : وهوكف النفس عن الاسترسال 
فى ميوهاء الثى أعسنا تجاهدتم! بسلاح الصبر والتقوى . ولاتحقق ذلك الأثر إلاككف 
اللسان عن الهذيان والفحش » والغيبة والغيمة» والكذب والمراء» وكف السمع عن 
الإصغا ا مكوه» 0 البصر 0 خشاك جميع ما بنافى خشية الله تعالى 
لقوله صل الله عليه وسلم: «الظرسهم وم مل ف مام اليس لعته الله! ف سس 
2 0 للم ناه اس ص ]0 8 1 فى قلبه » ٠.‏ وإلى هذه الحكة 
ابالغة من الصوم» يشير لله تعالى فى تابه الو بقول تعالى : : (يأما الْذينَ آمنوا 
كتب عب الصيام جا كتب عل الذِينَ من قبلم لعلح لتقو ُونَ) أى 'تخذون من 
الصوم وقاية نحول بينم وبين 0 المرذولة؛ والممكرات وسائرا مو بقات ٠.‏ وجاء 
وك 0 يف ما بين مدلول الآية : إذ يقول الننى صلى الله عليه وسلم 
م لصوم 1 3 ا صَاكَُا قلا ترفثٌ ولا يهل وإن ا - 
أرشاعه تلقل إن صَائم» ومعنى هذا» أنالصوم وقاية .تحصن مما 0 به6 
(النفس والشيطان) : فالنئس يكحها عن الاسترسال فى ميوطا ومتابعتها فى ان عا 
لسك ب ةلك الول ان نح اناه رإما شر للك المرل 
بالأكل 0 خط ل مم : « إن الشْيْطَانَ 
لجَرى من ابن آدم تحرى الدّم مز ن العروق قضيقوا ريه بالموع » . 

(؟) إبف سبب الأمراض ف الغالب الأكل والشرب» وحصول فضلة 
الأخلاط فى المعدة ٠.‏ وحسبك ما ينشأ عن الأصاض من تنغيص العيش » ومقاساة 
الآلام الشديدة» وعدم القدرة على أداء الواجبات الدينية والدنيو بة ٠‏ وقد أشار إلى 








0 البباب السابع 


ذلك النتى صل الله عليه وسلم بقوله : « البطتة أَصل الذَاء وال1ْمية رأس الدواء» 
فصوم شهر فى السنة تطهير للعدة مما تخلف فيها : هن فضلات الطعام طول العام . 

وقد قال لتهان لابنه وهو بعظه : ( يا بى"» إذا امتلات المعدة نامت الفكرة » 
حرست الحكة » وقعدت الأعضاء عن العبادة) ٠.‏ وقبد وصف امسن البصرى 
0 لله تعالى فى قصصه ب نتقص الإنسان بالطعام وغيره فقال : (مسكين ابن آدم : 
محتوم الأجل» مكتوم الأملء نستور العلل6 يتك بلحم » وبنظر ر لشح » يع 
بعظم » أسير جوعه © صريع ب و البقة» وتنتنه العرقة » وتقتله الشرّقة : 
لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعاء ولاموتا ولا حياة ولا نشورا ) . 

0 إن من اعتاد قلة الأ كل والشرب كفاه من المأل قدر سبر» ومن تعوّد 
الشيع جعل بطنه غس يما ملازما له 6آخذا يمسختقه كل يوم » يطالبه بمطالبه المتنوعة التى 
قد تدفعه إلى السرقة» أو التقار» أو إراقة وجهه» وارتكاب يروب الذّلة والدناءة 
ريق الشين . 

(؛ ) إن منع النفس هن مشتهباتها» وسيلة إلى أن تسكن لرماء وتخشع له» 
وبتبين لما عجزها إذا ضاقت حيله)» وأظلمت علما الدنيا؟ لشعورها بالحاجة 
الشديدة إلى يسير الطعام وقليل الشراب . والمحتاج إلى الثىء ذليل به ٠‏ وفى هذا 
حث له على أن يخلع عن عاتقه رداء الكبر» ويخضع لخالقه ورازقه » ويعامل 
خلق الله بحسن الخلق ولين الخانب» فت الرأفة » والمودّة» والمساعدة » والمعاونة . 


وقد أثبت الطب آنكثيرا من جرائي الأمراض لا يقتلها سوى الصوم ٠‏ 


(ه) الصوم سبيل تعؤد الصبر والثبات على المكاره ؛ فإن الصائم يكلف 
نفسه البعد عن مشتهياتم! : من الا كل والشرب وما إلبهماء ويذودها عن ذلك بعزم 
قوى وصبر حسن ٠‏ فلو رعَبته بأعظم الرغائب على أن يتناول من الطعام ذرة» أو من 
ل اه اط 0 








مد صل الله عليه وسل أوفى الأنبياء ديا ا 


عيشه ٠‏ ومن اعتاد مقاومة نفسه عند نزوعها إلى موا أصبح اعقله السلطان على 
بقية قواه ٠‏ ومن السعادة أن علك الإفسان نفسهء لا أن تملكه نفسه ٠‏ 

(5) إن من ير الأمانة فى هذه العبادة فى سره وعلانيته ؛ جدير ,أن يؤتمن 
عل أنفس ذىء وأعظمه ٠‏ وفى ذلك من حمسن السيرة مانه يكون صاحبه من أجل 
الناس قدراء وأشرفهم ذكرا» وأعظمهم خطرا ٠‏ 

هذا إلى أن الحافظة على تأدية هذه العبادة فى أشة الأمكنة خْفْية ؛ وأبعدها 
عن أعين الراءين - دليل على كال المروءة» وعلؤ الهمة» ووفرة المياء . وما المروءة 
إلا امحافظة على الأحوال الثى تكون ما النفس ظٍ أفضل حال وأكلها . وقد استوعيها 
صل الله عليه و سم فى قوله : « إن 0 ب 3 1 مما 1 وتلسة 


ساس در 
وإِلْفه وجليسه )») . 


وما الحياء إلا ثلاثة رن : 
اعد و اللعال الراس الله عي اله ولك دق (لوااجن 6 واف لانن 
وما وعى» والبطن وما حوى» وترك زينة اللياة الدنياء وذ اموت واليل 1 
ايا تت الأذى عن الناس » واطراح مجاهرتهم بالقبيح » واتقاؤهم : 
فلا خير فيمن لا استحى من الناس ٠‏ وإلى ذلك لال ان فول : 
رافك أصرف الفؤاد س0 ل 3-5 ع حياءً 0 ف الو 
أمسكُ النفس بالعفاف 0 3 ذاكا ف غد حدثك الأعادى 


وهذا التوع من الحياء 0 ا مروءة اك القناة 0 وإليه الشسير الحديث 


الشريف : « من لق لباب الما قلا غيبة لمى ٠‏ وذاك لقلة م وءته» وضعفه 
أمام ميوله ٠‏ 


وثالم#) 3 حياء الإنسان من نفسه ) بعفتما وصياتما قَْ انخلوات »كا قال بعص 
الخكاء : .«ليكن استحياؤك من نفسك» أكثر من استحيائك من غيرك» . 


0و 








اناه 


وك قال بعض الشعراء : 

ا يل 0 ا 

وجل" أن من استككل هذه الأمور الثلاثة من الحياء؛ كلت فيه أسباب الأير» 
لتقت مع أسلات العزه وكااو لفقل مقيورااة و لقال مذ كرا + 

)007 إن كف النفس عن مشتهياما» ومنعها عما تبغيه» محاهدة عظيمة لها » 
دالة عل توافر الشجاعة الأدمية ٠.‏ والشجاعة الأدبية أساس الفضائل » وعنوان محاسن 
الثهائل » ولقد قال صل الله عليه وسلم : « رَجَعنا من مهاد الْأَصْْرِ إِلَ التهاد 
ل ل 0 كلف ار ع7 

(4) إن 3 يعانى خلال صومه من حرارة اللوع ولظى الظما» 
الا عا إلى طعام الدكاتة لينقذه من دن 
ا فإِنَ من لم يقاس بلاء» لم يدرك عناء ٠.‏ قيل ليوسف عليه السلام 


«لم تجوع وأنت على نخحزائن الأرض؟» ٠‏ قال : «أذاف أن أشبع فأنسى اللائع» . 


ما تقدّم بتبين لماذا رغبت الشريعة الإسلامية فى الصوم» وبالغت فى الحمث 
عليه» وأكثرت من الوسائل التى توصل إليه : فقد جعلته فىكفارة القتل» وكفارة 


الأّمان» وكفارة الظهار ٠‏ ولا عجب! فالصوم جَنْةيا تقدم فى الحديث . 


المقصد 0 
إعداد الفرد ك5 تون عضوا نافعا فى المجتمع 
ولذلك طريقان 
الأولى - الإركاة 
١‏ ) الإنسان بطبيعته يحب المال حبا با وحبه أحد أمراضباء وعلا 0 
إزا ل ما بها من علة البخل والشح» وتدر بها فىالمماحة اموي فلاح : اومن يوق 
تفسله ولك هم الْمْلحَونَ) > لذن الشح يدعو إلى المطل» و#>ول دون البذل» 


/ 








افص لا لات ١‏ 


والباحة 6ن عن العقوق » وتحث على 1 ا ؛ فقد قال صل الله عليه 
وس ٠‏ 2م على العيك لك مالم وجين الم ٠‏ ونا كنض أذ لقوق 
فأخلق به ذما! وما ببععث على أداء الحقوق فأجدر به 12 ! 

(؟) إن الزكاة مواساة للفقراء » ومعونة لذوى الحاجات » تكفهم 0 
البغضاء» وتمنعهم من التقاطع ؛ وتبعثهم على التواصلء لأن الآمل وصول» والراجى 
هائب . وإذا زال اللأمل » وانقطع الرجاء » واشتدت الحاجة » وقعت البغضاء» 
وتزايد الحسد سفدث التقاطع بين أر,اب الأموال والفقراء» ووقعت العداوة بين 
ذرى الماجات والأغناء؛ حي نفضى إل اللقالب عل الأموال» والنشر ير بالنفوتق” 
وهذه أمور تل عل إيقاد نار العداوة والبغضاء» فتلتهم المال والنفس والولد » 
ويختل معها الأمن» ويوجد الذعى واللحوف» ويسوء من الأمة مصيرها ٠‏ وبهذا 
نبتت أصول الاشتراكية فى الممالك الغربية » وأثمرت أغصان الفوضوية» بفنى 
الوق ما كل روز : 

١م‏ ) تحصين أموال الأغنياء وتفيتها؟ لأن الفقراء إذا أيقنوا أن الغنى” صرف 


لم شيا هن ماله » وأن ذلك يزداد بازدياد ماله » أحبوه وتمنوا بقاء نعمته وز يادتما : 


سار اي سنوزم ع 0 ات عده دم 2ع 2ك اس 2 رفاظ 
( مشل الذين ينفقون اهوالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنايل فى كل 
دو ده لاسر وله له سشاعي 


سابك مائه حبة ة والله يضَاعف لمن نشاء 1 


١‏ ( إن إخراج الزكاة اليا عثة 0 بالفقراء والضعفا ال وزين» فيه سك 
عوزه » وتنفيس كر بهم » وقضاء ديهم » رإدغالك 0 : وناهيك قوله 
صلى الله عليه وسلم عند ما سكل : أى الناس أحب إليك؟ قال :نع لأس بللنّاس). 
ف ع رسك اند اك 0 افذاك لحريو كل اللترون )د 
قال ه مطادم ور الأقديق 5 ييه 

(ه) إن إخماج الزكاة شك رقا الع على أن صانه عن السؤال ؟ وأنم 
ات رك 5 








15 اضالك السايم 


حتى استحق لد الأسمى » والشكر الأوفى ٠‏ ومنت أذّى الزكاة شكرا على 
المال » وطلبا للزيد» نال من الله دوام المزيد : ( أن ْم رن ول 
هه عمد 22 25 
كقَرم إن عَذَابى لَمَدِيدٌ ) . 
(5) إن الله جات حكته » أراد أن بربط العالم الإسلات أجع » ويربط 


قلوب المسامبين كلهم بعضها بعض © ويجعاهم السرم واحدة رعؤسما الأغنياء : 


5 ا 
سوا نْ على برد هم © ووس عوا نْ على المضيق عليه مهم 9 حى يكو شم تكففهم 


الناس » و يمنعوهم من ذل السؤال . وفى هذا الارتباط والاتحاد والتعاون . 

() إن إنخراج الزكاة 'نثبيت الإيمان وكال فى البقين؛ لأن المال شقيق 
الروح» و بذله أشق ثبىء على النفس من بين سائر العبادات . فإذا ارتاضت النفوس 
ل ل 1 0 ل 
طمعها فى اتباعه لميوطاء وآثرت ما عند الله تعالى على ما عندها ٠‏ وإلى ذلك 
الإشارة بقوله تعالى : ( سل لين فقو ار ّم عا عرضاة الله ينا منْ 
أنفسيم كت جك 5 ريو أضام وابل كانت أنه مام 1ن 1 ارال نطن). 

(8) إن إخراج الزكاة صون للال عما لا يلق به : من وضعه كله فى ريد غير 
محتاجة ليه و إخلاء أصداب الماجة إليه منه ٠‏ فضلا عن أن ما فضل عن الحاجة 
الأصلة ذبن الأمواك ب إن أمسك عن الصرف فق وجوه اللره ى النطل فتوعا عن 
لأجله خلقت الأمو ال ٠‏ وذلك منع من ظهور حكة الله تعالى » وتعطيل لها 
0 0 : ( ولي كرون اذهب والفضّة ولا فقوتا فى سَيِيل 


0 عد وكره ماب 


الله روم بعداب ِ 


ب ألم ) . 


اللفاية : 
نا ية : الحج 
وهو زيارة الكهبة المشرفة» وأماكن تجاو رها » مع أفعال وأقوال مخصوصة . 
وهذه العبادة مايا اجتاعية سامية + 








د سكين الأنبياء دينا ١‏ 


(1) إن الذين الإسلانى بحث فى كثير من أحكامه ؛ على تقو ية الإخاء بين 
المسلمين » واطراح ماعساه يقع بيهنم : بمن التباغض» والتحاسد» والتخاذل. فقال 
تعنالى : ([ ولا تنازّعوا فتفْمَلُوا وتَذْهبَ ريك ) . وقال عليه الصلاة والسلام : 


هو 00 مه ياه 


« أن تدخلوا المحئة حى تومتو ون موا حي تحابوا » . 


وشرع لم الاجّاع فىأوقات الصلوات الخمس والتعة والعيدين؛ لما فيه من 
التعاون واجتاع الكلبة لأهل المى الواحد ؛ أو البلد الواحد. ولا كان هذا الاجتاع 
لابق بكل الغايات الثى يقصدها الإسلام ؛ لأن الفائدة مقصورة على أهل البلد 
أو القطر؛ شرع لم اجتاعا عاما يجتمع فيه المسلمون من سائر أقطار العالم فى مكان 


واحط 6 وكلهم على دين واحد» وغرض واحد ٠‏ تقوم فيه العلماء واللخطباء والمكاء 
يعلمون ااهل ؛ و يرشدون المتنترشد» ويطلعونهم على أحوال الأمم الشاسعة البعيدة 
منهم » ويبينون لم ما عليه حال هذه الأثم من العادات والأخلاق؛ والتقدّم فى العلوم 
والصناءات » فيعود اماج إلى بلده» وعنده كثير من أخبار هذه الأنم وسيرها » 
ومبلغ تقدّمها» فتنشط نفسه لمباراتهم » والنسج على منواهم ٠‏ 

() إن زيارة الأماكن المقذسة » ذكرى لما حرى هناك لسيدنا آدم 
أبى البشر» وزوجته:حواء علمهما السلام» بعد هبوطهما من الحنة » وما ألهمهما 
الله تعالمى من الالتتجاء إليه ؛ حتى تاب عليهما ٠‏ وذكرى لما حرى لإبراهم اللليل 
عليه السلام: : إذ ابتلى بذبح ولده وثمرةكبده» فأطاع ذلك الوالد الشفيق أحس 
مولا وامتثل الاين البار أهس أبيه راضيا بالموت» قأنم الله عامهما بالفداء» و بدا 
مكان الحزن والكدر المسرة والفرح ٠‏ فزيارة هذه البقاع 0 تيل ارك أن 
يقتدى للج بهؤلاء في ف الالتجاء إلى الله» ويتشبه بهم فالإخبات لأحسه والعيآن به» 
وبتصف بآدابهم مع رب الأرباب» و بتخاق ,أخلاقهم الطاهررة» و سير على سلتهم 
المستقم : لعله باحق بهم فى الغفران» ويضاف إليهم فى القبول ٠‏ 


() الإخبات ع اللشوع . 








3 اباب السابع 


() إن رؤية شعائرالته تعالى» والتزام الميعات الممشّعرة بتعظيمه » والوقوف 
عند الحدود الفروضة لإجلاله كل ذلك ينبه النفستنبيها عظهاء ويملها على ذ كر الله 
والرهبةمنقدرته » والمضوع لاله وعظمته . وفى ذلك أجل المنافع وأعظ الميرات ٠‏ 
2 إن الظلم من شم النفوس» ومنعها نه يدا شاق علبهاء وتركها متوغلة 
فيه مفسدة لا يحتملها الاجتّاع البشرى؛ ولا .يقوى على دفعها إصلاح ٠‏ فكان من 
7 
لحكة منع توغلها فى الظلم » وانقيادها للعدل . 


ولمذا خص الله أزهنة احِ وأمكته بمزيد الاحترام » المفضى إلى تضعيف 
اثواب وتغليظ العقاب ؛ ليكون الامتناع فيها عر الظلم والطغيان » والقسك 
بالعدل والإحسان » هؤدّيا إلى تقليل الظلم» وكبح جماح النفوس . ألا ترى أن 
لشرع حرم فى أثناء ال لبس المخيط وصيد البروما إلهما ؛ مما هو مباح فى غير 
أوقات اج ؟ وعلة ذلك ما يأتى : 





(الأقك) لدي لتساك الس ف بحن لاحك قد صيين تنه لك درن 
امتنع عن ابكرائم فى بعض الأزمنة أو الأمكنة فرارا من تغليظ الحزاء؛ صار ذلك 
عادة له مألوفة» وحليقة ثابتة . 

(الشانى) أن العاقل يتنب إفساد عمله » ويقّسك ما أمكنه بككل ما حفظه 
من نطرق الخال إليه : فإذا عمل فى بعض الأزمنة أو الأمكنة طاعة رجاء مضاعفة 
ثوابها ؛ صانها عن الفساد بالمعصية» وتحرّج من اجتراح السيئات . فكان ذلك داعيا 
إلى اجتناب المعاصى » والبعد عن الاثام 5 

(5) إن المسلمين إذا حشروا فى صعيد واحد» واتجهت قلوبهم إلى الله 
بإخلاص» ورفعوا أيديهم إليه جل شأنه بالرجاء» مع اشتغال الألسنة بالابتهال ومختلف 
الدعاء ‏ ومنهم المصطقون الأخيار» والمقزبون الأبرار - فإبت الله لا يخيب لهم 
قصداء ولا كتمهم ار فداء ولا يرمهم رحمة اللسعهم » ونضلا لشملهم ٠‏ ومثل هذا 


الاجاع يقوى بيهم رابطة الاتحاد » و ياهبهم إلى فضل التعاون واتحاد الوجهة . 








نهد صلى الله عليه وسلم أوفى الأنبياء دينا 


ل 
ق الدنياء نادمين على ما اجترحوا من السيئات» مستشعرين الرهية والرغبة » 

,تساوى فى ذلك ع زيم وذايلهم » ومطيعهم وعاصيهم » لاهم 1 غير ط! لب الغفران» 

ورجاء رحج -ة امن : كل كل ذلك بيذ كم ل دك والهول الأعظم : 


سوس سه 


([ يوم بغر لد ين لغيه ري 0 ؛ لأنهم اللا 


هذا إلى أن وجودهم فى مكان واحد محرْدِين من معتاد ملابسهم ؟ منقطعير 


وأهلهم » وخضع عرز بزهم وذليلهم فى الوقوف بن يديه » واجتمع المطيع والعاصى فى الزهبة 
منه والرغبة إليه» وأقلع أهل المعاصى عما اجترحوه» وندم المذنبون علىها أسلفوه ٠‏ 

5١‏ ) إن زيارة الأماكن التى نشأ فيها الدين» و بعث فبها الرسول صلوات الله 
وسلامه عليه » ومشاهدة دار الحجرة الثى أعنن الله با أهل طاعته ؟ وأذل بنصرة 
نبيه هد عليه الصلاة والسلام أهل المعصية؛ حتى خضع له عظاء المتجيرين» وتذلّل له 
زعماء المتكبرين ‏ ترشد الزائرين إلى أن الدين لم بنتشر عن ذلك المكان المنقطع ؛ 


ولا قوى بعد الضعف البين حتى طبق الأرض ششرقا وغربا ‏ إلا بمعجزة ظاهرة» 


كبر عا 5 
مما تقدّم بتبي نكيف أن الدين الإسلاى جاء بما برق نفس الفرد ؛ ويهذب 
أخلاقه» ويككل عقله » ويجعله عضوا نافعا فى امجتمع . 
لقف التتارث 
إمصلاح الجتمصع 
سلك الشارع لإصلاح 00 : سبيلين ٠‏ 
السيل الأقل : إنصاف المرأة و 
3 ل 
مكان المرأة عند الم القدعة : 
إن الأثينين - وهم أكثر الأم القديمة مدنية ‏ ءاملوا المرأة معاملة سقط 
المتاع + تباع ونشترى فى الأسواق» بل سموها رجْسا من عمل الشيطان» وحرموها 








38 الباب السابع 


كل شىء سوى تنظم الببت وتربية الأطفال» وأباحوا التزقج بأى عدد من النساء 
نشاء الرجال . أما فى إسبرطة» مع أن الرجل كان ممنوعا من الزواج بأكثر من واحدة 
إلا فق أحوال قاهرة؟ فقد أبيح للرأة أن تتقج بأكثرمن رجل واد »6 وأقبل معظلم 
النساء على ممارسة هذه العادة المرذولة ٠.‏ وتلك غاية الاتخطاط . 

لم يكن تعادنّد الزوجات مشروعا فى أقل الدولة الزومانية ولافى آخخرها . ومع هذا 
كان شائعا فى بلادها . ولا أدل على ذلك من أن العاهل ثالتتيان الثانى» أصدر أعرا 
عاهليا» أباح فيه للميع رعايا الدولة التزؤج بأ كثر من واحدة ؛ إذا رغوا فى ذلك . 
وم برواتاريح أن الأساقفة أو رؤساء الكاس استتكوا ذلك بل إن مع الذين 
جاءوا بعده حو حذوه ٠‏ وقد ظل ك3 الزوجات هذا الوصف فاشيا حى جاء 
جوستنيان ؟ ووضع قوانينه الى نحظر تعدّد الزوجات » فلم منع اناس من الاسقرار 
فى ممارسة هذه العادة ٠.‏ وكل ما دلت عليه قوانينه» أنمباكانت مظهرا من مظاهس 
التحوّل الفوى » لطائفة قليلة من المتعلمين امأ السواد الأعظم فلم يحفل مها وى 
يحد فمما ما يحول ,ببنه وبين عادته ٠‏ أضف إلى ذلك أنه ل) تغلبت القبائل الهمجية 
على غم لى”" أوربة؛ واختلطت آراؤهم إآراء أهل البلاد الى احتلوها » حاولوا عع 
تعد الزوجات» فلم شيك دكات رئسائهم على ممارسة هذه الغادة » وتساع 
رجال الدين فى إباحتها الناس » بترخيص يعطيه الأسققف أو الرئيس : كل ذلك 
كك ل انان بقاءهم على ما اعتادوه . 


3 
كان بعض طوائف المود يعتدون البنت فى هرتية اتلخاده ؛ وكان لأبها الحق 





فى أن يبيعها وهى قاصرة» ول تكن لترث شيئًا إلا إذا لم يكن لأبهها ذر يه من البنين ٠‏ 
وقد بلغ من احطاطها عند بعض عرب الماهاية» الذين تأثروا بمساوى عادات 
الدول المجاورة لم ؛ أنهم ل ا ارود رياه ات ادل 
يصبحن إرثا لابن الرجل أو بنته » وسرت هذه الرذيلة إلى قبائل المن التى كانت 
ميا من المود والصابئين ٠.‏ 








غد صلى الله عليه وسلم أوق الأنياء دينا 158 


وحلة الول : أن مقام المرأة اتحط فى المجتمع الإنسالى أيام دولتى الفرس 
واليزنطيين. : شقرها المتعصبون من أهل الدين 0 عظها » وجعاوها مثار اللثر 
والو يل» وفاتهم أن الشير والوريل الذى نسبوه إليها» إنما جاءها من سقوط امجتمع 
يومكذ فى حمأة الرذائل؛ إذ تعالت: الأصوات من كل صوب» بأن التجارب أثبتت 
فساد ع النظم والشمرائع القديمة . وظلت المرأة مجهولة القدر» راز-ة تحت أعباء 
ظالمة »لم تلقها عن كاهلها إلا الشريعة الغرّاء : إذ الل ة اي العربى 
صل الله عليه وس » بككاب يريم يقول : ( وك 0 الى 3 و 
لجال طبن دَرَجَة ) . 

قد سار أتباع: النى الكري على احترام المرأة و إحلالها المكان اللائق با : 

فسموااعانشة سيدة نناء أهل اللنةء فذلوا "ذلك عل أنبا كانت مثلا أعل للرأة : 
ف الصلاح والعذاف» والتقوى ٠.‏ وحاء. بعدها كثير من نسجن عل منوالحماء وأجرزن 
فى مقام العلم والفضل المقام السانى . 

أكثر أعداء الدين انيف من رميه سلب حقوق المرأة ؛ وجعلها فى درجة 
أنزل من درجتها اللاثفة نبا » وحسيوا حجاما فا 3 وخطبا جسما» ومعولا 
هادما لبناء امجتمع الإنسانى . ولو نظروا بعين الإنصاف فى كاب الله تعالى وسنة 
رسوله ؛ وسيرة السلف الصاح لسار عوا إلى القول بأن الشريعة السمحةءأنصفت 
المرأة وبوأتها مكانا ساهياء بعد أن كانت فى الصين حبيسة » وى الفرس مهولة 
القدر» وى مصر حقيرة» وفى أورية مملوكة» وف البلاد العربية متاعا يورث ٠‏ 

وناهيك أت الفرئسيين عقدوا سنة ج,ه لليلاد اجتاعا فى بعض ولاياتهم 
1 لد سجرن ” اعد كّ المرأة إنسانا أم غير إنسان ؟ وكان ختام البحث 7 0 

الجتمع أنها إنسان» ولكن خلقت لخدمة الرجل لا غير ٠‏ 


)02( إِذا : أعس| فظليعا 5 








اباب السايع 


27 : الذرل أن النى صل الله عليه وسلم » بعث فى وقت كان وأد البنات فيه 
اذ لكف القبائل ؛ ا انا أة شيئا من حقها » 
كت بنتا» أم زوجة» أم أها ٠.‏ فأتى بشريعة منحت المرأة حقوقا» ى رف 
ببعضها البلاد الغر بية إلا فى القرن التاسع عشرء بعد كفاح شديد . وإليك البيان : 


تفصيل 
اا ح اللرااة 8 فى نظ ر الإسلام بوصفها بننا 


(1) كان العرب بثدون البنات» بفاء الإسلام .ريم وأدهنٌ » وبذاك أعطى 
0 ْ) 00 حنم م 
م عو كظم ل 
0 
البنات : ( وَذَا الموعودة سيت بأى ا تن اقب اننا 
اميم التاريج أن ن المرأة اأميجت من حزب عد صل الله عليه وسلم : : 
نجاهد فى شر دينه» وتسعى فى إعلاء كامته ٠.‏ 

(ب) كانت العرب لا تورث النساء ولا الصبيان من أبناء الميت » و إنما يورنون 
من يلاق العدق» وريقاتل فى الحرب ٠‏ فشرع الإسلام توريث المرأة ٠‏ وكان 
ذلك شديدا على نفوس العرب» فقد روى عن ابن عباس رضى الله عممها 
أنه قال : لما نزلت الفرائض الى بين الله فيها أنصبة البنت والزوجة والولد 
والأبوين؛ كرهها الناس وقالوا : تعطى المرأة الربع أوالأن» وتعطى البنت 
النصفف» ويعطى الغلام الصغير» وليس مر «ؤلاء أحد يقاتل القوم » 
ولا >وز الغنيمة ! 

ومن أجل هذاء قررت الشمريعة الإسلامية للبنت قبل زواجهاء ما يكفل 
لا ألا يكون كل على إخوتباء أو أعمامهاء أوغيرهم من الأرقارب : بفعات 











دمل أله عليه وسلم أوق ‏ الاتيادقها ١‏ 


ها نصييا فى الإرث لا يحتمل ابلددل . قال تعالى : (١‏ صب اله في واد 
ده يل حَظ اينم إن كن نساء قوق نين فلهن تلكا ما ترك ون 
0 6 فلها 1 7. 

وحكة جعل نصيها على النصف من الابن »أن الابن من شأنه أن يتزقج» 


ويدفع مهرا من نصيبه فى الميراث» ويقوم ينفقة زوحته منه ٠‏ أضف إلى ذلك 


أن ما يحتاج إليه الببت هن الفراش وسائر الأمتعة وغبرها ؛ مما نتطليه المعيشة 
الزوجية» لك يجب فىء مه على المرأة شرعا 62 بل هو واجب على الزوج وحدهة» 
كي جب عليه نفقتها ٠‏ 

أما البنت فشأنم! أن تأخذ مهرا ونفقة من زوجها » ونتضم ذلك إلى نصيمها 


فالتياك” 

ومن هنا يتبين أن مال الابن مهدّد بالنقص من نواح شتى » ومال البنت 
محفوظ لها . ولولا ما يقوم به البجل من الكدح والتَصب فى طلب الرزق؟ 
ما استطاع أن استقل بأعباء المعيشة . فتتفضيل الابن على البنت فى الميراث » 
آت من قبل الواجبات المنوعة التى ألقتها الشريعة الغراء على ءاتقه؛ فلا ظلم 
على البنت ولا غين ٠‏ 
نفقة الاين الفقير تجب له على أبيه حتى يقدر على الكسب ٠‏ أما البنت فلها 





النفقة على أبيها حتى تتزوج » ثم .يتحول الوجوب إلى زوجها . فإذا طلقت 
وءادت إلى بيت أبعباء عادت نفقتها عليه بعد انتاء ما يجب لما من النفقة 
على مطلقها ٠‏ 
وليس الأب أن يلزمها طاب الرز قكلابن » بل إذا اتفق أنها احترفت 
حرفة مشروعة من تلقاء نفسها » وكان لما من ن الكسب ما هس 5 حاجتها » 
ارتفعت النفقة عن أبيها ٠.‏ وإذا لم يكفها كسبها وجبت عليه النفقة ٠‏ 
١‏ ) جعلت الشريعة الإسلامية رضا البنت عند بلوغها سن الرشد؛ شرطا لصحة 
العقهد عليها » وليس لخلوق كاتنا من كان أن برغمها على الزواج بغير من قشاء ٠‏ 








اليباب السابع 


وهذا حق أمطيته البنت المسلمة فى القون السابع لليسلاد » وبحرمته البنت 
فى أوربة حتى نماية القرن السادس عشر . 
ثانيا - المرأة بوصفها زوجة 

(1) كان ابلاهليون يرئون النساء ها : بأن يجىء الوارث ويلق ثو به على زوج 
مورّثه إن لم يكن منها » ثم يقول : ورثتها يا ورثت ماله » فيكون أق مها 
من نفسها : إن شاء نزوجها بلا صداق » أو زقجها واستوفى صداقها » 
أو حرّم عابها الزواج؛ ليرثها إذا مانت . فنعت الشريعة الإمادية هذا الحق 
ابباطل » والإرث الظالم : (يأم] الذينَ آمنوا لايل لَك أن تَرنُوا 
الهم ساء كرا ) 
وناك كك مكار لفقا رو 01 افمسل : فيمنع الوارث امسأة 
مورثه التزقج » إلى أن تعطى ما أخذت مر. المبراث » ويحجب الرجل 
بنته حتى تفل له عما تملك » والمطلق مطلقته إلى أن يأخذ ما بريده منهبا » 
ويمتنع الزوج إذا كره زوجته وأحب فراقها عن تسريحها » وسىء عششرتها 
حتى تفتدى بمهرها ٠.‏ لفظرت الشريعة الغرّاء ذلك كله بقوله تعالى : 
( ولا تعضاوهن لتذعبوا يبعض ما 1 يمون ) . 
وكانوا نسيئون معاشرتهن : فلا يعدلون بينهن فى مبيت ولا نفقة . فأعس الله 
بالإنصاف بينهن فى ذلك بقوله تعالى : (( وعا شروهن مروف ) ٠‏ وقوله 
تعالى : ( قن خفم ألا تعدلوا قواحدة ) . 

(5) وكانوا إذا رغب أحدهم فى التروج بأنحرى » رح زوجته بالفاحشة؛ لتفتدى 
بما آتاها : فيسىء إليها فى عسرضها ومالهاء ثم بنفق ما أخذه منها على من رغب 
فيها ٠‏ هزم عليهم 0 والعدوان بقوله تعالى : (( ون ردت استبدال زوج 


)١(‏ العضط لى : منع المرأة هَ اليو 








شد صل الله عليه وسلم أوفى الأنبياء دينا ل 


مكانَ وج واد إحدَاهنَ قنطارا قلا تَأخْدُوا منة مقا ) . ثم 3 على 
رد 
هذا الأسنذ المؤثم بقوله تعالى +"( أماحدُوته تان ونا مرب ) 
(ه) وكانوا بعدون النساء من 0 فيتصرفون فمنٌ با أرادوا ا 2 : 
فكان الزوج ينزل عن زوجته لغيره إذا شاء» بعوض أو بغير عوض » رضيت 
أم لم ترض ٠‏ 
من أجل ذلككله» استتقذت الشريعة العادلة المرأة من هذه البلاي!؛ وجعلت! 


0 بل راعية مسيم يطرة الى عليه الصلاة وال سلام : 0 
1ه 5 2 2ه 
ايه :الم ع سول عن و تنه وال رأة راعية في بيت 
لماو 


5 
زوجها ومسئولة عَنْ عيبا 2( والخل راع فى هله ستول عن رع عه ه» وانشادم 


8 اق 0 سمو ع 4 2 


راع فى مال سيده ومسئول عرس رعبته » ول راع ومسئول عن رعيته » ٠‏ 
ومن تأمل هذا الحديث الشريف» وجد مكانة المرأة بين الإمام والرجلء لا الرجل 
والخادم؛ تنو يها بشرفهاء وتحقيقا لسيطرتها ٠‏ 

ومن محاسن الشريعة الإسلامية » أنها نظرت بعين الرأفة والحمة إلى ضعف 
المرأة الطبعى ؛ وتيز الرجل عليها بالقوى والقدرة على العمل» فقضت عليه بأشق 
الحقوق وأعظمها : وهو إبتاء النفقة» والقيام بحاجات المرأة ٠.‏ ولم تكلفها عمل ثبىء 
حتى إرضاع ولدهاء وقضت عليه بحفظها من مواقع الآفات » وألزمته صداقا 6 
قبل البناء مها » إلا إذا اتفقا على تأخيره . وفى ذلك يقول صل الله عليه وسلم ١‏ 6 


سدةا سوه لع 2 


جلٍ توج أمرأة عل ما 00 المهر أر كريس ف انفسه أن بدؤدى إلمها حقها 
حَدعها قات و1 يود ليا حقَها لي اله ْم القيامة وهو زان » . 

ومن تمام عطف الششر بعة الإسلامية على المرأة» أنها لم توجب عليها مقابل ذلك 
من الحقوق إلا شيئا دسيرا ؛ فعضت عليها بألا تأذن فى بيت الرجل لمن لم يرضه » 
ولا تخرج من المنزل بغير إذنه إلا لضرورة شرعية . فكل ما وجب علبها للزوج 
فهو ترك ليس فيه عناء» بل فيه صون شرفها ورفعة منزلتها ٠‏ 








لباب الطارج 


ومن فضل الشريعة الإسلامية على الزوجة» أنه إذا ولد لازوجين أولاد فنفقتهم 
واجبة على أبهم دون أمهم ؛ ولوكانت فائقة فى اليسار . وجلى أن النفقة على الأولاد 


واجب شاق» وخاصة فى مثل هذا الزمان الذى تضاءفت فيه النفقات المنؤعة . 


رون كار الأقركة اركف االلباناقة لما الاتعقي عي نا مرق له قرا 6 
بل تظل موتعة بيع الحقوق الى بتع بها كل حر مستقل الإرادة : فهى صاحبة 
السلطان على ثروتما» نتصرف فيها ما نشّاء فى حدود القانون : فإن كانت تاحرة فريحها 
لنفسها » من غير أن يكون ازوجها أقل نصبب فيه » أو دخل فى مكسيها» وإذا مات 
الزوج أخذت نصيبا فى تركته : ( ون الربع مما ترك إن 1 يكن لم ولد . 

وكذلك أثبتت الشريعة السمحة للرأة اق المطلق؛ ف القيام بحضانة أولادها 
خلال هدّة معينة » دون توقف على رأى القضاء » وسوّغت للا حق النفقة وطاب 
الطلاق» إذا كان زوجها مصابا بأمراض خبيئة» وأن لما مهر المثل إذا لم يقدّر 


لما مهر عند عقد الزواج . 


الك كك اراد رضض] آنا 


١‏ ا( قال صل الله عليه وسم: )2 له كت أقدَام الأمهات» © ودقفىق لعن رضى 
الله عنه » أن شاباكان على عهد رسول الله صل الله عليه وسلم» لسمى علقمة. 


فرض واشتد مرضه» فقيل له : قل لا إله إلا الله ٠‏ فلم ينطلق لسانه » 
0 بذلك الننى صل الله عليه وسلم» فقال : هل له أبوان ؟ فقيل : مات 
أبوه » وله أم كبيرة ٠‏ فأرسل إليها الرسول» بفاءت » فسألا عن حال ابنها » 
فقالت : كان ,يصلى كذا وكذا » وكان يصوم كذا وكذا » وكان بتصِدّق جملة 
دراهم ماندرى ما وزنها ولا عددها ؟ قال: فا حالك وحاله ؟ قالت: أنا عليه 
ساخطة واجدة . قال لما : ومذلك؟ قالت : كان يؤثر عل“ آهأته » ويطيعها 
فى الأشياء» فقال الرسول صل الله عليه وس : مط أمه حجب لسانه عن شهادة 





مد صلل الله عليه وسلم أوق الأنبياء دبنا و١‏ 
أن لا إله إلا الله » ثم قال لببلال : انطلق واجمع حطبا كثيرا حتى أحرقه 
لكان ٠‏ فقالت : يارسول الله » ابى وثمرة فؤادى محرقه بالنار بين ,يدى” ٍ 
وكيف تمل قلى ذلك ؟ فقال الرسول: سرك أن يشفر الله له فارضّى عنه» 
فوالذى نفسى بيده» لا يأتفع بصلاته ولا بصدقته ولا بصومه» مادمت عليه 
ساخطة . فرفعت يدها وقالت: ا تعالى فى سعائه » وأنت ,ارسول الله » 
ومن حضر» أن هذ ريت عنةه ٠‏ فقال الرسول 3 انطلق با بلال» فانظر: 
هل يستطيع واقمة إن فرك د لاله كز فال امم وكات يا ابس 
ليان سنك من ربوك التتدحيل الل عليه سام 7 فانطلق بلال» فلما انتمى 
إلى الباب مع علقمة يقول : لا إله إلا الله . ومات من يومه . وى هذا 
تيل أى" تيحيل للدم بين أفراد الأسرة ٠‏ 
قزرت لها الشريعة الإسلامية » أنه إذا مات ولدها فلها نصيب معين من 
ميراثه ؛ لتأمن شر الحاجة فى شيخوختم!» إذا كانت تعتمد فى حياة ولدها على 
35 داه | فاخن 
مساعدته إياها . وفى ذلك بيقول و الكريم :0 ( ولابويه لكل 0 


5--ه دع سس قد ب 


0 ادس . ما ام يذ كن 1ك ذم 2 و وورثه ابواه اده 





كاحت 0 بوصفها عضوا فى الجتمع الإنساق 
طرا وكام إلى المرأة كالرجل» لبها حقوقا» وكافها واجبات . قال الله 


عا لى 0 1 1 من الصادآت 0 دحك داق دوين ويك 
ا الحنة 3 0 قير ) ٠‏ وقال تعالى : من بال صَالكًا 


دك اكه ع- آذه 38 0 1 ده 2 ل سه مره يه ساره 0 


من د او انق وهو مؤمن فلتحيينه حيأة 30 أجلم باحسن 
قوزه عع ل © و سدم 


٠ 0 0‏ وال تعالى ( فاستجاب مل 
عامل مك من دك أوأئق 0 بعض ) : 








١/5‏ الباب السابع 


(س) ساوت الشر بعة الإسلاميةبين الرجل والمرأة ف المعاملات المالية والعقوبات ؛ 
وفى طلب العم أو التذُبٍ إلبه» وف كل ما فيه صلاح النفوس والعقول 
والأندان» وسلامة الدين . وأباحت لما طلب الرزق الخلال إذا لم يكن لما من 
يعوا دفعا حاجتهباء وصونا لشرفها . ولم تفرضه عايها عند وجود العائل . 
وصفوة القول أن الشريعة الإسلامية» منحتها مامتحت غيرها من الأفراد : 
فأعطتها مطلق المزية فى التصرف فى ثروتها كا بتصرف أخوها وزوجها 
وأبوها» وجعلتها سيدة تملك وتعتق » وها حق التعاقد والتعاهد مع من لشاء» 
دون تدخل زوجها أو أبيباء وأن تكون وكلة عن غيرها فى اللمصومات ٠‏ 


خامسا - موازنة بين الرجل وامرأة 
مميزات الرجل عن المرأة : 

(1) جعلت الشريعة الإسلامية الإمامة العظمى من ق الرجل وحده لوفرة 
أعبائها؟ بها فا من وجوب النظر فى شسئون الرعية» وسن النظم السياسية 
والإدارية» وسوق ايوش اللخرارة إلى ساحة الحروب ٠‏ وإن قيل : إن 
بعض النساء قن بأعباء الإمارة» وإن منْهنّ من كن أحسن من بعض الرجال 
رأيا وندبيرا وحسن نظرء فالحواب أُننْ قليلات» والمعوّل عليه فى التشريع 
الكثير الغالب ٠‏ 
وجعات الشريعة الطلاق بيد الرجل دون المرأة؛ لأنه هو الذى يلم دفم 
المهر» وما يصحبه من النفقات والمدايا ٠‏ وليس من الإنصاف أن يكون عليه 
الغرم وليس له الغنم ‏ ولأن المرأة فى طبيعتها سريعة الانفعال والاستسلام 
للعاطفة» وليس من الحكة أن تعطى فى يدها عقدة الزوجية » تحلها متّى انفعات 
أدتارت أى ندر 


وحعات الشريعة المرأ تين عنزلة رجل واحد فى الشهادة؟ لقول الله تعالى : 


0 وس ؤم سم ركه هع ررم وؤّوده 3 0 
( أن تضلّ إحداهما فد 5 إحداهنا الأخرَى ) ٠‏ وقد أثنت العلم معجزة 








د صل الله عليه وسلم أو الأنبياء دينا اا 
للقرآن ومن نزل عليه » أنت المرأةك وصفها القرآن . ومع هذا فقد قبل 
الإسلام عند الضرورة» شهادة المرأة فيا لا يطلع عليه الرجال : كالولادة 
والبكارة »© وفها بقع بين النساء فى مجتمعاتهن التى لا يحضرها الرجال ٠‏ 

حقا إن الشريعة الإسلامية لى) نظرت فى الشهادة؛ جعات أهميتها فى الحيأة 
الاجتاعية » هى المقياس الذى برجع إليه : فإن كانلا أثرظاهس كالأموال والحقوق» 
حسبت شهادة الرجل بشهادة امىأتين ؛ لأن المرأة بطبيعتها ضعيفة الذاكرة » 
ويغلب علا النسيان : فاستكثر الله منهن حتى يجبر الضعف . ولم تنفرد الشريعة 
الإسلامية بالحك؟ على ضعف المرأة» ففى القوانين الوضعية ما يو يده : 

فن ذلك ماجاء فى القانون الرومانى : من أن المرأة ليست أهلا للتصرف مدّة 
- سنن ان يك الا را لق 

وجاء فى القانون القرنسى » أن المرأة ليست أهلا لاتعاقد بدون رضا زوجها 
وإجازته ٠‏ 

ومنذلك بين أنالمرأة فى القوانين الوضعية» لا تملك التصرف لنفسماء والذى 
لا يماك التصرف لنفسه لا بملكه لغوه ٠‏ ومعلوم أن الشهادة حمة اين لها 2 
وانتهاء خصومة ؛ فلا يصح عدلا أن تكون شهادة المرأة كالرجل سواء نسواء : 

تأمل ما قاله العلامة بلينول فى حق المرأة : 

اللتوىّ عنبا زوجها لها حق تادب أولادها» نحت مراقبة قرسين من,العصية 
خلاف الأب». وإن الأب له حق.إقامة أجنى وصيا على أولاده» وحرمان الأة هذا 
الحق» وإن السند التجارى” الموقع من المرأة غير التاحرة» لا يساوى إلا وعدا مجزدا» 


ولا ينتج ما ,ترتب عليه لو صدر من رجل ٠‏ 


سادسا' ل ها العضت: به المرأة. دون اليجل 
١‏ | ) فرض الإسلام على الرجل المهاد دون المرأة» إلا إذا ده, العدق بلاد 
المسلمين» فإن الدفاع «صبح مفروضا على المرأة ولو بغير إذن زوجها . 








1١‏ الاك السابع 
م _ 


(ت) لاجزية على المرأة إذا غاب المسامون على بلاد من بلاد أعدائهم » 
وفرضوا علهم المزية . 
١ح‏ ) لاترى الشريعة الإسلامية قتل المرأة المرتدة» وإنما تقتل الرجل ٠‏ 
( 4 ) ليس عل المرآة ثنىء من الدية إذا وجبت عل العاقلة إلا إذا اشتركت 
المرأة فى القتل الموجب للدية . 
١ه)‏ لاقام على المرأة إذا وجبت القسامة على أهل قتيل ٠‏ 
( د ) لا تجب صلاة المعة والعيدين على المرأة» بل على الرجل فقط ٠‏ 
( ذ) إذاكانت المرأة زوجة فنفقتها ومطالب معيشتها الزوجية على الزوج وحده؛ 
راركت سر ة. 7 إذا كات اما ولما أولاد فقراء» فنفقتهم على أبيهم » 
ومن ذلك أحرة الرضاع والحضانة» وإذا كانت بنتا فنفقتم على أبيها وعلى غيره 
من أقاربها ؛ ها دامت خالية من الزوجبة» مهما كانت سنها » وليس لأحد 
أن يجيرها على طلب المعيشة . 
ما تقدّم يتبين أن الشربعة الإسلامية تكفلت بالمرأة؛ بنتا وزوجا وأقا» 
وحاطتها بكثير من العدل والعطف والرحمة ٠.‏ 
إباحة تعدد الزوجات 
خليق بخصوم الإسلام الماهاين حكه وأسراره» الذين نقموا منه إباحة تعدّد 
الزوجات ورموه بالقسوة ‏ أن يجيلوا نظرهم فى الأسباب الآنية الى تكاد تكون 
موجبة للتعدّد؛ لا مجيزة له فقط» وفيا استوجبه نفى التعدّد فى الأم غير الإسلامية» 
من الاننفاس فى حمأة الرذائل ٠.‏ 
أن لساك نين ا 1 . 


٠ قدتصاب المرأة عرض مزمن أومعد» فيضطرالرجل إلى اقتراف مابنافى الشرف‎ ) ١( 


. العاقلة : جمع عاقل ودو دافع الدية‎ )1١( 
٠ (؟) القسامة : الأيمان تقسم على أولياء القتيل إذا آدَعوا الدم‎ 








اساي اع ا 


(ت) عدد النساء يربو غالبا على عدد الرجال؛ لأن الرجال يعانون الأعمال الشديدة 


الى ا م إماك القوى ؟ شوك الأجسام » ل إزهاق الأرواح 4 


لا ع ا الخروب الطا حنة ٠‏ فإذا أمتنع التعدد» وربا 3 النساء عط على الرجال» 


وه 
د عد بعضهن أزواجا يحصنونين » ويومون بإصلاح شئونهن» ولاق 


عن الرجال) لضرورة الإحصان والتكفل عا للا بد منه للحياة » و 


7 لمن الإحصانكثر الفساد» وق العار الأسر كت يا حالف 
احير 6 قرفال الام 


(<) كثرة النسل ونمو العدد : وها تقوى شوكة الأم الإسلامية» وتعلو سطوتما 


05 


وتنفذكاءتم!» فترههها الأعداء» ونتقيها الأثم ٠‏ ومنع التعدّد مفُض إلى تناقص 
عدد الأمة بقلة النسل ٠‏ ومتى تناقص عددها لانت قناتما» وطمع فيا 
أعداؤها 2 وامتدت لت إلما الأيدى 0 والألسنة بالسوء © و وسارت قَْ طر سق 
الاضمحلال والاندثار . ولا أدل على ذلك م, ن أن عقلاء بعص الأم الغرنية 
ف ل شديد؛ وإشفاق عظم من سوء المنقاب ©» 2 عراها من نقص 
الفشسل ؛ لمنع أبنائها من تعد الزوجات فى حدود المعقول» وما انضم إليه 
من إعراض كثير منوسم عن الزواج اتا والاجتزاء بالسفاح؛ فرارا من 
حقوق الأهل وأعباء الأولاد ٠‏ 

ألم تر أ الدول الغربية عرد السعى الحثيث فى ارتباط بعضهم ببعض 
بامخالفات ؛ ويؤثرورس رق الارتياط بالعهود والمواثيق على حرية العزلة 
مااكاتاك ع انا للعول تأنه لتقي وراد ريز مدي الأحق ل مظان للدي 
والقؤة» و نالوا أوفر قسط م, ن السيادة الدولية ؟9 

من ذلك يتبين أن الإسلام بإباحته تعدّد الزوجات» 0 للسلمين سيبل 
العكاثر» ودطهم على أن القصد به إرشادهم إلى أن القّة طريق العز والسيادة؛ 

' ٍ 

ووقاية من الذل والعبودية 0 


دل الاحصاءءق غير الأقطار الإشلامية» على أنعظرتعدد:-الزوجات أذى 








البباب السابع 


إل وفرة الأولاد غير الشرعبين ا نه ذا بعض المفك . إلى النظر 
فى توديثهم - و إلى انتشار الأهساض الفتا كة» التى أصابت الرجال والنساء 
والأطفال؛ ولا قبل الطب مكافتها . 
سابعا ‏ أسباب تعدّد زوجاته صل الله عليه وس 
أسباب تعدّد أزواجه صل الله عليه وسلم عفان : غافة » وخاصة © 
ات ا 

(1 ) أن النى صلى الله عليه وسلم هسل للرجال والنساءوومن الأحكام التى ببلغها 
ها هو مشترك بين الرجل والمرأة» ومنم! ما هو خاص بأحدهما . وكل بتطلب 
لتلقينه عددا ليس بالقليل ؛ لتفيّق المرسل إلهم وكتتهم ؛ ولقصر زمن 
الرسول» ووفرة الأحكام ٠‏ وإلالم يحصل التبليغ على الوجه الأتم” . على أن 
من أحكام النساء ماتستتحي المرأة من الاستفهام عنه من الرجل؛ و لتحي 
الرجل من قوله للرأة » فن ذلك : « ما روتى عن عانّشّة رضى الله عنبا » 
أن أسماء نت يزيد الأنصارية» قالت للن صل الله عليه وسلم : بارسول الله» 
كيف أغتسل هن الحيض؟ قال : خذى فرصةً ممسكة (بعنى قطعة قطن)» 
فتوضئّى ‏ ثلاثا» أى قال ذلك ثلاثاء وهو فى كل ذلك بقول : سبحان الله ! 
عند إعادتما السؤال . ثم إن النى استحيا» فأعرض بوجهه» فأخذتها عاكشة 
خذتاء تأخبرتها فا يريد الى صل الله عليه وسلم ٠‏ 

من أجل ذلك وجب أن بتلق أحكام النساء من الرسول عدد كبير من ؛ 
0 الأحكام إلى النساء» ولا يصلح للتلق عن الرسول إلا أزواجه + 
لأن هن خصائص كن من معرفة غرض المصطنى غليه السلام ؛ دون 
تأفف واستحياء : شير إلى ذلك قول المصطنى عليه الصلاة والسلام : 


1 00 
وم 2 2 ١03‏ رركا 2 
بر دوا شف دي عن هذه الجميراء » يريد الصديقية المبرأة ٠.‏ 
(1) الجيراء : البيضاء. هذا الاسم دعاها ب التي صل الله عليه وسل + والعرب تقو :آغ أة جراء» 
أى بيطناء 0 5 








مهد صل الله عليه وسلم أوقى الأنبياء دينا 141 
(س) أن المصطفى عليه الصلاة والسلام مرسل لاستجلاب الأفئدة ؛ واجتذاب 
القبائل والأم » ولا ريب أن المصاهرة أمتن سبب» وأقوى داع للتآلف 
والمناصرة ٠‏ ودعوة الدين فى أل أهرها » كانت فى حاجة إلى الإ كار من 
العشائر؛ ليكونوا أعضادا وأنصارا » يؤازرون المصطفى صل الله عليه وسلم 
3 . ب 5 
فى تبليغ الرسالة » وريذودون عنه عوادى المضاين » ويفلون حك عنادهم 2 
ويكفون عله أذاهم : 
تأقل ماكان 00 وإسلامهم بترزوّج رسول الله صلى الله 
علية وسلم ؛ بانة يدهم 5 سيأتى نيانه 8( 8 1 رو يدك بن بخوله يها" الصلاة 
والسلام فى حق ولده إبراهم ة اليه عن كل قبطي » 
ومعنى هذا : لأس أخواله فرحا به » و كراما له» فوضعت الخزية عنهم 
وما بيد أن من أسباب تعدد أزواج النى الانتفاع بنتيجة المصاهرة - 2 
أكثر أزواجه كن سن قرش ده العرب 4 
أضف إلىذلك أن المؤمنين كانوا يرون أعظم شرف وأمتن قربة إلى الله تعالى ؛ 
انتسايم لنبيه » وتقزبهم منه : فن ظفر بالمصاصرة ة فقد أدرك غاية ما يرجو؛ 
م يؤمل ٠‏ 
ألم تان عمر رضى الله عنه أسف جد الأسف» حين فارق ا صل الله 
عليه وس ابنته . وقال : لا يعبأ الله بعدها بعمر . ولم يتكشف عنه الهم حتى 
روجعت ؟ وأن علي كزم الله وجهه» على اتصاله برسول الله صلى الله عليه وسلم من 
طريق النسب؟ وشرف اقترانه بالزهراء رضى الله عنها ‏ رغب فى أن يزقج النى 
أخنه آم نان ينك اأى طالب > لماعت شرفةه بو و سودده ٠‏ بول منعها من 
ذلك إلا خوفها أن تتقصرف القيام بحقوق الرسول مع خدمة أبنائها ؟ 
الأسباب اللخاصة 


: 1 8 ات سح 
أها سبب زواجه صلى الله عليه. وسلم 4 بالسيدة جو بريه رذى ألله عنها» فهو 


أن أباها الحرث بن ضرار» سيد بى المصطلق بن نجزاعة» جمع قبل إسلامه لحارية 








ا , اكاك السابع 


الرسول جموءا كثيرة؛ ولا التق امعان سألمم الإسلام فأبوه» وقاتلوا حتى هزموا» 
ساقت جو بورح ركانك قدو بر برة ‏ فى سسهم ثادت بن قيس ؛ فكاتهها على سبع 
أواق من الذهب» فلم ترمعينا لها غير المصطفى صل الله عليه وسام ؛ بخاءت | ليه مبينة 
نسبها» طالبة حريتهاء فتذى البى ماكان لأهلها من العز والسؤدد والقؤة» وماصاروا 
إلبه لسوء تدبيرهر وعنادهم من الاستعباد» فاحسن إليها و إلى قومها بآداء !٠‏ عليها» 
ثم تزفجها. فقال 0 كك اايف» الانسيوا بي المصطلق إن اعبار اواك 
لا تسترقون » وأحتقوا من بأيدهم مِنْ سيههم » وعل إرذلك أسل بنوالمصطاق 
كي لله على المرية؛ بعد ذل الكفر والأسر . 

وأمازواجه بالمبرأة بنت الصديق رذىالله عناء فلذن أباها الصتيق كن ديد 
السك برسول الله صلى الله عليه وسا » مغرما بالتققزب منه ٠‏ فكان هذا التزقج 
قرّة عين لها ولأبوها » ونفرا لأقارما ٠‏ وكان عبد الله بن الزبير ‏ وهى خالته ‏ 
يفااحريها حتى بى هام ٠‏ 

وأما زواجه بالسيدة حفصة بنت الفاروق رضى الله ءنها ؛ فإن زوجها توفى 
روا فى موقعة بدر» وكانت السيدة رقية بنت الرسول وزوج عنان » توفيت 
حينئذ» فدرض تمر ابلته علىءئان» فأعرض عنها رغبة فىأم كلثوم بضعة الرسول؛ 
ليستديم له بذلك الشرف؛ وليكون ذا النورين» فعز هذا الإعراض عل عمر للخفاء 
سببه» وأنئفت نفسه من ذلك الإعس اض» فشكاه إلى الرسول علي هالصلاة والسلام » 
فأراد الله أن يعظى عنان خبرا من ادنة عمرء وابنة عمر خيرا من عثان . 


ع 3 ع6 سين 03 
وأما زواجه بالسيدة صفية رضى الله عنها؛ فلآنها كانت بنت حى بن أخطب» 


مداق اللسيية ررقت فرق دير قاف الى 3 ووإكااز اران الس الك ان 
أخد من السبى جارية » فوقع اختياره عليها » فقيل للرسول صل الله عليه وسلم : 
إنبا سيدة قومها ولا ينبنى أن ككون لسواك؛ وهو عظم الرأفة خصوصا يمن ذل 
بعد عرلة ٠‏ فأهصس 0 بأحذ سواهاء» ثم ترقجها رأفة ها ( وتحقيقا لأمل راجيه 


من المؤمنين ٠.‏ 








د صلى الله عليه وسلم أوفى الأنبياء دينا ا 


وأما زواجه بالسيدة زينب بنت بحش الأسدية رضى الله عنها ؛ فلم يكن له 
سبب سوى التشريع والتأمى بأفعال المصطفى . و إليك البيان: 

)1١(‏ قضت حكة الله فى شريعته السمحة » بأن يحعل لم) يريد تغبيره من 
عادات الحاهلية المتأصلة ف العرب » الفاشية بينهم - توطئة وتمهيدا؟ ليسهل علبهم 
كا » ويجعل للسلمين من رسول الله صل الله عليه وسلم وآل ببته الطاهسرين 
أسوة حسنة؛ فييحصل التأسى» ويكون الاقتداء : 

فن ذلك أن الرسول عليه الصلاة والسلام » بعد أن تم“ الاب بينه وبين كار 
مك3 فىغمزوة الحدببية؛ أهس المسامين بالنحر والحلق ثلاث هرات» فل يفعل ذلك 
أحد منهم » فغضب المصطنى » ودخل على زوجه أم سكمة وهو غاضب» فسأاته 
فلم يجبها » ثم قال : هلك المسامون : أهستسم بالنحر واحلق فلم يفعلواء فأشارت 
كله زأق شر كلك وماق رامد قطال» ليا وى اللمابيرق قاك بكري إل اللعور 
والحلق ؛ تأسيا واقتداء برسول الله صل الله عليه وسلم : 

ومن ذلك ها كان فى وضع ربا الخاهلية ودمائها : فإن رسول الله صل الله عليه 
وسل قال فى خطبة الوداع : وإن ربا الماهلية موضوع» وإن أؤل ربا أضعه 
ربا عمى العباس بن عبد المطلب» و إن دماء الماهاية موضوعة » وإن أقل دم 
أبدأ به دم عاص بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب . كل ذلك ؛ لأن دلالة 
لفعل فى التشريع أقوى هن دلالة القول ٠‏ 

(؟) ومن العادات التىكانت متأصلة فى العرب التبنى؟ وتنزيل الدعى” منزلة 
لابن الحقيق ٠‏ وكانوا لذلك يرون نحريم زوج الدع" على من ادّعاه » فأراد الله 
إبطال هذا الاعتقاد » .فعل رسوله المصطفى أسوة حسنة فى هذا الأ » فسعى 


0 دق : 
لرسول فى تزويج زيد لت كدأن أعتقه » ول يكن من حيث النعرة العر بية كفئا 
0 


لعربية » بِلَّهُ قرشية »كد ينب الأسدية » ذات الحسب البارع » والمحد الأثيل» 





)0ن( 00 20( لله ددع ٠.‏ 








1 البساب السابع 


فتأففت هن وأخوها عبد الله » وأنت :أن تكون زوجة لدعى* غيركففء » فأنزل 
ديرم يبروومه يه 


لله تعالى : (( وما كان َو ص و مَؤْمنَة إذااقعى الله و رسوله أسرا أن بكرن ل 


, وسستر ‏ ها هه عه سه 


الخبرة من أضرهم 1 يحص الله رسو وقد ط د ميا ) ٠‏ فرضيا بقضاء 


لله ورسوله ؛ فرارا من العصيان واللخالفة غير أنها ظلت فى نفسما نافرة من هذا 
لاقتران» مترفعة عن زيد» ضائقة به ذرعا ٠.‏ ولما رأى ز يد منها نفورها وترفعها » 
وعدم اتقرادها لنصيحة رسول الله لا بالبقاء مع وها ء اث قراقهاء فسأل الرسول 
200000 





من تزؤجه بها بعد زيد ؛ وخثبى مع الله الناس أن يقولوا : : تفج عد ررح انه 
فأس الله بالاقتصار عل حخشيته 2 إذ بقول له: (إواه أحَقٌ 1 خماه). ٠‏ فلت لم ببق 
لزيد فهها ثىء:من الرغبة طلقها» فتزقجها الرسول؟ حفظا اششرفها أن يضيع بعد 
زواجها عولٌ 7ك لامكو عق الفؤبون حرج ف أزواج انعاتب إذا صا 
من وَطرًا ) ٠‏ وكان أعس الله مبذا اتوي مفعولا"(مقصودا) . 

هذاما قضى به الرحمن » ونطق 4 القرآن» واهس بعد نيان الإله يان ٠‏ 

مما تقدّم ,يتبين بطلان ماتقؤله غير المنصفين من أهل الغرب :من أن المصطفى 
عليه الصلاة والسلام ») قد خوّل نفسه دون أتباعه امتيازا لا لطع به الشرع » 
فترقج بأ كثر ع نأديع » وأنه بذلك قد اتصف (حاشاه) بما لايليق يلال النبؤة ٠‏ 
وم فى ذلك يفثرون الكزقي وهم يعلمون . ولو م أنفسهم ورجعوا إلى 
التاريخ» لأدركوا الحقيقة » 0 الزانهه الإنسانية الاجتاعية التى حدت النى 
الكويم إل تعد زوجاته . 

إنهم يعلمون أنه صل الله عليه وسلم تفج بالسيدة خدجة وهو فى مقتبل العمر» 
وسته إذذاك نحو نمس وعشر ابن سنة » وكانت أكبر له ا » وعاش معها 
خمسا وعشرين سنة » عيشة هنية مرضية » شسعارها الإخلاص والوفاء ٠‏ وكانت 
السيدة خدبجة رذى الله عنما 4 من أكبر أنصاره على الكفار الذين سغروا مئنة 6 








مهد صل الله عليه وسلم أوفى الأنبياء دينا 1 


وأسلقوا به ضروبا شتّ من الأذى : قضى معها تلك المسذة :الطوييلة » :وهو .مغال 
الاستقامة والشرف» كا أقز بذلك خصومه» ول شأ التزؤج بغيرهاء مع أن العرف 
عند قومه كان يحول له حق الزواج بغيرها إن شاء» بل ظل وفيا لما حتى توفيت» 
خزن عليها حزنا شديدا » وى ار عام الحزن» ولم ينقطع عن ذكراها طول 
حياثه » ثم ترقج بعدها سدودة بت ع ة أرملة السكران بن عمرو ؟ الذى اعتنق 
الإسلام واضطر إلى ال.جرة إلى بلاد الحبشة ؛ هربا من اضطهاد الكفار.. ولا 
مات صارت زوحته بلا معين ولا نصير» وأصبح زواج هذه السيدة اسه الفذة 
مايتها ومعونتها ‏ وهى أرمل رجل مات فى سبيل الدفاع عن ليق - فتزقجها 
المصطفى صلى الله عليه وسلم رد الال الأعلى للهمة والنجدة والمروءة ‏ : 
وفاء لرجل فقد حياته» بعد أن غادر الأهل والأوطان» احتفاظا بعقيدته» وشاركته 
هذه الزوجة أهوال النقى والتغريب » وتفاديا من سغطها على الإسلام الذى أفقدها 
زوجهاء وحمابة للها من أهلها أن يفتنوها ؛ لأنما هاحرت مع زوجها على غير رغبتهم ٠‏ 

وتماااهو أبلغ فى الدلالة على أن المصطفى كان يتزوج للتوصل إلى إعلاء شأن 
الدين؟ أنه تزقج بميمونة وعمرها زهَاء تمسين عاماء فكان زواجه بها سببها فى دخول 
<الد بن الوايد فى دين الله ٠‏ وهو الغازى الكبير» والبطل العظم » وهو الذى غلب 
الروم على أ ترد ها كه 


هذا إلى أن زواجها بالمصطفى أوجد لذوى قر باها وسيلة للعيش : فأطعموا 


من جوع » وأومنوا من خوف ٠‏ 

يقول فريق من غير المنصفين : لم تكن هناك ضرورة تقذضى على المصطفى 
بأن يجحعل نفسه مثالا وأسوة فى تعدّد الزوجات ؛ أو سمح بإبقاء هذه العادة» 
بل كان يحب عليه استئصاله) بتانا ‏ لآن السيد المسبح عليه السلام أهملها كل 
الإهمال . ونسى هؤلاء المتعنتون ما اتفقت عل هكاية عاماء الاجّاع قدا وحديثا : 
من أن عادات الأم وأحوالم) نتغير بتغير الأفكار» وعلى حسب مقتضيات الزمان 








0 البباب السابع 


والمكان» وأن ها كان يلاثم زمن المسيح عليه السلام» لبس تحتوم أن يلاثم زمن 
عد عليه السلام ُ لتدزج الإلسا ن وارتقائه 

ألم ا" المسبيح عليه السلام» وجه العقول والأنظا لك الاك 
حيث لا لاعت ولا علاقات ا<تاعية ؟ فظهرت المسيحية نك الك 0 تا مقاومة 
الزواج ؛ واعتداده أمس! غير مستحسن » ورسخ فى الأذهان أن ارتباط الرجل بالمرأة 
مهما كان مقدّسا أم غير #ود» وأصببح الرجل الذى لم ,تذقج» أرق بكثير من حط 
من قدر نفسه بالزواج 3 

وثما هو شبيه مهذاء ما ذهب إليه علماء ال هند الأقدمون ومشترعوهم » كن 
الإنسان لا ستطيع تحصيل العلوم والمعارف دون أن ,ترك جميع روابطه الاسيرية ؛ 
لأا ول دون عقي عرض القرلة والو 2ك ناشقل هذا الرأى كن أقل الأذان 
القدمة إلى من بعدهم ٠‏ 

والاق أن القول بأن الامتناع عن الزواج يجعل الرجل من عظاء المفكرين خطأ 
صريع ؛ لأنه لوم لكان المشعوذون ومن شاكلهم من أهل الكل» وكانت اللياة 
الكاملة معناها ار م الام هن جميع الروابط والأواصر البشرية ٠‏ وهذا رأى 
مناف بديهة للفطرة» ومفض إلى فناء فى الإنسان 

فاللق أن لكل عصر ما يلائمه من العادات والأخلاق» وما يصلح لزمن ليس 
لزاما أن يصاح لغيره » وليس من الإنصاف المكم على الزمن الماضى مقياس زمننا 
الحاضر» وأن العمل بمقتضى ضرورات الزمان والمكان» لا يصلح أن يكون سببا 
للدط من عظمة الأفكار وجلالما : أليس من الخطل والضلال أن تقول : إن عيسى 
عليه السلام كان رجلا ذا أحلام لا يمكن تحقيقها ؟ 

أليس من فساد الرأى أن تقول : إن حياة موسى وعيسى عايهما السلام كانت 
شاذة » إذا قيست بما ستحسن اليوم ؟ بلى : إن حياة هؤلاء اسل الكرام كانت 


ماع بالعظات والعبر» وهى سوه <سنة لأقواءهم ٠‏ وهن أجل ذلك بتبين صدق 








مهد صل الله عليه وسلم أوفى الأنبياء دينا 0 


قولنا :.إن عدا صلى الله عليه وسم مرسل إلى بنى البشر طرًاء وإنه مثّل فى شخصه 
الكريم نمو الإنسانية ورقيباء ولم يكن من الحككة أن يغير الخالة الاجتاعية التى كانت 
وقت بعثته مرة واحدة ؛ وأن يقضى القضاء المبرم على العادات القومية » والنظم 
السياسية والاجتّاعية» بل كانت سنته ‏ وهى أ-؟ سنة ‏ القضاء على الفاسد 
منها» وتهذيب ما يقضى النظام العمرانى” نبقائه . 
11 

وما هو جدير بالذ كر أن الابة التى حظرت على المصطنى ز يادة عدد الزوجات 
هن الأزواج» مع أن أحعابه ظلوا أحرارا» لاعنعهم شىء من ذلك فى حدود الشربعة 
الدمجة . 

ثامنا ‏ إباحة الطلاق 

١١‏ ) دلت التجارب على أن الطلاق فرصة صالحة للتخلص من ضرر شك 
فطل سات الشقاق» وقام الدليل القاطع على أن ما جاءت به الشر بعة 
الإسلامية فى شأن الطلاق ؛ أقرب إلى الإنسانية وأوفى بالعدالة» مما جاء فى غيرها 
من الأديان والشرائع ... : ذلك بأن الأمم القديمة حرمت عل المرأة أن تطلب 
الطلاق بحال من الأحوال؛ وظل الحا لكزلك إلى عهد الدولة الرومالية» حيث 

. ضعفت روابط الزواج وفشا الطلاق ٠.‏ ولقد حرت على ذلك القوانين العبرية 

القدعة والأثينية . 
الرومانية فى أوّل أمرها ل تلجأ إلى الطلاق؟ مع أن قانونها أباح ذلك» وفى هذا 
دلالة على أنها كانت أرفع خلقا من غيرها من الأم . وهذا قول باطل ؛ لأن الزوج 
فىعهد هذه الدولة» كان له الحق فىقتل ز وجته إذا أتت أهس| إدا: كشرب المر» 
وما ماثله » ولم يكن لما مع ذلك حق طلب الطلاق . فإذا حاولته عدّ لها موجبا 


(1) قال تعالى : ( لايحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل ببن من أزواج ولو أعحبك حستهن ) ٠‏ 











188 الباب السابع 


للقصاصض . و بالرتم سن هذا كله» فإن الطلاق شاع فى عهد المجهورية اللأخيرة شيوعا 
كيراء فكان سببا فى اخطاط مستوى الأخلاق لسرعة عظيمة ٠‏ 
0 ى كن العرب ف الحاهلية يرجعون إلى عدل أوإشائية فى معاملة" 


ذّ باهم 4 لفاءت الشربعة الأعلانية له ا أركانبا ٠.‏ قال عاك : 
فأ دين ماني َس رس لَتمْرِمَنمَُوا إن لل قور رحم . 

و موا الطَلاق فَإنَ الله ميع 2 لم قث بن يون لان قرو 
لايل هن أَنْ من م ما حَلق اللّهُ ى أَرحَامِهن إن كن يمن بالل واب انر 


ين عق دهن 5 ذلك إِنْ دوا إصلاحا 0 1 الى 2 يلحك 


اسه 0 


عدي مه 07 5 2 
وللرجال م 5 عن حك .٠الطلاق‏ 0 فإمساك عرف أو السيريح 
بإِحسان ولا 15 كٌٍ أن دوا 5 اتيتموهن شي إلا ان اذا اَذ ف و الله 
فر 0 22 بق 38 الله و3 كا 1 عَلبهمًا فا أتدث 2 تلك د : 
2 ك0 لدت 6 سدع 


قل 2 0 0 0 الله وليك 3 الظَاُونَ . فَِنْ طلقا فك كَل له 


كمد ادع ده 


من بعد حت تكح ا 0 لاه 

أن إن ذلك إن 0 بعة الإسلامية أعلنت بلسان الحديث الشريف ؟؛ 
أن أبغض الخلال إلى الله الطلاق ٠‏ 

وقد كان من حكة الإسلام وتمام ملاءمته لاسنن الاجتاعية بعدم تحريم الطلاق 
بتانا » لأنه ليس شرا على الإطلاق » بل هناك ضرورات تقتضيه ؛ ولذلك أبيح 


إاشروط» وف ألحوال معينة ٠‏ تأمل قوله تغالل: ((الطألاق عركان فَإمُسالك معروف 
ور 2 بإِحْسان ) . تجد الحكة فى جعل الطلاق هتين اك نومة افلح 
والتفاهم » والصاح خير. على أن الشريعة رأت إحراء التحكم قبل الطلاق؛ ليترقى 
كل من الزوجين فيه قبل الإقدام عليه والقطع فيه . 

هل ترى إنصافا أ كثر من أن الشارع الإسلاى» يعان أن أبغض اللال إلى 
الله الطلاق » وأن الطلاق مىتان ون التحكر ١‏ سبق إنفاذ الطلاق » وأن لارأ أذ 








عد صلى الله عليه وسلم أو الأنبياء دنا 10 


حق طلب الطلاق لأسباب شرعية ؟ كل ذلك ؛ لأن الإقدام عليه دون استيفاء 
شروطه مققض اسعادة الأسرة» وله أثرسى'" جدا فى تربية الأبناء' . 

ومع أن بعض الفقهاء يرون أن إقدام الرجل عل الطلاق تعسفا واقتدارا عمل 
باطل » إلانى الضرورة القتضوى »ء فإن جمهرة الفقهاء من الخنفية:والمالكية 
والشافعية ‏ وهم الذين يعنت برأهم - يرون إباحة الطلاق ؛ و يعدّون الطلاق 
الذى لا يستوفى الشروط الشرعية عملا بغيضا ٠‏ 

من العجب أنك ترى مع هذا » أن خصوم الإسلام تجاهلوا القيود التى قيد 
الشارع الإسلاى بها هذه الرخصة؛ شيا مع ضرورة الاجتّاع» وتغاضوا مما قزر 


أوائك الفقهاء » الذيرن فاقوا فى أحكامهم السديدة فقهاء الأثم الغربية عدالة 
وإنسانية : فقد رأى ققهاء المسامين فى قوله تعالى : ( فَإِنْ طلقا فل كَل له من 
ده بر داس مه ا 


لكح روجا يه ) . تحذيرا لكل من الزوجين مغبة الطلاق» والإقدام 


بكداحى 5 
عليه نئل 

ومن الخطل : أن (السيرموير) فى تابه (سيرة مد عليه السلام) مستككر ذلك » 
وفاته أن اشتراط زوج آنحرقبل الرجوع إلى الأول » أ كبر مانع من إيقاع الطلاق 
عند قوم كالعرب» عررفوا لِشْدّة الغيرة والحمية» وأقوى رادع له عن ممارسة هذه 
العادة» التى كانت شائعة عند البهود وعرب ابكاهلية والنضارى » فاء القرآن بأكبر 
زحرلأمة من أقوى أتم الأرض شعورا؛ فس منها مكان العزة والشرف ... ٠‏ 

ولا حرم أن الناس فى بملتهم متنشاهون ٠‏ فلا نعرف أحدا ‏ إلا من فقد الغيرة 
الإنسانية ‏ برتاح إلى أن يتزقج غيره باعسر أنه بعد طلاقها بدافع الغيرة والأثرة ٠‏ 

ومن هذا الباب شدّة تقبيح التحليل :. قال عليه الصلاة والسلام : ( أله يرك 
بالئّيْس الْمُسْتعار ؟ ) . قالوا : ما هو يارسول الله؟. قال : ( هو الْمحلَلُ .لعن الله 
الملل وَالْمعلَ لَه ) . وما هو جدير ,الك القصة الآنية التى أوردتمب! صميفة 
الضياء فى 7١‏ دلسمبر سنة ١4.‏ م بعنوان (ببيع زوجته) وهى : 








الاك الحا 
مالي اماج 


مق اشر القضايا التى نظرت فى ماك لندن فى الشهر الماضى ؛ قضية 
رجل بدعى ( إلن واتما تهام )» كان شديد اس فى حياته الزوجية» فانتمبى به الهس 
إلى أن بيع زوجته بمباغ خمسمائة جنيه إنجليزى ؛ لتاحريدعى (فيلبس) ٠‏ 

وقد قر المستر ( إأن واتهام ) » أن حياته الزوجية لم تكن تطاق ‏ لأن أخلاق 
زوحته لم تكن نتفق مع أخلاقه» مع حممأ لهذا التاحر وموافقتها على الييع : 

وقال المحاى عن امهم : إنه لاوجه لإقامة الدعوى على موكله ٠.‏ وقد 5 
فى دفاعه فقرة» يستدل منها على أن لةانون الإنتجليزى قبل هائة سنة» كان ييح بيع 
الروحات > وألة ى سكنة ١‏ 0 من الزوجة محدودا بمباغ بلغ ( ستة بنسات ) » 
(أى م و؛؟ مليا تقرما .2 إشرط أ أن يتم البيع عوافقة الزوجة ومحض اختيارها ٠‏ 

فردّت عليه امحكة بأن هذه ا لفقّرة صمرحة » وأن ن القانون الذى ذ كره كان موجودا 
حم 2 غير أن الحكومة عدت أه| 2 سية وءما م بعلم 52 الزوجات ع( 
أو التنازل عنمن ٠‏ 


وبعد المداولة حكت الحكة عل بائع زوجته بالسجن عشرة أشهر . 


الامطا ع نات 
جاء الإسلام كانت المرأة فى درك امحطاط الكلق ؛ ولذا كان من الدكة 
نبى النساء عن التبرج تبرج الماهلية الأولى ؛ وأههن بالاستقرار فى منازلان . 
وليس فى نص القرآن ولافى صرح السنة» ما يفيد تَدُدّدا على المرأة فى الاب » 
ناه الوم ف البسلاد الى ليم الإسلام فيا تقوذ» وات لم تسل ايسا نم 
الإملدعات الذرية : 
تأفل قؤله تعالى : 39 ل قَلْ لوك و انك ونساء المؤمنين دين 


علممين من جلا يبون ذلك ادق ْ 0 3 0 كن الله 0 را ا( 4 


شثكرهة ‏ هتره سه دوكر هو ده وهم 3 زه عر م 
2 0 1 0 
وقوله تعالى : (( وقل للمؤمنات يغضضن هن أبصارهن 1 ع( اك تفلحون ) ٠.‏ 








مد صل الله عليه وسام أوفى الأنبياء دينا وز 


1 فهم هه الآيات» وإدراك ماتتنطوى عليه من كل احمتاك الإصلاح ؛ للذين 
عرس اا" حاف :ل لحر القدمةه وقيقى االالختوق الى زاف الك ريباك 
نبيه عد صل الله عليه وسام أن ينقد العالم من شرورها ؛ حتى تننظم أحواله بإصلاح 
حال المرأة » وترقيتها كُ مليدمها وسلوكيا وسيرها ٠‏ فللا تصبح بعد ذلك مضغة فى أفواه 
الشفلة الماع . 
فى شأن المرأة » صرحة قَْ وفرة 0 00 0 8 00 ونشين 0 و 
يضيق الإسلام قْ الابما يلحم بعض الككّاب 2( بل إنه يي مع مقتضبات 
الغيرة والمروءة 8 
رقان السد الزهلة اتروع ف مفررق» ‏ إإك ادر تدرف أل عليه ار نيا 
عادة حاب مطلقاء و إن نساء جاوة متتعات باللتزية التى لأخواتهن فى (هولاندة) ٠‏ 
إن التارح يحتثنا أن نساء النبى بعد أهسهن بالاستقرار فى منازحن ؛ ونين 
عن التبرج » لم يكن كنات عن العالم» م 2 بعض كاب الغرب 0 فإن النيدة 


2 رت النى صلل الله عليه وسلم» سر 0 ف قتال ع1 لي" كلم الله وحهه 2 وقامت 


السيدة فاطمة الزهساء سصيب وافر » فى الدعوى إلى إسناد الحلافة |! لى على"» 


واأقاترت اليد زيلب نت الحسين ابن أخملا | اليتم الصغير م: ن الأمو بين بعك 


مذحة ( زبلا . 

وسير فضليات النساء مملوءة بم يدل على أثر الإسلام فيين ؛ وإعدادهن 
للاشتراك فى الحياة العامة 

بلغ امخطاط الأخلاقكا قدّمنا عند عرب الماهلية واليهود والنصارى؛ هبلغا 
استوجب إسعافه بالعلاج ٠.‏ وقدكان لأس القرآن الكريم لنساء الى صلى الله عليه 
وسم بالاستقرار فى منازلهن؟ واجتناب تبرج الحاهلية» أثرحسن فى رفع المستوى 


الكلق؟ اق خير أسوة ٠‏ 








15 الباب السابع 


وريم اختلاط النساء بالأجنى من »6 أيس معناه انتزاع الثقة من © وإغق) هو 
وسيلة إلى الاحتفاظ بما بيجب لمن من الاحترام وعدم التبزل؟ فالحق أن مكانة 
المرأة فى الإسلام قينة بالاغتباط . 
تأمل هذا» ووازن إبينه وبين ظ أن :5 
(1) قزر (ترترليان) فى ابه (وصف المرأة) : أنما باب الشيطان ؛ لأنها أفسدت 
آدم - وهو مظهر من مظاحس الله ممله على الأكل من الشجرة ٠‏ 
(ب) قال (لوفى) : إن المرأة شرلا بد منه» وتكية تنساق إلمما النفوس» وبلاء 
رن ل شرم عمال 
(ح) قضت نامر الكنسة الدرئوة ككية بحرمارن المرأة حقها فى امجتمع : 
لفظرت عليها حضور المادب والحفللات 2 وآلزنت النساء احاب صافئات 
صابرات 2( لا شأن ذن إلا طاعة أزواجهن والقيام بالغزل » والنسج » والطهى ٠‏ 
وإذا خرجن من دورهن سترن أجسامهن» من قمة الرأس إلى أ مص القدم . 
وما يجب ذكره» أن نصيب المرأة من از ية فى الحاهلية عند العرب » كان 


أكثر منه عند اليونان ٠‏ وفى ذلك يقول (بيرن) : لم تكن النساء فىالكاهلية تعسات: 


فكن يرافقن انحار بين إلى ميدان القتال» ويثرن فيهم المميّة والبطولة» وكان الفرسان 


ينزاون ميدان الوغى» وه, بتغنون بذكر أخواتهم » وزوجاتهم » وحبو باتهم . وكان 
إغاب محبوباتهم مم خير مكافأة بطمعون فمها » وكان كزم الللقوالشجاءة 0 
مكارم الرجل »كان العفاف عدن حلية تتزين مم المرأة 6 وطالم) شلك نار 
الحروب بين القبائل فى أناء صعراء العرب ؛ هن جحراء إهانة تصيب المرأة هن 
غير قبيلتها . 

كان العرب يجلون المرأة 5 غلاب على طباعهم من خلق الفروسية والشههامة؛ 
ة حياتها» ونفاذ رأمها »وقوؤة تأثيرها تبج أتجانهم عوإثارة الحفيظة ف نقوسهم » 
إذا رأت فبهم قرارا على الذل» وإغضاء على القذى» وتكوصا على الأعقاب . 








عد صل الله عليه وسلم أوفى الأنبياء دينا مو 


وهؤلاء نساء قريش» قد خرجن مع اميش فى غنزوة أحد يمان الدفوف ؛ 
وبيكين قتلى بدر؛ فيوقدن بذلك فى صدورهم 
حين انمهزمت قرش فى صدر المعركة » وسقط اواؤها © فقد نم دمت 1 بنت 


نار الأخذ بالثأر ٠‏ وماكان منهن 


علقمة» ورفعته بيدهاء فاندفعت قر بش إليهاء ودافعوا عن رايتهم » وقاتلوا المسلمين 
مستبسلين» حتى ظفروا هم ٠‏ 

لست يهان اران اما إلى الذل» ورضوا بالسيسة 
- مشهورة معروفة ٠‏ 

من أخل ذاك تمع الإسلام هذا الخلق العظم » وأتى بأحكام ضاعفت احترام 
المرأة وإعلاء منزلتم!» فنمت فى المسامين خليقة إنقاذ الضعيف» ودفع الضم عن 
المظلوم » وتلبية نداء الإنسانية فى أى بقع كانت : من مواساة البامسين» وتفريج 
كيب المكرو بين . وانتقل هذا املق من ايام إلى القصور الشاهقة . 

ألم تقرأ ما رواه المؤرخون: من أن عبدالملك بن موا ن كان جالسا علىالمائدة » 
فعلم أن فتاة عرربية آشكو ذل الأسر عند الرومان» وتقول : النجدة ياعبد الملك ! 


فأقسم ألا يقرب لذائذ الحياة حتى ينقذ الفتاة من أسرها . وقد ب عينه ؟ 





يقول بعض المنصفين من كاب الغرب : كان عنترة أبا الفروسية » وكان عل“ 
كم الله وجهه شعارها : فهو مثال الإقدام» والشجاعة» والحزم» ولين اهانب » 
والعلم ٠‏ وكان شديد البأس» وافر الشفقة. وكان للعرب فى جملتهم الفضل فانتشار 
1 دن أو ره 15ت ان بر الكش إل الأنظان ال سس كار رة 
لما اسل إيطاليا» وفرنساء وألمانياء أناشيد الشرف والحب فى الخروب» 
من أماتذهم 1 رطبة» وغرناطة» ومالقة . وم بحكن آراء 00 ا 
و( شوسر) إلا ترديدا لصدى الفضائل الإسلامية» وقبسا من نورها ٠‏ ومع هذا 
فإن ماكان هركوزا من الغلظة والصلف فى طبائع القبائل الأور بية ال حمجية ‏ جعل 
فى بطولة أبطالها ضر با من الكشونة لا نظير له فى البطولة الإسلامية 








134 لباب السابع 


طلك إلاة فى القرون الأول فى الإسلام إلى أن سقطت دولة العدرب 

فى الشرق؛ رفيعة الدرجة» سامية المكانة» أرق مما عليه المرأة اليوم فىالدول الغر بية ٠‏ 

وإليك بعض البراهين : 

)١(‏ شغلت زبيدة زوج هارون الرشيد مكانة عظيمة فى عصرها » بفضل أعماها 
الحليلت» وفضائلها الكثيرة » وأخلاقها السامية ٠‏ 

(إس) كانت السيدة سكينة بنت الحسين الدزة اليتيمة بين أترايها ٠‏ وفى شأنها يقول 
يبرن : كانت سيدة عصرها » إذ كانت موفورة المال» كاملة الحصال. 
ولاغرو اك رغيت ف العم والمتعلمين 6 الست العلماء والأتقياء» 
وشاركتهم فى كثير من العلوم والفنون . 

(ح) كانت شهدة الملقبة بفخر النساء فى القرن الخامس للهجرة» تلق الدروس على 
امهورى جامع بغداد» فى الأدب والتارريج » وكان يحضر درسها عدد غفير 


من أهل الفضل والعرفاك» ولا ف تاريخ الإسلام » ها لأعظم العلماء من ممق 
المنزلة والاحترام. ولو ظهرت شههدة هذه فى أوربة قبل اقتباس المانية 
الإسلامية لأحرقوها ؛ بحجة أنها ساحرة . 


أفيعد هذا كله يظل بعض المستشرقين يفترى على الدين الإسلااتى الكذب 
والمنات؛ وعل التي" العرى" الع الذى يقول : «« ما زال جربل بوصيى بالشساء 
ست اساسه فر ع ساس لاخر ساس سر ته 
حى طينت آنه سيتحرم طلاقهن 0 

من الممسلم به» أن المرأة قد وصلت بعد لسعة عشرقرنا إلى مقام نالت فيه 
نصيمها 0 الاحترام ِ لحن هل حصات على مكاأنة شرعية ا 66 اماد 
فى الإسلام؟ كلا : إن المرأة المسامة أعطيت من الحقوق» ما لم تعطه أختها المفتونة 
يحضارة أمتها ومدنيتها ٠‏ 

حسب الإسلام أنه جعل أبنت اذاي غير رشيدة فى كفالة والدهاء أومن 
يقوم فقافة6 وأنما ص بلغت سن الرشد» وها جميع الحقوق البى يحق لا المتع يها » 








ع مل ان طه ور أل الاتاايا 000007 وك 
بوصفها شخصا مستقلا عن غيره ٠»‏ وجعل له الق ى ركه والدهنا © وأن أحذا 
لا ستطيع أن يزوجها بغبررضاها متى كانت بالغة؛ وإذا تزقجت لاتفقد تخصيتها» 
بوصفها عضوا قائما بذاته فى ال هتمع الإنسانى. وأوجب عل الزوج القيام بتدبير شئون 
زوجته جميعها إذا أرادت ٠ول‏ تبح الشريعة لازوج التدخل فى أموالها ومكاسمها 
بغير إذئبا . ومنحتها الحق فى أن تقاضى من تشّماء» دون الاضطرار إلى الاستعانة 
ا ل ا يم اا 

وما تقدّم بتبين أن الشربعة الإسلامية أعطت المرأة مكانة خيرا ما أعطيته 
المرأة الغربية . وليس هناك من سبب لتأخحرالمرأة المسامة عن المرأة الغربية» إلا قلة 
انتشار العلوم والمعارف بين الم الإسلامية؛ م تقتضيه شر بعتهم الغكاء ٠‏ 


3-5 
«6-١ 


وخليق نا أن نورد المقال الآنى نقلا عن (حريدة) المساء المؤرخة 5" من فبراير 
سنة ١9‏ م » وهو بحروفه : 


النلاء 8 الإاسلام 


من مقال قم الهريدة الإسلام فى باريس 


فى العاصمة القَرئسية حريدة تصدر بلغة تلك البلاد اسمها الإسلام ٠‏ أسسمها 
0 22 لع كيه نان دار اوناظها 
فيها على فصل قم فى النساء المسامات رأينا أن ننقله لقارئاتنا فها يألى : 

من الأمور المعروفة أن النساء من الحظ الوافرفى تطؤر الشعوب وتقدّم 
الأنم ب لهذا عمد الرجال من تلقاء أنفسهم » إلى العَشى ر ويدا رويدا ناحية المساواة 
ها بين جنسهم وذلك الحنس اللطيف ؛ مسوقين على توالى القرون بكم التطسوّر 
ال لالاتة 

وم ببد التطؤر الأدبى الخلق على أشدّه إلا فى تاريخ الأمة العربية : فالمعلوم 
أن العرب عند ما بلغوا أوج عظمتهم » وملكوا دولتى السيف والقل» كانت المرأة 








اباب السابع 


عندهم عثل الرجل سواء بسواء : فلهاحرمة وكرزامة» ولكن حدث بعد ذلك أن 
ساءت العادات من جراء طغيان. الحكام ؛ وتدخل الأجنى » فزالت تلك المرأة 
العربية اللتزة الشريفة » ذات العزة والاحتزام » وحلت لها السرَيّة وا محظية » 
من الطبقات الدنيا الغرسية عن العنضرالعر بى : تكسيسات البيزنطيات والفارسيات» 
والخوارى من لروم والصقالبة» وبق على هذا أن اختل حتى نظام الحباة والأسرة : 
فكانت عيشة الكسل» واللذة» والإسراف» والتبذيرفى النفقة» والتبرج . 

كانت للرأة العربية منزلة ذات شأن خطير : فهى ف المدينة الآهمرة الناهية 
فى المنزل والأسرة» بل الخائضة بعقل وحصافة فى القضاء والسياسة . 

ومن منا لا .يذ كر امرأة الحارث بن عوف » التى أصلحت ما بين القبيلتين» 
بعد أن نذرت كل منهما لأختها الدماء والفناء ؟ ثم من منا لا يأسى ولا يأسف 
بعد ذلك على طى ذلك العهد ؛ وما خلفه من عهد النسرى الذى أشبه ماكان 
فى أثدنا و إسبرطة ؟ 

ولقد وضع النى العربى الكريم من الأقوال والأحكام » ما سوّى به بين المرأة 
والرجل فى حرية التصرف والكامة ٠‏ فلبث العالم العربى ستة قرون أولى ولا حجاب 
بين النساء والرجال : فكان بعض الفضليات العظيات» يعقدن مجالس العلم والأدب 
والمناظرة والمساجلة » ويحكن بين العلساء والأدباء » فإذا ما شبت الحرب تحرجن 


إشحذن من هم الرجال » ويذكين من وتم » ويواسين . الجر » و شين 
على الشجعان ٠‏ 
ولولا المرأة المسلمة ما تمثى الإسلام من فوز إلى فوز : فالسيدة خديجة كانت 


ول من نجع النى صلل الله عليه وسلم بعد روعة الوجى؛ وكانت أل من قاحمه 
فى جهوده» وأعانه بالعطف والرأى والمال . 

آذ عظلم المسيحيون السيدة مسيم » فالمسلمون على بكلة أبيهم يعظدون فاطمة 
الزهراء شة المصطفى : فقد د أولاده الذكوو 3-5 رضوان. أله علييم - 


(1) الصقالبة : أمة تسكن ما بين بلاد اللزر وقسطنطينية * 








علد صبلى الله عليه وسم أوق الأنبياء دينا /151 


فى حاته » فال يعطفة وحتانة جميعا إلى السيدة فاطمة ٠‏ فأذنا فاحسن تأديياك 
فكانت آنه فى الفضيلة والعرفان » وترقجت وهى فى السادسة عشرة من عمرها بعلى 
ابن أبى طالب كيم الله وجهه ؛ فكان منها الحسن والسين . وهما سيدا شباب العرب ٠‏ 

وغ فت فاطمة - رضوات الله عليها - بأنها كانت لا تقصر فى شئون بيتها» 
فإذا ما فرغت مده وأدّت الفرائض » جمدت الصحاية وأخذت تسثرفيهم الغوالى 
من المكم والنصائم ؛ والحض على الفضائل . وجاءنا كثير من قولها فى المرأة 
ووجوب تعظيمها ٠.‏ 

وهناك سكينة بئة الحسين ( رضى الله عنهما ) وكانت آية زمانها فى العلم 
والأدب » وكانت دارها مثابةً للعلساء والأدباء » و باغ من تأثيرها حتى فى النساء » 
من كن يقلدنها فى الملبس» والطركة» والجشارة ٠‏ 

واشتهرت سكينة بالنقد الصائب فى الشعره وف الككم والفضل عل الشعراء ٠‏ 

وف العر بيات البارزات بعد ذلك الليرّران» اسرأة المهدى الخليفة الثالث من 
ى العباس ٠‏ وكانت هى الامرة الناهية فى البلاط وفى الدولة» وكانت من العجائب 


فى العقل والشجاعة والككاسة» قف ببابها الوزراء والعاماء والشعراء ٠‏ و بفضل هذه 


لك المهدى إلى الأمو بين ما صادره العباسيون لطم من الأملاك ٠‏ 


وهناك زبيدة زوجة الرشيد . وليس فى مسابى الأرض كافة من يجهاها : فهى 
النى أمدّت مكة بالماء الصا للشعرب» من العين النى عرفت باسمها (عين ز بهدة) » 
وهى الى أمرت ببناء إسكندرونة بعد أن دمرها الببيزنطيون ٠‏ وكانت تقرض 
الشعر اللنيد» وتشمير بالآراء العمائية فى السياسة واليروب ٠‏ 

وبوران اسرأة المأمون المشهور لم تقعد مها فارسيتها : فهى المسامة التى جمعت 
ما بين الككاسة الفارسنية ؛ والكامة الإسلامية» وعرفت بالذكاء» وأقامت فى بغداد 
المدارس والمستشفيات ٠‏ 

ومن المشهورات فى الإسلام قطر الندى » امسأة المعتضد بالله وأم المكتفى ٠‏ 
وكانت من العلوات الحبيرات بالشرع والقضاء : فقامت بالوصاية على ابنها قبل بلوغ 








١‏ الباب السابع 


الرشد» وأدارت الأحكام » وقضت بنفسها بين الناس» وأحاط بها كثير وكثيرات 
من الشعراء والشواع » والأدباء والأديات ٠‏ 

وشجرة الدر امرأة شم الدين أيوب . وقد أدارت بنفسها رحى الخرب على ملك 
نار ا لظ لس لك را 

وإذا التفتنا إلى الأندلس» وجدنا المرأة المسامة بلغت هناك الأوج» وحلت 
الذروة ٠‏ قال فون كر يمر المشهور فى تواليفه :”إن العرب كانوا مفطور ين على احترام 
النساء فى قرطبة» ومنها تعلم الأور بيون احترام السيدات » 

وأقام عبد الرحمن على باب قصره تمثال امس أته الزهراء ؛ وشيد قصرا لتخليد 
ذ رحا وكا من دور الى والإحسان . 

0 الأنداس عَدَد المسليات |6 و يصاين يجانب الرجال » 


. 2 0 
ف جوامع قرطبة » وغ ناطة» و إشبياية» ومالقة» ار وغيرها ٠.‏ 


كنك الأمير سلم بعد وفاة والده السلطان تمد أحمد الأ كبر عرش فارس » 
فتزقج بالسيدة مهر النساء» وكانت ثتقن العربية والفارسية وآدابهها» ولا علم واسع 
بالموسيق » وكان زوجها يدعوها (نور مل) (نور القصر) ؛ ودعاها الشعب (نور جهان) 
( نور الدنيا )» وتعاطت الأحكام حكيمة موفقة» وكانت تعرض اللند» وتستقبل 
الأسراء والحكام » وكانت السكة فى الدولة باسم الشاه و باسمها » وكانت نتعاطى 
حتى الصيد على ظهور الياد ومعه اناه 

وحدث مرة أن زوجها وقع أسيرا فى بعض الحروب » فقامت على رأس 
الحنود فاستخلصته هن قبضة الأعداء » ولا فوق هذا فى البر آيات : فكانت 
ترب اليتانى واليتهات وتزقجهن » وكانت موئل المظلوم وملاذ المعدم » وقاما خلت 
مدينة حتّى فى الهند من مكان باسمها 

وبتدبر المؤرخون جميعا حركة التقدّم عند العرب » فيجدونها مرتبطة برق” 
المرأة : ففى عهد انمحطاطها وقف ذلك التقدّم» وكانت العودة إلى القهقرى ٠‏ 








معد صل الله عليه وسلم أو اللأنبياء دينا 144 


فإذا أراد المسلمون الآن استرداد ماكان لهم من ناريح مجيد» فنا عليهم إلا أن 
يعملوا عل إنهاض المرأة المسلمة » إلى المستوى الذى كان لها فى صدر الإشلام ٠‏ 
هذا هو المقال البديع الذى نشرته فى العاصمة الفرئسية بحريدة الإسلام؛ لأولئك 
الإخوان الأمجادء الذبن تصدّرهم مصرى لإصدار هذه الدريدة امحمودة ٠‏ 
السبيل الائحر لإصلاح المجتمع 
الإكثار من وسائل إبطال الرق 
هيد 
يذبغى لنا قبل اللموض فى هذا الموضوع أن نوضم معنى الرق» وأن نتكلم 
باز فى الاسترقاق عند الأم الختافة ومنشئه : 


اك لك الت اللتسستك» وني رلا انلاب د رردااد انوا عكر ديه رضييك 


بعص النناس ١‏ 

أما عند الفرنة» فهو حرمان الشخص حربته الطبعية» وصيرورته ملكا لغيره. 

وما الاسترقاق ٠‏ 

ظهر الاسترقاق منذكان حاب المهالة مسدولا على الجتمع الإنسانى . 

سا : 

0 لما كان العمل من أصعب الضرورات وأضناها للدم بحث الإنسان 
عما يخلصه من عنائه وشقائه » فوجد طلبته بين بديه » وعفر القوى الضعيف 
فى القيام بأعماله» ومن ذلك نشأ الاسترقاق . 

(؟) ثم توادت الأطاع » وجاءت الحروب فنشرت الاسترقاق عند معظم 
الأنم» وصار الناس لايقتلون العدق إذا غاب» بل بيقون عليه ؛ ليعمل لهم . 








0 اباب السابع 


(" ) لطبيعة الأقاليم - وهى من أقوى العوامل فىتكوين ابماعات البشرية- 
0 عظم فى زيادة الاسترقاق وا”مساع نطاقه» حتّى بلغ عند الأتم التى على الفطرة 
فى جميع بلاد المشرق مبلغا عظيا لأن تمن الرقيق كان زهيدا » وعمله مفيد 
فى الصناعات والتجارة ٠‏ 

غير أنه فى الثهال كانس الاسترقاق أقل انتشارا منه فى الحهات الحنوبة 
من المعمورة؛ لآن تغذية الرقيق عندهم كانت تكلفهم نفقات جسيمة» ولم يكن 
لعمله فائدة كبيرة ٠‏ 

وهذا يدل عل أن الاسترقاقمن الأمور الاقتصادية المترتية على العمل والاشتغال. 

الاسترقاق ى الأزممة القدهة 
الرق عند قدماء المصربيين 

كان الرقيق عند قدماء المصريين آل مسيخرة للعمل» ومرى, مشاهد الزيئة 
ومظاهى الأمبة - فكان الأرقاء فى قصور الملوك وبيوت الكهان واللقائلين » وكان 
الأسارى آرقاء التولت» يقومون بالأعمال التى تستدعبها حاجات القظر» أو نتظليها 
موجبات زخرفته ونحسين هيئته» وفى غير الحالات الى لستدعمما المصلحة العامة » 
كانت الأخلاق والعادات تقضى معاملة الرقيق بالشفقة والرحمة والدفاع عنه؛ بل 
إن الشربعة تيه من البغى واللأذى؛ فققد نصت على أن من قتل الرقيق يقل فيه» 
وكان يوز رفع الكمة إلى مقام الزوجية . 

الاسترقاق عند الهنود 


0غ( 
قد جعات شريعة مانو الناس طبقتين ممتازتين : 


01 الدويداس : وه, الذين تتالف منهم الطبقات العالية : البراهمة» 


ومن إلهم . 
(1) هو مشرع هندى ينسب إليه اكاب المسمى ( مانا فاذا رما ساسترا ) وه وكاب واف فى عل 
الأخلاق والشر بعة ٠‏ 








(0) السوذرا : وه الطبقة الدنيا المستخدمة . 

ثم حدّدت درجتهم بالقياس إلى البراهمة وغيرهم » وجعلتهم فى أحط متزلة » 
ووضعت لم القوانين الصارمة . ومن أمثلة ذلك ما يأتى : 

١١‏ ) يجوزلا همى أن تبر السودرا على الخدمة» سواء أشتراه أم لم شترهء 
لأنه رقيق؟ ولأنه ما خلق إلا ليخدم البراهمة . 

(*) بل إذا أطلق سيده سراحه لا تفارقه صفة الخدمة ؛ لأن هذه حالة 
طبعية مرتبطة بوجوده ٠‏ 


(") إذا مس السودرا أحد البراهمة بأذى» فلا مندوحة عن قتله ٠‏ 


0 إذا وجه رجل من هذه الطبقة الدنيا سبا فاحشا إلى أحد الدو يداس ؛ 
خرافه سل السانةا: 
(ه) وإذاةر أحدهم باسمه و بطبقته على سبيل الازدراء» بفزاؤه أن يوضع 


فى فه خنجر طوله عش رأصابع» بعد إحائه بالنار إحماء شديدا ٠‏ 

+١‏ ) إذا اجترأ على إسداء النصح والمواعظ للبراهمة فيا يتعلق بواجباتهم ؛ فعلى 
الملك أن يأعى بوضع الزيت امل فى فيه وفى أذنه ٠‏ 

)00( إذا سرق البرهمى من السودرا عوقب بالغرامة » وأما إذا سرق السودرا 
بكزاؤه |الإحراق . 

0 داع رسن ع أسد القضاء فلسلى سرد ليد حا 
و إذا ارتكب. البرهمى مثل هذه الترعة: فليغرم. ٠‏ 

والمقرر فى الشرائع البرهمية » تقسم جميع الأشخاص الملزمين الخدمة قسمين : 
الخادمين » والأأرقاء . فالأعمال الطاهرة من خصائص الادمين » والأعمال النتجسة 
عل عواتق الأرقاء . 

الاسترقاق عند الاشور يين. والإبرانيين 

يدل تارييح ملكة آشور عل أن الاسترقاق كان عريقا بهاء متأضلا فيها» فقد 

كانت التتهيور تعض بالنساء والأرقاء المخص صن نبال والزينة . 








اباب العام 


أما مملكة الفرس الى امتدٌ ساطانها إلى حدود آسيا القديمة » فقد استجمعت 
جميع أنواع الاستخدام المعروفة عندكثير من الأم امختافة : فققد كان فيها الأرقاء 
الرعاة» والأرقاء الختتصون بحاجات الزينة والثروة . 

وقد أجاز العرف والاصطلاح فى بعض البلاد أن يكون للا“رقاء أوقات راحة؛ 
اجتهد واضعو الششرائع فى إنصاف الموالى» وتخفيف وطأة الظلم علوم . 


قال هبرودث :” لايجوز لأى فارسى” أن .عاقب عبده عل ذنب واحد اقترفه» 
بعقاب بالغ فى الشدّة والمسرامة . لكن إذا عاد العبد لارتكاب الذنب » فامولاه 
أن علا الخياة» أو أن يعاقبه جميع ما يتصور من أنواع العذاب » 


الاسترقاق عند الصينيين 

كان الاستخدام النفعة العامة شائعا فى الصين قبل التاريي المسيحى بأجيال؟ 
قوم به الحكوم عليهم والأسارى . ثم نشأ الاسترقاق » وكانوا يجلبون الأرقاء من 
الخارج بالحروب 3 يأخذوم من ذات الصين > كانت تفعل الدولة نفسها ؛ 
لأن الفقيركان هار[ بيع أولاده سيب الفاقة والاحتياج لت شاك بر 
مستعبدة اسبب الشدّة» وكان للولل التصرف المطلق ف الرقيق : ببيعه و يديع أولاده. 

إلا أن الاسترقاق فى بلاد الصين كان قليل الشدّة ؛ فإن الشرائع والعرف 
والأخلا ق كانت تساعد على تلطيف حاله : 

فتقد أصدر الإمبرا طوركوائجون - وكان عانْسًا بعد المسيح عليه السلام فس 
وثلاثين سنة - أمرين اثنين بوقاية حياة الرقيق وشخصه » مهنما عبارات تشف 
عن كال المروءة ؟ فقد قيل فيهما : 

” إن الإنسان هو أفضل وأشرف الخلوقات اتى ف السماء والأرض ٠‏ فن 
قتل رقيقه فليس له من سبيل فىإخفاء جرمه . ومن أخذت به الحراءة فكوى رقيقه 
بالنار» حو على ذلك عقتضى الشر بعة ٠‏ وهن كواه سيده بالنار دخل فى عداد 
الوطنيين الأحرار» . 








مد صل الله عليه وس أوف الأنبياء دينا .0 


ولقدكان بعص الأرقاء يصادفه ا حظ ب فترتفع به المناصب »ونال ثقة مولاه» 
وحد فى بعض المكاسب طربقة ينال مها حرلته» و.تخلص من ربقة الرق؟ ولهذا 
كان الاسترقاق قليلا عند أمة الصين» التى امتازت يجودة الفكي» وأصالة الرأى ٠‏ 


الاسترقاق عند العبرانين 

كان الاسترقاق قدا عند هذه الأمة» وكان الأرقاء فى بى إسراءيل من أصول 
الثروة وأسباب الغنى ؛ عند أولئك الرؤساء الذي ن كان دأبهم الل والترحال» إلا أنه 
كان للأرقاء عندهم بعض الحقوق : كاستراحة سبعة أسابيع فى السنة» وعدم جواز 
ضرم ضربا مبرحا ٠.‏ ومن فعل ذلك أوخذ بعقاب فيه بعض الشدّة » وكذلك من 
بتر الزقيق أوكسرله عضوا أوسنا ولهذا يصح القول بآن العبرانيين كانوا يعاملون 
الأرقاء معاملتهم أنفسهم » وكثيرا ما كان بتفق للولى أن يز إحدى إمائه ؛ فيتخذها 
حليلة » بل أغرب من ذلك ! أن العبدكان بتاح له فى بعض الأحيان أن يتدج 
ل ل و ركرك رن ا 
جوارهم ٠‏ 

والخلاصة : أن الاسترقاق عند العبرانيين وعند غيرهم من سائ رأم الشرق 4 
عدا اهنود» كان مقرونا باللطف والعطف » اللذين لا يرى للها مثيل فى اليونان 
والرومان» وفضلا عن ذلك فقد ورد فى شريعة سيدنا موسى عايه السلام أن 
العبد إذا استحق القصاص فلا يصدر الحم عليه إلا من القاضى ؛ حماية له » ورحمة 
به من قسوة الموالى وانتقامهم . 

الاسترقاق عند الإغريق 

كان الاسترقاق قديما وشائعا فى جميع بلاد اليونان » وأثبت مشروعيته وصعته 
رأس فلاسفتهم أَرسطو » الذى عرف اقيق بأنه : (آلة ذات روح » أوشاع 
قائمة به الحياة) . 

ثم قدم الحنس البشرى قسمين » وهما : «الأحرارء. والأرقاء بالطبع» ٠‏ 








ع" الباب السابع 


وقد قسم اليونان الزقيق صنفين متباينين : 

)١(‏ سكان الأقطار المفتوحة المغلوبة على أهرها : وهؤلاء تابعون لأرضهم 
بكزء منها + 

(* ) أدقاء البيع والشراء : وهؤلاءكان للوالى عليهم السيادة المطلقة ٠‏ وأغلب 
الأرقاء من الصنف الثانى . 


مان رل الاستقاق لسن ف لسار حلت سكن الوسر وكا 


ل ل ل ل ا ل يه 


وس اكد لبيع الأرقاء » و يعمل العبيد لمواليهم أو لأنفسهم » اشرط أن بدفعوا لأسيادهم 
مبلغا معينا كل يوم ٠‏ وكثير من اليونان اشتروا العبدان» وخصصومم للإجارة» وكان 
هذا من أفضل الوجوه فاستؤار المال . ولم يخل بدت فى أثينا من عبد قائم بخدمته» 
مهما كان صاحبه فقيراء وكان المولى مطلق التصرف فى عبده » وإن ل تباغ الشدّة 
ف معاملة عند اليونان عا للكنه لدى الرومان + 

ل ل ل اف ا سالك 
من البلاد لكتيربرة بالدد الحم مل حببته ٠‏ ع أن حا الرفيق وشخصه كان 
مكفولين بالقانون : فاكان يعدم إلا بعد صدور حك القانون عليه . 

وكان.فى أثينا أناس من العتّق » ملزّمون الولاء لموالهم مدى الياة © وعليهم 
واجنات مفزوضة » ولكنهم لم يكتسبوا المقوق الوطنية» بل مقامهم كالغرباء . 
يا كان هناك أرقاء تستخدمهم الدولة لحفظ المدن وحراستها ؟ والاستعانة بهم على 
استتباب الأمن » وتوطيد دعائم الراحة فى الاجتّاعات العامة . 

الزق عند :الرومانت. 

كانتب العمل بزومة موكولا إلى الال الأحزان» :ولذالك'انيقت روح الشهامة 

والرجولة فى جميع سكان هذه المدسئة الثار ببة؟ولكن لى) كثرت'الكرويب» وتوسعت 


(1) الآبى.ح الخارب . 








ند صلى الله عليه وسلم أو الأنبياء دينا ١‏ 317 


رومة فى الفتوح » وعر الثرف» اتكل الأغنياء على العبيد » واستعماوهم فى حراثة الأرض » 
سيكت إلبهم الصناءات والفنون ٠‏ 
وجوه الاس ترقاق 

كانت وجوه الاسترقاق برومة متعدّدة : 

٠ الحروب وهى أسظم موارده‎ )١( 

(١؟)‏ العبيد بالولادة ( المولودون من الأرقاء ) ٠‏ 

: أحرار قضى عليهم بعض نصوص القوانين بالوقوع نحت نير العبودية‎ ) "١ 
٠ كدين لم بتيسرله وفاء دينه‎ 

وكثيرا ما كان يرأفق النخاسون الحيوش »و ببيعون آلاف الأسرى ,أثمان بسة : 
كاكانوا يسرقون الأطفال للبيع » والنساء لاتخاذهن فيا يئافى الآداب ٠‏ 


وكانت العادة فى رومة بيع الرقيق بالمزايدة : يوقف على حجرء ليراه كل أحد ٠‏ 


اكانت العادة أن المشترى يطلب رؤية الأرقاء عرراة للوقوف على عيبو مهم ٠‏ 
وكانت أثمان العبيد المتعلمين والمعدين لتثيل الروايات » والخوارى البارعات 


فى المال» غالية جدّا.ول) عم الفساد» واختلت قواعد الآداب» صار بيع الحسان 


سات اس ىه 





أقسام الزقبق 
كانت رومة شريرة ببلاد االيونان فى تقسم الأرقاء إلى : 
١١‏ ) أزقاء يؤدُون منفعة 0 وهم أحين حالا ا 0-0 ويقومون 
بحفظ المبانى ومساعدة القضاة والكهان» و ستخدمون انين وجلادين ٠‏ 
١١‏ ) أرقاء خصوصيين : وهؤلاء يقومون بخدمة مواليهم» وقضاء مصالهم ٠.‏ 
قيمة الزقيق 
ولم يكن الرقيق فى نظر القانون شيئا : فليس له ملكية»ولا سر ولا شخصية ٠.‏ 
وهو تابع لأمه حرية ورقا حين الوضع» لا حين امل . 








اباب السايع 


ولا حدّ لسلطان الموالى على أرقائهم : فيعاقب الرقيق عل الحفوة ا يشيع شبوة 
الموالى : من مشاق الحراثة والزراعة مكلا بالحديد » إلى االحاد بالسياط الذى قد 
بلتهى بالملاك » إلى تعليقه من ديه ور بط الأثقال برجليه » إلى مقاتلة الوحوش 
الات رةه : 

ثم نظر إلهم صق ازا طايه رو لهم أل قانون : وهو قانون (يترونيا)» 
وفيه أنه يحرم على الموالى إلزام أرقائهم مقاتلة الوحوش . على أن هذا الحزاء قد 
يصح أن بقع بإذن من القاضى . 

ثم جاء « أنطونان وكلوديوس » » فنهيا عن سوء معاملة الأرقاء » وشرعا أن 
الك ذا قل دين م مرو انان التقل + 


الاسترقاق فى القرون الوسطى 
قوانين الأم لمتعربرة آتشبه قوانين الروما نيين» فى كونها تجعل الرقبق كاحبوان: 
بتصرف سيده فيه شاء » ويجوز له قتله ؛ لأنه شىء من الأشياء التى يملكها . 
وهذه الأم فروع : 
)١(‏ الفرع الأول : الغاليو, ن ٠‏ كان الأرقاء مكلفين حراثة الأرض والزرع 
تعد ان تن تال 5 قا عورف نمزلاه 
لا بذبغى أن زاوها الأحرار . 


0 4 
ٍ ؟) الفرع الثانى : الحرمانيون . بنحصر الاستعباد عند الحرمانيين» ىأن 


وَدَى الأرقاء ع لموالبيم مقادير من القمح » أوالاشة أوالملدس © وجرن 
ولكل رقيق لوده نشاء؟ أن موالمهم كانوا مواعين بالقهار . 

)١(‏ هى أتم أغارت عل المملكة الرومانية غير مىة لأسباب منوعة ٠‏ وهى تتألف من ثلائة أجناس 
كبيرة : الخنس الرومانى » والصقل » والسيى 

)١(‏ هم سكان تلك البلاد القديمة المعروفة باسم غاليا وهى غاليا ١‏ نقيقية : (فرنسا)» وغاليا التى أمام 

جبال الأب : (إيطاليا الثالية) ثم أقالم الغاليا : (ابلزائر البر يطاانية وفرمسا و إسبانيا القديمة) - 

00 شيشرون أفصح خطباء الرومان ٠‏ ولد سنة 1٠١5‏ ق.م» ثم درس البلاغة والفاسفة على قير 
أساتذة عصره ٠‏ 0( هم سكان جرمانيا الى هى الآن ألمانيا . 








د صل الله عليه وسام أوفى الأنيياء دينا ا 


1 ا 0 00 0 7 
ا الفرع الكالت 1 الفريج ٠‏ وصل الاسترقاق عندهم إلى نماية الشدّة ؟ 
فك نارف اماك جل بساك ميض رن لاجر اياك »تحن لزاه إن ترج 
أحد برقيقة أجندية وقع فى الرق والاستعباد » والمرأة الحرة التى تتزقج برقيق 
تفقد خريتها ٠.‏ 
جَ 0 3 0 
(؛ ) الفرع الرابع : الو يزيقوط . بلغت الشدّة غايتها فى معاملة الرقيق عند 
هذه الأمة » حتى إن الخزة إذا تزؤجت برقيقها أحرقت معه» وهما على قيد احياة » 
ويد كل منهما ويفسخ العقدء إذا لم تكن تمتلك العبد . 
إفرة 
(ه ) الفرع الخامس: الاستروقوط واللبرديون . وضعت أحكام صارمة عند 
هاتين الأمتين» حتى إن المرأة الحزة التى'تتزوج برقيق تعاقب بالإعدام ٠‏ 


5 
لفرع السادس : الإنجاوسكسون ٠‏ كانوا يقسمون الرقيق صنفين 


لأرقاء المشتهون بالمتاع» وهؤلاء يجوز بيعهم . 





لأرقاء المشمهو ن بالعقار » وهؤلاء لا ينفكون عن الأرض : يقومون 
بحراثتما وزرعها ٠‏ ثم سمح للم جمع اس مال تكنون به من نيل حرييتهم ٠‏ 
الاسترقاق فق الازمنة الجدذيعة 


إن استرقاق الزنوج فى الأزمنة الحديثة» شبه استعباد الرومانيين من حيث 


الشخص المستخدم» لكن يخالفه مخالفة جوهرية » من حيث أن فتوح المستعمرات 


() الفرتج : أمة حرة مؤلفة من بملة أسرجمانية سكنت بطائحنهرالرين الأسفل » وهى من أشهر الم 
الى ظهرت فى درن الثانى والشالث بعد المسيح عليه السلام » وكانوا على جانب عظيم من المكر والدهاء 
والغدر لا نزعون إلا ولا ذمة ٠‏ : 

)ا م فرع من أمة القوط : وهى أمة قديمة يجرمانيا جاءت الأندلس ٠‏ 

(م) الاستروقوط : فرع من الأمة المتقدّمة ملك إيطاليا مدّة من الزمن © والبرديون سكان لجردية 
من القرن السادس إلى الثامن بعد المسيح ٠‏ 

(4؛) هوامم جنس أطلق على الأمم الخرمانية الى أغارت على بر يطانية العظمى فى القسرن اللخامس 
لليلاد ٠‏ ومنهمتناسل الإتجلين . 








90 اباب السابع 


م يأت بامتلاك الأراضى مع العامل الذى يحرثما بل إ نكشف الأرض تبعه إبادة 
الأهالى؛ فاحتيج إلى جلب الزنوج ٠‏ 
القانون الأسود 

يطلق هذا الاسم فى جميع البلدان» على جموع القواعد والأصول المدؤنة بشآن 
الاسترقاق : فقد صدر فى ١0‏ من مارس سنة ١8‏ م مسوم فى فرلسا» بتنظيم 
أحوال الأرقاء والعيّقَ فى المستعمرات الفرفسية» ولكن صادقته معارضات قوية 
سدقت خيره » وأبقت شره» وقضى على الرقيق بأنه لا نفس له» 
ولا 0 ولا إرادة ٠‏ وهذه بعضص مضاييه : 

١ )‏ ( إذا اعتدى الزنوج بأقل إكاه على ساداتهم » أو على الأحرار» أداركوا 
أخف السرقات» فالحزاء القتل . 


(؟) وعقاب الإباق فى المزة الأولى والشانية صْ الآذانء وى الحديد 
المحم » وفى المزة الثالثة القتل ٠‏ 


0 إذا ازتكب المالك أو الرءيس أية جناية على الرقبق واو القتل؛ يكون 
للقضاة المق فى الحم بالبراءة . 

( 4 ) حرمان غيد الريض.من. المضور إلى فرانما ؛؛ للتغذى لبان" العلوم 
والمعارف . هذا فى فرنسا . 

وفى أمريكا أشد وأقسى : 

٠ فللمول حق مطلق ف مع العبد» وكائه» ورهنه » والمقاسرة عليه‎ ( ١ 
٠ وعليه الطاعة‎ 

(*) لبس للعبسد حق فى الذهاب وانجىء . وما كان له أن يخرج من الزرع 
آذ اذك 1ك © 


(0) إذا اجتمع فى الطريق العام الك سبعة» يعتبرون خالفين ٠‏ 








مهد صل الله عليه وسلم أوفى الأنبياء دينا ال 


( 4 ) لايجوز أن يشهدوا فى قضية إلا على الأرقاء أمتاللم » ولا ينبغى تحليفهم 
المين صونا القسم ٠‏ أما فيا يتعلق بالواجبات المفروضة عليهم » فهم يعتبرون أحرارا» 
متى كانت الخوية وسيلة إلى الكاد أو الإعدام ٠‏ 

(ه ) ومن اجترأ على دفع لس ل ل ل فد 
تك لور بمة القتل ٠‏ 

05 نرم السفر عليه» وحظر إعطائه المواز . 

53 وكل من أشار على أحد الأرقاء » أو عل جماعة منهم بخلع الطاعة » 
أو كشّرراسة أو رسالة فى تخريض الأرقاء على عدم الامتثال » أو أدخل بقلمه 

فى أرض الحكومة حفاء أو كراسات» أو كتبا مؤلفة فى الطعن على الاسترقاق ‏ 

يحازى أشد حزاء . 

هذه أخص الأحكام المدونة فى القانون الأسود» قبل أن تثور الحرب المدنية 
الى حربت الولايات المتحدة» وانتبت قوز الزنفوج بحزيهم ٠.‏ 

الاسترقاق فى الدبانة المسيحية 

لاتّد فى الديانة المسبحية نصاصر>ا ضد الاسترقاق» و أت ا 
ولااقالت طائفة من الطوائف النصرانية فى الكمائس المختلفة بتري الاسترقاق ؛ 
إلا ما جاء فى الإنجيل : : من أن الناس كلهم يعتبرون إخواناء وأنه يحب علمهم 
أن 2 بعضهم د 

بل أوصى 1 ١‏ الدرقاء فى وسالته النى بعث با إلى 0 أن يطيعوا 
موامم مع الكوف والرعب» ؟! يطيعون المسيح عليه السلام» »م أوصاهم الدرا 


0 ا بأن يكولوا خاضعين لمواليهم وأن حشوم ٠.‏ 


)6 النوا بوك1 : أضاب سيدنا عينى عليه السلام ٠‏ 

(6). القدّيس بولس : ولد فى السنة الثانية لليلاد من أبوين بهودبين فى مددينة طرسومن ٠‏ 

(م) هم سكان مدينة أفسس القدمة فى آسيا الصغرى وهى شهيرة ببيكل ديانا الذى يعسدّ من يجائب 
الأنيا السبع ٠‏ 


0( أحد الواريين الاثى عشرولد فى بيت صيداء ٠‏ 








0 الباب السابع 


وعلى إثهمى) سار آباء الكنسة 4 فأباحوا الاسترقاق وأقروه : أفتى بذاك 


)00( 0( 
( سيبريانوس ) و توماس ( الذى .يقول : « إن الطبيعة خصصت بعض الناس؟ 


ليكونوا أرقاء » ٠‏ وقال بابى : بصحة الاسترقاق» معتمدا على ما ورد فى اللإضتاح 
الحادى عشر من سفر االخروج» وى الإضتاح الكامس عثشير من سفر الأحبار . 

وروي ذاكاك انان ات نصة ف جارف قزنيا لقا 
واعتبر التخاسة تحارة لله .وأثيت الأب فوردينبيه ‏ رءيس دبرالروح القدس 
أن الاسترقاق من جملة النظام المسبحى . 

وقال باتريس لاروك فى كابه ( الاسترقاق عند الأم النصرانية ) : 

إن الديانة المسيحية لم تحرّم الاسترقاق نصا » ول تلغه عملا . 

ثم قال ببيرلاروس ( من كار الأدباء فى فرنسا ) : « لايعجب الإنسان من 
بقاء الاسترقاق واسعّراره بين المسيحيين إلى اليوم ؛ فإن نواب الديانة الرسعيين يرون 
كفته» وسلشون عشروعيته» . 

والخلاصة : أن الديانة المسيحية ارتضت الاسترقاق ارتضاء تاما إلى يومنا هذا ؛ 
ويتعذر على الإنسان إثبات أنها سعت فى إبطاله » حتى جاءت الثورة الفرئسية » 
التى نادت بأن جميع الناس متساو ون أمام القانون . 

الرق فى الإسلام 

ما تقدّم يتبين أن الإسلام جاء والاسترقاق منتششر فى العالم حميعه ؟ مع تشعب 
سبل الاسترقاق » وفقد طرق التحرير» ووجود التشديد القانونى على الأرقاء » 
والانفضال التام بينهم وبين مواامهم» فلم يكن من الحكة مفاجأة العالم بإبطاله حملة 
واحدة؛ لأنه أص تأصل فى العالم » بتقر ير الشرائع السماوية والأرضية السابقة» 
وتمسك الناس به أحقابا وقروناء واتخذوه أصلا من أصول مدنياتهم ٠.‏ ولو فاجأهم 

)١(‏ دلد بقرطاجنة من أبوين وثذيين فى أل القرن الثالث لليلاد ثم تنصر ء 


0( من مشادير اللاهوبيين ٠‏ 








مد صل الله عليه وسلم أو: فى الأنبياء دينا الم" 


الشرع الإسلاى بذلك لأحرج صدورم » وألاهم إلى الاحتجاج بقواعد الشرائع 
الإلحية والوضعية» ووقوفهم موقف المدافع المعارك 

بيد أن الإسلام جعل سبيل الرق فدّا : وهو الحار بة الشرعية المنطّمة لقوم 
كافرين © بعد عرض الإسلام أزلا 8 ثم المز 3 : : فإن ااي الأعداء إلى حدما 
عصموا أنفسم اد وم ؛ وصار ليشيم ما للسامين وعاء م مهم ما عليهم » وإن أبواودارت 
عليهم الدائرة» صاروا أرقاء للغالبين بعك إذن من الإما 6 

0 أن ذلك لايحرمهم اعمة الرجوع إلى اللتزية إذا اقندوا 00 مال؛ 

نْ أن لهاك أن بطلق 0 لوجه الله لجان قا قال ءا 5 ل (فإذا ل ان ' 


موقو عه مرك 2 
0 عر ا رقاب - 0 دا موه فشدوا الواق فإما من 8 وما فذاء 


م هسمه 


حق نضع 0 طم . 
الحترر 

أما سبل التحر يرفكثيرة أهمها ها بلى : 

)١(‏ تحريرالنفس وسيلة لغفران الذنوب العامة : تأمل قوله صلى الله عليه 
00 إذ جاءه أ ابى فقال : يا رسول الله » دل 4 0 بيدخانى الحنة » فقال : 
0 ( عق الم رك اقب ) قال اللأء رأى : 
قال : لا : عتق النسمة أن تنفرد بعتقها» وف الرقبة أن تعين فى 00 

1 ) قزرت الشريعة أن يبع غير المز من الأحزاء الور منها : فن أعتق 
بعض عبده سرى العتتق إل باقبه» وكذا لو أعتق بعض الشركاء نصيبه فإن العتق 
حرق الك اللكل 2 0 عل المعتق :نصيب شركائه إن كان له مال » و إلا سعى 
العبد لأداء نصيبهم » فيخاص من الرق ٠‏ 

(م ) جعات الشريعة الع كفارة للقتل الخطأ : ( ومن قعل مُؤْمئًا خطأً 
تحر ير رقب 0 10 5 إل أَمْلهِ ( 8 


ِ سرذاك أن القعل إعدا م لغياة الخسمية » والتحر ير بالكفارة إيجادلهياة المعنوية . 








ل الباب السابع 


(4 ) التحرير أفضل سبيل لغفران الحنث فى الف بالله أو بصفة منصفاته . 
000 ع 
( 0 ) إذا ظاهى الرجل من زوجهءثم عاد لى) قال وأمسكها فى عصمته » وجب 
عليه أن دسلك سبيل التح يرلا غير متى كان مستطاءا ؛ فبحزر رقبة من قبل أن يقاسا 
0 و 00 
25 من علم فى مولاه الذير» فكانبه على قدر معين. يؤدّيه فى نين أو أكثر» 
لزمه العقد» وتّدب الح من مال الكتابة» ويصبح المولى حرا بأداء العجوم أو الإبراء 
أو الاعتياض . وتسرى الكتابة إلى ولد المكاسة بعد الككابة؛ فيعق بعتقها . 
(/ا) من نذر تحريررقبة إن نال ما برجوه» أ وسلم سل مما يدشاه» زمه الوفاء 


يما نذر» تم له ماده . 


)8 0( اكت المع الأحرار بالإماء 6 تعالى لمن انسح 
0 طول ا المُخصات الْمؤْسّآت قَمًا ملْكتْ اك 3 اي المؤسآت) 
ثم جعلات لت أولاد الخرائر من الأرقاء أحرارا رثوك اآباعهم هك حيبن كان المتبع 8 


الوزيقوط (فرع مرن القوط أمة قديمة بجرمانيا) إحراق الخزة مع زوجها إذا 
تزقجت برقيق ٠‏ 
ميزات الرقيق 
نظر الشرع الإسلاتى نظرة عطف ورحة إلى المستضعفين الرق» الذين ل تتم 

ع لله عليهم بالحرية الكاملة : ذا لم يمل جراكهم المشامهة حرا رائم الأحرار متائلة 
فى البح والاستنكار» بل جعل بجر الرقيق لضعفه ونتقص نعمة الحرية عنده»أقل 
من جررعة از لقوته وتمام نعمته : ادس حون ردي نصف عقو بة لحز إن لم 

بمنع من ذلك مانع : فعليه نف ما على الحصن اهز من ا كاد بالقذف مثالا 
ولتعذر 0 ف عقو بة قطع اليد فى السرقة أبقيت كاملت» خصوصا أن فهب) 
حفظا للا مؤال» وردعا للنفس الشريرة ٠‏ 
0 اع أنه » إذا قال ها : أنت غلى كظهر أى . 2 
وكان :الظهار طلاقا فى الخاهلية فنهوا عن الظلاق بلفظ اخاهلية وأوجب علهم م الكفازة تغليظا فى النمى 

(8) المؤلى :'العبد ‏ (6) كاتيه :.عاقده . 








مد صل الله عليه و سم أوفى الأنبياء دينا 


مايا العتق الاجتاعية 
)١(‏ وصلت الشريعة الإسلامية المولى إسيده بعد فصله عنه بالعتق ؛ 
اوعدت ا ولا جل نوات الول لا الس لذن هذا الولاء نه ع مي 
العزلة والانفراد» وعما يحدثه عدم العصبية من اللحذلان والإذلال : فالرقيق يونى به 
عادة من بلاد قاصية» فلا يكون له عضد سوى مولاه ٠‏ فإذا انفصل عن سيده 
انفصالا ناما آلمه انقطاعه عن جميع الناس» ولحقه ضرركثير . 
(؟ ) هذا الولاء يوجب عل السيد القيام بحاجة المولى إذا جز عن تحصيلها : 


تأمل قصة زتباع مع غلامه : ذلك بأن غلامه اقترف إثما» بخدع زنباع 6 


بخاء الفلام إلى المصطفى صل الله عليه وس سكو زنباعا » فقال الرسول لزنباع : 
ما حملك على هذا ؟ قال : كارن هن أهره كذا وكذا » فقال الرسول للغلام : 
اذهب نأنت حر» فقال : يارسول الله» قولى منأنا ؟ فقال : مولى الله ورسوله ٠‏ 
ولا قبض صل الله عليه وسلم جاء هذا الغلام إلى أبى بكر» فقال : وصية رسول 
لله صل الله عليه وسام فقال : نعم : تحرى التفقة عليك وعلى عيالك » ثم قال 
0 ذلك لعمر بن الخطاب حين خلافته ٠‏ فقال : نعم : أبن تريد؟ قال : مصرء 
فكتب إلى عامله مها أن بعطيه أرضا يأ كل من ثمرها ٠‏ 

"١‏ ) هذا الولاء يكسب المقة الرغبة فيها ؟ فإن من الناس من يأب الاقتران 
يمن الا ولى”لما من الأهل» أو من يكونون منزلهم ٠‏ :أضنف إلى ,ذلك أن الولى 
قد يعرف الماح خا دوا 

معاملة الرقيق 

ما جعل الإسلام الامسترقاق موجبا للهوان » ولا مسقطا للحكرامة » 
ول يكن عند المسامين ذلك الفرق الحسم بين الرقيق وسيده + .بل غاملوا 
الموالىكأفراد من . اللأميزة 2 وخلطوهم الخدم 2 وأوجبت الشريعة منالايم 

الرفق :واللين « قال تعالى : (( واعبدوا الله ولا تشرحكوا به شيا وبالوالدين 
سانا و يذى الْقَرْي وَالْيتاى وَالمْسَا كين والختار ذى الْقَرَ وَالحارالْجب 








1 لباب السابع 


ع ا ا ا شه 
ورا ٠‏ وروى على كرم الله وجهه» عن النى عليه الصلاة والسلام أنه قال : 
1 اقَوا الله فيآ كك 0 » ٠.‏ وووى ابن عمر عنه صل الله عليه وعم 


2 -- جه امه وخر ع وموع لا بريه سسيبريم 
« اقوا الله فى الصَعدمين : المملوك والمرأة » ٠‏ وروى أنه قال : «إحوات» 0 
م ا 12+ زر سواه 


فن كان. و كدت يده الطعمة ىّ ل وبليسه 8 00 ٠‏ وقال ابن 


2-6و لشم 


ا ل ارم يقول ا من لطم ماوكة نكر 


عنقة» ٠‏ وقد نمى رسول الله صل الله عليه وسل عن نحقير العيد» وتذ كيره ماهو فه. 


ع 
من الاس تعباد؛ فقد جاء عن أبى هس برة أنه قال : قال عليه الصلاة والسلا دم : 


َّ سيره ع لبر 


« لا يقل أحدك ل 2 ل 1 : فتاى وقتاتى وعلاى 6 

هذا إلى أن الإسلام حث على تعام الرقيق وتهذسه . فقد قال عليه الصلاة 
والسلام : « من كانت له جار ب 0 وأحسن اد له ران 
ةرق : ريا تكح العام 6 َأَر بالق 2 

وق التاريج مثل سامية لى) وصل 0 الماك من اراتك ل الى سا ااه 
عليه وسلم أسامة بن زيد» على جيش فيه سيدنا أبو بكر وعمر رضى الله عنهما ٠‏ 

اللخلاصة 

اتضح من الآآيات ال ل والأحاديث التبوية» وأقوال الأمة وشواه د 
التاريج » أن الدين الإسلاى ضيق حدود الاسترقاق» وبين وسائل االخلاص لمن وقع 
كه وسط له جناح رعايته ولواء حمايته» وأوصى بالرفق به ومعاماته 
بالحسنى » وتأديبه وتهذييه وعدم احتقاره» وأن يروج الأرقاء تعج__لا لتخليصهم 
من ربقة الاستعباد ٠.‏ 
و بيعهم » واسترقاقهم :فاكانعمل الجاهلين حجة على الأديان ففأى عصرهن العصور. 

)00 اكول : الخدم : 








عد صلل لله عليه وسم أوى الأنبياء دنا 


6 البطالة وو<وب العمل كسك لكالل م الوجوه المشروعة 
خلق الله تعالى هذا العالم الأرضى » وجعل أعيانه كلها مسخرة الإنسان الذى 
زانه بالعقل» وحلاه بالفكيه وسخره بالإرادة ‏ ليعمر الأرض تعميرا يوافق السئن 
الإلى المطلوب فى تنظم العالم » وتفسيق أشيائه » واستخراج مواد معاشه على الوجه 
الذكمل ٠‏ ولقد نطق الككّاب اليم بذلك ف اكتارمن المواضع 0 هو على سبيل 
الاسئنارة » ومنه ما هو على سبيل الحث تجو يد الأعمال ٠.‏ 


2 -- - شاه عه وه - لسوزوءه -دممده ف 
قال تعالى فى خطاب بى ا ع ا رم سمي 
7 لْدَرِض ل م مون ) ٠‏ وة قال فَْ خطاب المسلمين : ( وعد 1 00 


منوا ا وحملوا ااصَالكات و ف رض ان اللِينَ م من قبايه لهم 
سس لكر سال ص 7 سسا ا 

ار أزتقى لم ). ٠‏ وجاء فى تذليل الأرض وتسخيرها لبى 1 أدم : 
أ ١‏ واقد 0 ف الْأَرْض ا كٌّ ف معايشٌ قإيلا م 7 0 ا( ٠‏ وقال 
تعالى فى السعى وطلب الرزق : (قانتَشروا ف الْأَرض وَآبتَهُوا مِنْ قضِلٍ اله ) . 
0-0 ءَ : جوع مس وس سوشرة سا اسسكله .ا تسم الهس 
وقال فى تقسم الأعمال والمساعى : ( نحن قسمنا بينهم معيشتهم فى الححياة الدنيا ) 
إلى غير ذلك من الآيات البينات » واج القاطعات » موردة فى معرض الأمثال 
تارة » والحث على السعى فى طلب الرزق أخرى » حتى ثم استعار هذا 00 2 
0 هذه 0 التى م فى هرّرعه 3 اللاخحرة نال علي ليه الصلاة والسلام : 00 5 رث 


د ل ميغ 


لدنياك كنك 7 تعيش 55 وَآخْرث لاخر رتك كانك كوت عد © . 


نيا تعمة) واستصلاحها واجب» والشم علمها واجب ٠‏ قال عليه الصلاة 
ور > 


رم اليف على العمل » والسعى على الرزق : َس 0 الوب ُو 
لايكفرها لا الهم فى طب المعيسّة» . وقال صلى الله دليه وسلم : ا 








0 الباب السابع 


حلالا وَتَعقُهًا 2 ن المسألة و وسَعيًا عل عياله عطقا ظً جاه لق الله ووجهه كَالقمَرِ 


ليله البذر» .و يقال عليه الصلاة 0 - مداه 6 ل طَُ د المهنة ليستغنى 
ع ع النّاس» ٠‏ وقال: دن 0 3 الْمؤْمنَ 0 3 

وقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه فى الحث 0 العمل : « لا يقعد أحدكم 
عن طلب الرزق وهو يقول : اللهم» ارزقنى فقد عامتم الما كار فمها 
ولاافضة » ٠‏ والآثار والأقوال فى باب فضل العمل والسعى وا كتساب المال 
الحلال؛ يضيق عنها الحصر . 

لاحتياج الناس بعضهم إلى بعض» سر الله كل واحد منهم لصناعة بتعاطاها» 
شرح بها صدره » ويؤثرها على غيرها من الحرف ٠.‏ ولولا التيسير الإلمى لاختار 
الناس بأجمعهم صناعة واحدة » فتبطل الأقوات والمعاشات ٠.‏ لخكة الله تعالى 
هى التى صرفت الناس إلى الأعمال المنّعة : فن الناس من هو راض بصنعته 
لا بريد عنها حولا : كالحائك الذى يرضى بصنعته و يعيب الخام» واخام الذى 


يرضى بصناعته ويعيب الكائك . ومنهم من ه وكاره لا يكابدها مع الراهةء كأنه 


لايحد لها بدلا ٠‏ ول هنا دل قوله عليه السلام : « كل مسرا لق له 1 
وقوله تعالى :ل( تن ب تسم ينهم مميشتيم في الخبياء ة الدَثْيا  ٠‏ وقال :لوجعلا 
ع لض فس أتصيروتَ 6 وقال عليه السلام : دلا يرال الّاس َي ما انوا 
فَإنْ لوو هلكو » ٠‏ والتفرقة والاختلاف”فى نحو هذا الموضوع» سبب الالتثام 
والاجتاع والاتفاق؛ كاختلاف صور الككابة وتبايه! وتفزقهاء الى لولاها ماحصل 
لحاظام. 

ومن ذلك ,يتبين أن الانتقطاع عن العمل والتفرّغ للعبادة جملة » ليس من المبادئ 
الإسلامية آابتة : فالإسلام يكره الكسل» ويحزم البطالة ويمقت صاحبهاء ويفضل 
رجل العمل : وعظ لتإن الحكم انه فقال : 0 بالكسب الخلال عن 
الفقر ؟ فإنه ما ادر أ 1 إلا أصايه ثلاث خصال : رقة فى دنه »“ وضعف 


فى عق له وذهاب ع وءته ٠.‏ وأعظم من هذه الثلاث استخفاف الناس به » . فالعمل 








مد صل الله عليه وسلم أو الأ نبياء دينا ا 


والسعى واجبان إنسانيان» والإسلام يحث عليهما »ومن تعطل أو تبطل للأى سبب 
ولقدكان للساف الإسلاتى عناية بالصناعات التى اشتغلوا بيبا ؛ واعتمدوا 


علها فى رقيهم بقدر ما وسعه مبلغ تقدّمهم ؛ وتحروا فيها الكال والإتقان» الذى ندب 
إليه الشارع الحكم عليه السلام : « إنَ اهيب الصانع الحأذق » . 


ولامعنى لهذا وأشباهه سوى حتٌ الحمم على تحى الاستجادة و إتقان الأعمال» 
لنيل المزيد فى الريح والرواج » فضلا عن بلوغها الكل العمرانى» الذى هو أسمى 
ما يطلب هن الإشسان» مقتضى فطرته ووظيفته فى الأرض ٠‏ 

والصناعات البشرية التى يعتمد عليها أ كثر الناس تى تحصيل العيش والكسب 
كثيرة ؛ لكثرة فروع الأعمال التدلوله ون اليس مل حسب يعات الداتهم وأقطارهم 
الختلفة قى أشيائها ومنتجاتها » وأحوال ارتقاتها .فلكسب العيش وتحصيل الأرزاق ؟ 
ولنيل العز والسعادة والغبطة فى هذا العالم » لا بد للرء فى شر بعة الإسلام من عمل 
يعمل فيه » وحرفة يحترفها » وصناعة مارسها ٠‏ 

وخلاصة القول: أن العمل واكتساب المال على أنواعه من وجوهه المشروعة» 
معأداء الحقوق المفروضة عل المرء فيه» والاعتدال فى الإنقاق»وادّخار المال للأيام 
وكار الأعمال - هو القطب الذى دور عليه وحى هذه الدنيا فى عفازتها » والغاية 


التى يقصدها الإسلام فى آدابه العالية» وتعالعه السامية .. 
الس اتن 
حسن:._.. المعاملة 
قاات المكاء: «الإنسان مدق > بالطبع» . فللا بد له من الاجتاع ببى جسه؟ 


كثير من أنواع اللميوان الإفسان» عل نوع قا فى فضيلة العيش جماعات غير أنه 








1 


للكنا الاك السابع 


تختلف فى الكيفيات والترتيبات » المبنية على قؤة الفكر والعلم والعمل الحكم : كالقردة» 
والفيلة» و بقر الوحدش» والقط» والعُل» والفحل . 

ولقد نبه القرآن الك بم على هذا الاجتاع الإإفسانى وآدابه فى كثيرمن المواضع ٠‏ 
قال تعالى فى تفاضل الشعوب : (( وجعلنا 8 شعو ب وقبائل لتعارقوا إن أ مك 


عند الل ا ) . وقال تعالى فى التعاون الصحيح : (( وتعاونوا عل لبر والتذوى 


ولا تعاونوا عل الم وَالْعَدُوَان) ٠.‏ وبين كذلك حال العشيرة القريبة فى النسب 
اناه 2 

وقال عليه السلام فى أدب الاجتاع» وحقيقة مبدئه فى التككافل والتعاون بين 
أبناء امجتمع الواحد : « المؤمن للمؤمن كالبذيان شد بعْضه بعُضًا » ٠‏ وقال 
جل شأنه : (! مدير انر ارا بن أخربة) . دقل عليه السلام 


0 سس ل ف توادهم وتراحمهم كثل لد ذا كي رن مزه 00 1 


هده 


الى لام ره 

وأوّل رباط ف العشرة الدع ٠‏ وقد جعله رسول الله كل الك نايك برسم اق 
بك وتكال .لكك اح من عق 0 5 عن م ستى ققد رغب 2 3 
رارع أنه رلا سيم يه يس - تلد عاء و لد د لس روج لد 


عدم مه 


أخرز شطر دينه فَلْممّق الله فى الشطر رالتانى » : 
وفوائد الزواج فى امجتمع مس : 
١ 0‏ ( إبجاد الولد بقاء للنسل وحفظا لجنس : وهو الأصل فى حكة الزواج 
حتى إلا يخلو اعالم من جنس الإنس ٠‏ قال عليه الس الترا الوا وتاك 
1 ل 
١ 2000‏ نكحوا الى مني والصائمين من عبادة و ام ان إن 4ك و | فقراء 


يغخهم الله ف قضله 21 
رةه 5 الإلحى » والواجب الطبعى» ل برد فى أحوال الم لمير: 


: ولا فى شر يعتهم أ الرهبانية» أو العزوبة الدائمة» إلا للعذر الشرع ٠‏ 








ند صلى الله عليه وسلم أو الأنبياء دينا 4 


5 0 الحاجة كد : حى 0 ر البوات » وتحصّن التفوس » وتلزم 
العفة المطلوية شرعا 2 ففى الزواج قهر غائلة” النتفوس » ةا هن الوقوع فى فساد 
الأخلاق والمو بقات المفسدة لال الاجتّاع . 

 *(‏ إدخالٌ الراحة على التفس» وامناءة» والسعادة» وتروي القاب : حتى 
لا تضرف حواسة عو سر حلذلة 2 وى ويقط 00 لعمله المعاثئى” فى هاره » 


سا عر هابر 


والقيام ار ٠‏ جاء فى امبر : « لا يكون العاقل طَامعًا 
- 2 له سسا 


إِلّافى اثلاث : قد لمعاد» وحرفة ة لمعاش » وذّةفى غير خريم » ٠‏ وقال الإمام على" 
كم ألله وجهه : « تدرا القلوب ساعة؛ فإنما إذا أوهت عميت » . 

( 4 ) تدبيرالمتزل: من الطبخ » واللباس » والفرش » والكنس » وتنظيف الأوانى» 
وتميئة كل مطالب الببت؛ ولذلك يحب تربية الفتيات تربية منزلية حديحة » تعلمون 
القيام بواجباتنٌ المنزلية عند ما يصررن. نساء لرجال 0 قال عليه السلام : 


2ه إل لس سس 2 2:25 اتروع 12 يوا 


ا لات بنات 0 ق لمن أن أ من حى يغنههن الله عنه اوجب الله 
د اسان الين هدق اوررق 
0 1 مجاهدة ا 7 على زرادة التنشط ف السعى على الأر زاق والكسب 
لكاون و وق انكف ون 6ك راع ولي 0 عنْ رعيته 3 
والآداب المطلوية من الزوجين كثيرة » فنها : 
)١١‏ تحسين الخلق بين الزوجين؛ لتصفوا المودة» وتحسن بينهما العشرة ٠‏ 
قالالقه تعالى : ( سرون مروف ) ٠‏ وقال عليه السلام : « | كل المؤمنين 


عه سررة برس لوهس يريره 2ه 


كا م خلقا والطفهم يا يأهله © . 
١١‏ ) الاعتدال فى الإنفاق : وهو مطلوب فى كل ثبىء من الرجل والمرأة ٠‏ 


(") الغيرة : وهى ألا تافل عن مبادى الأمور التى محتَى غوائلها » مع عدم 
المبالغة فْ إساءة الظن : ب ع القن ). 








00 البباب السابع 


( 4 ) :تعلم الزوجة المعارف الضرورية الدينية والدنيوية ٠‏ 

(ه) تأديب الأولاد وتربيتهم تربية أسسرية كريمة : 

(1) إصلاح ذات البين فيا يشجر بين الزوجين من الكلاف» بتكم الأهل 
فذلك . قال تعالى : (إقا بعثوا حك مِنْ أله وحك منْ أْلهً) .و إصلاحذا تالبينبين 
الناسعموما وبين الأزواج خصوصا ‏ من أعظم ماحثعليه الشارع الحكم وندب إليه. 


(7) العدل بين الزوجات إذاكان للرء أ كثرمن زوجة إلى أربع » كا ورد به 
الحؤاز بشروطه - غيرأن مسألة العدل بين الزوجات من أصعب الأمور؛ ولذلك 
كان الاقتصار على الزوجة الواحدة من 5 ها بأتى آعرؤ فى حياته الاجتاعية ؟ 
إلا إذا ألاته الضرورة الشرعية إلى التعدّد . 

أما حسن معاملة الوالدين والإخوة وسائرالقرابة» فيا حث عليه الشارع» وجاء 
به أدب الإسلام الشرعى؛ إذ قد جاءت الآيات القرآنية حاثة على ذلك آعسة به» 
وكذا الأحاديث النبوية الكثيرة الواردة فى برّ الوالدين» وحسن القيام بحقوقهماء 
والأدب معهما » وصلة؟ الأرحام والتحبب إليهاء» تودّذا وتعطفا ٠‏ قال عليه السلام 
ل م داه : الأرسام : ودوت 1ا واترن وَيوْسَعَ له 
ف رزقه فيصل رجه » ٠.‏ أما عقوق الوالدين» وجفاء ذوى القرابة» فن أمقت 
التحال 0 وض لايل اده الى ررك ا الشد عن ” 

أما معاشرة الإخوان خاصة وب الإنسان عامة»فلها حقوق وآداب جمة» يحدر 
بكل إنسان أن بتحل ما : « فالمرء قليل بنفسه كثير بإخوانه » ٠‏ وأعظم مؤثرفى الألفة 
الاجتاعية على الإطلاق حسن اتدلق . وقد حث عليه الدين كثيرا؛ لأنة موجب 
للتحاب والتآلف والتوافق . ولقد مدح الله نبيه بحسن انخاق فقال : ( وَإِنكَ لعل 
خَق عظيي ) . وف اللحديث الشريف. + « أ كترم يدل الناس اللحئة تقوى 


2 2 وا ورور ودر 


لله وحَسَن كلق » ٠‏ وجاء اء فى الخديث :»م ا ن الكسى للق امسق © . 


(1) السخائم : الأحقاد واحدها تخيمة ٠‏ 








نهد صلى الله عليه وسلم أو الأنبياء دينا 7 


بالاتصاف بأبجمل الأحوال التعاملية: إما من طريق الدين» وإما من طريق الآداب 
الاجتاعية . قال تعالى : (أوافقت م ف الأرض حيعاً ان ويم 


وَلَكنٌ الله انق 0 ٠.)‏ وقال عليه السلام فى مدح أصعاب الأخلاق الفاضلة : 
عو تررم ك 


« أقربع منى يسا 1 أَخْلاقا الموطيون أَ ان طش اعون رك 1 


وقال أيضا : « لمم اف ولع يذ ل 0 

هذا هو الشأن فى الإخاء القومى» والمعاشرة الاجتّاعية بالمعنى الأعم : 

أما الصداقة بالمعنى الأخص ف الجتمع الإفسال » فقد تكوت أدقٌ وأمتن 
ما يكون فى الباب » همر.ى حيث اتحاد المشارب والأذواق » تبعا لتلك اللخاصية 
أو الحاذبية فى النفوس» المعبر عنها بالمناسبة والمشاكلة؛ لأن الناس أشكال وأمثال : 
وشيه الثىء متجدب إلك * ٠‏ 

وللصحبة حقوق وآداب » يب الوفاءمها قياما بحق الصداقة » ومكن حصرهافيأ يل : 

)١ !‏ الحق فى المال ٠‏ قال عليه السلام : « ميل ا ا الى 
8 إحداقنا الأشرى » ٠‏ بريد المعاونة فى الشعون المالية بالإقراض» ومدٌ بد 
المساعدة» ولو وصلت الال إلى الإبثار على التفس» 5 بلغت لك داك الاروية 
الإسلامية فى عهد النى عليه السلام ٠‏ قال الله تعالى : (و وَيوْرَونَ عل فم 00 
كن 5-7 م خصاصة ) : 

(؟ ) الإعانة بالنفس فى قضاء حاجات الإخوان ٠‏ 

(") السكوت باللسان عن القدّحفى الأصعاب »فيا بعد تنقيصا لشأنهم » وحطا 
00 0 اغتياهم عم هون فى نفس ©» أو عرض © نان . قال تاك" 


0 


0 0 عدم نيا كل حم يدك ٠)‏ وقال عليه السلام : « ولا تسسا 


سس سس تق - 


و ايا ولا تدابروا وكونوا عياد الله إخرانكء 5 


)0( اللجسن : تفخحص الأ خبار وشعها لمدرقة الوه متا '* 
060 التتحسدس : الاسماع لحديث الناس 5 








١‏ الباب السابع 


(؛ ) النطق بحلوالكلام» وتعؤد محاضرة الخو ان ما بذريع كارن وااخالره 
وينشر بين الأصدقاء لطائف الحديث» والشمر بأدب وحشمة مع ترك تيس القول 
وبذاء اللنان © 

(ه ) الإغضاء عن صغير المفوات » واغتفار تافه الزلات : ما لا يخلو منه 
إنسان» ولا يوجب قطيعة ولا يقتضى جما : 

لت مدن كا ل لشف ول ضيقه اق الزواك فته 

كا اير وهما من أقوى العا هل فى دوام الصحبة ٠‏ ومن 
الإخلاص 2 تضرم حبال الصحية وإن بعدت الشمّة 0 ارا الثات ص 
الحب حال الحياة و بعد المات . قال عليه السلام : « قايل الوقاء بعد الى م 
0 ل اللي 30 

(7) التخفيف وترك التكليف من أجمل الآداب وأعظم الأصول . قال 
بعض الحكء : ”من جعل نفسه عند الإخوان فوق قدره فقد أثم وأموا» 
ومن 0 نفسه فى قدره تعب وأتعبهم ٠ومن‏ حعلها دون قدره سم وسلنوا" . 
ولن 5 لحف إلا باطراح نكيف > 

ومما يزيد الألفة بين الناس إفشاء السلام» ولي الكلام » 0 الأذى باللاسان 
والأفعال» مصداقا للهديث الشريف : « امام م كك سم لان ل نسانه ويده 6. 
ملق رهن رس البق لكيه ور قري الخاوكفيوا الأممار ل 
بالضعفاء والمسا كين » وإعاله الملهوفين» و وإصلاح ذات ا 7 اه 0 

أما المعاملات فى مطلق الشئون التعاملة» فيجب فيا الصدق » والأمانة » 
والعدل فى الأخذ والعطاء » والوفاء ليود والوءود» والإنصاف من النفس » وأن 
ضح الرء الاش ا حب أن محره 1ه : قال 2 00 لأبى ا ا 
0 الدرداء » ين ملك كن موافةا وأحب ناس 1 6 


م د 1ن 


لنفسك تكن مسلا » ٠‏ 


)١(‏ ذات البين : العداوة ٠‏ وإصلاحها سكيها وعدم إثارتها 








عد صل الله عليه وس أوفى الأنبياء دينا ا 


1 حقوق الحو وار ف 0 نت الحقوق 4 أل الآداب الإسلامية ٠‏ 


وق الحدديث الشريف : ررم بن كان يؤمن بالله وألنوم الآنحى 2 0 ٠ ٠.6‏ ولقد 


الب رسول الله صلى الله عليه وسم كم ثرا بالمار حتى كاد ركه 7 أوجد ان 


الشفعة فى الث لشمر لعه ا لراحته عند بعض الأمة ٠‏ وقال عليه السلام 2 حقوق 
الحار ا 0 ق الخار ؟ إِذَاآ نتن بك أعنه» وإن اسقتصرة 1 


7ت 


إن سفرك أفرضتة ا عرض 0 ون مرك لت 1ه ون 

0 را أنه ون أصابحة . مصيبة ا 2 ولا استطل 0 به بالبناء تيجب 
ا لَه دنه وا ذه 2 وإذا م تأعدلة وَإِنْ تفعل 
تَأَدخلها سرا ولا 0 كك بدا جا واده و أؤذه اقول ِلَا أن 


تغرف له مم م ل رد انرون ماده ق الخار» والّذى تقسى ببده لا 07 
الحار إلا : ص رحمة ل 6 . 
الس مدن 

إقامة العدل ويحق الظل والحيم فى الناس بما ,يصون حقوقهم 

كل ما فى هذا الكون انح بعوالمه يقوم على نظام محم وترئيب ميب : 
) ( ذَاكَ قدي أأعر زيولطي) ) .فيجدر بالإنسان أن تكون كل أحواله وأعماله العامة» 
جار ية أيضا على نظام .«دبر شئونه وسوس أموره ٠‏ ومن أجل ذلك اقاضت إرادة 
ا ل إن مظن اله وازع » والشرع النافذ فى خلقه منذ القدم 
وفى كل الشعوب والأتم : ( ون تجد لسئة بيدا ) . ولهذا قيل : ” السلطان 
ظل الله فى الأرض » 

بالعدل والنظام قامت السموات والأرض ٠‏ ومبدأً القرآن فيا يتعلق بالنظام 
الاجتاعى دائر على محور إقامة العدل » وحسن تديير الشئون فى سياسة الخلق . 

(1) دائحة العام ٠‏ 








1 اباب السابع 


ا الملصاح 9 رتدير الأمور على حسب المقتضيات مادة وأدبا » مطلوب من 
”0 وتقرير نظام و 20 الأمن » وتمهيد سيل استغلال الثروة 
ف فى امجتمع » 0 ميزان ادم العادل لشرع لشرع والقانون» اد عن حياض 
الملكة والدفاع عنها » وتشسجيع العلم 000 2 00 ل 
بالمعروف بين الرعية - حقوق 0 على الحكومة فى نظر الإسلام» حث عليها 
الشارع» ونزل بها الكتاب» وبحرى بها العرف الصحيح . 


فتوطيد دعائم الأمن» وتأسيس المنافع » وآسهيل سبل المرافق » من أجل ماحث 


عليه الشرع الإسلائى» وأوجبته المبادىّ الإسلامية فى آداب الحكومة . 

وبالعدل تننظ أحوال الرعية ٠.‏ ولقد نص الله تعالى فى غير آية من كَابه العزيز» 
على إقامة قسطاس العدل فى الشئون المختافة » فيا جر بين الناس من اللخصام 
ف المتوق وسار المساملقت . 

ولذلك وجب فى نظام المجتمع الإسلامى وآدانه السامية» اختيار القضاة والحكام 
0 العل» والنقوى » والنزاهة. ولقد ورد فى الحديث الشريف: 
2 3 الله ىف الك الَاقدَ عند 0 ات 0 العقل الكامل عند ع 


2 3 


امه ات »6 . 
: 4 كاك 

والرشوة وما فى حكها : هى السحت والربا حزم وأ كل أموال الناس بالباطل » 
وهى إذا أخذت لإحقاق باطل» كانت من أشأم الظام ,الور اللي لا فلك صاحة 
هن عقاب الله ؛ و إذا تنووات لتيسير مصاحة بحق » كانت هن أعظم أكل أموال 
الناس بالباطل . 

ومن الكذب على الله والافتراء عا لى الناس > هما إقدّمه الحكر. ع« ام بأسم المدية 4 
وهو الرشوة بعيتها : 

جاء ف ع البخارى ومسلم 5 : 

صل الله عليه وسلم رجلا من الأزد أسمه ابن اللتبية على الصدقة » فلما قدم قال : 


)١(‏ الفحت ١‏ اطرام- 


4 عن أبى حميد الساعدى قال : ” استعمل الى 








غد صلى الله عليه وسلم أو الأنبياء دينا 0 
4 1 5 5 +7 حير دصو ادودم مر 
هذا 0 0 0 0 » فقال 00 صلى ألله عليه 0 :دما 0 0 لستعمله 


2--- 


قروو و بير سمح 


َيِه 01 يت مه 0 5 0 ؟ 1 كي يانه 3 أَحْدٌ منه شيعا 
لاج جاء يوم القيامة يحمله عل رقبته :دكت برقن 0 


ده انهه 


رف 
أو شاة نهعر » ٠‏ ثم رفع يديه حتى رأنذ 0 : «اللهمء هَل بِلْمْتْ؟ 6ه 


قتادى عمال السوء فى أخذ الرشوة وخيانة الدولة » من أعظم ما يفسد المصالح 
0 لهم 0 ذوى الاستقامة المشبورين بالصدق والإخلاص والعفة والحزم 


ضرية لازب 3 


ومن أصول دعائم قيام الملكة تنظم المند للحراسة» والذود عن حياض الدولة 
والأمة داخلا وخارجا ٠.‏ ب أ مطلوب وصغوب فيه » وداخل فى حك الآية 
الشريفة : ( وأعدوا هم ما آستطعم مِنْ قوة ومِنْ راط اْخَْبْلٍ . فيجدر بالأثم 
الإسلامية أخذ الحذر» والسمر والمداومة على انتقاء 0 00 نه :اأفنية 
والعملية ماله أصل ف الترغيب ف القرآن الكريم : ((! إن الله بس الن " تون فى سبيله. 


مره ره ف دوب 5 


صدًا كام بين صوص ) ٠‏ وكل ذلك يقتضى إغداق الأرزاق على امنود » 
واختيار أحود كان والسلاح واللباس ؟ لاستعال الأمة والز يله ة العسكرية . 
قال الإهام الاك ارك و نسل اطي ؛ رشك هل 


القيام ذا : الحند 3 الك وحصونه © ومع أقله وأوتاده» فثم حم أة الس يطة» 
فرق 
والذابون عن الحرمة» والدافعون عن العورة» وهم قر لك ا 


والعْدّة للاوادث ٠‏ 


0 تسح (0) اأصل ٠١‏ (2) سحاةالتتورء 








لباب انام 


المقصد السابع 


تعمم الوحدة الأخويّة بين جميع أفراد هذا الدين الحنيف 


ذلك أن الله جل شأنه» علم أن النفوس لا تم ولا تعتز جامعتهاء إلا إذاكانت 
الى مظلفناة مضا إلى بعض » مستبطة برابط حقيق مك الأساس . وابس 
ارك من رابطة الإسلام 0 : تلك ه ى الأخؤة القكيسة . رلك رحد ادن 
من حبلها : فهى أقوى من البنوة الصلبية؛ لأنها لا تصسل الإنسان إلا إذا كانت 
مشفوعة بالبنؤة الشرعية ٠‏ وهى تنقطع بالكفر : فإذا كفر الولد اتقطع عن أبو به » 
وإذا كفر الوالدان انقطع عنهما الولد : فلا يرثانه ولا يرثهما مع ثبوت البنؤة 
لصلبية فى كنا حاتي ” 

ومن هذا وجب أن نجزم بأن مرتبة الرابطة بالمكم الإلمى» دونها مراتب ذو 
لقربى والأخوّة 2 إن الله تعالى أوجد الأخوّة الشرعية بين عموم المسلءين على 
ختلاف 0 ” فقال : ( إِعَا الْمؤْمنُونَ 
٠ 0 0‏ وقد عبر بلفظ الإخوة الذى لايقال إلا لإخوة النسب» دون (الإخوان) 





لذى اشمل إخوة الصحبة والصداقة ٠‏ 


وقد أحك الله بين ا منين هذه الْوْصلة الأخوية ب#) لا مزيد عليه ٠‏ فقال : 

6 كه س لكر تس ركه 
7 ( اي ل مين سْ م وازواجه أمهاتمم ) 51 فهذا ات مشروع رع م 
الى لا تنقطع ساف » » ولا تنفدم عروته : فقد ح- بجنؤة ذ المؤمنين لأزواجه 
الطاهرات أمهات المؤمنين ٠.‏ وقدكان <قا على 5 يعتقدوا ذلك» ومتكره 


حاحد ٠‏ وقد أيد ذلك قوله صل الله عليه وسام : 6 أ لم متراذ أأوالد علس . 


هد م6 رس - 8 


وقوله : « انا جد كل تق » . وقد أبد ذلك ما فعله الننى' من إيجاب المؤا<اة حين 
الهجرة : فإنه اك بين كل آثنين من المهاحرين : بين كل غنى وفقير هنهم حتى بتعاونا 
على السراء والضيراء» وكذلك أهس بالمؤاحاة بين المهابحرين والأنصار 








ند صلى الله عليه وسلم أوفى الأنبياء دينا 0 


ونا كان التعالى والتكير بالنسب إلى القبائل والعشائر من أكبر موانع التآخى م 
لأنالنفس مهما كان صاحبها » تطمح إلى المعالى وتأنف التسفل ‏ أ الله جل شأنه 
ترك المنابزة بالألقاب . فقال تعالى: (( وجعانا 8 شعو با وقبائلَ لتعآرفُوا ) ٠‏ فاللام 
للتعليل» أى جعلهم كذلك لبتعارفوا» لا ليتعالى بعضهم على بعض : فإن الكل بنتبى 
اك ل وهم أفراد أسرة واحدة » م 0 عى بح الحاجة 
والعمران م 0-7 وجهة الفخر والكامة . فقال : 23 )0 ا 200 ا الله 
ام ) . فلا يك :الله إلا الأتقياء . وهذا مايضح أن 0 ممقوت 


مهان: ( نين قاين نكيم ) ٠‏ وقد أيد الله ذلك فى الاحرة ٠‏ فقال: 


ع أ سر 


) 3 تفخ ف ف الصور نَل ات 6 يوذ و 0 ع( ٠.‏ وقال: :أن ف 
1 5-0 :ولا أولاد أ ب* وم م اأقيامة ل 5-5 وآ 3 0 0 3 
وقد ورد فى هذا المعنى من الأحادث النبوية كثير. فقال صلى الله عليه وسلم : 


نا 


عساده ووس مه 00 


1 قد اذهب 5-7 بي الجاهلية ولف 0 بالا باء 


06 اد لاسا مويه 
٠‏ موّمن لق م 
ار 00 ده 00 
رن ِ 0 تراب» ٠ ٠‏ يدن رجل خسم وام امام محم 3 شم جه 
4 هاده 


1 0 عل الله من ابلُعلاان ا ا بألفها كرما قوله « أبس م ادق 


5 


ده دسه 1 مات 98 


55 إل عصَبِية ولس منا من قاتل ل عل عصبية ولس 0 05 

ن ذلك با حلي به 0 بن عيد الرحمن بن عقبة عن أنيه » 00 
فار رسى حضر هع رسول الله صلى الله عا ليه وسلم حرب 1 المشهورة؛ وضرب رجلا 
من المشركين وقال : خذها وأنا الغلام الفارسى . يريد أن يعتز بقومه . فالتفت 
إليه الى صلى الله عليه وسلم وقال: «فهلا قلت : خذها منى وأنا الغلام الأنصارى» ٠‏ 


شروناك لك رديه الالح الانشقه رقا ذل االإصبار بإلصية راسي د 


و.يصدق هذه الرواية ها روى عن عانّْسّة رضى الله عنها. قالت :”معت رسول الله 


0 عبية الخاهلية : دوتما : 


(5) اللعلان : جمع بعل وهو أبو جعران ١‏ ” 








نا الباب السابع 


صل الله عليه وسلم فى خطبته المعلومة فى حجَة الوداع أنه قال : « ولا فضل لعربى 


عل من ولا لأحمر عل أسود إلا بالتَوَى » ٠‏ وذلك لأن جمهور السامعين كانوا 
من العرب فنبيهم 6 واكتفى عن التصريح بعدم فضلهم على غبرهم إلا بالتقوى ٠‏ 


وحسبك 4 عليه الصلاة والسلام قد وفد عليه وفد بى عاهس » فقال أحدهم : 
أت 77 يدا ٠‏ فقال صلى الله عليه 0 2 له ا ام ارك 0 500 فقالوا : 
١‏ اذمة فودة الا 

فضلنا وأعظمنا نر ل ا ل له 


٠ 0 + 1 


ولفد نمى حتّى عن التعبير عن العبد والأمة بلفظ العبد» ونهى الموالى عن 
فرك + :دق كر ل 0 :عبدى نك ل يعون الملوك: 


امه ل تعزو 


ل ا قل الماك : فتاى وفاتى ٠‏ وليقل المملولك : سيدى وسيدى ٠‏ فألم 
ارون ا اّّ © . وأنة عليه 00 والسلام كسام سا الأخؤة حتى بين 





د لقره دسق لول) دلق قار ل يه 


لموالى والعبيك» فقال : « إخوانم خولج بج علهم الله © نحت بدي » 0 
00 التتشديد عل كل من ب يحاول رك اسم #فقال : « كل امسج 


عل المْسْلم > حرام ا وكمة. ٠‏ حسب ب أشرئ من ال 3 0 الي 
وال : «ما من أسْرِْ سن ل نزت لنب : دحت تقض نه 
مسر 5 و 2 5-3 واره مويراير ثرو 


نء مضه إلا حدَله الله فى موطن حت دنشة فاون ا 


مه وسد عو ل لهس قر و سس سي سلا 
فى موضع يذتقص فيه و بنرك فيه من حرمته 0 فى موطن 3 فيه 


ارا ةسار مره برعاو 


ع لم 
ندمرته » ٠‏ وقا ل : «المسم حو المسْلِمٍلَا بظامه ولا ل ٠‏ منْكانَ فىحاجة ة أَخبه 


٠ لاستجر يتك الشيطان : لاتكونوا له أتياعا‎ )1١ 


2 ( 
() خرتم : حشيم يخديم. 
0 


2)0 سلبه : ركه لعوادث من غر مساعدة ٠‏ 








غد صل الله عليه وسلم أوفى الأنبياء دينا لل 


ةسه سه به لع ساقس سثر بهد ورقل- مه 
إن لله ف حاجته . ٠‏ ون فرج 1 قدنما لع فرج الله 8 جا من كرب 3 
نت “عست هد سرع اند ع ره اه 


القيامة ة ومن 0 ستزه الله , وم م القيامة 33 قال ال « أيحب أحدم ان 


شر س0 موسا 


يأكل لم أ أخيه مين )) الآية ٠‏ ولقد أوضخ النى صل الله عليه وسلم معنى الغيية » 


فاه 2س د 


فقال : « ذ كك أحاك ما نكن وا فرك فل 


ك4 


دده سس تور 


( إن كان : فيه ما تقول ققد اختبنه و إن ل يكن فيه ما 0 ته ٠‏ ورات 
فى التشديد والوعيد نى هذا الأهس » حتى قال عليه الصلاة والسلام : « إن جل 
لير قيتوب قيتوب الله عليه وإنَّ صاحب الفيبة لا ء شر ”7 
وقال : « لَايؤْينُ حدم حت بحب الأخيه ما بحب لِتفسه » ٠‏ وفى حلديث آخى 
يقول : « ولا يحل لمسلم أن مجر اناه قوق كلاث » انل . 


الممفشكن الكادن 
وحدة الزياسئة الإسلامية 


ا ا ا را لك ا رار ست 
الاستطاءة» والاعتصام به وحبه وطاعته وخدمتّه بما يقوى شوكته» و يوق رسلطانه ؛ 
لقواه تعالى : ( واعتصموا بل اله جميعا ولا تفقوا ) ٠‏ وقوله : ( أطيعوا الله 
واطيموا السول وأو الاش من ) ٠١‏ ومعى هذا أن الدين الإسلدى ليس دين 
عبادة سب » بل دين نظام دنيوى وأحروى ٠‏ فكان من الواجب أن تقوم بأعبائه 
الكبرى الأتمة العظام ٠‏ يتقادون الوكالة العليا عن سيد الكونين » وإمام الثقلين » 
الذى أوجب عل الأمة وحدة الوجهة » فى كل زمان وعلى أى حال » فى كثير من 


(1) هته : نسبت إليه مالم يفعله ٠‏ 








م ا اباب السابع 3 


العبادات : كالمعة» والزكاة » واطء والهاد» وأمثالها ٠‏ وفى الأمور الدنيوية : 
مثل إعداد الميوش » ومقائلة الأعداء» والسعى فى ترق الصولة» ودوام ارتقاء عمن 
الدولة» وإعلاءكامة الله» وقطع كل خلاف يقع بين المؤمنين؛ لأن كل ذلك يحتاج 
إلى إمام قوى عمزيزه جليل الشأن» مطاع الأهى» مسموع الكامة . 

ومن بتدبرالمقاصد الإسلامية الحقيقية» ,يصل إلى إدراك أهمية الحكة الإلهية 
فى توحيد الرياسة الدينية العظمى ؛ و يفهم ضرورة ارتباط الأمة الحمدية» وبخاصة 
إذاكان الأعداء محدقين بها من كل جانب » يختظرون ا از فلا يقيلونها من عثرة» 
ولا بغفرون لما هفوة » بل بتامسون ها الباطل من الليق » والضلال من اطدى . 


طلب الخير العام لكل الأنام على اختلاف المذاهب والأديان 

الدين الإسلانى دين سمح سهل» لا يأ إلا بخفض الكناح ولين المانب: فهو 
ينم على المؤمنين أن يحبوا لفيرهم ما يحبون لأنفسهم » وأن يدعوا الناس إايه على 
شرط الثرام العدالة وعدم الشطط» وبباغوا الاق بأوحم بيان وأسهل طريق؛ لأن 
الله لا يكلف نفسا إلا وسعهاء ولا يأهى ما لا ستطاع ٠‏ ولا يستطيع الإنسسان أن 
يعتقد أو يعمل ما جهل حتى يع » ولا يازمه اللدزم محزد الخير حتى يطمئن إليه» 
ويزول الشك فيه ٠‏ وعامهم أن بلتزموا خطة النى فى ذلك فإنه كان يدعو إلى الله 
بالبينات والذ كر الحكم » وبلاطف ويباحث الذين يعرض علهم الدين : فيتأافهم 
إذا نفرواء و هلهم إذا عبلواء ولا تأخذه بهم حدة إذا شتّدواء ولا بغضبه تمؤرهم 
قبل أن يتحققوا» ولا يرهقهم حتى تزول شكوكهم بالبراهين التى تناسب عقوطم : 
وتقبلها أذهانهم . 

هذا ما يحب على أهل الدين أن بتبعوه» ولا يضمروا لأحد سوءا ؛ فإن النى 


صللى الله عليه وسلم كان بعدذرمن جهل وشك وارتات» وبزيل رمه ورك 








مد صلى الله علية وسم أوى اللأنبياء دنا اعم 


بالبيان الشافى » والدليل الواضم .٠كذلك‏ الشآن فينا معشر المسلمين : فأتدع الناس 
إل دنا إلى فى ادن : فإن وجدنا منهم شك عذرناهم » ورأننا بهمء وأحسنا 
النصح لم فل" نزال نوم م لل 6 ونين 0 اهم 6 حى يظهر الحق جلا 5 فإن 
رفضوه علوا واستكارا» جارينا أفكارهم وآراءهم » لا ذواتهم وأشخاصهم » وثابرنا على 
إرجاعهم إلى طريق الصواب دون اك وانتقام ٠‏ 

امراك اللاتررى ادا لمعيه سس الانييد اك كهركي الللحفه ف قزري 
أحد» مثلوا به تمثيلا فظيعاء فلما أراد المسامون أن بمثلوا كذلك بقتلى المشركين » 
منعهم النى صبلى الله عليه وسلم من ذلك؟ إد لبس المقصود من الجهاد عداوة لذات 
الأنشخاص الحاربين» وإماكان لإزالة تلك الغشاوة التى كانت تعمى أبصارهم عن 
رؤية النور الساطع » وااق الأباج » والكدير العمم » ولم بقع القل إلا لأن هؤلاء 
الأشذاص كانوا مظهر العداوة لوق : 

وأدل 0 هذاء أن ع الي الذى قتل حمزة رضى اك 622 لك إن 
لم يؤاخذه الننى» بل صار من أصحابه الكرام رضوان الله علييم ٠‏ 

وما وقع منهند اأتّىفءلت بجسد حمزة ما لاحاجة لذ كره من المثيل الفظيع » حتى 
ات كه ركتبا © ريد أكلها حقذا وعداوة» فأهدر النى دمها الوم غنوة 
الفتح » فلما ضاقت عليها الأرض با رحبت تكرت » وأتت النى فبايعته علىالإسلام » 

: 4 


فلما أسلمت كشفت عن وجهها فعرفهاء فلم يجد عليبا» ولا عاتهها على ما فعات بعمه . 


كل هذاكاف للدلالة على أن الدين لا يؤاخذ أحدا إلا بعد أن يتضح له اق 


بأجل بيان ٠‏ 


هن ذلك شين أن مقاصد الإسلام طالب امير لكل الأنام 6 ودفع الك عنم 


)١(‏ يحجد : يغضباء 








ين البباب السايع 


إن ظهر وعدم العناد ٠‏ ولا يبصح ترك المسترشد ؛ :فإنه كالرريض : دواؤه الإرشاد 
والبيان» و إهماله ضرر عليه ٠‏ وييجب عل العالم ألا يتخل عن تعلم الكاهل» الذى 
يتردّى مجهالته فها بضره» ولا يصح لادنى الحقيق» أن يحرم أحدا مشاركته فى نعمة 
تلك المدنية» بل الواجب أن شارك بعضهم بعضا ٠‏ 


المقصد العاشر 
الننويه بمكارم الأخصلاق 
لد كان من مقاصد دين الإسلام تعميم الخير» ودفع الشمره والهداية إلى الحق 
وذلك بالدأص بالمعروف والمى عن المنكم ‏ كان حقا على من تصبو تفوسهم 
هذا الأمس الشاق انحفوف بالمخاطر ؛ أن بتهافوا عن الدنايا » وينأوا عن مهاوى الشيرور» 


ولا د إلى حضيض الفجور» وأن بنتصفوا | بالأخلاق الفاضلة » حتى تصفو 


تفوسهم بلزوم العدل امحض» والاعتئال الببحث ٠‏ فإذا صلحت 'الأنفس وتعودت 
المبادئ الحقة لقعت وصارت لما ملكت» كان أعم كعابها قدوة لمن سمع قوط » 


0 
وبطيع أمرهم . 

وقد كان الأنبياء فى مقدّمة المتصفين مهاء وقد حث القرآن على ذلك فى آيات 
كثيرة تخاوز المنات » وقد صرح النى صل الله عليه 1 يذلاك فى قوله : 


ا م مكارم الأخلاق 3-34 ٠‏ وقوله : »ا َ الوق برك سن خَقه درجة الصا اح 
القائم» ؛ ٠‏ وقوله : »م إن 1 ار خم 1 د [». ٠‏ وقوله :2 ص ل المومرين 
0 


اا أحسنهم اخلاقا» ٠‏ «مكارم الاق من أغتال ل أَمْلٍ لاد 0 ٠وكان‏ دن انه 


صلل الله عليه وسلم إذا نظرفى ال رآة أن يقول : م الهج 30-6 خَلق 0 


00 البحت : الخالص من كل ثىء : 








عد صل الله عليه وسلم أوفى الأنبياء دينا رمم 
1 5 . 2 3 عر ه الجر 2 2 
خَلق » » وكان إستعيذ من سوء الأخلاق » فقول : « اللهم » إلى أعوذ بك من 
السّعَاقَ اماق 5 الأخلاق © . 
هذا إلى أنه إذا حسنت الأخلاق». طهرت الأذواق» وكلت آذاب.الأنسن 
والمعاشرة » ولاق بالمرشد أن يوصل دعوته الدينية» إلى من أراد الله به خيرا من 
أفراد الجتمع ٠‏ فإن نأئ عن هذه الفضائل نفر الناس منه» ولا يجد إلا صدا وردا. 
قال الله تعالى لنبيه. : ( ول كنت قا قليظ اق لَانْقَضُوا مِنْ حَولكَ ) . 


فواجب المؤمن الداعى أن يكون هينا لينا». حلا كر يما : 


ا :1 م 
فهناك لمع ما يقول و استهى ئ# بالقول مئنهكه 0 التعليم 


المقصد الحادى عشر 
إقرار أن الناس طبقات ومنازل 

قال تعالى : (( ( فى كاك رلك لحمل ا واحدة ) ٠.‏ ولكن جعلهم 
هراتب » ولك 2 خاصة » 1 وضع فيها ٠‏ وقد كان الى وهو 5 
الذى يقتدى بفعله لا يخاطب أميرا أو سيدا أو ذا وجاهة فى قومه» بما يخاطب 
به مَنْ دونه ولا من فوقه. : فلم يضع أحدا عما يستحقه من الكلامة » ولا رفعه 

استحقاقة». و إن كان الجميع فى الأواص الإلمية والنواهى والحدود 1 : 
مؤمنهم » وكافزهر ٠‏ وم يكن صل الله عليه وسلم خَاثنا ولا لعانا» ولا محقرا منتمكا 
للترمات ٠‏ فعلئنا أن نحذو حذوه» ولسير على سلته : فالعالم عندنا سواء فى المعاملة: 
لكل حق لا يكرَمهء وحت لاايتعتاه» وعليه واجب لاهمله» والفضل فما ينهم 


بالتقوى. 








لق الباب السابع 


والله جل جلاله لم نسقط المزايا الخاصة بما أوجب الوصلة الإخائية » فقال تعالى 
لوسغ جر 2 ا لور 2 
(هل لستوى البنَ 0 وين آ لا يعلمون ) و([ يا فى إسراءيل أذكروا نعمتى 


ني أحمت عله وآ فضكة عل تابي ٠وقال‏ فى تفضيل الرجال على النساء: 
3 2-22 


( وللرجال عبن درج وله نر حكم ( ٠‏ وقال فى تفضيل الرسل الكزام م بعضهم 
على بعض : ( تأ 0 م ص بض هنهم من كل الله ) الآنة ٠‏ وقال 
فى الاصطفاء : :إن ا الم ل عر للك لمين ) 


0 داعا إن نَّ الله آضطفاك د وطهرك وآصطقاك عل ل نساء العا مين ٠)‏ وق تفضيل 


شان ع ان عر وسم : ( يا إنساء ا لى لان نحا بون لنْسَاء) ٠‏ وفى تفضيل 


الأمة امحمدية : 0 00 أخرجث إللثآس) الآبة.٠‏ وقال فى 120 


22س م6 62> 226 221 


( ليسوا سواء من اهل الاب اه م الآية قال : (أفن 0 م رضوانَ 


د ععة داو له ا 


الله كن 1 يسخط من الل وماواه 0 ونس المصير) ( وق تمييز الطيب 


مزه سده 


من اليك ؟ ( ماكانَ د كار الْمؤْمنِينَ 1 م 1 نم داه 0 مير ال2ي 3 
من الطب ) ٠6‏ وقال : إلا تس اليك ولس ور اك 0 الثييث) . 
وف منع > ا مة على بعض : ([ ولا تشمنوا ما قصل الله 
ار 0 ما كتسن) . 
دقال فى عمل ان : (فصَلَ 11 المجاهدينَ ب 3 57 نفسيم عل القاعدين 
ا لدي ) الآبة ٠‏ وقال : ( ١ق‏ هل يستوى الحم ى والبصيرٌ 
َك تَفَكونَ ) ٠)‏ وقال : ( وهو اذى 0 خلائف رض ورقع 0 


5-5-5-7 دوخ سه 


عه 0 
بعض درجات ليباوم فيا 0 ) الآآية ٠‏ وقال فى تفضيل المؤمنين على ل غيرهم : 
لفر يقر ) الآية ٠‏ والقرآن الكريم مشحون بمثل هذه الآبات ٠‏ 








عد صلل الله عليه وسلم أوفى الأنبياء دنا 


وقال صل الله عليه وسلم « انوا اللأس مَازقم ا 


قوم قا كرموه» قال الس ماد يانم فا الجاهلة خا 0 


إذا 0 ٠»‏ وقال : وما عبن يز قوم 1 وعَنى قوم أشقر»» وقال فىالحض 
١‏ ا" ١‏ ظ 0 اْعرقَ دَسّاسُ » » وقال فى ذلك 00 :. 


د 0 0 َس 0 


حق كينا فيس هنا » ٠‏ وقال فى توقبر العلماء : 0 6ك اك نم جوم 
الْأَرْض ع« ٠وقالق‏ كك م الشيوخ 7 0 إجلال الله !كام ذى الشّيبة ا م2 ٠‏ 
ياك ل سال الفكارة ور الا ميا خا بى كا اق عد 0 دما 


0 


مالع 1 حدم ولا أصيقة 2 أَحْحَابى عله 5 لله والملايكة وا النّاس 
62 29 


اه في ادوس نشااله 


مين لا 0 ا منه صرفا ولا عدلا » ٠‏ وقال ؟ ( 3 من ' أشراط الساعة أن 


باتمس اأعلمء م عند الأصَاغ » . 

ومما يويد ذلك من أفعاله صلالله عليه وسلم » أنه نسط رداءه .لوفد نجران حين 
زاروه وهم نصارى » وأ كرم عاض بن الطفيل وه وكافر؛ لأن الوافدين كانوا أعمزاء 
قومهم ) وعاس| كان سيد قومه . 

مما تقدّم تعلم أنالناس سواء أمام القانون الإلمى» والفضل فيا يينهم بالتقوى » 
ولكن تختلف ص انهم من حيث الصفات انخاصة ٠‏ فهم بذاك بتقسمون قسمين 
عظيمين : مسلمين وغير مسلمين ٠‏ 

(1) نصيفه : نصفه ٠‏ والمعتى ما بلغتم منزلة أحدهم ولانصف منزته ٠.‏ 


() صرفا : توبة ٠.‏ 
2( عدلا : فدية ٠‏ 








ا الباب السابع 


أما المسلمون فقند ربطت بينم الأخوة اللشفوعة بالأبوة العامة والنبؤة المندة 
إلن ما شا اء الله أن عت سحو سس رن حمر الا ل 
الله عليه وس : وسم أولاد ان دضى الله عنهما 4 فإن لا سنوّة خاصة تلك 
البؤة العامة . والمسامون مهما اختلفوا فى المنزلة» وتباينوا فىالمرتية» أمام الأواس 
السماونة ل اا 1 ن حدود الله » فإن 


سا ع سال هق سس ل 


الننى صل الله عليه وسم بقول 1 3 قاطمة ب بت د سرقت لقطع مد يدها . 

أما القسم الثانى وهو غير المسامين» فإنهم بتقسمون نمسة أقسام : 

الأول 2 أعلن الدمة : هم الذين يخضعون لاسلطة الإسلامية» ولا يدينؤن 
بديتها : فإن لم الذمة » ولم ما للسلمين من العسدل والقوق » وعدم التعذى على 
أمواهم وأعاضهم وأنفسهم . ومن يفعل ذلك يجازيا لوكان المتعّى عليه مسلما . 

الشانى - المعاهد : وهو الذى يكون. بين الإمامة 06 وقومه عهد 
وميثاق مبرم» فهو عند عهده وأحكام ميثاقه : له هن القوق والحدود والواجيات 
ما هو مدن فى العهد» ولا يزالكذلك حتى بنقتض العهد : فإن كان النقض عندا 
انملخ عن الأحكام المذكورة» وبق محفوظ النفس والعرض:والمال حتى بتعدّى 
إلى مضرة غيره» وهتالك يحم عليه يا لوكان مسلما ‏ 





الشثالك - المهاان : 'وهو'الذى بين جمناعة المسثلنين:ؤقومه هانق :فهو 


عند شروطظها 5 


الرابسع ‏ المؤمّن الذى الا عهسد له » .ولا هدنة ».ولا خريب » :ولا ذمة يبن 
قومه والإمامة الكبرى : فإن جاء إلى بلاد المسلمين عكاجة » فله حق المؤمن على 
نقفسة وعرضه وماله ودئه» لا عاناف شىء من ذلك» ات عدم التعوض 
لمصَارة اجتمع » و يخضع لأحكام المسلين 5 دام الهم ٠.‏ 


)6 الإمامة الخيرى : الخلافة العظمى 2 








عد صل الله عليه وسلم أوفى اللأنسياء دينا لم 


الكامس - المحارب : فإن أحكامه تختلف باختلاف الخروب وأسبابها : 
فهو تابع بمقتضى الخال حتى تضع الحرب أو زارها ٠‏ وإذذاك يكون مر أحد 
الأقسام الأربسة المتقدّمة » وإن أصبح أسيرا فعليه حك الأسر بشروطه المقزرة 
كّ مواضعهتا 38 

كل ذلك برينا بأجل بيان أن من أسمى مقاصد الدين الإسلاتى 0 الأمن 
وال سام » وقصد اللدير + يع الطبقات» وأنه وجب على أهله جاب كل خير للجتمع 
الإأسانى » ودفع كل شر عنه . والحهاد الذى فرض على المسامين » 0" الله فيه 

دم ممسده هي هس يت ءه 8 ادك دع 
بقوله : (ولا تسن لين قتلوا فى سيل الله مانا بل أحباء عندار مي برقو ق)' 
إنما كان لأصرين : 

أحدهما ‏ الدفاع ء ن الماعة ا حمدية التى ل هذه الدعوة المباركة : دعوة 
تعميم الذير والوحدة فى الأرض ٠‏ 

والاخى ‏ إزالة العوائق التى تقف فى سبيل نشرهذه الدعوة . 

والإسلام م بدخل فى حرب إلا بعد هم أعيته كك الحيل فل ول مور مخ اءواساللمة 
ديدن المسلمين فى كل ىع منقادين لقوله له تعالن : ( أدقم إلى ىحنم 
وقد روى عن عَانْشّة رضى الله عنها : ( ما خيْر رسول اله صل الله عليه وسلم بين 
أصين إلا اختار أبسرهما 0 يكن إثماء “فإ نكان إثماكان أبعد الناس عنه). وقال 
صلى الله علينه وسلم : 00 0 ان ٠‏ وقد أو ألله سبحانه وتعالى ذلك 

سس قروو عه لله 

فى قوله : لون جتحا للدم فاج 0 ٠‏ وقال تعالى : (دلا تلقوا ادع 
ل البلكر) . 

ما تقتم بيتبين أن مقاصد الدين الإسلاى اعتقاد لق ؛ وو إقامة البزهان غلى 


السقدء حى لا وم حول اللقيفة شلك ولااريك وتعمم المعاملات والإخاء» 
1 ونح و اعقوم الأفراد حرية محغنة محدودة يحدؤد الحكة» بحيث تكفل حفظ المياة 








نا الباب السابع 


الاجتاعية ظ دام فى الوجود موجحود» وهى مانعتة من الإفراط والتفربط ٠‏ وهذه 
هى أقص درجات المانية . ثم أوجب حفظ المراتب والدرجات بين الناس 
ورعايتها» ورفع بعضهم فوق بعض درجات بقدر ما يِؤدٌونه من جايل الأعمال ؛ 
وأباح لم اشتراك غيرهم معهم ف هذه المدنية العظمى ) والمهج القوم : فقد كان 
سيد اقلق لايل رفيا روك مذرعه مرجيةة عمد رودق لعلف انم 
سيدنا أبو بكر رذى الله عنه ٠.‏ فهل ستخيل متخيل حسن معاملة أجل وأ أعظم 0 
هذه المعاملة 5 

وما كان أغناه عن معاملة ذلك البهودى ! وقدكان أحعابه يفدونه بالمهج بله 
الأموال . فا عامل الهودى» ولا خص اليبودى بذلك» إلا لأن هذه المعاملة 
تحوطها الأمانة» وتحرسها النسوية فى المعاملة التى هى من شعائر الدين المنيف ٠‏ 
فا أسماه ! وما أح؟ مقاصده ! 

وم تقتصر تعالعه على الاأص بالعادة» ل أردف ذلك بالاهخام بأهس الزراعة» 
قا + راطيا رك من 105 الارك و دوق هذا اهنا العف سن ادن 
فى الأرضء والكنوز المطوية فى باطنها. وكذلك الصناعة : فإنه أهس بتعامهاء و بتعلم 
العلوم أين وجدت ٠‏ وقد رأى نفع بعض أعدال كفار الفرس فعمل مثلها : كعمل 


امدق إقارء فكان القارتى ركى اق 2 واإارة الت اتيف من قبل 


2 انار حين أوقد قنديلا وأحضره معة ٠‏ وقد كان إنضاء قبلا ببإحراق افك ٠.‏ 


وقد أص أيضا بنش رالعلوم والمعارف» والإاء» وتقدير الرجال» وترتيب المنود» 
وتنظم القوى الدفاعية ٠‏ وقزر وجوب حفظ الأبدان 43 وأنواع المكة الطبعية 2 
ونم مكارم الأخلاق ٠‏ وأوجب علم لتاريخ» وامغرافية» والسباحة ٠‏ ولم يدع 
شيئا حى علم النجم» والحساب» والقصص 4 وآداب الخاضرات والمساصات» 


(0 لله دمع . 








عد صل الله عاية وسلم أوق الأنبياء دينا برا 


ووظائف الأعمال الإدارية» والاقتصاد الإدارى والمالى» وكل ما يمكن أن يكون 
ف الأم المتمدئة ٠‏ 

أما التجارة فقد زاوطا هو بذاته الشريفة ٠.‏ هذا فى الأمور الداخلية . 
أما الأمور انكارجية فقد دعا بالبلاغ المبين » وقزر أصول الحقوق الدولية والحقوق 
اميه وفزق بين طبقات العال» وأوجب أصول الحروب» والحدنة» والمسالمة» 
1 سل رالككة رركا رار 211 تك واللشوف وات 
وحقوق الحوار» والمعاهدات على اختلاف ضرومها» ومعاملات رعايا الأجانب » 
وأهل الذمة» وو يل كل فرقة حقا محدودا بالحكة» محوطا بالصواب» ول يفزط 
فى شثىء؛ ولم يفل أهس| من الأمور » بل 2 فيه إذاكان نافعا » ونمى عنه إن 
كان ضارااء 

لا حرم أن الدين الإسلامى دين برهانى» كفيل بإصسلاح المعاش والمعاد؛ 


وإذلك أوجب الله فبه لزوم الحكة والحرية المشروعة » ولم يحعل القهر والغابة 


والاستعباد منه فى ثبىء» ومنع سلطة الحكام واستعبادهم لعباده» ور بط معاملات 
اجميع بأحكامه الإهية : فبين الحذود والحقوق والواجبات » وقزر أصول الحرية 
والمساواة والأخوة المشروعة بين المسلمين » وقام هسم النى صل أللّه عليه وسم 
بالرسالة العامة والأبؤة الشاملة ٠.‏ ولماكان لا بد لتنفيذ الأحكام الربانية من قّة 


قاهرة» مقتدرة على إجراء العدل الإلى » أوجب الدين نصب إمام عام يقوم بتنفيذ 
الأحكام » وينوب عنه عليه السلام فى الأبؤة العامة . 

وعلى هذا الأ ساس قام الخلقاء لتقام فى المسامين : فكل واحد منهم 0 
الأوك ادن وقم من لا قم عليه » وو رك رس ه بأاقيف إلهم مقاليد 
الأحكام طبق الأواس الإلهية . 

لهذا وجيت معر م وطاعهم طاعة قابية وعماية» بيث تطيعهم القلوب 


قبل الأبدان» وا الإخلاض لم فى النصح لمعاولتهم على المصال؛ لأنهم أكثر الناس 
شنال وأثقلهم أعباء . 








1 الباب السابع 


وحبذا لو تمسك المسلمون بأهداب شريعتهم ؛ وعملوا بها أصرتهم به وانتهوا 
عما عنه نبتبم» وتوادّوا وتحابواء واطرحوا عن قلوبهم المقد والبغضاء والحسد» 
وطهروا سرائرهم » وأخذكل منهم بيد أخيهء ونبذوا التواكل والتدابر» وأحلوا 
عله الحب اللالص من قلوب مملوءة بالإإمان. : لو قعلوا ذلك لعزوا بعد الذل» 


واجتمع شملهم بعد أن تفزق» وهابهم غيرهم » ودانت لم الزقاب ٠‏ 
المقضد القانى ع 


صلاح المجتمع إصلاحا شاملا 
قزر الإسلام أن امجتمع الإنسانى لا يصاح إلا إذا اجتمعت فيه أمور ستة : 


ا 


0 


الأول - دين متبع 
لذن الدين هو الذى يصون النفوس عن ميوطاء ويصرفها عن إرادتها السيئة» 
ويقهر السرائز» ويزحر الضمائر» وهو الزقيب على النفوس 2 خلواتها» والناحم 0 
ف ا ٠‏ قال بعص المكاء : #الأذب أدبان 8 كك شربعة» وأدب سياسة: 
فأدب الشربعة ظا أذّى الفرض » وأدب السياسة م عمر الأرض 4 وكلاها ع 
إلى العدل الذى به سلامة السلطان» وعمارة البلدان؛ لأن من ترك الفرض فقد ظلم 
نفسه» ومن خحرب الأرض فقد ظلم نفسته وغبره 5 
قال سعيد بن حميد : (ماصحة أبداننا بنافعة حتى ريصح الدين وانخلق) ٠‏ 
الثاى - حكومة رشيدة 
ذلك بأرن المحكومة لتألف برهبتها الأهواء المختلفة.» وتجتمع مبيبتها القاوب 
المتفرقسة. » وتنقمع من خوفها النفوس المتعادية؛ لأن فى طباع الناس.من حب 
المغالبة على ما أثزوه» والقه رمن عاندوه» مالايتكفون عنه إلا بمانع قوى") ورادع 


تنفيذى» وأنواع الرادع أربعة : 








عد صل الله عليه وسلم أوق الأنبياء دينا 


العقل الزائحر» والدين المابحر» واخاك الرادع» والعجز الصاد : 
ورهبة الماك أبلغها وأشدّها زب » وأقواها ردعاء فقد جاء فى الحديث 
الشريف : « ين لله كيرح بالسلطان ]ترما بح بارآ » ٠‏ وقال النبى"صل الله 
سه م رس 2 0 7 0 ده ا ا/ م اوس ردثر 
علية 5 2 إن لله حراسا ى السماء وحراسا فى الارض كراسه فى السماء الملائكة 


هس مع ه ساسخ نه 


واس فى لأَرْض لّذينَ عضوت أرزاقهم ويِدّبونَ عن النّاس » ٠‏ وقال صل الله 


ليه وس 


اوناك لقان سن بن الفدية وك لاحر فيه وى عض ارجات ٠‏ 
وقال بعض البلغاء 2 الحخاكم 2 نفسة إمام متبوع2 وى سيرله دين مشروع؟ 


فإن ظملم يعدل ال وإن عدل لم يجسر أحد على لى ظلم 5 

الحلى : هو الذى يحرس الدين» ويحث على العمل به من غير هال له » 
ويدفع الأهواء مئه» وحفظه من التبديل فيه» ويزحرهمن شذعنه بارتداد» أو بغى 
فيه بعناد» ارس فيه بفساد ٠‏ 

وهو الذئ يلات اع" . الأمة عدوا فى دينها » أو معتديا على أمواله) وأرضها 
وأنفسها 0 وهو الذى العمر البلدان ٍ اعتّاد مص الحهاءوتبذب سبلها وسالكها ٠‏ وهو 
الذى يحرى فى أموالا جباية و إنفاقا على سن الشربعة العادلة . وهو الذى ينظر 
فى مظالم أهلهاء و نسوى فى الحكومة بينهم » ويعتمد النصفة فى فصل أحكانهم . 

وهو الذى يقيم لحدود على مستحقيها » من غير جاو ز فهها » ولا تقصير عنما * 
وهو الذى يختار أعوانه ورجاله من ن أهل الكفاية فيهاء والأمانة علمها ٠.‏ 


لات ا ونْحقا م من 1+ نكام 62 فهو مستوجب ا رعلةه 0 





0 لصدق هيلهم ومخبتهم ٠‏ ومن قظر عنب| وم ,قم بحقها وواجما» كان مأ 
مؤاخذاء» وعلمها مع أقبا» ثم هو هن الرعية على استيطان معضية ومقت» ,تزبصون 


الفرض لإظهارها» وبتوقعون الدوائر لإعلانها : 











00 الباب السابع 


ده 0 شو هم ع ورغ عسزهد رز عذه 
روى عن النى صل ايمر أنه قال: : «خير أعتوالذين بوهم وكبولح ٠‏ 
سه عه رغ د ده ف سقه جره ير سه سوسع سغره دوسي يزه 
وشر اكتكم لذين ' ن تمغضوهم ومغضوا م وتلعنوة وم ويلعنوتكم » ٠‏ وهذا حر 4 
لآن الإمام مااع إذاكان ذا + خير أحب رعيته و6 وإذا كان ذ ذاش رأبغخض 


رعيتة افون 5 


رداك تمر ين اناطاب ردى ألله عنه إلى سعد 3 أبى وقاص رضى الله 
عنة : », إن الله تعالى إذا أحب عيدا 0 إن خاقه : فاعرف منزليك دن الله تعالى 
منرلتك هن الناس 5 

بتتداهناان خشية الله تبعث على طاعته فى خلقه» وطاعته فى خلقه تبعث 
على محبته؛ فاذلك كانت محبتهم ديلا على خيره وخشيته » وبغضهم دليلا على شره 
وقل”" هس اقبته 5 

وروى أن عمرين الخطاب قال لأبى ميم اناك - وكان هو الذى قتل 


الغا 0 بك الطاب 3-5 : «والله إِق له أحبك حى 5 الأرض الدم »6 . قال: 
ويس ذلك حقا؟» قال:لا . قال : «فلا ضير : : إما ب سى على المحب النساعع ٠.‏ 


لفالف لح دل شيل 
عنى الإسلام بإقامة العدل عناية عظيمة : فقال تعالى : (إإنَ لمم بالْمثْل 


00 


والإحسان ) ٠‏ وقال تعالى : ( ولا حرمت شنا قوم 1 كديا . 
اي ا | قوامين بالقسط شهداء لل ولو عل انس أو الوالدين 
ده عه عش 


والاقر ب بن ا( 0 مدلا هو اقرب ا 7 5 


4 






0 


مرفاك أن العلل عامل بعد إل الال روبيعيك كلل الاي 6 رولف وى 
به البلاد» وتغى به الأموال ٠‏ وايس شىء أسرع فى خحراب الاأرض» ولا أفسد لضوائن 


٠ والمعنى لا تملك بغض قوم على ترك العذل فهم‎ ٠ ٠ الشنآن : البغض‎ )١( 





مهد صبلى الله عليه وسم 1 الا نبياء دبنا عم 


االحلق من الحور ؛ لأنه لا يتقتف عند حدّء ولا بنتهى إلى غاية » ولكل حزء منه 
3 دل الا 11 
قسط 0 الفساد حى ستكئل ٠‏ تأمل قوله صل الله عليه وسلم : « ثللاث منجيات 
ده ىد ةع و اسعه ووه لدو دودوفى ., هدام -25 د وراك ١‏ ب 3 
وثلاث مهلكات : فاما المنجيات فالعدل 5 الغضب والرضا» وخشية اللو فى السر 
دوس رس سوس هع ر اوس سهو نوع ليزه رز ور سروه و فج الضطًا رميق 
والعلانية » والقصد ى الغنى والفقر ٠‏ وأما المهلكات فشح مطاع » وهوى متبع » 
م وار همده له 
وإجاب المرء بنفسه » ٠.‏ 


وانظر قول الإسكندر لمكا المند» وقد رأى قلة الشمرائع بها : ” لم صارت 
سن بلادى قليلة ؟ >. قالوا : ” لإعطائنا الحق من أنفسناء ولعدل ملوا فينا “ ٠‏ 


ىن لا 


فقال لهم : ” أجا أفضل : العدل أم الشجاعة ؟ > . قالوا : ” إذا أستعمل العدل 


6. 


أغى عن الشجاعة 


وتديرقول بعض البلغاء : * إن العدل ميزان الله الذى وضعه لخلق» ونصبه 
لفق : فلا تخالفه فى ميزانهء ولا تعارضه فى سلطانه » واستعن على العدل يلين : 


قل الطمع» وكثرة الورع » ٠‏ 


ضروب كن 

التكدل 22 ررك 1 5 

منها عدل الإنسان فى نفسه : وذلك يملها على المصالح » وكفها عن الفضائح 4 
ثم بالوقوف فى أخوالها على أعدل الأهسين من تجاو ز أو تقصير ؛ فإن التجاوز فيها 
حور» والتقصير فمها طلم ٠‏ ودن ظم نفسه فهو أغيره أظلم » ومن جار علمها فهو على 
غيره أجور ٠‏ 

انظر إلى قول بعض المكاء : ” من توالى فى نفسه ضاع 0 

ومنها عدل الإنسان فيمن دونه :كلام فى رعيته» والزءدس مع مسعءوسيه : 


وعدله فييم نحقق كد : اتباع 6 وحدذف المعسور» وترك التساط 








1 البباب السابع 


القؤة» وابتغاء المق فى السيرة؟ لأن اتباع الميسور أده ف كنف لسر اماك 
وثرك النسلط أوجب للحبة» واشتغاء اتلى ا بعمث على ان ٠‏ ومن لم جتمع له 
هذه اللأمور 0 الحكام 1 الرؤساء» كان الفساد سنظره أ كثر» والاختلاف تتدييره 


تليق 


تأمل قوله.صل الله عليه وسلم : ” أَمَدُ اناس عَدَاا يوم اأقيامة من أَشْركه له 


فى اسلطابة كارق كد ونادن فول عت للك ١‏ أفرى لاض صركة 
الوم » وأنقذ الام 1 المظلوم . وقول أزدشير بن بابك : * إذا رغب الملك 
عن العدل» رغبت الرعية عن طاغته “. وقول أنو شروان لم) عوتب علىترك عقاب 
المذنبين : هم المرضى ون الأطباء : فإذا ل نداوهم بالعفو عنهم فن لم ؟ © . 

ومنها عدل الإلسان مع من فوقه : كعدل امحكومين مع المكام» والمرءوسين 
مع الرؤساء : وقوام ذلك إخلاص الطاعة» و بذل النصرة» وصدق الولاء : فإن 
إخلاص الطاعة أجمع الشمل» و بذل النصرة أدفع للوهن » وصدق الولاء أنفى 
لسوء الظن ٠‏ ومن لم نتم له هذه الأمور من المرءوسين » تسلط عليه من كان يدافع 
ا ل ل ال 

متى أحرجت ذاكم تَخَطى * إليك ببعض أخلاق اللثام 

وما أبدع قول بعض الحكاء! :”إن الله لا يرضى عن خلقه إلا بتأدية حقه . 
وحقه شك النعمة» ونصح الأمةق» وحسن الضنيعة» ولزؤم الشريعة» 

ومن عدل الإفسان 4 مع إخوانه ونظرائه :وانة ذلك ترك الاستطالة واحتناب 
الإدلال» وكف الأذى : فترك الاستطالة أدى إلى الألفة» وغانبنة الإذلال أبق 


للعفاقٌ والرحمة» وكك الأذى هسل وءة لم ٠‏ 


)02 الاستطالة : التفضل والامئنان 
20( الإدلال : ماوزة الل ثقة بالححبة ٠.‏ 








مد صلى الله عليه وسلم أوق الأنبياء دينا هع 


تأمل بديع قوله ا ع « ألا ايم شرار لاس ؟ ل : 


دلرو 


بل ٠ ٠‏ ببارسول الله » قال :«.من 000 0 ومنع إرقده » 0 0 . ثم قال: 


سساءه 2 عه 
»م أقلا ايك بشر من ذَاك؟» ٠:‏ قال و ل ٠.‏ يارسول الله » قال : ١‏ يرىى 


وزع ساس الى سار ساي 


<يره» ولا يؤمن شره » ٠‏ ثم قال : «أقد ابن يتين 5 ذَلك؟» ٠‏ قالوا 30 


ده ره اي هس مداه عر سعد 


,بارسول الله » قال : 0 م ن بغض الناس و بيغضونه © . 

وانظر إلى قول بعض المكء فى بيان قبح الظلم فى صوره الختلفة : الخاكم 
السوء يحيف البرىء» ويصطنع الدتىء ٠.‏ واليلد السوء 2 السقل» ويبورث العلل . 
اراد السو كين الف و دم اشرق ٠‏ واطار السو يقتي السبرن ومنك 


الستر. ها أتفع العدل ! وما أضر امور ! 
اللابع - الأمن العام 


ف ظل الأمن العام تطمئن النفوس ©» ولتيسر الم » و سكن البرىء » اس 
الضعيف : فلا راحة لذائف» :ولا ظمأبينة للخاذر ؟ لأن الخوف يقبض الناس 


عن مصالهم » و يحجزه هم عن تصرفهم » ويحول بينهم وبين المواد التى بها قوام أودهم » 
وانتظام حالم : 

واتاوف ضروب : فنه اتهوف عل النفس ».ومن اتلؤف على الأهل» :ومنه 
انخوف على المال ٠‏ وقد لستوعب جميسع الأحوال ٠.‏ ولكلواحد من ضبرو به 
حظ من الوهن » ونصيب.هن الخزن ٠‏ 


فبه تقسع النفوس فى: مختلف أحوالما » و نشترك فيه ذو الإ كار والإقلال » 
فيققل'فى الناس الحسند © وببلتفى غنهم تناغض' الفقر» وجنح النفوس إلى التوسع » 
وتكثرا المواساة والتواصل» نتفثو الأمانة» ويكثر السخاء 2 


)60 رفده : معونته ٠‏ 








9 الباب السابع 


تأمل ماكتيه عمر اتقطاب رضى ألله عنه إن أبى مومسى اللأشعرى : 
ا إل رك 0 2 ما ال 
وذ الال لا برغب فى مال غيره “ . 

لكل ذلك لا يتسنى لمصلح أن 5 ماه فق ف إلا إذا رف كا ]01 
الثزاء » ودرأ عنها دواعى الضصيق والفقر ؛ لأن ثراء الأمة من قواعد صصلاحها » 


ودواى استقامتها ٠.‏ 


كك كك ان ليان ف در اننا 
الك الال لقي مسف جلاعا ما يتصير اللعير ون السقينا .6 رلور الك 
اقتناء ما ليس ر. مل فى دركه بحياة أربابه . ولولا أن اكتف ينتفع بما أأنشا السآف 
حت نصير به مستغنيا لافتقر أهل كل عصر إلى إنشاء ماتحتاجون إليه : من منازل 
7 


الأمل الفسيح هو الذى حدا انذلق إلمعمارة الدنيا و إتمام إصلاحها » فأصبحت 
0 


) . 
تنتقل بعمرانها إلى قرن بعد قرن » فيت الثانى ما أبقاه الأول من عمارتها» ويرم الثالث 
22 


ها أحدثه الشانى من شعتهاء لنكون أحوالما على الأعصار ملتعمة» وأمورها على 
قر اندر معظلمة + وار تررق لااالك ملاعال: الراسه ماج وميه بز ادي 
ضرورة وقته» ولكانت تنتقل إلى من بعده نحرابا لا يدرك منها حاجة؛ ثم تتتقل إلى 
من عن الس من قااك دا الح الك ونا فت راك يكن نا ان ل 1 
و8622 1-1 2م 
صبلى الله عليه وسلم : « الامل رحمة من الله لامي 6ه وتأمل قول الشاعل : 
3 0 - 2 32 
وللنفوس و إن كانت على وجل * من المنية آمال تقويه) 
4 ل للارع و لي يل م 00 
فالصبر يسطها والدهى ,تبضها * والنفس تنشرها والموت يطويها 
(1) استيعاب الثىء : الإثيان عليه كله وعدم ترك شىء منه ٠‏ (0) الإعواز : الفقر + 
(") القرن : أهل زمان واحد + (:) الشعث : الخلل ٠‏ 








عد صل الله عليه وسلم أوفى الأنبياء دينا 4 


هذه هى الأمور الستة التى تصلح ها أحوال الأم» وتانظم عا اموا 
ويحسب ما اختل هن قواعدها يكون اختلالها وفسادها . 

ولا غرو : فقد جاء مد صلى الله عليه وسلم بشربعة أحاطت جميع ما كفل 
عا ب 0 كنض العامة ورامك اواك الماك رو ره مال كل اقم 
وماكان أقل فى الاحتياج إليه وليس مرى الضروريات المعيشية أو التيذيية» 
رمك الله 6 واأشاريت إلك طرق اليه من إأقاءه مرعااف االعبال اكه م وتنا 
ظات شريعته وستظل محفوظة الموارد» مطردة القواعد : لا تحتل منها قاعدة» ولا 
بطل منها حم ٠‏ ولوكانت هن وضع البشر لاختلت وفسد نظامهاء كا تختل ا 
البشر عل اختلاف الأحقاب والدهور . 

دن اراك رن ل ار يراليه انا ل ل رات 

المرجفون؛ لأن غدا عليه الصلاة والسلام» لما قام بدعوى الرسالة كان وحيدا 
فريدا: ليس صاحب سلطان» ولا ممكما بعصبية عشيرة قادرة» بل إنه عند قيامه تلك 
الدعوى بين ماهير الأتم» كان من عشيرته أوَلٌ هنكذبه فى دعواة» وعاذاه أشد 
المعاداة» وسلط عليه أشرارها بالأذى وتسفيه الرأى . ومع ذلك ظل عايه الصلاة 
والسلام صابرا على أذى من آذاه : يدعو الخلق إلى انق » ويقم لهم الأدلة» ويظهر 

لمم محاسن دينه» و يوضع لمم معايب ماهر عليه» حتى وضم اللحق ان أراد الله تعالى 
هدابته : فأخذت العقول السليمة تقبل دينه» وفتحسن شريعته» وهو حيائد لم 
برق دما ول يأس بإراقة قطرة من دم أحد . بل كان يقول بلسان القرآن :إلا وأ 
فى الذين قد تين الشّد من الى ) ٠‏ ( يها الذين آمنوا عليه أشسخ لا ضرغ 
عزنا هتدم ) ٠‏ ( هن كفر فعليه كفره ) . 

أنبأنا التاريحخ على لسان المنصفين » أن دين د عليه السلام شاع قبل مجمرته 
مر مكة إلى المديئة » وقبل مشروعية اللهاد فيم) » وقبلته العقول السليمة » 
واستحسنته الطبائع الكويمة بلا خوف ولا رهبة ٠.‏ 








6 الباب. السابع 


وكذاك أنبأنا أن الناس د<لوا فى دينه أفواجا بعد مشروعية المهاد ؛ وهم على 
خوف من أذى أعداء الدين ٠.‏ 

وأنبأناكذلك» أنه لمالم تفلح الموعظة والبراهين فى المخالفين المعاندين» الذين 
أرادوا صد الدعوة واستئصاطا » وزادتهم معاملة الرفق واللين طغيانا واجتراء على 
الدعوة وصاحيها ‏ شرع الله المهاد» وحاطه بقيود تدرأ القسوة والتدكل . 


دين اكاك بكل حكة باه ة 6 واحتوى كل ل حميدة »6 وكفل انتظام 
حال البشمر» وصلاح أحوالم » وطهارة قوسي ء وعمارة ديارهم » وكف أشرارهم » 


ماله معاد دوين كل فزنة يو 
١ 7‏ و رن حراوة ودب 


5 
دين ببأهصس باتقاء كل مضير للإنسان فى دينه ودنياه » و بالإخلاص فى العمل لله 

تعال» وى والإحمان فى العمل ٠‏ والتصيحة للق الله تحال » والصير ومقاومة 
الأهوال والالام » والرضا بما يرضى الله تعالى » و بكظلم الغيظ عند الغفضب» وترك 
الجازاة للذنب مع التقدرة علمها» ما لم تكن حدّا من حدود الله تعالى» و بالاغتباط 
بعمل انذبر» و بالسخاء» والكرم» والشجاعة » وا محافظة على ارم واللدين» و بالثبات 
عند. الخاوف,». و بالرغبة الصادقة فى الأناة,بقدر ما مكن » وبالتؤدة. فى التوجه نمو 
المطالت» والتانى فى التصومات والحروب» وحن الانقياد عا رؤدى إلى اللميل» 
وتحبة مايل النفس ». وبالحكة» والشكي» وانكوف هن الله تالى» والرجاء فيه » 
وباتفاق الآراء.ى المعاوثة. على تدبير المعاش» وربالوفاء » والرحمة مخلق. الله :الى » 





و بالإصلاح بين عباده» و بالأمانة». وإنجاز الوعد» والوفاء بالمهد» والحمب ف الله» 
والبغض ف الله» وبحسن الظن» و بالموادرة إلى عمل انلدير» و بالصسلابة فى أهس 
الدين » وبالأنس ف الله والشوق إليه ء و علازمة الأتمال الخميلة » والخرص على 
ما:يوجب الذ كر الميل» وبالتحترج عن أى أذى يلحق الفير مطلقا» وباكتساب 
امال من غير مهانة ولا ظلم » و إثفاقه فى المصارف النيدة » وتحر ير النفس من 


رقة الثهوات» ومحاسبتها ومعاثزتما 5 








د صل الله عليه وسلم أوفى الأنبياء دينا 1 


دين ينبى عن الشمرك بالته » والفسق »وعصيانه تعالى فى أوامره.ونواهيه » وعن 
اتباع المموى» والرياء» وعن الكبر» والحقد»والعجب »والحسده» والثماتة» والموؤر» 
وعن العلمرة والنشاؤم الذى لاسند له من الشرع »وءن البخل» والشح»:والإسراف» 
وعن الكسل » والبطالة » والعجلة نى الأمور» وعرى الفظاظة» وفلظة القاب» 
والوقاحة» وقلة الحياء» وءن الجرع وكفران النع 


7 
الضعف فى أمور الدين» وعن الطيش والكفة» وعن العناد ومكابرة الحق »:وعن 


» وعن السيخط والغضب» وعن 


الشره والطمع » وعن الميّة اخيردين الله تعالى» وعن القنوط هن رحمة الله» وعن محبة 
الظلمة والفسقة» وعن الغيمة » وإفشاء السر» والسخرية » والاستهزاء بالناس » 
39 

واستصغارهم » وعن اللعن » والسب» والتتاين» والأر» والتعيير» والمراء» وعن الحوض 
فى الباطل» والشحاذة لغير مضطرء وعن الشفاعة السيئة » والأهس بالمنكر» والنمى 
عن المعروف» وعن البعحث ف عيوب الناس» والدعاء للظالم بالبقاء» وعن كان 
الشمبادة» وشهادة الزور» وقذف المحصنات الغافلات» وتعمد الكذب على الله تعالى 
وعلى رسوله » وعن ل بالصدقة 4 وكفران نعمة اخلق المؤدى إلى كفران 0 
الخالق » والاستطالة فى الأعاض» وذ كر الناس بما يكرهون فى أنفسهم أو فيمن 
نكسب إلهم» وعن نقضص العهد» وخلاف الوعد» والحيانة 4 وال والخدعة 4 
والفتنة» وءن شرب المسككات البِى تذهب بالعقل» وعن اناق 0 باالخاف 
الكاذب» و بحس الكل» أوالوزن أو الذرع» وع الجر وإنفاق المال 
2 اغرمات 6 وإبذاء الحار واوكان الفا 2 الدين »© وعن السرقة » والغضب» 
والربا» وعن التدابر» والتشاحن » وعن د الرشوة دن محق أومبطل » وعن خذلان 
المظلوم مع القسدرة على نصرته » إلى غير ذلك مما يضر بالجتمع » أو النفس » 
ااانه أو العقل » أو الشرع. 


(1) الطيرة : ما رتشاءم بهاء (5) التنايز : التعاير بالألقاب 
(») اللز: عيب الناس فى وجوههم ٠‏ (4) النجش : أن تزيد ف القن لتوقع غيرك ٠‏ 








البباب السابع 


دين سنّ أحكام , الزوجية على ك0 ل نظام : فبين حقوق كل هن الزؤجين عند 
الاجتّاع وعند إرادة الافتراق» وأباح للها الافتراق؟ لدفع ما عساه أن صل لواحد 
منهما أو لما 7 منعا منه » وجعل ساطة الفراق بيد الرجل ؛ لأنه هو المكاف 
الإنفاق عليها )5 يرضى بفرقتها وضياع ما أنفق إلا إذا اضطزغاية الاضطرار 
وفرض عل الرجل النفقة؛ لأنه أقدر بطبيعته على الكسب من ال مرأة» وعلى احتّال 
المشاق وركوب متن الأهوال ٠.‏ واستحسن للرأة القيام بمصالم البيت الداخلية» 
وتربية الأولاد؛ ولذلك أهرها ,الاب ؛ صونا لحاء ومحافظة عليها : يا يحافظ على 
ل القن الدع عي ب 1 راطا راي فت لان ات 2 رلك 
لا حبس فيه ولا تضبيق» ولا عنعها من زيارة أرحامها» وغشيان أماكن العم ؛ 


لتتعلم ما حتاحه من الور دما ودنياها ٠‏ 


دين جاء والرق متتشر بين الأم» والرقيق يعانى أنواع الظلم والقسوة» فنبى أشد 


0 عن إبذائه » وتوعد من بؤذيه بالعقاب الأحروى )» رك 2 رن بحصول 





لشواب الحزيل» وشرع وسا 5 حثيرة تكفل حر بره » وتقصير 3 الاسترقاق » 


وكفل مساواة معيشته ععيشة سيذه ٠‏ 


وقصارى القول : أن الباحثين مهما طال استقصاؤم اسن هذا الدين» 
وفضله على بى الإنسان فى معاشهم » لا يحدون إلى ذلك سبيلا» ولوكان بعضم 


هرا 








خص الله سبحانه وتعالى نبيه مدا صلى الله عليه وسلم يخصائص وفيرة» ومحامد 
كثيرة» جعلته أفضل الخاق على الإطلاق» وأرفع الناس درجة» وأقرمم زلفى» 
وأكمهم منزلة عند من العم السر وأخفى . وفضله على اك مض وأحبايه » وأعلى 
2 الدارين مقاله ومقامه ٠‏ 


وحسبك شاهدا على ذلك ما يل : 


١(‏ ) آنه الكال فى كلق وانلدأق » والأقوال والأعمال : فمّله بالسكينة الباعثة 


على اط ممه ة وال تعظم 0 هد حسن القبول» فاسوال القلوب» وانقادت النفوس 


لموافقته 4 وسيتت 0 غيته ومناصرته دا هده برجاحة العقل وصدق الفراسة» 
ومتحه زهدا ف الدنيا وإء ساضا عنها» واكتفاء يالب بلاغ منماء وتواضعا للناس 
وهم له أتباع ( 0 عبج 2 وهو فهيم مطاع » وكساةه الحم والوقار» فأ 
هله طبيش 6 ولا استفزة 1 ٠‏ وأا فاضص عليه العلوم المة الياه س6 الحم اليا الغة» 
وجعله أفصح الناس لسانا» وأوضهم سانا » وأو حزم كلاما» وأجزهم ألناظا ” 


(؟ ) أن الله جل شأنه خصه بس لم يعطهن أحدا من خلقه : تأمل مارواه 
جائر عنه صللى ألله عليه وسم أنه قال 5 
اريك ل 0 لآ إل اربساضية 


اك عوسس مهاه مومه 


إل كاعر ارت ا م و كَل 1 قبلي» وجعلت 


0 0 أحمر وأسود : جميع الناس عر مهم ومحمهم . 





كن الاك التامر 0 


- سه آم سماوا 2 ل سوير سا يكساه 


ل 0 مسجدا ا : فا 6 رس من أن أذركنة الصادة 8 3 


كن 00 0 ا مسايرة واد وَأَعْطيتٌ الشمَاعة) رواه البخارى 3 
دف دداية الإمام فك لْفاعة» فأخرئها لأمتى : قهى لمن 


لا شرك با ك بالله شيع ) ٠‏ 


3-06 


وى حددث مسلم : 2 « أغطيت 8 « بزيادة: 2 لت جوايع 0 و 


درن ” 
ا أت معجزة. كل ى تصلامت وانقضت » ومعجزة سيد الأقلين 
والآخرين ‏ وهى القرآن الكريم ‏ باقية إلى يوم الدين . 


1 0( أن الله تعالى أذ الممثا مياق على ان بين آدم فن بعده» أن ,يؤمنوا له و سروه ٠ه‏ 
0 سام 


مرو فا اداسف ام سوق وال 1 قكره معد ووه سد شاكرزهة 


ده اكوا سدم ْم به تصن قل أفررتم وأحذتم عل ذَلي إصر: 





قالوا رو َالَ فََشهدوا وأا م سْ لَاهدِينَ ) ٠‏ فنى هذه الآية من 0 
محمد صل الله عليه وسلم وتعظم قدره» ما لبس و راءه زيادة استزيد . 

يإ شىء من ذلك شير الشيخ الأ كبر ى الدين : إذ يقول : إن عدا 
صل الله عليه وس » هو الذى أعطى جميع الأنبياء والرسل مقاماتهم فعالم الأرواح» 
حتى ظهر بجسمه صل الله عليه 000 

ا أن الله تعا لى أثى عل لَه صل الله عليه وسلم : فقال : ( داك لك 
حلقٍ عظيم ) ٠‏ وهذا غاية الثناء . 

(5) أن الله جل شأنه أخير أنه وملائكته يصاون على النى » وأس المؤمنين 
بالصلاة والتسلم عليه . وليس هناك شرف ورفعة فوق هذا : العناية الأزلية القدعة 
أفاضت عليه اك 2 والملائكة الذيرن. لا بعصون الله ما أمرهم ,بلهجون 
بالاستغفار له» والمؤمنون ,يضرعون به إلى العلل الكبير . 

0 املاط ةفق 6 ال ميو 








عد صل الله عليه وسلم اررق اناق روم 
(7) أن الكتب القدمة السالفة» حوت من البشائر بذبؤة مد صلى الله عليه 
وسل ما لا سبيل إلى إنكاره ٠‏ 


(8) أن الكهنة اتقطعوا عند مبعثه» م انقطع استراق السمع “وى هذا 
قضاء على الدجل والشعوذة» وإماتة الشرك الحفى ٠.‏ 





)90 أنه أوت الكاب العزبزوهو أتى لايقرأ ولا يكتب » ولا اشتغل مدارسة » 
وأن الله حفظ كابه المازل عليه رن ال لصن 


(لا يأنيه بطل مث نوبي ماين فد مويل حيد). 
وقال تعالى : 39 كَُ 5 الل ون 4 دَافظون) . 1 تغيير حرف 
منه » مع نضافر طوائف الملحدة ومن نحا نخوهم على إبطاله أو إفساده ؛ فلم يجدوا 


إلى ذلك سبيلا ٠‏ 

00 إلى ذلك أن الله تعالى شر حفظه لمتعلميه . قال تعالى : ( وقد سر 

رَآنَ للد كر فهل م من مدك) ٠‏ ومااعرف ذلك لكاب غيروء وأنه مشتمل على 

3 ما اشملت عليه التوراة والإنجيل والزبور» وفضل ل والمشاى 00 
الظول ٠‏ أما المفصل فآخره : ( ( فل أعود برب الساس) ٠‏ وأقله - على ما رح 
الراوك 2 سور كرات لشاف سيره الفاضة» سه ا 
عديث أبى هريرة . وأما السبع اللو ١‏ فأقنا ابقرة - واسعرها الأنشال واراءة 
نيعا لأمهما كسورة واحدة ولذاك لم ينفصل يينهما بالبسملة ٠‏ أو هى من البقرة 
إل العاف رالساحة لور 71 


)0 سمى بالمفصل لكثرة فصوله أى سوره )١( ٠‏ سميت الفاتحة بالمثانى : لأنهاتثى فى الصلاة 


أى تكور » أو لاشْتّالما على ما هوثناء على الله ٠‏ 








)٠١(‏ أن الله أقسم بحياته صل الله عليه ووسم فى قوله تعالى : ( لعمرك ينهم 


سقس و سودهر لس 
لقى سكتهم يعمهون )) ٠.‏ والإقسام بحباته بدل على شرف حياته وعرزته عند الله 


الع زيزاالحكم : 

١)‏ 0 3 شربعته أكل من بجميع شرائع الأم الى 

دكات شريعة موسى عليه الام شريعة حجلال وذهر : أصروا قئل 

0 

أنفسهم » وحرمت عليهم الشحوم وذوات الظهر, ر وغيرها م ات ان 
الغنا ثم » وعْجلُ لمم من العقو بات ما عل سارل ل ا 
رهم » وكان موسى عليه السلام 3 أعظم خلق الله تعالى هيبة ووقارا » وأشدّم 
0 وغضبا لله تعالى» و بطشا بأعدا 20 وكان لا يستطاع النظر إليه . 

أُ ما عيبى عليه السلام ف كن فى مظهر الما 6 وكانت شر بعته شربعة فضل 
وإحسان » لا يقاتل ولا يحارب : تأها ل قول الإنجيل : من لطمك على دك 
الكل فأدرله حدك اسم » ومن ) نازعك ثو بك فأعطه رداءك ) : 

تن عد صلى الله عليه ودم فكان مظهر الكجآل الجامع للقوّة والعدل 4 والشدّة 
فى الله » واللين» والرأفة» والرحمة. فشربعته كل ال اع » وأمته أكل الأم» وأحواهم 


ومقاماتهم أكن الأحوال والمقامات؟ ولذلك أت شر يعته بالعدل فرضا» وبالفضل 


30 2 3 1 0 0 ٠. 
*» ندبا » و بالشدّة فى موضع الشدّة » وباللين فى موضع اللين : فتذ , الظل لم ونحرمه‎ 


00 20 0 عق 
والعدل وتأهس به. والفضل وتندب إليه : تأمل قوله تعالى : ) ( وحزاء سيئة سيئة 


متها ) ٠‏ فهذا عدل ٠‏ وقوله نعا! لى:( : 0 عفنا عا وأصلح جره علَاللَ ) ؟ . فهذا فضل٠‏ 
وقوله تعالى : ا ف الغلا ل لمين ) . وهذا تقبيح للظم وأهله . وقوله تعالى : 


رك 








مد صل الله عليه وسلم أشرف انلخلق 


- وموك بن أن 2-7 رين 
([وإذء عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقيم 


به . وى هذا إيجاب للعدل» وريم للظلم 
سوه سعد ساد 8 د 5 

وقوله تعالى : (ز ١‏ ون صبرتم طحو خير ٠‏ وهذا ندب إلى الفضل ٠‏ 

0 لمن بعة ال ك0 خييث شاه عالت ب ونافع : 

فالتحريم على أمة معد رحمة» وعلى من كان قبلهم 1 , يحل مز من 0 ا مع كل 

ان وما ء لقا ل كف رو ل تلك يناه 


5 


هذه 3 مهد حءا لها الله خير أمة ا للناس 


: فكل لهم من 


امحاسن ها فزقه 
ن 


فى الأمم :ككل لنبههم الكريم من امحاسن ما فزقه فى الأثياء قبله » وك كل فى كابوم 


من الحاسن 


م فزقه ى لفك قيله : 0 3 هم ال يون : قال تعالى 
وه وو ًّ واه 2 
1 ( هواجتبا 8 وه ما جعل ء يك فى | حرح ]| 


عالت 4 


5 








البا نايع 


يد صل ألله عليه وس 0 الناأس بالايمان 


وخحكيته ٍ تباعه و طاعته 
أبنا فى القول السابق أن مهدا صلى الله عليه وسلم ترد إليه الفضائل جميعها؛ وأن 
ألله جمع له المعارف الوافرة 6 والعلو. م الى لم تزل عن وجوه اطداية سافرة » وخصه 
بورود عين اليقين» وأطلعه على بميع مصاط الدنيا والدين» ولقّنه محَاجَة كل أمة 
من الكفرة» ومعارضة أهل الكتّاب بما فى كتههم المسطرة » فأعلمهم مخباتها 


وأسرارها» والمكتوم والمغيرمن أسفارها . 


وجوب الإيمان به 
من أجل ذلك كان الإمان به واجبا ٠‏ والإعان به : هو الشههادة له بالرسالة» 
وتصديقه فى جميع ما جاء به ؟ إهانا يمع بين التصديق بالقلب والشهادة باللسان ؟ 
لأن الإيمان محتاج إلى العقد بابكتان» كا أن الإسلام يقتضى النطق باللسان . 


وجوب طاعته 
وكذلك جب طاعته ؛ لأنها لطاعة الله مصاحبة . فن أطاعه هُدى إلى سواء 
الل ف امكل اه [ر ل ال رن ل 2 
شديد العقاب ٠‏ 
وطاعته التزام دينه» والنسام با 00 0 تباع سنته السنية » 
واقتفاء سيرته الزكية » ومحاكاته فى الأخلاق والأفعا! ل» والانققياد لأواصه فى جميسع 





عد صل الله عليه وسل أجدر الناس بالإهان به ١‏ اهلا 


الأحوال » والتأمى به فى حريه وسامه » والأخذ بقوله » والرضا بحكه » والسعى 
فى نشر شريعته» وبث روحها فى نفوس الخلق » حتى يفقهوا أن من انتصر بها 
ل 0 مها نجا من النار» 
ومن حافظ على بره | حشر مع الأبرار » ومن تمك بها فى زرنى الفساد فله أحى 
مائة شهيد » ومن عاص مد ل غابة الأمل » ين عاقياوا غير سبيل 
المؤمنين ولاه الله ما توء وأصلاه متوى الكافرين : 


جك و كيه 00 ٠‏ وقوله 0 1 5 1 من يك لش 0 28 ٠.‏ 

عل ناه 7 ١‏ ( يعوا الله والرسول لعلي تبون ) 

( تمي ىو 1 إل الل َاولِ) ٠‏ وقوله تعالت حكته : ([ فليحدّرٍ 
200 سوه عب فى م 


نين يكَالقُونَ ء ع ن مزه أن تصلب ة كن 18 لصوم عذاب 6 ). 
وجوب نحبته 

أن ته صلل أله عليه وسل؛ فلا نه قد حاء بالرافة والرمة 4 وعم الككاب 
والحكة» وشروأنذر» ىن الشر روفن وبالغ فى النصيحة» وسلك المحجة 
الصحيحة » وأن باداية» واأكاد من العانة» ودعا إلى الفلاح » وين سبيل النجاح 

فأى كزم أحزل ين ؟. وأى نتم أكل من تعمه 6 . فى إفقال أعم 
من إفضاله ؟. وأى نوال أتم من نواله؟ : 

من أجل ذلك كانت محبة رسول الله صل الله عليه و سل هى المنزلة الى_تنافس 
فمما المتنافسون؟ وإلبها شخص العا ملون ََ فهى قوت القلوب »> وغذاء الأرواح» 
الا فن 0 رما فهو فى عداد الأموات . وهى النور : فن قة.دها 
ففى ليه الظلمات ٠‏ وهى شفاء : نْ عدمه ل بقلبه ضروب السَقام . 








5 . مادا 


ولا عب : فقد جبلت القلوب على حب من أحسن إليها ! فإذاكان الإنسان 


بحب من منحه من دنياه هل أو هتين معروفا فانيا 0 أو 


ِ- 0 مق كك 
اأردضة لاتدوم» فا بالك من منحه منحا لاتبيد ولا تزول» ووقاه العذاب الألم » 
ودله على التععم المقم 1 

وإذاكان الارء جب غيره؟ الك فيه من صورة ميلة» وسيرة حميدة 34 فكيف 
بهذا الى الكريم » والرسول العظي» الخامع لحاسن الأخلاق والتكريم » المان لغاق 
جوامع المكارم والفضل العمم 4 والذى أخرجهم من نار المهل إلى ات العرفان 
والإيقان» وهو الوسيلة إل اليقاء الأبدى قُْ النعيم إل مدى 6 ولس لاد بعك أللّه 
منة على خلقه سواه ؟ 

من ال ذلك استحق أن يكون حظه من محبدنا له» أوف 3 من محبئنا 
لأنفسناء وأولادناء وأهلناء وأموالنا» والناس أجمعين ٠‏ بل لوكان فىمنبت كل شعرة 
لانت اك ره لت كن دل لشن 1 ةا 


انظر قوله عله الصادة والسلام ١‏ ,د لا يمن أحدة سق | كن حت إلدة 


وده 5 - ءًٍ عع مغع- هت 7 لاه 
من والده ووآده » ٠‏ وف رواية أخرى : « حى 1 كن أحب يليه بن نفسه » ٠‏ 


درجات الناس فى محبته 

الناس متفاوتون فى محبته : فنهم من أخذ منها بالحظ الأدنى» ومنهم من 
إذا ذى النى صل الله عليه وسلم اشتاق إلى رؤيته» بحيث يؤثرها على أهله وماله 
وولده » وبذل نفسه فى الأمور الخطيرة» ويد ران ذلك من نفسه وجدانا 
لا تردد فيه : : 

وسبب تفاوت الحبين فى محبته صل الله عليه وسلم > 0 لخطال 
إلهم من جهته : من النفع الشامل تهير الدارين» والغفلهٌ عن ذلك ٠‏ ولا شك أن 
حظ الصحابة رضوان الله عليهم فى هذا المعنى أتم؛ لأن هذا ثمرة المعرفة» وهى فههم 
أتم ٠‏ تأمل مايل : 








عد صلى الله عليه وسلم أجدر الناس بالإيعان”به ١‏ 


دكا كان لرسول الله صلى ) ألله عليه وس لم مول يسمى تبان > وكان شديد 
الحب له قليل الصبر عنه» فأتاه يوما وقد تغير وجهه» ول جسمه» وظهر الحزن 
فى وجهه» فسأله الرسول صلى الله عليه وس لم عن حاله » فقال : يارسول الله» مابى 
هن وجع ‏ غير ألى إذا لم أرك اشتقتك واستوحشت وحشة عظيمة» فذكوت 
الاخرة حيث لا أراك هناك؛ لأنى إن دخلت الحنة» فأنت كوت ف ذرعات 
النبيين فلا أراك ٠‏ فنزل قوله تعالى : (( ومن بطع الله ار سول وك م مع ادبن 
1 لله عَليم من لين وَالصديقينَ ا 0 المي و 0 أُوليِكَ رفبقًا ) . 
وليس المراد أن يكون الكل فى درجة واحدة؛ لأن الله لا يسؤى بين الفاضل 
والمفضول» وإنما الم لمراد أنهم فى الله: 0 مع المكن من الرؤية والمشاهدة ؛ لأن 
جاب إذا زال شاهد بعضهم بعضا . 

(١؟)‏ روى ابن إنحاق أن اصرأة من الأنصار قتل أبوها وأخوها وزوجها 
يوم أحدء تأخبروها بذلك» فقالت : ما فعل رسول الله صل الله عليه وسام ؟ 
قالوا : د الله هويا نحبين . قالت : أرونيه حتى أنظره» فلما رأته قالت : كل 


مصيبة بعدك صغيرة ٠‏ 


0 ا مكة زيد , بن الدم ثنة من رم ليقتلوه» قال له أبوسفيان 


و١١)‏ 
ابن حرب : الشدك الله باريد أب أن غذا الآن مكانك ‏ ل عنقه وأنك 
فى أهلك؟ فقال زيد : والله ما أحب أن عدا مكانه الذى هو فيه تصيبه شوك 
وإنى لالس فى أهل فقال أبو سفيان : ما رأنت أحدا من الناس يحب أحدا 


كف كان عل ذا 


( 4 ) أن بلالا رضى اللهعنه لمى) حضرته الوفاة» كان أهله يقولون : وا كر باه ! 


وهو يقول 3 واطر بآه! © غد دا أل الأحبة : معدا وكديه ٠فزج‏ هرارة الموت بحلاوة 


٠ أنشدك الله : سألتك به مقسما عليك‎ )١( 








ع اناك التساسع 


اللقاء : وهى حلاوة الإيمان الى جاءعت الإشارة إلما فى قوله صل الله عليه وسلم : : 
سد 4 ده زه 0 6ه سيق اس مداو 
: أن 


ثلاث 10 فيه وجد كوه الإمان : ن يكون الله 0 5 ف 


دور ابر له بر تم 0 


ما سواهماء وأنْ لايحب الس ء ما يحبه إلا لله » وأن يكه أن بعود فى الكفر 


1-1 26 0 0 ف فى التار) . 


ا لان ل سان اس 
إلى من رزسول الله صل الله علية وسل“ 5 وكان عل" كام الله وحهه بول : كن 
رسو لاله صل الله عليه وسلم » أحب إلينا من أموالناء وأولادناء وآبائنا» وأمهاتنا» 
ومن الماء البارد على الظمأ “ . 

تأمل قول ابن عطاء الله : * إن القلوب السليمة من أمراض الغفلة والمموى » 
للم علذوذات المعالى» كا لتم النفوس ملذوذات اللأطعمة » 

أولئنك م الذين قت أعيهم حبة عد صلل الله عليه وسلم» وسكت تفوسهم 


إلنه» واطمأنت به قلوبهم » بكعلوه إمامهم ومعليهم » وتأدبوا آدابه» وتلقوا 
بأخلاقه . 


ارات ميته صلل الله عليه وسلم 


نحبة الرسول صل الله عليه وسلم دلائل حة» أهمها ما بل : 

: تصردينه بالقول والفعل» والدفاع عن شريعته» والتخلق بأخلاقه‎ )١( 
فى الخود» والإبثار» والحل» والصير» والتواضع » وفيرها.. فن جاهد نفسه على‎ 
ذلك وجد حلاوة الإمان» ومن وجدها استلذ الطاعات » وتمل المشاق فى الدين»‎ 
٠ وآثرذلك على أعراض الدنيا الزائلة‎ 

(0) العطف على أمته» والير بهم » والنصح لم » والسعى فى مصالهم » 


وبذل الحهد ف نشر ديه ونصضرته » والتأدب بآدايه وأحكامه» وإبشار شرعه على 








د صلى الله عليه وسلم أجدر الناس بالإهان به ونا 


اطوى )» وعدم مبالاة سغط الناس فى رضا الله ورضاه» والتخلق خاقه» والتطيع 
بطبعة » واجتناب كل أ يشالف شرعه 6 والوقوف عند حدوده 6 ورفضص أقوال 
ناكد وحسوده» وبذل النفقس والال دونه » والميل إلى من أحبه ٠‏ 

() تعظيمه صل الله عليه وسل وتوقيره : فقدكان أصحابه الأبرار لفرط 
بم له يعظمونه كثيرا 6 ولا عائون عيوهم مك إجلالا وتوقيرا 4 لستمعون لذ 
يخرج من فيه » ولا يتعجلون بقضاء أهى قبل قضائه فيه» ولا يرفعون صوتهم فوق 
صوته) وينادونه بأشرف مايخب هن أسوايه) وقد سمحوا ف الدفاع عنه وعن دنه 
بأمواهم وأنفسهم 6( وجاء الله الصاح مك0 0 4 فعظموا حدشه الحسن 
الصحيح » وتلقوا 0 وصل إلهم من ميته الشريفة بكل صدر فسريح 4 وأنصتوا 
ال ماع أقواله ( وتأدبوا بصفاته وافعاله 5 فم من ارتدى باللضوع واللشوع» 


1 
ومنهم من بحرت من عينيه شا بيب الدموع» ومنهم من لم يكتب الحديث إلا وهو 


2 0 1 
طاهىس » ومنهم من امتنع أن يقرأ حديثه وهو مضطجع أوسادر . وكان حالم 


فى توقيره والاستجابة إليه» كي لوكانوا وهو حى بين يديه لأنهم عررفوا حق قدره» 
فاستوت لديم حياثه وفاته 8 

(؛ ) محبة آله الأطهار» وعترته الأبرار » وذيته الأخيار » وسائرالمهاحرين 
والأنصار » وكرام أمهات المؤمنين أزواجه » وإجلال من سلف من أصعايه » 
ومن لازمه منهم فى ذهابه وإيابه» والاقتداء أفعاهم الصالحة» والاقتياس من أنوار 
معارفهم الواضحة . 
شجر بينهم من الأقوال والأفعال» وإظهار سيرتهم الحميدة» وتبيان فضائلهم الوفيرة » 

7 وعم - 

والاهتداء مهديهم 6 ونيد من عاداهم من ضلال المبتدعة : 


)0( شاريب الدموع : الدموع المتدافعة ٠‏ 
68 السادر : المتحير ٠‏ 








اباك الات 


ودهة دواو 6م الاو 


تأمر ل قوله تعالى : ( محمد رسول الله وألذين معه أشداء عل الكفار رحماء 


5-00-2552 


0 ( 44 وقوله 0 0 نيه الت 


الشّجرة ) ). 


من أجل ذلك كان من أحسن الثناء 0 بريغا من النفاق» ومن - نال 
فى ميدان الإيمان جائزة السباق » ومن حفظ رسول الله صل الله عليه وسلم فههم » 
حفظه الله فى الدنيا والآخحرة؛ أن الله فضلهم بصحبة سيد المحستين » واختار هم 
عل العالمين ‏ سوى الأنبياء والمرسلين . 

(5) الإ كار من ذكره صلى الله عليه وسلم ؛ لآن 0 الحبين كثرة الذ ى 
للحبوب على طريق الدوام : لا بتقطعون» ولا يملون» ولا يفترون ٠‏ 


1 01 ( إظهار الششوع والمضوع عند كك : كان كثير من الصحابة رضى 


لله عنهم إذا ذ كوه خشعوا » وافشعرت جلودهم » و> فعل كثير من التابعين ومن 
! 


عدم : 

تأمل ما روى هن أن جعفر بن تمد رضى الله عنه» كان كثير المزاح والدّعاية» 
فإذاذ كر عنده الننى صلى الله عليه وسلم اصفدٌ لونه » وأن عبد الرحمن بن القاسم » 
0 ن أبى بكر الصديق رضى الله عنه» كان إذا ذ كر النى صلى الله عليه وسلم » 
جك الطاناه ل قدحيية بورق 6 قي ل ترف منه الدم » وأن عبد الله بن 
اب رضى الله عتيماء كان إذا اذام عند اللى بعس اللا عليه وس وى من لا بق 
فى عينه دموع . 

وغبر هؤ لا ءكثير ففر. بخ كايا إذا ذ ؟ عندم م المصطفى صلى الله عايه وسلم 
ددا . شتواك كيت حركةم » وشت فى قلويهم الطيبة والإجلال : 
يا لوكانوا بين يديه ٠‏ 








نهد صلى الله عليه وسلم أجدر الناس بالإيمان به 5 


5 -_ . 0 0 

(4) حب القرآن الكرم الذى أنى به وتخلق به : فإذا أردت أن تعرف 
ماعندك وعند غيرك : هن محبة الله ومحبة رسوله صل الله عليه وس » فانظر محبة ألم إن 
من قلبك؟ إذ من المعلوم أن من أحب محبو باكان ما يجىء به من الحديث أحب 
ثىء إليه 3 

2 

الى تون دلوق عاق روفن لدوم ١‏ «لرط وروت كلرها ا يع دن 
كلام الله تعالى ٠‏ وكف لشميع المحب من كلام محبوبه» وهو غاية مطلوية وى 

أل نول ابي صلل الله عليه وسل» لعبد الله بن يت انا 
٠ 2‏ قال : « قرأ عليك وعليك أنزل ؟» . قال : «فإى يك أن مع 7 
غيرى » ٠‏ فاستفتح 300 00 : ( فكي ذا اك 
ادر ا ور ع 5 2 
سيد وحئنا كك على هؤلاء شبيدا) ٠‏ قال : « حسيك 556 فرفع راس فإذا ََ 
رسول الله صل الله عليه وسلم تذرفان الدمع . 

امل فقول الله شال ى حق القسيسين والرهبان» « 


5 7 9 دير - 


امول 7 ترى أعبتهم تفيض من الدمع مما عرفوا من ال 


55 
0 
لحق) 


وسر ذلك أن السماع تارة شير حزنا » والحزن حاره وتارة يشير شوقا» والشوق 
حار ٠‏ وتارة شير ندماء والندم حار؛ فإ ذا أثار, ر السماع هذه الصفات من صاحب 
قلب مملوء برد اليقين ى ودمعت عيناه . 








الع ل اس لفن ف ا اسرية لشت 1ك 
وإما القصد الإلام بطرف كن سيرته عليه الصلاة والسلام 0 لبرجع إليه من 
يريد المتقائق التارغخية . 
ب النه ى كبحل الله عليه وسلم 


1 0 لسيه من جهة أبيه 
هو ا عداه ل ستيان هات ثم »بن عدامافة 
0 حكم »بن هس ة» بن كب » بن أوّى" بن غالك» بن 500 
0 ع ل ترس ين مركت إن ل بن نزار» 


0 معد » بن عدنان ٠.‏ و بنتبى نسبه إلى إسعاعيل بن إبراهم علمهما السلام : 


(ب) السبه من جهة أمه 


2 ده - 1 
هو سيدنا د بن أمنة» دلت وهب» بن عبد مناف » بن زهسة» بن حكم » 


فتتجتمع معه عليه السلام ف جدّه حكم ٠‏ 


أدرار حيأة الرسول 
لياته عليه السلام ثلاثة أدوار: 
)١(‏ من ولادته إلى النبؤة ٠‏ 
(؟) من النبّة إلى الهجرة ٠‏ 
(*) م من الهجرة إلى وفاته ٠‏ 





ة 


)١(‏ الدور الأؤل - من حمله إلى النبؤة 

تزقج أبو الرسول (عبد الله بن عبد المطلب) فى الثامنة عشرة من عمره آمنة 
بنت وهب» لخكملت هته برسول الله صل الله عليه وسلمء وتوق وهى حامل به » 
أوبعد وضعه بشمبرين . وكانت ولادته ليلة الاثنين التاسع من شمر ر بيع الأقّل عام 
الفيل» حين طلوع الفنجر (وقت ابوكة ) » فى زمن الملك العاد ل كسرى أنو شروان 
ملك فارس» ولم بررث عن أبيه إلا خمسة جمال» و بعض نعاج وجارية» وأرضعته 
حليمة السعدية؛ فدرّت البركات علبها وعلى أهل بيتهاء مذّة وجوده بيهم ٠‏ 

ل ل ل لك ناه 
قرببة من المدشة ) » خضتته أم أعن » وكفله جدّه عبد المطلب مدّة سنتين » 
ثم توفى فكفله عمه أبو طالب ٠‏ 

وفى السنة التاسعة من عمره» سافر إلى الشام أل هرة مع عمه هذا ٠‏ 

وى سنة عشرين حضر حرب الفجار ( حزب كانت بين قرش وحلفائها) » 
وقس وحلفائها » فى موضع تسمى «حلة» بين مكة والطائف) ٠‏ 

وف السنة الخامسة والعشرين من عمره » سافر إلى الشام. بتخارة لخديحة .نت 
خو يلد لأمانته وصدقه »مع غلامها ميسرة» فباءا واشتريا ور بحا أعظم ربح» وبعد 
شهر ين من رجوعه من الشام » خطبته خديجة لنفسها » فترقج مما ولا من العمر 
حينئذ أزبعونك سنة ٠‏ 

وف السنة الخامسة والثلاثين من مره » صدّع سيل جارف جدران الكعبة» بعد 
توهين من حزيق كان قد أصاءها » فشارك الرسول قرسا فى بنائم! ٠‏ وما اختلفوا 
فيمن يضع اجر الأسود حتى كادوا يقتتلون » أدركهم الله بالرسول الفطن» فبسط 
رداءه وقال : لتأخذ كل قبياة نناحية من الثوب © ثم وضع الحرفلةهء وأصرهم 
برفعه حى انتهوا إلى موضعه » فأخذه الرسول ووضعة فيه . 








اك امار 


معيشته قبل النبوة 
نشأ عليه الصلاة والسلام مفطورا على محاسن الأفعال وجيد الأعمال » ورعى 
الغ مع إخوته من الرضاع فى البسكدية » ولأ رجع إلى مكة كان برعاها لأهلها 
ا واو أراد ثراء الما لكان له وفرء ولا مما بعد أن استاحرته خديحة » واختارته 
زوجا لماء لكنه م تغزه زخارف الدنياء بل كما تقدّمت به السن زادت فيه الرغبة 
عما كان عليه الناس» وى فيه حب الانفراد والانقطاع إلى الفكر والمراقبة . ولم يزل 


بناج الله و بتوسل إليه حتى أ كمه بالنبوة . 


0( الدور لكان هن النبوة الك اطجرة 


ونا أحب الرسول الاتقطاع عن الناس» كان يتعبد فى غار حرآء (جبل مك) 
عش لبال أو أ كثر ٠‏ وأول ما تتح له مرك الدّلالات اليا الصالمة الصادقة » 


ولما باغ عليه السلام أربعين سنة اختاره الله لرسااته» وأنزل عليه الروح الأمين 
وهو فى ذار حراء؛ ليعلمه كيف مهدى قومه والناس أجمعين » وف الثالثة والأربعين 
من حياته الشريفة» بلغ ما أنزل إليه من ربه » وكانت الدعوة سراء فأجاءها كثيز 
من الأشراف والموالى 


انتقطع الوح مدّة أر بعين يوما؛ ليشتدٌ شوقه عليه السلام إليه » فيكون استعداده 
لتلقيه أ كثرء ث ل الا اسل ل ٠‏ وأول ما عليه جربل 


و 


ملك الوى س اك 00 0 ل 8 الى 0 0 


من 


الدعوة 0 5 0 
اتدأت الدعوة سرا خوفا هن مفاجأة الناس بأص غريب 00 الله 


ص وده 0 


لبر دراه : ( قأصدع بما توص وأَعرض عن المشركين ) . ذا لى داع الله» 








هو حر ز السيرة النبوية ادع 


وخاض غمرا ات الدعوة» ودعا الناس إلى عبادة الله تعالى وحده» وأن كرا 
الكلاعله لباقم : من الشرك» والكفرء وعبادة الأوثان» ودعاء الأصنام ٠‏ فنهم 
سس هدى» ومنهم من حقت عليه الضلالة ٠‏ 


وقد لاقى من أجل ذلك أذَّى عظيا من قومه» وكان اشتد أذاه له إذا ذهب 


إلى الصلاة عند البيت؛ ولم بزل صابرا على أذاهم حتى صرع الحق الباطل ٠‏ 
السنة الخامسة من النبوة وما بعدها 

فى هذه السنة أهس الرسول أصعابه بالمجرة إلى الحبشة ؛ فهابحر أناس منهم 
ل يكن للم عشيرة تميهم » أو قبيلة ترد عنهم كيد أعدائهم» فرارا بدينهم ٠.‏ وهى أل 
غرة من مكة» وعدّة أصكابها عشيرة رجال ومس نسوة . ثم رجعوا بعد ثلاثة أشيره 
وفى ذلك الوقت 6 لم حمزة م الرسول» وعمرين الخطاب» رضى الله عنهما» وكان 
المسلمون إذ ذاك بضعة وأربعين رجلا» وإحدى عشرة آهرأة . 

وفى السنة السابعة أ الرسول أحعابه بالحجرة إلى الحبشة لارة الثانية ٠‏ وعدّة 
أصهامها نحو ثلاثة وثمانين رجلا وثمانى عشرة آعرأة . فلما رأت قريش استقرار 
المهاحرين فى الحبشة» أرسلوا إلى ملكها النجاشثى رسولين بهدايا وتحف ؛ رجاء أن 
برد من هاج إلى .بلاده مرى, المسلمين » فأبى وردهما خائبين ٠.‏ .ثم أسم النجائئبى 
لم دعاة النى للإسلام » ات عمرو بن أمية الضمرى » 
كا تقدّم ٠‏ وكذلك أسلم من رحل مع عمرو من الحبشة إلى المديئة : من القسيسين 
والرهبان» سنة سبع من الحجرة » لى) سمعوا من الى سورة يس . ثم مات النجاثثى 
مسلماء وصل عليه رسول الله لم أعامه جبريل بوفاته ٠.‏ وهذه هى أصل صلاة 
لحار كل العاف 

وفى السنة العاشرة من بدء الوحى وفد على النى وفد من نصارى نجران فأساموا ٠‏ 

وفها توفيت خديحة زوج الرسول » وبعد وفاته) نحو شبرين توفى عمه 


أبوطالب » وكان بدرأ عنه الأعداء و بمنعه من يريد أذاه +.وإذلك نالت قرش 








الببات العاشر 


من الرسول مالم تقدر على يله فى حياة أبى طالب» واشتد أذام م له وتعصيهم عليه » 
فلما رأى ذلك هاحر إلى الطائفك ومعة زيند ند حارثه > فأقا -“ | :مدع 
وك 9 شهرا يدعو 

بىثقيف إلى الله تعالى ؛ ليعينوه على قومه » و تساعدوه حتى يلم م ترجه فلم يحيبواء 


وآذوه إيذاء شديداء فرط 0 لوي منا» 


وفى السنة الادية عشرة أ كمه الله بالإسمرا ء والمعراج وى المعراج فرضت 
الصلوات الهس 


بلع اننشار الدين الإسلاى 

لما حالت قريش بين الرسول.وتأدية الرسالة» تحرج فى موا سم العرب » 
وعر ص نفسه على القبائل 0 ويم ن كلمهم النى نفر من عرب برب 1 المنؤرة) 
من الأوس »ع .رفوا وصفه الذى كانت تصفه به الهود»ء قامن منهم ستة كانوا سيب 
النشار الإسلام فى المدينة . 

فلماكان العام القايل لقبداثنا عشر رجلا : عشرة من اللأوس » واثنان من 
الخزرج» وفههم لمسة من قائلوه فى الستة اللأوالى» فآمتوا عند العقبة -وهى العقبة 
الأولى - :ونايعوه على ما أحب» ثم انصرفوا إلى المدينة فأظهر الله فيها الإسنلام ٠‏ 

وق العام اناك ( الثالك عش رللنبوّة ) وقد على الرسول ملم سيئعون رجلا 
وام تان »:فأسلموا وبابعوه عند العقبة ‏ وه العقبة الثانية ثم تقب عليهم 
السنول اثى عشر نقيبا منهم : لكل عشيرة قيب شاك إلى المديثة فانتشر 
الإسلام فبها بين أهلها رضى لله عنهم ٠‏ 


5 الدور الثالك دن اطيجرة إلى وفاته 
المجرة ‏ إلى المدينة 
لكا ازداد الأذى على المسلمين أمراهم الرسول بالحجرة إلى المدينة.» فصاروا 
ييتسالون خوفا من أن تمنعهم قرش » ول يدق.فى.مكة إلا القايل » وإذ ذاك أجمع 








ا 5 


قريش أههم على قتل الرسول » وجمعوا مس كل قبيلة شابا » حتى بتفرّق دمه 
فى القبائل » فاعل الله نبيه. | دبره الأعداء من الكيد» وأعسه بلاق بدا رشهرته الى يننشر 


فيها الإسلام » فصدع بالاأعس © وسنه ثلاث وخمسون سنة» ونحرج من مكة ف الليلة 
الى فبا م لساك حول داره لاغتياله 4 فألق الله علههم النوم فلم بره 2 
وخلف مكانه على بن أبى طالب ؟ ليؤدى ودائع للناس كانت عنده . 
8 نك 

وقد كيه فى هده الميجرة أبو 59 فأسرعا فُْ السير حتى وصلا إلى غار تؤر ٠‏ 
ونا عل المشركون بفساد مكرهم هاجوا لذلك » وأرسلوا الطلاب إلى كل جهة » 
وجعلوا لمن يأتى نه أو بدل عليه ماثّة ناقة» وقد وصلوا فى طلبهم إلى الغار» فأعمى 
الله أبصارهم عهها ٠‏ 

وبعد 0 اث ليال - أغهما الد ل براحلتين » فسارواة قاصدبر 50 المدينةء» 


فوصلوا إلى شا »بوم الاين » لاثنى عشرة ة خلت هن شهرر بيع الأقل ٠‏ وكان التاريج 
من ذلك» 3 3 إل حزم » وهو أل تاريح ديد كاهور الإسلوم بعد أن مضى 
عليه ثلاث عشرة سئة . وقد بق رسول الله وهو ف قباء مسجدها الذى وصفه الله 
بأنه مسجد أسس على التقوى من أل يوم ؛ وقد صل فيه الرسول بمن معه من 
المهاجحرين والأنصار» ثم برح الرسول قباء فأدركته المعسة فى الطريق» فصلاها 
يمن معنه من المسلعين » وكانوا مائّة ‏ وهذه أل بمعة صلاها ‏ ثم توجه بعد 
المعة إلى المدسنة:والنصار #بطؤن نه وه نتقادون سيوفهم » سر أهل المديندة 
ما سرور» وقد ترج لللاقاته فيمن خوج النساء والصبيان والولا"د يأشلان : 
أشرق البسندر علينا »+ .من ثنينات الداع 
وجب الشكرعلينا » نما دعا لله داع 
يا المبعوثٌ فينا + جعت الام المطاغ 
)”مرو سيل جكة ٠‏ نإو نيد ارشع تعرب الاتعمل بدا ني وييا:. 
(0) ثنيات الوداع: بالمديثة ٠‏ ميت بذاك الأن من مطاف را إلى 25 كان يودّع :هناك ٠:‏ والثنية العقبة ٠‏ 








الا لكر 


السنة الاوك م ن الطهجرة 

فمها بى همسجده الشريف» وقد عمل فيه الرسول بنفسه ترغمما للسامين 
فى العمل ٠‏ وفهها شرع الأذان لييجتمع الناس متّى حان وقت الصلاة ٠‏ 

ولا رأت المهود أن قدم الإسلام قد رمخت ف المديئة» هاجتهم العداوة 
والمسدء فتحزبوا على المسلمين » فعقد الرسول معهم عقدا على أن ,تركوا أذاه 
وبترك مار بتهم ٠.‏ 

مشروعية القتال 

ميقم الدين بالسيف وإنما قام بالدعوة والتبشير» فعارض الرسولٌ من 
عارضه» وآذاه من إذاه بغيا وحسدا» 50 آمنوا معه صا برين على الأذى » 

حى فرج الله عم با مجرة »> ونك أزره » وأباح طر أن بأخذوا بثاره, من أعدائهم 
قرش » وغيرهم من العرب والمود 2 م سار لأس بالحهاد عام لكل من أراد 
المسلمين السوء ٠‏ 

“بلع القتال 

ل أذن للرسول أن يقاتل أعداءه» أرسل سر 3 ة (وهى كل غزأة لم يكن فم فم 
رسول الله ) برياسة عمه حمزة لاعتراض عبر هر ( مال تمل الطعام وغيره ) قادمة 

من الشام» وم يحصل حرب» ثم أرسل سيرية أخرى لاعتراض غيرهم » وكان الرى 
بالنبال إلى أن هرب المشركون ٠‏ 


المقية التابقة 


1 00 2 7 020( 
فبها غم وة بدر الأولى » وتسمى غم.وة سفوان : :حرج إليها الرسول فى طلب كز 
2 0 0 
ابن جاب الفرى ؛ لأنه أغار على سسرْح المدينة وهرب» ول يكن قتال؛ لفراركرز . 
)0 امم بر بين مكة والمدينة كانت الواقعة قريبة منها ٠‏ (؟) .واد من ناحية بدر. 
(9) السرج : امال الراعى كالغنم ونحوها ٠‏ 








مو جز السيرة النبوية لفق 
وفى هذه السنة أيضا أرسل الرسول عليه السلام ميرية برياسة عبد الله بن حش » 
لاعتراض عبر قريش القادهة من الشام» فأصابوها ورجعوا . وهى أقّل غنيمة 
فى الإسلام ٠‏ 
فى هذه السنة أيضا تحوّلت القبلة عن بت المقدس إلى الكعبة» بعد أن 
مكث المسلمون بتوجهون إلى بيت المقدس ستة عش رشهرا ٠‏ 


صوم رمضان وركاة الفط 
فى شهر شعبان من هذه السنة فرض صوم رمضان» 7 عليه السلام» قبل 
ذلك يصوم ثلاثة أيام من كل كر د رجاه ات الشارع الحكم عقب الصوم 
زكاأة الفطر» وجعل قبول الصوم معلقا على بذلا لمستحقيها ٠‏ 


ة الال 5-35 


وفى السنة الثانية أيضا فرض الله على الأغنياء هن الأمة الزكاة » التى هى 
النظام الو<حيد» والسيب الأقوى لدفع غائلة الفقر عن الأمة» إن هى صرفت على 
مستحقما ا امقر وللسا كن والمجر راجيا الذين ليس هم من يقوم 
بحاجاتهم » ولا م قوم م بأودهم من مأل إخوانهم الأغنياء » بلا ضرر ولا 0 ٠.‏ 


غزوة بدر الكبرى - وهى الثانية 
وفى هذه السنة تحرج الرسول ومعد ثلا وثلاثة عش رزجلا » وتعرّضوا لإحدى 
قوافل قرس المارة بالمدينة» وهى راجعة هر الشام » فعلمت قريش بذلك» 
د ا ناز اك ان 0 ل سر 


المسلمون انتصارا عظيا . 


٠ ضرار: مضارة‎ )١( 








صلاة العيدين» وزواج على بفاطمة» وتزوج النى عالشة 
2 هذه ااسنة أيضا سن الله صلاة العيدين : عيد الفطر» وعيك الاضى . 
وفهها تزقج على بفاطمة رضى الله عنهماء وكان منها عقب رسول الله صل الله 
عليه وسلم 0 
وفيها تزقج النى عائشة بنت أنى بكر الصديق رضى الله عنهما . 
0 
السئةٌ الثالثة مه ن اطجرة - غزوة 0 
فى هذه السنة سارت قرثن ف.ثلاثة آالاف.محارب. رب المسامين ؛ أخذا 
بثأر من قتسل من أششرافهم يوم بدر» بفمع النى تسعائة رجل » وتقابل الفريقان 
يبل أحد» وكاد بنتصرالمسامون». لولا أن شغل الزماة بالغنائم, وبركوا. أهاكنهم » 
وق هذه السكية 2 عليه السلام حفضة بنت عمر 3 الخطاب» وزذب 
بنت حزمة ٠‏ 
5 53 
نمحريم ادر 
وفى هذه السنة أيضا حرم الله ائخمر قطعاء لما فبها مر الأضرار الحسيمة 


فى العقل» والمال» واللسم . 


1 

السئة الرابعة من اهجرة - غروة كات الرقاع 
فيها خرج الرسول. ومعه سبعانة مقاتل؛ حار بة بق محارب» وبق تعلبة» 
المتبيكين لقتال المسامين » فهربوا لكر أساءهم ٠.‏ وق هذه الغزوة نزل جبريل عليه 


السلام بصلاة الكوف» ثم برخضة ة اتيم . 


(1) جبل بالمديلة + 
(5): سنيت يذلك : لأن المسانين رقعوا راياتهم » أو لفوا على أرجلهم فيها الفرق - 








موحز السيرة النبوية 


السنة الخامسة من المجرة ‏ غزوة اللخندق وهى الأحزاب 
فيا حرضت قرش القبائل على قتال النبى » فاجتمع عدد منها وحاصروا المديئة» 
ولكن المسلمين كانوا قد حفروا حولم) خندقا فلم وستطع الكفار دخواء ول) 
طال مكثهم بدون فائّدة اختلفوا فيا بيهم » وهبت علهم ريخ عاصفة» فنشتت 


ع 


شملهم وعادوا من حيث أتوا . 
فى هذه السنة أيضا نزلت آية ا خاب ٠‏ وفيها أيضا فرض ال على من استطاع 
إليه سبيلا ؛ ليجتمع المساموت فى مكان واحد » فيجنّدوا عهود الإخاء والولاء » 
ويدعوا الله عن وجل أن م بنصره » و يمكن قواعد الألفة ينهم ٠.‏ وفى ذلك 
ادن لسلس والية ما لا حى عل ذى سيره هدم ؟ 
السنة السادسة من الشجرة ل غرروة الخديية 


| حرج الرسو سول مسمرا فى الف دأ ربعائة رجل » سيوفهم ا 


قريش 00 6 لتصدهم عن البيت ارام ٠‏ ول تقع الحرب » بل حصل صلح 
الحديبية بين الفريقينكم سبق بانه ٠‏ 
00 


2 وه 


الله السابعة و ن الطجرة - غوة خخحيير 


2و 
« 


أراد النى أن يؤدّب المهود ؛ لاشتراكهم مع أعدائه فى حصار المديئة» وكانوا 
قد تعهدوا بااتزا م الليدة » فغزاه فى بلادهم ( خيبر خببر ) وفتتحها وعم المسلمون. متها 
غناتم عظيمة ٠‏ 
06 
السنة الثامنة من الهجرة - عوة الفتتح 
غز! النى المشركين قَ معقلهم ( مك2 ) وفتحهاء وهدم الأصنام فى الكعبة» 


نفضعت له قريش واستسامت » فقابلها بالصفح » وعفا عمن آذوه مغ قدرته على 


. فتحمكة‎ )0( ٠ بلدة شمالى المدينة ذأت حصون وضارع‎ )1١( 













ا" الباب العائس 
الانتقام مهم » فضرب لم مثلا جديدا على كريم خصاله ٠.‏ وأسامت قرش جميعها 




















نشر الإسلام خارج بلاد العرب 

إن عل تكامة الإسلام » وأمنت الطرق من قريش » أنفذ النى رسله إلى مختلف 
الأقطار» وأرسل البعوث إلى ملوك الفرس» والروم» ومصر» والبشة ؛ فأسم 
بعضهم » ورد البعض ردا حسنا » كالمقوقس عظم القبط : فإنه أرسل إلى الننى 
جملة هدايا ٠‏ ومنهم من أى واستكبر وأهان الربسل » فكانت عاقبته االحسران 


٠ الميين‎ 





2600 
وه 
خف قود اق م ةواسق رون جسن تا مر نت رةه 


له لان 


وسببها أب الروم جمعت الموع بالشام مع هرق » ترد غنو المسامين 

فى بلادهم » فعلم الرسول بذلك» فسار يجيش عدده ثلاثون ألفاء من مكة والمدينة 

وقبائل العدرب ٠‏ وقد استقبل المسلمون فمها سفرا بعيداء» ومفاوز اكه وعدوا 

كثيراء حتّى إنهم كانوا ينحرون البعير فبشربون ما فى كرشه من الماء؛ ولل) وصلوا 

إلى تبوك لم يروا فيها جيشا يا سمعوا» فأقاموا بها عشرين ليلة من غي رحرب ثم رجعوا. 
فرت إن من 

فى هذه السنة أرسل الرسول عل” بن أبى طالب فى ثلثائة فارس» إلى قبيلة 


ب مَذّح من أهل البن » وعقد لواءه ينه » وعممه بيده» وقال له : ” سر حتى 





)0 مكان معروف فى منتصف الطريق بين المدينة ودمشق . 





موجز السيرة النبوية وام 


تنزل نساحتهم » فادعهم إلى قول : ل١‏ إله إلا الله ٠‏ فإن قالوا : نعم ٠‏ طرهم بالصلاة » 
ولا تبغ منهم غير ذلك . ولَأنْ مهدى الله بك رجلا واحدا خيرلك مما طلعت عليه 
الشمس ٠‏ ولا تقاتلهم حتى يقاتلوك “ وقال أيضا : ” إذا جلس إليك الخصمان 
فلا تقض بينهما حى لسمع من لاخر » ٠‏ فسار على" حتى انتهى إلهم » ولق 
بجموعهم قدعاهم إلى الإسلام فأبوا ٠‏ ثم أجابوا بعد قتاهم وه متهم » و بابعه 
رؤساؤهم » وطلبوا منه أن يأخذ زكاة أموالهم » وأن يكونوا على من وراءهم من 
قومهم. 

ثم رجع على رضى الله عنه بأككابه فوافى الرسول عكة» وقد قدمها للحج فى السنة 
العاشيرة» وقد كان الرسول أرسل إلى أهل امن من يعلمهم شرائع الإسلام؛ وكانت 
راد م 
كورتين (إقليمين) ِ فبعث معاذ بن جبل إلى الكورة العليا من جهة عدن» وبعث 
الافيى اخقى إل اكررة اسه ركان كنا 0 امب ره سن وكيا 
ولا تنفّرا “. ثم انطلق كل منهما إلىعمله » فكث معاذ بالمن حتى توق رسول الله ٠‏ 
أما أبو موبى فقدم على الننى فىحجة الوداع . 


تّة الوداع 
ف السئة العاشرة من اللهجرة مج رسول الله صل الله عليه وسلم حجة الوداع » 
وخطب فى عررفة ( فى اليوم التاسع من ذى امجة ) خطبة الوداع» ين فيها أهم 
صل الدين وفروعه »© وقد تقدم ذكرها ٠‏ وق كذ اليوم نزل قوله 5 


سهد #قده ع سيره معوسه عع سقوروه وس د 


( ام أ حك اديت وأقتنث مك نت وَتَدتُ تالإنكم بي . 


وبذلك أكل الرسول شعائر الإسلام » وأتم رسالته على أكل وجه » ثم عاد 
إلى المدينة . 








الباب العاشر 


عرض الرسول عليه السلام 
بعد أن عاد الرسول من ال إلى المدينة» مض ثلاثة أيام» ولم) اشتد عليه 


. 4 دي . 5ع سه 6 
المرض اسستأذن نساءه أن بمرض ف ,بيت إحداهن » فَأذنٌ له بيت عانشة» ول) 


8 عو ا دده موود 2 0 م 2 
تعذر عليه الخروج إلى الصلاة» قال : «هروا ابا بك فليصل بالأس» ثم حرج متوكا 


على على" والفضل» وتقدّم العياس أمامهم » والنى معصوب حط برجليه 4 حى 
جاس فى أسفل هرقا المنبر » فثار إليه الناس» كمد الله وأثى عليه» ثم قال : 
« أيها الناس » بلغنى أل تخافون من موت نيكم . هال حلد فى قبل فحن سك 
تاس ع 7 
فاخلد فيك ؟ ألا وإنى لاحق بربى . ألا وإنكم لاحقون بى . فأوصيم 
بالمهاحرين الأقاين خيرا » وأوصئن المهاحرين فيا يهم فإن الله تعالى يقول : 
(وَالْعَمَير إِنَ اسان لفى مير إِلَّا للدي آمنوا وعَملُوا الصّالحات وتواصوًا 
اذى م الصبر) . وإن الأمور : بجرى بإذن الله 5 فلا 0 استيطاء 
أهس على استعجاله ؛ فإن الله ع وجل لا سن بعجلة حك ٠‏ ومن غالب الله غلبهه 
ومن خادع الله خدعه : ( فل عسلم ‏ إن و8 ل ارا قْ الارض واتتظكرا 
رسام ) ٠‏ وأوصيكم بالأنصار خيرا ؟ فإنمم الذين تبوءوا الدار والإيمان 
من قبل : أن تحستوا الهم : ألم نشاطروي فى القار؟ ألم يوسعوا لك فى الدديار؟ 
ألم يؤثروم على أنفسهم و ببسم اللتصاصة ؟ ألا'فن:ولى أن يحكم بين رجلين فليقبل 
٠ 0 1 1‏ 2 ل 
من محستهم» وليتجاوز عن مسيئهم . ألا.ولا تستأثروا عليهم ٠‏ ألا وإنى فرط لج » 
وأتم لاخقون بى . ألا.وإن موعدم الحوض ٠‏ ألا'فن أحب أن برزده عل غدا 
)00( فرط لكم : متقدّمكم . وأصل الفرط من يِتقدّم الوّاد فى طلب الماء لبئ" ل وسنا ل الورود 
من الدلاء وغيرها ٠.‏ 








مو جز السيرة النبوية كن 


فليكفف .يده .ولسانه إلا فوا بطبغى. . .بأيه) الناس » إن الذنوب تغير النعم وتبدل 


القسم : فإذا اناس برهم أئمتهم» وإذا بفروا عقوم 4 


وفاة الرسول عليه السلام 

اكد 2 الرسول صل الله عليه وسلم ف الكعده ولا 6 لوم الاثنين 
الانى عشر من شمر ربيع الأول الذى هو ثقة عشمر ستين للهجرة» فارق الرسول 
دنياه» ولق عولاه» واختار الرفيق الأعلى» على زهرة الحياة الدنياء» بعد أن أدّئ 
الأمانة حق أدائها» وهدى الناس الصراط المستقم » ودعاهم إلى عبادة الله العظم » 
فلق من أجل ذلك مشقات جمة » وأهوالا عظيمة » ثبت أمامها غير هاب ولا 
وجل حتى صرع الحق الباطل» وانتشرت أشعة الدين الحنيف» نأنارت البصائر 
والأبصار؛ فنطقت الألسنة بالشي له» والثناء عليه 8 

وبوفاته حزنت النفوس حزئا شديدا على فراقه . فاللهم »)أت سيدنا عدا الوسيلة 


والفضيلة » وابعثه الله المقام المحمود الذى وعدته . إنك لا تاف الميعاد . 


دفنه عليه السلام 
بق عليسه السلام فى بيته حت اتتهى المسلمون من إقامة خايفة لهم » ثم غسّل 
وكفن فى ثلاثة أثواب ليس فيها قيص ولاعمامة» ووضع على سرير فى بيت حائْْة» 
وصلل عليه المسلمون جميعا بلا إمام : الرجال» ثم النساء ثم الصجيان. وحفرلهلحد 
فى ببيت غائّشنة حيث توق » :ودفن اليسلة الأ رربعاء فى جوف اليل » تاركا للسالبين 
شيئين » لايضرهم أحد ما تمسكوا بهما . وهما : 


٠ كاب الله الذى لا رأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه‎ )1١( 








١‏ الباب العاشر 


١‏ ) والأحاديث الى حفظها عنه الثقات » وكانت تشريعا وتبيينا الأحكام 


ومقاصد القرآن الكريم . 

وعاش عليه السلام ثلاثا وستين سنة : أربعين قبل النبؤة» وثلاث عشرة سنة 
فى مكة بعدها » وعشرسنين فى المدينة بعد الهجرة ٠‏ 

نسأل الله القدير أن بتوفانا على ملته » ويقدرنا على العمل بشر يعته » ويثبتنا 
بالقول الثات فى الحياة الدنيا وفى الآخرة . 


وصل .الله على سيدنا مد وعلى آله وصحعبه وسلم ٠.‏ 


ا ثتبى 








رسشائل التفريظ 
وشحب الوااال الف اهنا الباق ممك طلي» قافا صرفه حي بروةا 
١‏ 
2 حضرة صاحب الفضيلة مولانا الأستاذ الكليل الشيخ عبد الله دراز 
سم الله المن الرحم 
امد لله» والصلاة والسلام على رسول الله ٠‏ 
حضرة الفاضل التق" الألمعى” #د بك جاد المولى 
أما بعدء فقياما بواجب دي » ووفاء بوعد سابق » وتلبية لرغبة حضرتم » 
استوعبت الكثاب قراءة ٠‏ فاستفدت كثيرا» ومتعت نفسى بنفاس جواهسه» 
ووجدت فيه كل ما تبغيه لدينك القويم : هداية للجامحين» وردًا لكيد الملحدين» 


وشفاء لصدور المستريبين» وتفقيها لشبائنا الاهلين» وتقوية ليقين المؤمنين ٠‏ بارك 


الله فيك ! و إلى أغبطك؟؛ فهذا أحد مواضع الغبطة اللائقة بالمؤمنين » وأبشرك 
جلعة تاج القبول» بيركة اليسول» صل الله عليه وسلم ٠‏ فهنيئًا اك ! 


تجسدون مع هذا بعض ملاحظات» دعا إليها دافع الإخلاص فى خدمة الدين 

وأهله ٠‏ نسأله تعالى أن يرزقنا التوفيق فى سائر الشئون ٠‏ إنه سميع مجيب مه 
1 
ا ا ار لبر قات الشركة 

حضرة الأستاذ الحايل 

إرت غدا صلى الله عليه وسلم ليطرب فى قبره الشريف » وبيك روحه 
الطاهررة عليه الصلاة والسلام » وتشرق أنواره الباهرة » على كل ماتقوم به من 
عمل ؛ لأن ككتبت عنه ناريا نقياء وتكليلا طاهراء هما حجة لك فى يوم المعاد » 
وشفيعان أمام رسول الله صاحب الشفاعة . فلقد والله بدأتٌ كَابك » فى صباح 





1 رسائل التقرريظ 


يوم جمعة كنت أزورفيه بعض أقاربى » فى قرية من قرى الريف» فلم أزكه من 
يدى » ونث وهو إلى جانى رن باك دراك ف و لاحل ب الإبلافب 
من جنات تخرى من تحتها الأنمار » أ كلها دام وظلها ٠‏ ولم أستطع أن أفارق 
كابك القم » حتّى أتممت قراءته فى اليوم التالى ٠‏ وكن ت كما راقنى فصل مرن. 
فصوله القيمة المتعة» تلوته على جمهرة الحاضرين» لأمتعهم ذلك المتاع الحسن معى ؟ 
ولأشركهم فى هذا النعم : من ذكر أفضل الكائنات» وسرد تارييم حياته الشريفة» 
ومناقبه العظيمة» ومعجزاته وأخلافه» وكل ما بتعلق اشخصه الشريف»ف عبارة 
لا أصفها إلا بأنما تسحر القارئ» وتالخذد بلبه . 

وإنى لأثتهد واشيد الله» أنك كتيت هذا الاب الكريم من قلب خالص» 
وجعانه زلفى تتقزب به إلى الله ورسوله .. ول وأن رجلا بلغ الكفر من قلبه مبلغا 
بعيداء وأوغل فى الشرك وعدم الإيمان رسالة نبينا عليه السلام ٠.‏ أقول: لو أن ذلك 


الرجل قرأ مخابك ». مخرج منه وهو يرفع الصوت : أشمهد أن لا إله إلا الله وأن 


عدا رسول الله : حقا:وصدقا: ٠‏ 

فطو بى لك أنه الرجل. طو بى لك إذ وفقنك الله أن تكتب هذا اكاب عن 
نبيه» وأن تسلك فبه مسلكالم سبقك إليه أحد» وأن ببلغ علمك بالرسول الكريم 
وحياته الشريفة» مباغا يحعلك من المقزبين منه» ويجعل لكمابك من المكانة أرفعها 
فى نظر القارئ المنصف : من أى دين وملة ٠‏ 

فلتقد سققت الأدلة » دليلا برتفع من فوقه دليسل » حتى بنيت بكثابك صرحا 
للسلمين فى مشارق الأرض ومغاريها يفتخرون به» وحجة يقيموها أمام كل مكابر 
ومناقق . إنى لن أوفيك ما نستتحق ايك من ثناء ».ولا أستطيع أن أكون نظيرك 
فى التدليل والتحليل . ولكنى أمام ذلك الكٌاب» ل أجد إلا”أن أقول لك : طوبى 


2 








وكتب حضيرة النطابى البارع الدكتور زى عل » الظبيب مستشفى قصرالعييق 
حضرة العلامة الخليل» الأستاذ محمد أحمد جاد المول بك 

إن المؤلف العظم ( المثل الكامل ) الذى أنحرجتموه للناس» لمو أثر<الد » 
يتحدّث ا كك من عظمة الخلق » وشرف النفس» وقوة الإيمان» وشدّة التقوى » 
وصدق اللهاد فى سبيل نصرة دين الله ورسوله » صل الله عليه وسلم ٠‏ وأعتقل 
أنه يحدر بكل مس تق ورع يسك بدينه» أن يطالعه بتمعن » وكفاكم هذاغرا 
دائمفاء وشرفا كيرا . 

أيها العلامة» وأستاذنا التق الليل» جزا؟ الله عن دين الإسلام » وسنة رسوله 
صل الله عليه وس خير المزاء ٠‏ وإنى الآن أشعر بالسعادة والسرور العظم » 
حين أهدى إليكم رسالتى فى الطب العربى » راجيا أن تتقيلوها بقبول حسن ٠‏ 


وتفضلوا بقبول أشدّ إعابى وثنائى» وميد #>ياتى واحترانى . 


3 
وجاءنا من حضرة صاحب الفضيلة العالم العلامة الشيخ ممود شويل المدرؤس 


اعد البو اتيب 


امد لله وحده » والصلاة والسلام على تبه من بريته » أفضل داع إلى 


توحيد ربه» سيدثا عد وآله وحزيه وصحبه . 

ال الأستات الهام» السسية عمد جات الموى بلك وفقه الله للرماته : ول 
ذنحرا للإسلام بتع أنناءه » ويرىف أهله » ويغذى رجاله آمين . 

السلام علج ورحمة الله وبركاته ٠.‏ وبعد فقد ورد علينا بالمدشة المنؤرة » 
حاوية الحثة المطهرة » التى أفاض صاحبها صلى اله عليه وسلم فى حياته على العالم 








1 رسائل التقر بظ 


نورا » وأمدهم بحياة من الوحى المنزل عليه كاك المسمى (عد المثل الكامل) ٠‏ 
فألفيناه حقيقة مثلا أعلى فى موضوعه» لم لسبق إليه نانج » ولم يعرج علىمثله كاتب» 
ل ل 1 2 1 لك 
ف الأمةالإسلامية الآن رجالا أفذاذاءلم تلعب بعقوطم زخارف الإلحاد» ول تستلبهم 
بروق المروق » +أمدا لله سبحانه أن أوجدك فى هذا الزمن » محبيا آثار سلفك » 
ددا تراث أجدادك ؛ إذ قت بتلك الفضيلة» وهاته المنقبة الفذة » الى دات 


على قوّتك الديذية» وعبقربتك الإسلامية ٠‏ 


5 
وكتب حضرة صاحب الفضيلة» مولانا الأستاذ اكليل» الألمعى التق الورع » 
الشبخ بوسف الدجوى » من هيئة كار علماء الأزهصس الثشريف 
حضرة صاحب الفضيلة والعزة » الأأستاذ الكبير » والعلامة النبيل » مد 
جك ارك له 
أهدى إليك من التحيات أعطرهاء ومن الإ كار والإجلال المقرونين بالإعظام 


بقدر ما متحت من فضل وكال» وتقوى وإعان ٠.‏ 


وللدشدوات 0 (نغد صل الله عليه وسلم المثل الكامل)» فإذا بك كاتب 


مطبوع» موفور الحظ من الإجادة» ممتاز بصفاء الدبباجة» وجمال البلاغة» ووّضوح 
المعنى مع سمو التزعة ٠.‏ و إذا بك قد أودعته كثيرا من طرائف الحكم التى شهدت 
بصفاء الروح » وغمزارة المادة » وسعة الاطلاع » ودقة التعبير» وشرف الغاية » 
ونبالة المقصد . قد مع فأوعى : علما وأدباء» وفضلا ونبلا» وأخلاقا ونورا ٠‏ وعلى 
المملة فكله حم شافية كافية» تضمتتها ألفاظ بليغة سهلة التناول» بعيدة عن كد 








وسائل التقر يظ 


الفكر» شأن المطبوع . زائتها معان رفيعة » مفعمة بقّة التحقيق وحسن الاختيار» 
مكسوة حللا من التوفيق » وبراهين من التأبيد » جعات قطوفها دانية لأسط 
العقول » و إن كانت من العظمة والحلال كان . قد صوّرت هذا النى الكريم » 
ومثاته أبدع تمثبل : تمثيل جدير أن يرك من النفوس الصافية عشقها البالغ ىا 
انطوت عليه تلك احياة من كال» وما اشملت عليه من جليل اللحصال» وروعة 


الاعتبار» فكتم مؤمنين حقا» من ورثئه الأنبياء صدقاء» تنظرون ور الله ٠.‏ 

بشمعم من الاداب الدينية» والتعالم الاجتاعية الخلقية» مادل على عقل ناض » 
ودين قوم وخلق عظم » ونظر متسع » وقريحة وقادة» وفطرة سليمة» ونظر ثاقب » 
دل على أن العلم لا آخرله» وأن الفضل لا حد له» وأن التبوغ لا بلناهى :5 

تلك صفات فد أنارتك 5 الطريق » وأوضحت لك الحقائق » وجعلتم من 
الذين اتخذوا من علمهم ودينهم » وتقواهم ويقينهم » أداة صالحة لإدراك المثل الأعلى 
من الكال» فأبرزتم للناس خيرصورة ديلية اجتاعية» تدعو إلى الإيجاب والسرور» 
5 تدعو إلى العيرة والحشوع : صورة ير لما علماء الاجتّاع إجلالا وإ كارا 2 
رأسائدة علم الئفس دهشة وحيرة ٠‏ 

فكنتم مرء رسوخ البحث وصصة التحليل فى أعلى ذروة ٠‏ ومن معرفة قدر 
ذلك الننى الكريم » والرسول السيد السند العظي » مهد صلى الله عليه وسلم ‏ فى امحل 
الأسنى» والمقام الخجى . 

محصتم المقائق بأحسن أسلوب وأبدع نظام ؟ فلكتم المشاعى بما وققتم 
إليه هن مع شى المزايا» وك لقال ٠‏ وهو توفيق عرز يز» ,ين به الحق كال 
على هن شاء من خاصة عباده 5 


جمعت به السعادة فى نطاق 2 وأسباب المداية فى قران 





1 رسائل التقر بظ 


فكان شافيا للنفوس» مبرئًا لما من سقامها » رادا إلى العقول الشاردة رشذها» 
و إك التفوس امحدفة صواءها .فته اب حوى من الالح أغلاها ! ومن التحقيقات 
أدقها ومن المباحث الأنيقة أوسغها وأعلاها» ومن كيم الفضائل أجملها وأوفاها. 
ولا غرو فأنت نسيج وحدك ! 


وما أنس لا أنس موقفك الذى أرضيت به الله ورسوله » بمؤتمرالمستشرقين 
( بأوربة سنة ١48‏ )» إذكنت تقزر البراهين الساطعة» من التواري الإسلامية 
والفرنجية:» والأدلة العقلية» على كضة ما تقول» وعلوكةب الرسول» حتّى صفق 
إلك أعدداء. الذي © ووزصن الماتابين». تحضوا المتطقلك»؛ وتأتزا حر انلك ففجنا 
لك! عالم ديق » وفبلسوف اجتاعى» وشرق وغربى ... - وعرى” !1 ! 

وليس عل الله بمستبحكر أن يجع العام فى واحد 

وبعد فقد بذلت لأمتك اتلالص من حقائق الدين» وصفو اليقنن » وشعائل 
سيد المرسلين؛ ليهلك من هلك عن ببنة» ويحيا من حى” عن بينة ٠‏ فكانفت 
خابك : 


كالييت أكرد لا إيطاء يدخله ولا سناد ولا ف اللفظ إقواء 


فكان لزاما على المنصف أن يقدّر ل هذه المواقف المشمورة»» و يعر فلم 
تلك المساعى المشكورة» التى ردّت كثيرا من الششمبات » وقضت عل تلك اللمزعبيلات 
التى أذاعها هؤلاء الزعانف الذين ميت بصائرهم ؛ تشطرا خبط عقواء كدر 
مقال العابثين » وصدى صوت الناعقين ؛ فكانوا أعظم الناس. جهلا بمزايا هذا 
الى الكريم ٠‏ وأ كير م عداء لذوى اليقين من الراضذين» وأشدم طعنا عل ماجاء 
فى الدين : ([ بل كذبوا يا لم يحيطوا بعلم ونا انيم تأويلة (٠ ٠)‏ كلا بل وان عل 


ا 


لويم ما كانوا يكسبوق) . لقد وقفت لم موقف المرشد الناصع الأمينب بفزاك الله 








رسائل التقر نظ 1 


خيرا عن الإسلام والمسلمين» وجعلكم من الذين أنعم الله عليهم : من التبيين 
والصدّيقين والشهداء والصالمين . 

وحناما أر حو أن تتقيلوا أسمى عبارات الاحترام والإعظام » والإ كار والإجلال. 
والسلام علي ورحة الله وبركاته ٠.‏ 


وكان تمام طبع هذا الاب مطبعة دار الكتب المصرية فى يوم الثلاثاء 
١‏ من صفر سنة 1و1 مجرية الموافق 5١‏ هن يونيه سنة «م؟١‏ ميلادية ىة 


0 
ملاحظ المطبعة بدار الكتب المصرية 








سطر صفحة فطلا صوا اك سطر صفحة م صوا اب 
5 8 5 0 0 ا 
١‏ 107 كانوا أنفسهم كانواه أنفسهم | ١88 ٠١‏ يحافا ١‏ يحاف 


ده مشاه 


أامه مطيق مطبق 1١‏ كما افدت قدت 
ل لات 188 _شروط بشروط 
رقع م 


ا كف م« ٠+‏ الترّلك اتدل 


7 700 « ..” واتساع والساع 
0 سمة نك * من 


38 


6ك 5 5 





٠‏ خاله لا 


دده 


القووم 
١‏ عسل اليبو 
4 العلياء 








لات 





( مطبعة دار الكتب المصرية 1385/1١10‏ ١٠1ه)‏ 














-0© هاقتص لاه م80 للمععنوى 


قلا23نا 


03لا 











2 4 1 /01ا 





١ 1 البسلا‎